أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نسيم عبيد عوض - ومن الجافى خرجت حلاوة















المزيد.....

ومن الجافى خرجت حلاوة


نسيم عبيد عوض

الحوار المتمدن-العدد: 3765 - 2012 / 6 / 21 - 00:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد تحيرت كثيرا فى الأيام الماضية ‘وتاه الفكر وعجز القلم فيما يكتبه ‘وكل مابدأت فى الكتابه يتوقف القلم ‘ فبماذا أكتب والصورة مظلمة تماما ‘ إن مايحدث فى بلدى مصر الآن يشل التفكير ويشتت العقل ‘ شيئ غريب ينخر فى جسم الوطن لم نرى له مثيل فى تاريخنا القديم والحديث . والحقيقة أن مايحدث فى مصر منذ بداية عام 2011 محير للعقل ‘ قامت ثورة 25 يناير وقف لها العالم كله مفتخرا ومراقبا ‘ وفى خلال أيام قليلة سقط حكم الرئيس وتنحى عن الحكم وسلمه لمجلسه العسكرى ‘ وإنصرف الثوريين لبيوتهم ظانين أنهم صنعوا ثورة وأتمموها ‘ والذى حدث أنها لم تكن ثورة ولكنها كانت فوره صراخية كلامية أنتجت تنحى الحاكم ‘ولكنها ليست ثورة على الأقل لو قارناها بما يحدث فى سوريا ‘ الشعب فى ثورة مستمرة يسقط منه القتلى يوميا ولم تتوقف ثورتهم حتى يغيروا الحكم والنظام الفاسد كله ‘وهذا هو مفهوم الثورة الحقيقية ‘ إحداث تغيير جذرى فى النظام الحاكم ‘ وإقامة نظام جديد للمجتمع ‘ ونحن المصريين لنا مثل يحتذى فى الثورة الحقيقية ‘ وقد حدث هذا عام 1805 م عندما ثار شعب مصر بقيادة عمرو مكرم وبطريرك الأقباط وكبار الشعب وولوا هم بأنفسهم محمد على وأجلسوه على كرسى حكم مصر ‘ حاربوا خورشيد باشا الوالى وجنوده حتى تنازل وغادر البلاد ‘ وصدر الفرمان العثمانى بتولى محمد على حكم مصر ‘ وهكذا بدأت البلاد تعيش فى نهضة عصرية حقيقية لم يحدث أن شاهدتها بلادنا حتى اليوم . وكانت هناك ثورات فعلية أيضا فى تاريخ مصر الحديث مثل التى قادها عرابى وسعد زغلول ‘ولأنها حقيقية شارك فيها كل الشعب بجميع فئاته وطوائفة ليس حصرا على فئة دون أخرى.
والذى حدث منذ 25 يناير 2011 وحتى اليوم شيئ لا مثيل له فى عالم الثورات ‘ ليست ثورة بالمقارنة بباقى الثورات ‘بل هو تقطيع فى أطراف مصر الحية ‘حتى يسلبوا منها الحركة ويردوها عاجزة تماما . بدأت الأمور تنسحب من تحت أقدام المصريين وتعيدهم حثيثا الى النظام السابق ‘ وأصبح الشعب كعرائس المسرح يتحركون من خلال أصابع كثيرة ومتعددة تتنازع وتتقاتل بكل الطرق للفوز بحكم مصر ‘ وخلال فترة قصيرة صرخنا خلالها لإعطاء فرصة زمنية لشعب مصر حتى يلتقط أنفاسه ‘ ويتم تثقيفة وتوعيته ‘ ويفرز له أحزاب نوعية تتغلغل فى أوصال الشعب لتعلمه كيف يمارس الحرية وكيف يطعم بالديمقراطية‘ يشارك فى حكم بلده بكل حرية وإستقلال ‘ دخلنا فى مرحلة إختيار السلطة التشريعية ‘وكان بالطبع أمام شعب فقير جاهل مريض وفتحت له أبواب الحرية على عجل ‘ أن إختار التيارات الإسلامية لتمسك بكتاب التشريع لمصر ‘ والتى سقطت فى حفرة عنكبوت الخلافة الإسلامية ‘يعطى فيها الأوامر مرشد الإخوان القابع فى مكتبه يأتيه الناس أفواجا ليقبلوا رأسه ويديه ‘ وشعب مصر يقف متفرجا ‘ والإعلام يهلل بدون وعى ولا مسؤلية ‘ والمجلس العسكرى يحرك خيوك عرائس المسرح منتظرا لحظة السقوط الكبرى ‘عندما يتفجر الموقف ويصبح الأمر محتاجا الى فرض سيطرة عسكرية كاملة على حكم مصر لحمايتها من حرب أهلية ‘ومن وقف مجازر الدماء التى ستسيل على تراب مصر.
التطور السريع فى حركة الأوضاع فى مصر ‘ بدأت بإصدار حكم المحكمة الدستورية العليا بعدم شرعية قانون إنتخاب مجلس الشعب ‘وهذا كان معروفا منذ وضع البشرى وصالح تلك القوانين المبتورة فى ماسمى الإعلان الدستورى ‘ وكأن المجلس العسكرى وواضعوها كانوا يعرفون الأمر أو كان هذا تخطيطهم لمستقبل الأحداث ‘ وصدر حكم المحكمة العليا والذى ينبغى تنفيذه بحذافيرة بدون مناقشة أو مباحثة ‘ثم نفاجئئ بأن الإخوان المسلمين يرفضون تنفيذ حكم المحكمة الدستورية العليا فى البلاد‘ ويقودون كل الأخوان المسلمين بأشكالهم المختلفة فى الشوارع يعارضون ويرفضون تنفيذ القانون ‘ وبهذا دخلنا فى هزلية درامية لا مثيل لها فى العالم وتاريخه ‘ بل دخلنا فى دائرة العار ‘ شعب مصر الوارث للحضارة والتشريع القانونى والدستورى كمثال بين دول العالم أصبح فى دوائر السخرية والتعجب من شعوب الأرض .
وفى غيبة من الزمان والشعب لا يدرى شيئا يصدر المجلس العسكرى تعديلات دستورية على الإعلان الدستورى والتى بموجبها يضع كل سلطات رئيس الجمهورية بين أصابعة ‘ يلغى حرية الحركة وينصب نفسه رئيسا فعليا للدولة فوق كل رآسه ‘على إعتبار تخوفه من حاكم من ألإخوان المسلمين ‘ ولا أعلم لماذا تذكرت الخديوى توفيق الذى فى حضور عرابى الثائر قال لشعب مصر "إخبطوا دماغتكم فى الحيط " ومن بعدها إحتلت مصر لمدة سبعين سنة ‘كما سيى البابليون شعب إسرائيل 70 عاما. هل نحن شعب يعشق الفكاهة ولا يتعلم من دروس التاريخ ‘أم أننا فى صفوف المتفرجين نشاهد درامية أو كوميدية عبثية يلعبها أناس ليسوا منا ‘ أحيانا نشجعهم وتارة نتركهم يفعلون مايشاؤون ‘ الآلاف المتراسة فى ميادين التحرير تشارك فى خراب مصر وهى لا تدرى ‘ لأنه لو لديها اليسير من الوطنية لما فعلوا هذا.
المهزلة العبثية الأخيرة والتى كتمت على أنفاسنا وحطمت معنوياتنا ‘وأدخلتنا فى أنفاق اليأس والإحباط ‘هو مايجرى ألآن بعد قفل باب إنتخاب المرشح لرئاسة الجمهورية ‘ففوجئنا وجميع شعب مصر بخروج مرشح الإخوان بعد ساعات قليلة من إغلاق صناديق الإنتخابات يحتفل بفوزه بالرئاسه ومازال‘ وبغض النظر عن حقبقة ذلك ‘إلا أنها درامية أخرى وعبثية هزليه فضحتنا أمام العالم كله ‘ حتى أن منظمة كارتر التى راقبت الإنتخابات صرحت بأنها لن تشارك فى مراقبة إنتخابات إعادة فى مصر مرة أخرى , مالذى يحدث فى شوارع مصر وفرز الأصوات مازال مستمرا ‘يخرج إخوان المسلمين يزفون رئيسهم الفائز فى الإنتخابات ويبدأن فى تنصيب جهاز الحكم ‘ والنتيجة التهائية لم تعلنها اللجنة العليا للإنتخابات ‘والتى يرأسها رئيس المحكمة الدستورية العليا‘والتى لا نشك فى نزاهتها‘ الصورة التى تنقلها وكالات الأنباء صورة يغلفها العار وليس الإنتصار ‘ كيف يحدث هذا فى مصر ‘البلد الذى يصدر للعالم كله من يسطر لهم قوانينه ‘واما نحن فلدينا قطاعا كبيرا من الشعب( بالكثير 13 مليون) الذين صوتوا لمرشح الإخوان ‘ ومن 85 مليون مصرى يريدون فرد سلطانهم بالقوة وبالعنف على مجريات مصر كلها ‘ فهل يرضى ويقتنع الشعب بذلك .
هذه هى الصورة الموجودة أمامى والتى أقف أمامها متحيرا غير قادر على الكتابة‘ هل الأمر يسير نحو حرب أهلية يخطط لها الإخوان المسلمين فى شوارع مصر ‘ تأكل معها الأخضر واليابس وتنشر الظلام فى ربوع مصر ‘ وهذا لن يقبله شعب مصر مطلقا وسيحاربونه بكل قوتهم ‘ ولكنها حرب أيضا سيسيل فيها دماء أولاد مصر . أم هذا مخطوط له لإنقلاب عسكرى يضع فيه الجيش يده على مجريات الحكم فى مصر لزمن غير معلوم تطبيقا لما حدث فى رومانيا ‘وذاك أيضا مرفوض تماما عن مصر فالثورة الوقتية التى حدثت فتحت أمامهم أبواب الإستشهاد ومحاربة كل مالا يروق لهم ‘وفى النهاية هناك ثورات قادمة ‘ وفوضى عارمة وعدم إستقرار قد يطول ‘ وهل إدارة إقتصاديات البلد تتحمل العبث بمجريات حياة المصريين ‘لدرجة تشعر معها أنعدام الوطنية المصرية ‘ أو عدم رؤية المجهول ‘لأننا ننظر الآن فى نفق مظلم فلا نرى فيه مستقبل الحياة فى مصر .
ولكن ماعلاقة عنوان المقال بكل ماكتبته هنا ‘ لقد كنت أقرأ فى سفر القضاة وقصة شمشون ‘ وجاءت هذة الآية أمامى " ومن الجافى خرجت حلاوة " فكتبت هذا المقال على الفور لإننى تناسيت قوة الله ومشيئته حتى إننى يئست من الوضع فى مصر ‘ولكن عندما قدم شمشون هذه الآية الحقيقية حكاها كفزورة لم يستطيع أحد تفسيرها ‘ ولكن الله حققها بروحة التى حلت على شمشون فصنع تلك الآية ‘والتى هى تعطينا الدرس بعدم الخوف أو اليأس ‘فالله قادر أن يخرج من الآكل أكلا ومن الجافى يعطى حلاوة ‘ وأنا أؤمن بذلك.



#نسيم_عبيد_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحذروا وباء الإخوان المسلمين
- ثقافة الديمقراطية فى مصر
- فى إنتظار شروق الشمس
- النداهة..!
- مرشد الإخوان الحاكم الفعلى لمصر
- حوار قداسة البابا مع جريدة الأهرام
- مصر من غير قداسة البابا شنودة
- وفى يوم إنتقالك وحدت مصر !
- الثغرة
- لقد حفرت حبك فى قلوبنا وتاريخنا القبطى
- الأقباط فى عينى الدستور والرئيس
- الجواب من عنوانه !!
- ليلة تهجير أبو سليمان من أرضه!!
- النور السلفى ينشر الظلام فى مصر
- قنابل العار المسيلة للدماء
- لقد طال المخاض يامصر
- حقيقة أقباط المهجر فى رسالة دكتوراة
- ما يطفو على السطح
- أين الإرادة المصرية؟
- المادة الثانية إلغاء للهوية المصرية


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نسيم عبيد عوض - ومن الجافى خرجت حلاوة