أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي فرحان - سقوط النظام - ونعال ابو تحسين














المزيد.....

سقوط النظام - ونعال ابو تحسين


زكي فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 3694 - 2012 / 4 / 10 - 11:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شذرات من شعر ( السياب) كتبها فى سجن الكوت يصف فيها حاله السجناء السياسين الشيوعين في السجن، و معاناتهم الرهيبه والتعسف و الظلم الذي لحق بهم فى ملجأ سجن الكوت سىء الصيت والمسخط بالرعب و القهر و التوتر و الموت ، حيث منعت عنهم الحكومه الملكيه الجائرة وقتذاك ضروريات الحياة بكلما تعنيه الكلمه من معان ولم توفرها لهم او تسمح لهم بشرائها من الاسواق على حسابهم الخالص من خارج السجن ، و منعت عنهم الجرائد والكتب التي تختارها ادارة السجن، وكذلك الزيارات العائليه والبريد والرسائل و هذا بيت مستقطع من تلك القصيدة المتأمله، يقول فيها الشاعر السياب
( كوحشه المصدور فى ليل السعال ، كنا وكانت أغانينا بلا ظلال ، )

هكذا كان حالنا نحن العراقيين فى الغربه يوم سقوط بغداد الجريحه على أيدي الامريكان ، ( نهار الاربعاء الموافق التاسع من نيسان عام 3 0 0 2) يوم ليس يوما عاديا مثل باقي الايام يوما مؤلما و محزنا ضاع به الوطن ، وكئيب لفداحه التضحيات والخسائر بألأرواح والأموال ، وتدمير بنيته العراق التحتيه ، كم تمنينا ان يسقط هذا النظام البعثي الدكتاتوري الدموي بأيدي مناضلي الشعب العراقي وقواة الوطنيه ..! لا بأيدي قوى خارجيه، فقد دمر العراق ونهبت ثرواته وأستباحت حرماته بهذه الوحشيه العنيفه ، كنا نحن معشر العراقيين المهاجرين نحتضن التلفاز بتلهف ألمتشائم ليلاً ونهاراً و بدون انقطاع متوشحين بالصبر والترقب و التوجس والرعب ، بدءا من اليوم الاول للحرب المدمرة الشامله، حتى ضربه نعال ( ابو تحسين) القاضيه التي هشمت رأس الطاغيه المستقوي على شعبه ، ونحن نتابع الطائرات المتلاحقه ، تجول و تصول في السماء و كأنها كما يقال (طير آبا بيل ) تستكشف روح بغداد المستظامه التى أذلها و أهانها صدام ، و بكل جبروت عنفوانها تنقض على بغداد المستكينه الملتهبه بنار الجراحات، بحمم من نار القنابل الحارقه المتناثرة ، و وهج صدم الصواريخ الناريه المدمرة التى تحرق الاخضر و اليابس دون رحمة او اخلاق وحقوق انسانيه ، فتهتز بغداد منسدحه مستغيثه موجعه تنزف ، ترتجف كوحشه المصدور في ليل السعال،ونحن نهتز معها و نرتجف نشاركها ألألم والفجيعه، لقد كانت مشاعرنا و هواجسنا و آمالنا بلا ظلال كما قال السياب ، يعترينا الرجيف المفزع و يأخذنا الهلع و يملأ صدورنا الوهن والحزن والالم، والتساءل عن وطننا و شعبنا و اهلنا ونحن في الغربه ، نستشيط غضباً جراء هذا الدمار الهالك وحنيناً و رحمهً بالوطن ، ويسأل بعضنا البعض ترى ماذا حل بهم بعد هذا التدمير و الخراب الشامل و الحرائق المسعارة ؟ و اين هم الان ؟ وهل هم احياء أم أموات ؟؟، والاسى والحزن يسكن قلوبنا، فتأخذنا الهواجس و التخيلات السوداويه الى استذكار جريمه (الانفال و حرق (حلبجه) بالمواد الكيميائيه من قبل صدام وزمرته الفاشيه المجرمه التي قادها (علي كمياوي) سنه (1988) وراح ضحيتها( 100/000 ) كردى من ألأطفال والنساء والشيوخ ، ونحن نترقب الاخبار بحرقه و لهفه و فى زحمه تداعيات وهج مشاهدات الوقائع و الصور المرعبه التي ينقلها ألينا التلفاز الامريكي والفضائيات ، والمضحك المبكي ، يطل علينا وزيرأعلام صدام، محمد سعيد الصحاف ( ابو العلوج ) بأكاذيبه المفبركه السمجه التى اصبحت نكته يتندر بها الصحفيون و الاعلاميون، ورساموا الكاركاتير، و سخريه مزحه فى العالم، من تصريحاته المرتجله الواهيه ،حيث يقول ان القوات العراقيه الباسله حرقت الغزاة الامريكان فى دباباتهم ، وهم فى وضع حرج لا يحسدون عليه و يتراجعون، فى حين ان الدبابات الامريكيه تشاهد على جسر باب الشرقى من جهه الكرخ تتجه نحو ساحه( ميسلون) ،
لقد اسقط الصنم الجاثم فى وسط ساحه ميسلون بحبل امريكى علق من رقبته، وتهاوت عليه الايادى بالضرب والسحل فى الشوارع، و الناس ونحن لم نصدق سقوط بغداد بهذة السهوله وبهذه الوضعيه المشينه الخجوله بدون مقاومه تذكر، أين عسكرته وأجهزته و مخابراته التى أرعب بها الشعب العراقي، و غيرها من الزمر ألخنوعه الذيليه ،لم يصدق احد هذا السقوط السريع المهين ، ألآ عند ما شاهدنا هذا الرجل العراقى البسيط المقهور و الكادح الصابرالمجروح الشجاع (ابو تحسين ) رغم كثافة الرصاص المنفلت و النهب و السطو ورغم كل ذلك ، ينهال بنعاله على صورة راس الطاغيه صدام ، مخاطبا العالم (آخ لو تدرون هذا أش سوة بينا – قتل أولادنه - هتك اعراضنا – يتم اطفالنا ) كانت صرخه ابو تحسين هذة هي صرخه كل المظلومين و المعذبين والمفجوعين و المغيبن في مثرمه البشر، وفي احواض ماء،( التيزاب – حامض النتريك) صرخه ابو تحسين هذة هي صرخه وجدان الشعب العراقي المظلوم، و لوعه ألارامل المفجوعات، وحسرات و دموع ألأيتام الجياع، وآلام المعوقين الذين اطالهم النظام البعثي المجرم ، تشظت صورة المجرم صدام ، و هشم راسه النتن بنعال ابى تحسين الشهير،الذى دخل نعاله هذا موسوعه التاريخ العراقى ، سقط النظام البعثى الدموي الفاشى المهان، وأختفى الصحاف في بيت أبن أخته، ينتظر أن تمر دبابه امريكيه من أمام البيت لكي يسلم نفسه الى الامريكان، يرتجف خوفاً من الشعب، وهو من غيرالمطلوبين ال ( 55 )الذين ظهرت صورهم على التلفاز، استجوب ثم اطلق سراحه وسمحوا له بالسفر،
ومذ ذلك اليوم أختفى البعثيون المهانون فى جحورهم ألمظلمه العفنه ، هولاء الفاشيون الذين أساموا الشعب العراقى انواع الظلم والارهاب و القهرو الجوع ، ونهبوا أموال الشعب وأمتهنوا حرفه القتل والاعدامات و دفن الابرياء وهم احياء،
و سيبقى نعل ابو تحسين يخلده التاريخ وتذكره الاجيال القادمه كعبرة لمن اعتبر . وقد عرض اخيرا لأهميته الرمزية والتاريخيه في معرض (حلبجة) المفجوعة ، وسيبقى هذا النعل مرفوعا بوجه كل طاغيه دكتاتور ظالم مستبد لا يحترم حريه شعبه ، و لا يخدم وطنه ،



#زكي_فرحان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراق الانقلابات / خبث عبد السلام عارف
- عراق الانقلابات --فاقد الشيئ لا يعطيه -- وعود الشرف
- عراق الانقلابات / غلطة العاقل خطيئه لاتغتفر
- عراق الانقلابات ------- اعراس الدم
- عراق الانقلابات / جرائم الحرس القومي
- عراق الانقلابات / عبد الكريم قاسم كان على علم بالانقلاب
- عراق الانقلابات / البيان الاول للجريمه
- عراق الانقلابات / خطة انقلاب 8 شباط الاسود
- عراق الانقلابات / بدء تنفيذ المؤامره - قصف وزارة الدفاع
- عراق الانقلابات / ساعة الصفر / اغتيال الاوقاتي
- عراق الانقلابات / تجمع قوى الشر ضد حكومة الثوره
- عراق الانقلابات / ثمن طلب السلم لكردستان
- عراق الانقلابات / الفخ الاستعماري
- عراق الانقلابات --- الاكراد والنضال والحكم
- عراق الانقلابات ..شركات النفط تطيح بقاسم
- عراق الانقلابات ..على كرسي الاعدام
- آيار عيد العمال العالمي
- الشرارة الاولى لوثبة كانون المجيدة1948
- مخاض وثبة كانون المجيدة1948
- عراق الأنقلابات / الجزء الخامس


المزيد.....




- سوريا تنفي تقارير عن محاولة اغتيال أحمد الشرع في درعا
- جهاز يقدم مسحًا طبوغرافيًا لخلايا البشرة
- وزير الخارجية الألماني: -عند الشك، مكاننا في صفّ إسرائيل-
- ترامب يدافع عن نتانياهو وينتقد الادعاء العام الإسرائيلي
- صربيا: حشود كبرى في مظاهرة للمعارضة مطالبة بانتخابات مبكرة
- قتلى بينهم تسعة أطفال جراء غرات إسرائيلية على قطاع غزة
- السودان: بدء سريان عقوبات أمريكية بعد اتهام الجيش باستخدام أ ...
- مقتل 71 شخصا في الضربات الإسرائيلية على سجن إيفين بطهران
- شاهد.. نورمحمدوف يختبر مهاراته في ركوب الأمواج
- روسيا تمطر أوكرانيا بمئات المسيرات وعشرات الصواريخ


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي فرحان - سقوط النظام - ونعال ابو تحسين