أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - الثورة بين الاصلاح والارهاب ؟














المزيد.....

الثورة بين الاصلاح والارهاب ؟


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1096 - 2005 / 2 / 1 - 11:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الثورة بين الإصلاح والإرهاب
الفجوة بين التفسير والتغيير , لايمكن ردمها , وحين تستطيع الإرادة الإنسانية المتحررة , فعل ذلك بدون قيود ,
فإنها ستقع حتما في شرك الثورة والإرهاب , ويبرز العنف الدموي للثورة كعمل إرهابي , يريد إحداث تغيير جذري أو تغيير ثوري , ولأن فضاء الإرهاب الثوري مفتوح وغير مضبوط بقواعد إنسانية دقيقة , فستقوم أي ثورة بهذا المعنى على التهام الجزء الأكبر من قادتها, وهو ما يمكن تسميته بالهزيمة الأولى أو الانحراف الأول , ففي ظل حالة طوارئية بدعوى الضرورة , فان الإرهاب سينسحب على أصحاب التفسير , أصحاب الذرائع الموجبة للثورة .
من يؤسس لثورة , سيكون موغلا في المثال العلمي , وهذا بحد ذاته نقص خبرة عملية , التي لا يستطيع أي تنظيم ثوري أن يكون سوى انعكاس باهت للعلمية المزعومة .
الفكر الثوري هو الضحية الأولى للثورة , ولذلك فمصير القادة الثوريين ونهايتهم تكون على أيدي القادة الميدانيين , وهندسة الفعل الثوري أقل كثيرا من دقة الهندسة البنيانية , التي قد تقترب من الخارطة بنسبة خطأ مقبولة , بينما تسقط الثورة عمليا في الامتحان الإنساني أو الوجداني منه .
الثورة التي حملت اسم التغيير الجذري , ثبت مفارقتها للواقع , فالقارات بقيت كما هي , والقوميات ظلت على حالها , والأديان والمذاهب والتمايز الطبقي ...
إن أكبر ثورة حدثت في تاريخ العالم المعاصر هي ثورة أكتوبر وهي الثورة البلشفية الحمراء , بقيادة لينين , الذي يمثل الحد الأوسط بين الفكر العلمي آنذاك , وبين إرادة التغيير والتحرر, وتحت ذريعة بناء الدولة الاشتراكية لأول مرة في التاريخ , توسط القائد لينين بين النظرية والواقع , أو بين التفسير والتغيير , في وسط المسافة مابين غيفارا وسبارتاكوس , وفي وسط المسافة مابين ترو تسكي وكاو تسكي , فالأول يرى عالمية الثورة وضرورة تحرير الإرادة الدولية لامكان الانتصار على الإمبريالية , والثاني يرى أن الشروط الموضوعية لم تصبح عالمية بعد , وهنا يقع استقطاب ارادوي تروتسكاوي غير علماوي , بينما يستقطب الآخر استسلامية علماوية تنفي توفر شروط الثورة ذاتها .
لقد استطاع لينين استغلال الرياح الطيبة لتسريع سفينته , وهذه هدية قدرية , وتتمثل في قوة العامل القومي , فالإمبريالية أجنبية وليست روسية , والعامل الإنساني فالحكم قيصري , ومتخلف عن إنسانية معطف غوغول , والعامل الاجتماعي أو الطبقي .
بين الإرادة والعلم , تم تحقيق الثورة الاشتراكية , المدعومة برياح القدر , وحين لا يبارك الله الثورة , وحين لا يساندها العلم والفكر النفاذ , تحدث الفجوة الكبيرة , وتزداد وتتعمق , ثم يتآمر الكل على الكل , ثم تقع المفارقة , ويحدث الإرهاب , وتكون الخاتمة من العودة الى السيرة الأولى , ما لقيصر لقيصر , وما لله لله .
المشكلة ابتداء هي من نوع جسم يتبدل , ينمو ويكبر , وثياب ينبغي أن تراعي مثل هذا التبدل , وآلا يحدث التمزق , وتسقط الثورات تحت عباءة الإصلاح المفقود , ويبقى العنف شاهدا حزينا على ذرائع أسقطها الزمن , ونعود من جديد , نحو إنسانية جديدة ينبغي الحذر وكل الحذر في التعامل معها بعنف قد يرتقي الى مستوى الإرهاب , والإرهاب هنا هو العمل الثوري الإرادي الذي سقطت مبرراته العلومية .
حين تحدث التغيرات السياسية , وتتبدل الأنظمة , من قارة لأخرى , في الوضع الراهن , ولا نرى في أشكال التغيير , لوحة دولية تسعى للاندماج والتكامل , بملاحظتنا المباشرة لها وكما لوكانت مجموعة من المستويات المتخالفة في فضاء التفسير .
إذا كان التغيير الدولي يسعى نحو الترابط , فقد كان من الممكن لنا ملاحظة نواظم مشتركة , يمكن من خلالها معرفة وتفسير الإرادة المستترة خلفها , وبعبارة أخرى تقليدية , يمكن تحليل إيديولوجيتها , أو امكان بيان مساراتها , وتقدير فترات تقاطعها .
الإمبريالية الجديدة التي استطاعت تذليل العوامل القومية والإنسانية , بشكل علومي ملفق , لم يعد يعاديها سوى نسبة زيادة فقر الفقراء ,أي اتساع فجوة التمايز الطبقي , وعدوانها على البيئات الطبيعية , والموروثة بشكل تعسفي , واستغلالها للطبيعة بشكل جائر وغير مسئول , وصعوبة ردم الفجوة التخلفية بين أمم الشمال والجنوب ,
ولابد من التوقف وشكرا على حسن انتباهكم ..
احمد مصارع
الرقه -2005



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الحزب الشيوعي العراقي .. شيوعي ؟
- جلاقه .. وليسلم العراق
- دعوة الى بعج السفينة ؟
- بين الصقور والحمائم هل تجرد العمائم ؟
- عقل معتاد وعقل خارق للعادة ؟
- الأ فلتحيا تشي غيفارا
- ثقافة السلطة وسلطة الثقافة ؟
- الشرق ولغز الثنائيات الجديدة ؟
- عود على بدء
- خطاب الرئيس بوش ونيران الحرية
- ثنائيات متعالية على الحياة
- المسلسل العربي , دراما بدون حياة أم ضدية مدنية ؟
- الليبرالية الجديدة والأبورغالية القديمة
- من لايعرفك يحرش الكلاب عليك
- السيناريو الأبيض والسيناريو الأسود
- عيد أب رحيم في تحطيم كل ماهو صنيم
- ظواهر تستحق الأمل
- عيد أب رحام في تحطيم الأصنام
- معذرة
- عار على الشرق


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد مصارع - الثورة بين الاصلاح والارهاب ؟