أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي فرحان - عراق الانقلابات / بيان رقم 13 المشؤوم















المزيد.....

عراق الانقلابات / بيان رقم 13 المشؤوم


زكي فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 3732 - 2012 / 5 / 19 - 15:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عراق الانقلابات / بيان رقم 13 المشؤم
بقلم / زكي فرحان

تكشفت للعراقيين والعرب والعالم اجمع جرائم حزب البعث العربي الاشتراكي ، هذا الحزب الفاشي المحمول بقطار أمريكي سيئ السمعة وسليل العمالة والخداع ، فأصل منبع هذا الحزب الدم ، وزاده القتل والاغتصاب والنهب والسلب والرعب والخوف والقهر كما ثبت يقينا ، حيث انه بني على قاعدة اساسها العنف والاجرام التي تبرر الانقلابات الدمويه كما ورد بكتابات مؤسسه ميشيل عفلق ، ولهذا فان الارضية الاخلاقية التي استند عليها حزب البعث في زمن حكمه الاول في 8 شباط الاسود عام 1963 وحكمه الثاني في 14تموز 1968 هي النزوع الى ممارسة اعمال العنف والحركات العدوانية الشريرة المتعطشة للدماء وارغام الشعب العراقي بالقوة على لبس ثياب شعاراته ( وحدة حريه اشتراكيه ) و( امة عربيه واحده ذات رساله خالده ) هذه الشعارات ، رفعت للأستهلاك المحلي ولغرض إيهام واحتواء الجماهير باسم القوميه العربيه ، وحقيقة الامر جاءت مناهضة لتطلعات الشعب العراقي وإرادته وأمانيه في العيش بحرية وأمان ورفاه ، فبعد أنقلابهم في 8 شباط الاسود وسيطرتهم على الحكم،عُممت جرائم القتل العشوائي بأمر من قادة حزب البعث العربي، وأصبح الموت مشروع عمل لدى حكومة الانقلاب ، وكانت ردا مأساوياً على نظرية الزعيم عبد الكريم قاسم الانسانية التسامحية المبنية على الحكمة والتعقل والضميرالانساني ( عفا الله عما سلف،، والرحمة فوق القانون) ، ولكن هذه الحكمة الانسانية العادلة تبدو وفق مفهوم الانقلابين الفاشين المتمسكين بنظرية الموت بأنها ساذجة وسخيفة ومضحكة ،
ففي اليوم الاول للأنقلاب الاسود اصدر الحاكم العسكري العقيد رشيد مصلح التكريتي، بياناً دموياً ثأرياً مضغن بالدم رقم 13 ، يبيح به دم كل من لم يؤيد أنقلابهم الاسود أينما وجد ، كان قد اذاعه راديو وتلفزيون بغداد وهذا نصه ( نظراً لقيام الشيوعيين عملاء وشركاء عبد الكريم قاسم في تعاونه بمحاولات يائسة لإحاث البلبلة بين صفوف الشعب وعدم الانصياع للأوامر والتعليمات الرسمية، وعليه تقرر تخويل القطعات العسكرية وقوات الشرطة والحرس القومي بأبادة كل من يتصدى للإخلال بالأمن، وإننا ندعوجميع أبناء الشعب المخلصين بالتعاون مع السلطة الوطنية بالإرشاد عن هؤلاء المجرمين والقضاء عليهم،، رشيد مصلح التكريتي)،،
ثم ألحقه ببيان آخر حذر فيه المواطنيين من إيواء أو أخفاء أوتسهيل فرار أي شخص تطارده السلطة ونعيد نشر البيان الثاني لخطورته ودمويته وهذا نصه( لما كان الشعب العراقي الكريم قد آزر الثورة، التي أعادت الى العراق كرامته وعزته، ورغبة منا في إلقاء القبض على كافة المجرمين الذين يحاولون تعكير صفو الامن، تعلن السلطات إنها ستتخذ أشد العقوبات القانونية بحق الذين يحاولون إخفاء أومساعدة أو تسهيل هروب المجرمين أو يحجمون عن الأدلاء بمعلومات عن أماكن وجودهم)
وبهذا البيان الثاني قد اباح افعال القتل والاجرام ، عندما يطلب من الحرس الاقومي على مداهمة البيوت الآمنة ليلاً ونهاراً بدون أمر قضائي أوعلى الاقل ذرة من الاخلاق لمراعاة حرمة مساكن الناس ، والتحكم في مصائر الخلق بدلا من ردع عصابة الجريمه وتحريم ارتكابهم لها ، إلا ان الامور بالنسبة للأفراد الابرياء جاءت بالعكس تماما وكان السعيد منهم من يصل الى المعتقل حياً ، حيث ان التحريض هذا الصادر من الحاكم العسكري قد اخذ طابعه الرسمي ، يحثهم به على قتل الناس بالجملة وهنا جرى ارتكاب الجريمه لأغراض مختلفه كالادعاء الكيدي والوشايه الكاذبه واخذ الثأر العشائري مثلا وغيرها من الجرائم دون تدقيق ، وبمجرد ان يقول احد الواشين او المعادين من ان هذا الشخص شيوعي او مؤيد للزعيم عبدالكريم أو صفق له في الشارع ، فكان يقتل في الحال بلا ادله وبدون التأكد من صحة الوشاية ، وبذلك البيان ايضا صادروا بيوت الناس وشردوا سكانها من العوائل ورموهم في الشوارع، كما هي الحاله بنا عندما تعرضنا،، انا واخي بدون وازع من ضمير او امر قضائي ، وكنا على مقربة من الموت المحقق دون ذنب ومعنا عوائلنا ، وقد شاءت الصدف ان ننجو من القتل كاد ان يلحق بنا على أيدي هؤلاء الفاشست القتلة قطاع الطرق ، لولا عناية احد الاصدقاء الشرفاء وحضوره خصيصا ليبلغنا ان نترك البيت فوراً حيث كنا مستهدفين، وقام بنقلنا بسيارته الخاصه الى جهة بعيدة في جانب الكرخ ، ومن يومها لحق بنا الاذى الاكبر من هؤلاء المجرمين القتلة حيث جرى الاستيلاء على الدار وشرودنا وعوائلنا بدون مأوى نلوذ تحت سقفه ، نهبوا محتويات البيت، ومن ثم صادروه نهائياً، وهو ملك لنا مسجل في دائرة (الطابو) باسم اخي ، وجعلوا منه وكراً يمارسون فيه لعبة الموت والاغتصاب والفساد والرشوة التي أسسها حزب البعث العربي الفاشى بجدارة ، ولم يسلم من هؤلاء الشقاوات احد بعد ان أعطى لهم البيان رقم 13 صلاحية قانونية بقتل الناس ونهب اموالهم، و من لم يدفع لأزلام (الحرس القومي - خاوة) فدية من التجار واصحاب المحلات والمصانع والمطاعم واصحاب البارات كان يتهم بالتهمه الجاهزه وببساطه بالشيوعية ويقتل فوراً في محله ، وهنا لعبت العداوات و الثأرات والوشايات دوراً مشيناً بقتل الناس الابرياء ، وسادت شريعة الغاب في الانتقام ضد المعارضين لحزب البعث وإولئك الذين كانوا من مؤيدي سياسة الزعيم قاسم ، فكان انقلابا امريكيا دمويا رهيبا لم تشهد البلاد له مثيلا ، وقد ذكرت بعض المصادر الموثوق بها ، وبينهم بعثيون قياديون في الحزب، ان جهاز المخابرات المركزية الامريكية (C I A ) برئاسة المستر ألن دالاس) الذي كرس كل طاقاته لمناهضة الشيوعية، كان مشاركا في عملية الاطاحة بنظام عبد الكريم قاسم الوطني، ولذلك زودت المخابرات الامريكية الانقلابين البعثيين قوائم بأسماء قادة الحزب الشيوعي والناشطين بين صفوفه واسماء مؤيدي عبد الكريم قاسم وكذلك عناوين سكناهم ، وكان نصيب هؤلاء الناس الابرياء القتل الفوري حيث يطلق عليهم الرصاص امام اعين اطفالهم وعوائلهم بدون واعز من ضمير او شفقة في قلوبهم السوداء المضغنة بالحقد والانتقام و سفك الدم، وراح الفرد من الحرس القومي يتفاخر بعدد الذين قتلهم من ابناء الشعب في اليوم الواحد ،
وشهد شاهد من اهلها عندما ذكر طالب شبيب عضو القيادة القطرية لحزب البعث وهو من قادة الانقلاب الاسود في مذكراته كتاب ( حوار الدم) الذي صدر في لبنان - بيروت 1999 ، ( ان عدد الذين قتلوا من الشعب العراقي في ايام الانقلاب الاسود 8 شباط عام 1963 بلغ ما بين 5.000 خمسة آلاف شخص الى 12.000،،أثنتي عشر الف قتيل ) ،
ولقد شجع البيان المشؤم رقم 13 الذي اصدره الحاكم العسكري رشيد مصلح التكريتي ( الذي اعدم سنة 1970 و ظهر على شاشة التلفزيون واعترف بأنه كان عميلاً يتجسس لحساب إسرائيل والانكليز) على ابادة المقاومة الوطنية التي حملت السلاح في كل انحاء العراق ضد الانقلابين الفاشيين القتلة،، للدفاع عن مكاسب الجماهير الغفيرة التي حققتها لهم ثورة 14 تموز الخالدة،،ومن يومها كانوا قد شخصوا البعثيين العملاء بكل دقه ..
( الخزي والعار يلاحق البعث المجرم والى الابد )
الحياة والمستقبل السعيد لجماهير الشعب العراقي
......................
المصادر:-
1- الدكتور كريم، مراجعات، ص 106
2- حنا بطاطو ،العراق، ص 213



#زكي_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آيار عيد الطبقه العامله
- عراق الأنقلابات ... الخزي والعار للقتله الاشرار
- سقوط النظام - ونعال ابو تحسين
- عراق الانقلابات / خبث عبد السلام عارف
- عراق الانقلابات --فاقد الشيئ لا يعطيه -- وعود الشرف
- عراق الانقلابات / غلطة العاقل خطيئه لاتغتفر
- عراق الانقلابات ------- اعراس الدم
- عراق الانقلابات / جرائم الحرس القومي
- عراق الانقلابات / عبد الكريم قاسم كان على علم بالانقلاب
- عراق الانقلابات / البيان الاول للجريمه
- عراق الانقلابات / خطة انقلاب 8 شباط الاسود
- عراق الانقلابات / بدء تنفيذ المؤامره - قصف وزارة الدفاع
- عراق الانقلابات / ساعة الصفر / اغتيال الاوقاتي
- عراق الانقلابات / تجمع قوى الشر ضد حكومة الثوره
- عراق الانقلابات / ثمن طلب السلم لكردستان
- عراق الانقلابات / الفخ الاستعماري
- عراق الانقلابات --- الاكراد والنضال والحكم
- عراق الانقلابات ..شركات النفط تطيح بقاسم
- عراق الانقلابات ..على كرسي الاعدام
- آيار عيد العمال العالمي


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي فرحان - عراق الانقلابات / بيان رقم 13 المشؤوم