أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الوهاب القريشي - الجزء الخامس- الإعصار الأسود-














المزيد.....

الجزء الخامس- الإعصار الأسود-


عبد الوهاب القريشي

الحوار المتمدن-العدد: 3763 - 2012 / 6 / 19 - 13:13
المحور: الادب والفن
    


عبد الوهاب القريشي
يقينا ً بأنَّ المفنيين أخطأوا التقدير سمحوا للكلاب أن تخالطهم وتدون أسماءهم لا بل صورهم من يستطيع أن ينكر صورته وصوته أي داهية هذا الذي غطى هزيمته المنكرة بثعلبية لا تخطر على بال...ولولا الغوغاء لأصبح العراقيون يتحدثون عن هزيمة جيشهم الذي عرف بشجاعة /بصنوفه أفرادا وضباطا ً غيارى .كان في زمن الزعيم عبد الكريم قاسم رحمه الله منتميا الى العراق فحسب وينصر الجماهير إلا أن اعداء العراق ..دمروا وطنيته
..لكن الأسياد أمروا الدجال أن يكسر سيوف الجيش العراقي وما كان دخوله لاحتلال الكويت الا بداية النهاية
** ** **
مَنْ أطلق النار ليغطي أذان المغرب؟ مَنْ أشعل سماء المدينة المقدسة بالاضوية الخاطفة الحمراء ...في لغة العسكريين الاطلاقات من نوع المذنب الحمراء.(( للإرشاد والدلاله))...صوت من المارة يصيح مالخبر؟
تخرج من باب أحد المنازل إمرأة تزغرد فرحة ً تصيح مات الخنزير...مات الدجال..
- مات الدجال ؟ مَن قال لك هذا؟
- لقد مات الدجال والاطلاقات ُ شاهدة...
الكل يطلقون حتى أحالوا سماء القداسة خرائط فجة ، وهم لا يعلمون بأية داهية سيبتلون...لا يدرون بأنهم ضحية الكلاب وغدرهم
** ** **
في الصباح جاءنا الحي الاول مهزوما... جاءوا أطفالا ً ونساءً وشيوخا ً.. عيونهم جامدة من شدة الرعب .. تساءل البعض ماالأمر؟؟ قال قائل ٌ منهم : النار ...قذائف المدفعية انهالت على الطرقات والمنازل.. سطقت بعض الدور على الابرياء ممن ليس لهم ناقة ولا جمل في صنع الإعصار الأسود...
نسيت جارتها أباها الذي يحتضر... وأخرى لم تعرف أين ذهبت طلفتها؟ .. طفل يبحث عن إمه ببكاء مرير أطفال ضائعون وغضب ٌ مقتول ٌ سيطر على أهل المدينة...هل يقاومون دون أسلحة فعالة ؟ ومنْ هم ؟... إنَّ القسم الأعظم من المدينة متفرجون ويمشون بأبصار ٍ زائغة خوف الموت مشويا ...قد أجد العذر لهم فالذي حدث فصل ٌ جديد ٌ صمم من وراء الكواليس وباتت الرموز مختلطة الأشكال والألوان بعضها مع البعض الآخر فلم نعرف وقتها الابيض من الأسود..
** ** **
الجارة التي لا أدري كيف عرفت أنباء ما حدث ؟ وما سيحدث؟ قالت :
الكلاب المدربة ُ ستأتي ... والعليل ينقل الى بقعة ريفية ...هربا ً من الإعصار الأسود وساد الوجوم والقلق أجواء المدينة ا ،لمحاربون المزيفون . أم الابرياء هم أضاعوا طريقهم ويستعدون للفرار هربا من المنازلة الخاسرة...لا يمكنهم صد جيش نظامي لم يدخل معركة قط لعله وجد لهذا اليوم_ الحرس الجمهوري – الخاص ...
حين دخلت ليلة الرعب وقد زينتها الإنفجارات والدوي ..لا نعلم أين تسقط القذائف.. خرجت ُ من المنزل والفضول يدفعني لأرى أين تسقط القذائف والصواريخ ارض ارض وأية بقعة حلَّ بها الدمار؟.. كان الطريق الذي يربط بين النجف وكربلاء يبدو له نصيب الأسد ...الطابور الخامس والسادس وال ....سرب أنباء المنفيين والمنافقون يرصدون أهدافهم بدقة لم استمر والمطر الاسود الناري يرغمني على العودة الى المنزل لننتظر مع المنتظرين لم انم طيلة الليلة المزمجرة وجدران البيت القديم تهتز وترتجف او تميد قليلا ...البيت مثل شجرة نخشى أن لا تقوى على عصف الريح السوداء.
حين أمطرت السماء ُ ناراً وأكفهر لونها في الليل زاغت الابصار منا واضطربت الانفس ولا أدري كيف صدر القرار أن نمضي الى بيت شقيقتي الكبرى ...لعلنا تصورنا أن لديهم فسحة من الامان ...وحين وصلنا الى بيتها ..حركنا فيهم الرعب بعنف ولم يراودهم بهذه الشدة وقال ابن العم : من قال لكم بأنَّ هذا المكان هو الأفضل؟ وما الفرق بين داركم وداري؟.....والقذائف مستمرة ولا نعرف لمن موجهة .
عندها أدركنا الحقيقة لا عاصم إلا الله
عدنا الى مستقرنا حاملين عبء ثرثرة النسوة وتفكيرهن بصوت عال
** ** **
كان صباح يوم الرابع عشر من الشهر الثالث/1991 لون جو المدينة رائحة الموت والرعب، وحب الحياة جعلنا نبحث عن مكان تهدأ الروح او الارواح نسبيا ً..أما أطفالنا سلبهم الرعب فرحهم الطفولي ودمرهم الجوع حتى الفتهم تغيرت في بعض مساراتها....
قال حكيم لقد وجدت مكانا ً آمنا ً لقد أوينا فيه ليلة البارحة هيا تحركوا اليه فلا ندري أي بيت سيحترق أو ينهد فهل ندفن أحياء ؟؟...صار بعضنا يحدق في عيون البعض...الوقت ُ عصيب ولابد من إتخاذ القرار سريعا ...في العاشرة والنصف، ودعنا الدار التي يسكنها وتوجنا نحو بناية حديثة الى ملجأ تحت الاسواق المركزية في النجف الاشرف ولم ينجو الملجأمن عبث العابثين من اجهزة الامن التي انضمت مع الغوغاء اولئك الخنازير الذين تظاهروا بانهم يحملون بيرق الانتفاضة حتى الأرضية أفرغت من محتوياتها تلك المفروشة بالرماد الأسود...حملنا قليلا من الاكل وقليلا من الماء ، وفرشنا بعض الاغطية على تلك الأرض المتسخة ولم نكن نحن العوائل الوحيدة الاربعة في هذا الملجأ فلقد شاركتنا فيه ثلاث عوائل أخرى ..حاصرها الرعب في الليلة الماضية..وفي الساعة الخامسة عصرا جاء ابن العم( م ) بالشاي وبعض الأكل متحديا أمواج الرعب والموت كان قد تخلف في داره ليحرسها ولكن الانفجارات القريبة حاصرته فأهتزت الدار إهتزازاً رهيبا ً وحملهما هو ووالدته إعصار الرعب الأسود الى الأنضمام الينا عندها هربت الشمس بدورها هي الأخرى من قسوة البشر البربرية ..لتتنفس الحرية محتمية ً وراء الأفق بعد ان لوثت القذائف جدالها العسدية
للقصة بقية



#عبد_الوهاب_القريشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الرابع من الإعصار الأسود
- الجزء الثالث من الاعصار الأسود
- الجزء الثاني( الإعصار الأسود
- الجزء الاول الإعصار الأسود
- فرض العصيان المدني باسلوب ٍ صدامي
- الحكومة العلمانية هي الحل الموازي لنجاح امريكا و مشروعها
- نعم تعبنا من هذا الاسلام السياسي
- مصالحة بالدهن الحر( مع الاعتذار الى الكاتب والشاعر وجيه عباس ...
- العلمانية والاصولية والبحث عن الهوية الاسلامية
- شعبٌ بدون هويه..او الشعب البدون!
- ما العلاقة بين العلمانية، الدين والدولة؟؟
- الاسلام في قفص الاتهام وظهور سلمان رشدي من جديد- كامل السعدو ...


المزيد.....




- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الوهاب القريشي - الجزء الخامس- الإعصار الأسود-