أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - عناوين وهوامش














المزيد.....

عناوين وهوامش


ميساء البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3760 - 2012 / 6 / 16 - 00:58
المحور: الادب والفن
    


عناوين وهوامش
كتاب الحياة كما أي كتاب .. فيه العناوين البارزة وفيه من الهوامش العديد ..
في كل كتاب يكون هناك عنوان واحد .. وعدد كبير من الهوامش .. وقد يكون هناك أكثر من عنوان لكن واحد منهم هو الرئيس ..
أما الباقي فهم عناوين ثانوية .. فرعية .. هامشية ..
ويبقى عنوان واحد فقط هو الرئيس ..
في هذه المساحة المعروفة بالركن الهادىء .. ليس لأنها تطرح مواضيعاً هادئة .. بل على العكس تماماً فهي تطرح مواضيعاً متفجرة .. لكن بعد طرح مثل هذه المواضيع المتفجرة نشعر ببعض الراحة لأننا نكون قد طرحنا كل ما في داخلنا من أفكار متأججة على ورق وأصبح بإمكاننا التحكم بهذه الأفكار من خلال عمليات التغيير .. شطب.. إضافة .. تعديل .. مسح .. وقد نصل إلى عملية الحذف الكامل .. لكن كل هذا بعد أن تكون قد وصلت إلى الركن الهادىء في دواخلنا والذي كان يغلي كبركان هائج ثم قذف كل ما في جوفه من حمم بركانية إلى السطح والتي قد تؤذي البعض أحياناً .. لكنها بالتأكيد تحفر أنفاقاً لأفكار كانت مختنقة في باطن العقل والفكر ولم تجد لها منفذاً للخروج إلى سطح هذه الحياة ومصافحة وجوه الآخرين عن قرب وقراءة تعابير الاندهاش أو الرضى على صفحات وجوههم .
بالطبع هذا الاستطراد عن مساحة الركن الهادىء هو للتوضيح فقط .. لكنه ليس هو لب الموضوع وقد لا يمت للموضوع بصلة ..
فحديثنا الآن هو عن الهوامش والعناوين .
حتى نكون عناوين في كتاب الحياة لا بد لنا من مواصفات .. وحتى نكون عناوين بارزة وعناوين رئيسة وعناوين مقروءة وعناوين منتظرة يجب أن نتحلى في صفات ومواصفات مميزة أهمها ..
الخلق .. يجب أن تكون أخلاقنا سمحة .. دمثة .. طيبة .. كنسائم الريح العليل أينما هبت وكيفما اتجهت فتركض نحوها الأنوف وتلهث وراؤها الرئات ..
الفكر .. لا بد أن يكون لدينا فكر حرٌّ مستقل ناضج ترسخ جذوره في تربة خصبة صلبة عميقة بحيث لا يميل كيفما مالت الريح فنراه يوماً في الشرق ويوماً في الغرب .
المبدأ .. المبدأ الراسخ الذي لا يحيد عنه المرء ولا يتزحزح مهما جثمت على صدره من صخور وعقبات .. يعيش ويموت ويورث لأحفاده نفس المبدأ دون زيادة أو نقصان ..
السلوك .. يجب أن يكون سلوكنا واضحاً وسوياً في كل المواقف وفي كل اللحظات .. ساعة الشروق لا تختلف عن ساعة الغروب .. المزاجية ليس لها قدم تزحف بها هنا على أرضنا وتعبث في زرعنا ..
احترام الآخر .. يجب احترام الآخر حتى لو اختلف معنا في وجهة نظره .. لكلٍ وجهة نظر هو وحده المسؤول عنها .. نحن لا نسائل الآخر ولا نعاقبه ..
ولكن على الآخر أيضاً أن يلتزم حدوداً معينة في تعامله معنا حتى يضمن لهذا الاحترام الاستمرارية .. وأول هذه الحدود هو عدم المساس في ديننا أو بشكل عام عدم المساس في الأديان جميعها ..
عدم المساس من قريب أو من بعيد في وطننا وعروبتنا وأمتنا العربية ولغتنا العربية ..
عدم المساس في أسرتنا الصغيرة ..
هذه تعتبر بالنسبة إلينا خطوط حمراء يجب على الآخر أن يحترمها وألا يتجاوزها وإلا فإن هذا سيعرض احترامنا للآخر للتعثر .. وقد يقع بشكل نهائي .
الرحمة والشفقة والتسامح والمغفرة كلها أخلاق ومبادىء وسلوكيات لن نكون عناوين بارزة من دونها ولن نكون عناوين أصلاً إن لم نتحلَ في هذه الصفات مجتمعة وتكون متأصلة فينا ..
ومن الطبيعي إن فقدنا صفة العنوان أي إن لم نكن عنواناً أو عنواناً بارزاً أو عنواناً رئيساً فنحن بالتأكيد ستقبع في زوايا الهامش التي مهما كبرت ومهما علت ومهما امتدت ستبقى هوامشاً .. نجاحها مجرد فقاعة صابون بريقها يجذب الأنظار لكن لبعض الوقت لأنه سرعان ما سيزول ..
بقي أن أقول أنه إن كنا في يوم ما عناوين فلا يمكن أن نصبح فجأة هوامش لأنه مهما علا سقف الهامش و تدنى سقف العنوان .. يبقى العنوان عنواناً والهامش هامشاً ..



#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى ذلك ....
- في انتظار الخير
- الراية .
- أعواد الحطب
- هل معك أحد ؟
- اللعبة
- شرق جهنم
- على حافة الوطن
- في ذكراك .
- ليلى .. هل تذكرين ؟
- هل كان الربيع ؟
- الوطن كما يجب أن يكون
- سراب
- اللاشيء
- دعوة ..
- المتسول ( قصة)
- خطوة
- أيلولية الميلاد
- نبوءات كاذبة
- لا أتوب !


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - عناوين وهوامش