آل كابوني يتظاهرون ضد الملح في شوارع بغداد

محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3755 - 2012 / 6 / 11 - 12:05
المحور: كتابات ساخرة
    

(في خبر عاجل من احد تجار الجملة في سوك (مريدي) قال ان الحكومة قد اوقفت استيراد الملح المصفى وطلبت من المواطنين الاتكال على الله والذهاب الى الصبخات المحيطة بمراكز المحافظات لتصفية الملح من التراب والطين هناك وعلى حسابهم الخاص.
وقال هذا التاجر ان الحكومة لم تعط تفسيرا معقولا لهذا الاجراء بحيث كثرت الاقاويل والشائعات حتى لم يعد للفنانين التشكيليين العراقيين سوى البحث عن فص ملح ليرسموه او يحنطوه فيما ادعى مدير المتحف البغدادي بانه استطاع وبالتعاون مع خبراء البيئة في هضبة التبت من تحنيط فص ملح كبير وتم تعليقه على بوابة المتحف معلنا بانه سيتاح للجمهور رؤيته عن كثب قريبا.
ولكن البيان الذي صدر امس من الامانة العامة لمجلس الوزراء والذي نفى مثل هذه الشائعات أكد على ان الحكومة قد استوردت ارتالا من اطنان الملح الامريكي ووزعته مجانا على المواطنين.
وقد تأكد لبعض الخاصة من المخبرين الصحفيين صحة هذا الادعاء لاسيما وانهم التقطوا صورا تذكارية مع فص امريكي معتبر.
ونشر احد المشاكسين وبتوليفة ذكية على الفيسبوك صورة هذا الفص ويقف بجواره واحد اسمه عدنان فيحان الدليمي.
ولم يعرف الا قبل قليل سر هذه الصورة حيث اكدت وكالات الانباء ان الشعب العراقي يزمع بعد طول سبات ألقيانم بالتظاهرمرددين هتافين الاول تردده الصفوف الامامية وهو (ترى مصختها ابو اسراء) والثاني تردده الصفوف الخلفية وهو (وبعدين وياكم يا اصحاب البرطمان).
ويبدو ان المخبرين الاصليين قد التقطوا من كل هذه الجعجعة كلمة (مصختها) وباشروا سريعا باستيراد الملح).
عذرا ايها السادة فكل هذا (الهذيان) صرّح به ابو الطيب وماكان علي الا ان انقله احتراما لمقولة " ناقل الكفر ليس بكافر".
وسبب هذا الهذيان، كما عرفت بعد ذلك، خبر غاية في الغرابة يحدث في بلد مثل بلد العراق العظيم.
الخبر يقول: قال رئيس المكتب السياسي للعصائب عدنان فيحان الدليمي في اجتماع ضم المكتب السياسي للجماعة يوم امس في بغداد قال استعرضنا عسكريا لنلقن مقتدى درساً ولنقوله له وبالفم المليان صه ايها المغامر ..
واضاف الدليمي ان بعض الجهات السياسية ومن ضمنها التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر سعت خلال الايام الماضية الى اطلاق تصريحات هدفها تشويه سمعة المقاومة الاسلامية والنيل منها . وعلى اثره قمنا باستعراضنا العسكري الاول .
واعرب الدليمي ان سبب هذا الاستعراض ليعرف مقتدى ان الرصيد الجماهيري للعصائب اصبح كثيراً ولا يستهان به.
ووصف الدليمي ان في التيار الصدري مجموعة من القتلة مؤكداً ان هؤلاء هم عشاق الكراسي ومن تبعهم فهو منهم الامر الذي اعتبره التيار الصدري تسقيطا ً سياسياً داعيا ً الى التعامل بالادلة وعدم اطلاق الاتهامات جزافاً.
والله لعبتها خوش لعبة يا ابو اسراء .. فعلا انت الوريث الشرعي لجماعة فرّق تسد خصوصا وان ساعدك الايمن وكيل وزارة الداخلية الاقدم واعتقد ان اسمه عدنان الأسدي قد غض الطرف عن ذلك وجعل هؤلاء (الجربزة) يستعرضون اسلحتهم وقاماتهم القتالية في شوارع بغداد.
ولكن الهبلين مثلي يتساءلون: هل هذا الاستعراض من اجل ان يقولوا صه للصدر ام انه يعني اشياء اخرى؟ وهل تقدم هذا الدليمي بطلب موافقة على هذا الاستعراض ام انه يؤمر فيطيع؟. وهل بدأت موديلات الاستعراضات العسكرية تظهر في شوارع بغداد منذ الان فصاعدا؟.
ان الذي يعرفه اولاد الملحة ان تعليمات وزارة الداخلية للتظاهر تشترط تقديم الطلب قبل اسبوع وتحديد المكان والزمان وانتظار الموافقة من صاحب الجلالة.. وهذا ماحدث مع المساكين الشيوعيين ومناصريهم الذين ظلوا ينتظرون اياما وليال حتى جاء الرد ليس بعدم الموافقة فقط وانما اقتحام مكاتبهم في وسط بغداد وتخريب ماتوصلت له اياديهم.
مابين الشرفاء الذين يتظاهرون بشكل سلمي مطالبين بابسط حقوقهم وبين هؤلاء الذين يستعرضون ادوات القتل في الشوارع فارق كبير بل هو اكبر من كل مساحة المنطقة الخضراء وما تضمه من ماموثات معلبة.
مايزال المواطنين في جر وعر من هذه الواقعة رغم انهم يعرفون ان تحريك هذا الاستعراض هو من اجل بعث رسالة الى هذا الزعيم الشاب فحواها (اذا لم تعرفوا حجمكم فسنطلق عليكم كلابنا المسعورة).
ترى هل توجد مصطلحات في سوق السياسة مثل (صه) و(بخ) و(ك..)؟.
هذا الدليمي وزبانيته قالها الى الزعيم الشاب وكان يمكن ان يقولها له برسالة دبلوماسية غير قابلة للنشر على اعتبار انه (اخو خيته بالسياسة والاعراف الدبلوماسية) ولكن لأن راس الشليلة ضايع والكنطرة بعيدة كما قلت امس فأن الذي يصرخ هذا اليوم (ترى مصختوها) مجنون وابن ستين مخبل ومعذرة لأبي الطيب.
سؤال بريء اخير: هل دماء العراقيين التي ستنزف تحت صرخة(صه) رخيصة الى هذا الحد؟.

#محمد_الرديني (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل