أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - لاحياء لمن وافق ولا حياء لمن ذهب الى جنوب افريقيا














المزيد.....

لاحياء لمن وافق ولا حياء لمن ذهب الى جنوب افريقيا


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3745 - 2012 / 6 / 1 - 10:25
المحور: كتابات ساخرة
    


مع كتابة هذه السطور يكون وفد حكومي برئاسة مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون المصالحة الوطنية قد حط رحاله في "جوهانسبرغ" في جنوب افريقيا لللاطلاع على تجربة المصالحة في هذا البلد.
الخبر قد لايثير الكثيرين رغم ان جنوب افريقيا من الدول الأفريقية التي لم تشهد انقلاباً على الحكم، كما يتم تنظيم الانتخابات الحرة والنزيهة منذ 1994، مما يجعل للبلاد قوة مؤثرة في المنطقة، بل واحدة من أكثر الديمقراطيات استقراراً في القارة الأفريقية.
وقد قضي لي في سنة من السنين ان احط رحالي انا الآخر في كيب تاون عاصمة جنوب افريقيا الادارية.
في ذلك الوقت كان الرئيس كلارك يمسك زمام الامور بيد من حديد بينما كان البطل القومي نيسلون مانديلا يقبع بالسجن.
وكان بودي ان امسك هذا الخزاعي الذي يرأس هذا الوفد من رقبته لأقول له ان خط الطيران المرسوم لك،خطأ.. خطأ ياولدي.
الفارق بين السماء والارض هو نفس الفارق بين التجربة الافريقية والعراق فيما يسمى بالمصالحة.
لماذا؟.
1- في ايام الرئيس الابيض كلارك عمد مسؤولي هذه المدينة الى انشاء ارصفة خاصة للسود واخرى للبيض اضافة الى الصيدليات التي لاتسقبل الا البيض واخرى مخصصة للسود. وفي هذه المدينة الكبيرة التي يعيش فيها اكثر من مليوني شخص معظمهم من السود لايجدون مأيكلون سوى من براميل القمامة وياويل من يقترب منها،اي القمامة، فعصا الشرطي بالمرصاد لظهره وكان ذلك منظر طبيعي لم يثر احدا غيري حين رأيته .
في كيب تاون تستطيع ان تتعرف على بنت الهوى او كما يقال تلك التي تمارس مهنة الدعارة حين تضحك لك حيث تجد ان سنا من اسنانها الامامية قد قلعه البوليس بواسطة مقلاع خاص بعد اثبات هذه التهمة عليها.. وفي هذه المدينة ايضا تجد النساء يتسولن قروشا من السواح لشراء الحليب لاطفالهن وحين تذهب ،وانت الابيض الحنطي الى احد النوادي الليلية فانك تصّنف من الجنس الاصفر لكون عينيك بنيتان ولونك حنطي.
2- في هذه المدينة المحاطة بجبال خضراء وهي مضطجعة على ضفاف المحيط الهندي والقرب منها جزيرة موريشيوش التي لايقلق منامها لاهزات الارض ولا براكينها، تجد السود اصحاب الارض لاحقوق لهم فهم عبيد الابيض الذي مص دمائهم على الاخر وقتل منهم الآلآف بدون سبب سوى عدم اطاعة الاوامر..!
3- ثلاثة عشر يوما هي مدة الابحار على باخرة من بواخر هذا العالم من شط العرب الى كيب تاون، ولكن هذه الايام هي الزمن الفاصل بين البشر ويوم القيامة او لنقل بين العراق وجنوب افريقيا.
لا أدري من الذي قدح زناد فكره واشار على سعادة رئيس الوزراء حفظه اهلن بتشكيل وفد للذهاب الى هناك والاطلاع على تجربة المصالحة؟. فمن السخرية ان نقارن بين تلك المصالحة وبين مصالحة تكتلات الاحزاب المهترئة بالعراق.
لنسأل اولا هل هناك مبرر للمصالحة مادامت هذه الكتل منتخبة وتمل بشكل دستوري في مجلس البرطمان؟ وهل الامر يحتاج الى نقل تجربة لشعب ضحى باخلاص في سبيل القضاء على التمييز العنصري وبين جماعة ،او قل شرذمة همها سرقة قوت الناس ولقمتهم؟.
لنبدأ من ساعة اطلاق سراح مانديلا حيث اعتقد الكثيرين هناك بان اول ما يفعله هو الانتقام من غريمه كلارك الذي تسبب في خسارته 25 عاما من عمره، وتفنن القوم هناك في تخيل اساليب التعذيب التي سوف يلقنها مانديلا لهذا الابيض بعد فوزه الساحق في الانتخابات الرئاسية.
مانديلا هذا النموذج الذي لايتكرر بسهولة اقام حفل توديع كبير بثته كل قنوات العالم لوداع كلارك ورافقه الى المطار ليعود الى بلده معززامكرما رغم جرائمه البشعة التي خجلت منها حتى الامبريالية العالمية. وبعد ان ذهل العالم كله من تصرف هذا النموذج الكبير صفقوا له لأيام بل لشهور طويلة تماما كما صفقوا له حين جرت الأنتخابات اللاحقة ليفوز رئيس آخر ويتنحى مانديلا بع ان ياخذ الأذن من شعبه ليعود الى بيته ويخلد الى الراحة بعد سنوات القهر والعذاب.
كان من الممكن ان يبقى مانديلا في الحكم ولا اعتراض من احد عليه وكان يمكن ان يصيح باعلى صوته(كضيناها وبعد ماننطيها) ولا أحد يحتج ولكنه كان مناضلا اصيلا ليس على غرار مناضلي الخردة هذه الايام.
فهل هناك اوجه شبه بين تجربتهم وتجربتنا؟؟.
هناك شعب اسود اتحد بكل اطيافه ضد العدو الابيض ونال مايريد وهنا شعب مجزأ مابين صاحب السكسوكة الذي يجد لقمة الخبز بسهولة ويسر وصاحب العمامة الذي خزّن مالذ وطاب انطلاقا من مبدأ (الدولار الابيض المسروق ينفع في اليوم الاسود في بلاد المهجر).
هناك شعب أسس لديمقراطية مازالت هي النموذج لكل شعوب افريقيا وهنا ديمقراطية (المزعطة) الذين لم يقرأوا كتابا واحدا في السياسة او التاريخ ابدا.
هناك حكومة اعضائها اقسموا اليمين على الولاء للوطن وعدم السرقة بكل اشكالها وهنا اعضاء اقسموا اليمين على انهم سوف يسرقون الى ان يضربون مؤخراتهم بالعصا حتى يرحلوا الى بلدانهم التي منحتهم التجنس.
فاصل من اغنية الغضب الساطع آت: بشرفكم هل هناك اوجه شبه بيننا وبينهم في مجال المصالحة الوطنية.. وهل لدى هؤلاء عشاير وبطون وافخاذ تجلس في الديوانية لتحدد سعر المصالحة وبسعر الدولار الحالي.
لاتفسير غير ان هذا الوفد اراد ان يضرب عصفورين باسم المصالحة.. العصفور الاول هو المغرد بمصاريف الايفاد التي ستغني الوفد الزائر لسنة كاملة لاتحتاج فيها زوجاتهم للتسوق من مولات الخضروات في المنصور او ورا السدة.. والعصفور الثاني هو (شمة هوا) بين سفوح الجبال الخضراء وشرب الانخاب في حدائق الحيوانات خصوصا وان الدولار الافريقي هو العملة الرسمية هناك.
تحيا العصافيروتسقط النسور الوحشية التي تغزو الان صحراء قضاء المسيب غرب محافظة بابل قادمة من السعودية.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمعية الرفق بالانسان قبل الحيوان احيانا
- كلكم زنادقة مادمتم بعيدين عن سنة النبي
- مابين حفصة بنت الاجدع والحمار والكلب الاسود
- ولچ جولي بعذابي انتي وصولي ...أجز شارب ولا اصيرن وصولي
- يا صلاح يا ابن عبد الرزاق..لا اصلح الله لك شيئا
- مام جلال ابوس ايدك لا تقدم استقالتك
- ايهم الطامة الكبرى..فهم كثر
- خلوا نسائنا مدمنات.. ورجالنا خرنكعيون
- ارجو اهتمامكم
- 5+1= لاحظت برجيلها ولا راح تاخذ سيد علي
- هل عاد ابو طبر الى بغداد أم بغداد راحت له؟
- تحليل ايدلوجي لآخر عروض السيرك في كربلاء
- عباس المستعجل يريد الانتحار والنجيفي مديرطابو
- حسنة تسأل ،يحبني.. لايحبني ..يحبني ,. لايحبني
- عن الحناء والغباء المعتق مرة اخرى
- محطات تستحق التأمل وزيادة ضغط الدم
- بشرفكم اكو اكثر من هجي عربنجية يحكمون البلد؟
- حوار الطرشان بين العاقل والاتان
- الحمل الوديع في الصيف والربيع اسمه صلاح عبد الرزاق
- افتونا اذلكم االله ذلة لارجعة فيها!


المزيد.....




- مصر.. القبض على مغني المهرجانات -مجدي شطة- وبحوزته مخدرات
- أجمل مغامرات القط والفار.. نزل تردد توم وجيري الجديد TOM and ...
- “سلي طفلك الان” نزل تردد طيور الجنة بيبي الجديد 2024 وشاهد أ ...
- فرانسوا بورغا للجزيرة نت: الصهيونية حاليا أيديولوجية طائفية ...
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...
- المؤسس عثمان الموسم الخامس الحلقة 159 على ATV التركية بعد 24 ...
- وفاة الممثل البريطاني برنارد هيل، المعروف بدور القبطان في في ...
- -زرقاء اليمامة-.. أول أوبرا سعودية والأكبر في الشرق الأوسط
- نصائح لممثلة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن بالبقاء في غرفتها با ...
- -رمز مقدس للعائلة والطفولة-.. أول مهرجان أوراسي -للمهود- في ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - لاحياء لمن وافق ولا حياء لمن ذهب الى جنوب افريقيا