أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - صخب السياسة العراقية














المزيد.....

صخب السياسة العراقية


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 3732 - 2012 / 5 / 19 - 11:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صخب السياسة العراقية

"هذا هو الذي يستحق الحرية كما الحياة، هو ذلك الذي يجاهد ليحصل عليهما كل يوم... هكذا، في خضم الأخطار... أودّ أن أقف فوق أرض حرّة، مع شعب حرّ "
غوته / مسرحية فاوست

تميزت السنوات القليلة الماضية في العراق بحراك سياسي متذبذب ، يتصاعد احيانا لدرجة يحتاج فيها لاتفاقات استثنائية خارج الدستور الذي اقرته جميع القوى السياسية مثل اتفاقية اربيل التي تألفت بموجبها الحكومة العراقية الحالية برئاسة المالكي ، وتم الاتفاق من خلالها على سـلة الرئاسات الثلاث بحيث يكون السيد طالباني رئيسا للجمهورية والسيد النجيفي رئيسا لمجلس النواب في تقاسم للسلطات الثلاث بين المكونات العراقية الكبرى .
كان الجميع يأمل ان تسير الحكومة في ظل تعاون الجميع لانجاز مهامها الموكولة اليها ، ولكن الذي لاحظناه منذ البداية عظم حجم العراقيل التي واجهتها وما زالت تهدد وجودها .
ليس أمر بقاء الحكومة أو تغييرها هو القضية التي يجب التوقف عندها بل السؤال الجوهري هو ماالمطلوب من الحكومة ان تقوم به ، وكيف تستطيع انجاز مهامها ، وما هي واجبات الرئاسات الاخرى في العملية السياسية ؟
تحاول بعض القوى السياسية المنضوية تحت لواء الحكومة ( وهي موجودة بموجب اتفاق المحاصصة أوالشراكة ) الذي يناقض المبدأ المعروف ( حكومة ومعارضة) مثلما متعارف عليه في النظم الديمقراطية ، العمل على احراز أكبر قطعة من كعكة السلطة وامتيازاتها في صراع أصبح صاخبا على المصالح الحزبية والفئوية والطائفية والعنصرية، مما ينذر لا بسقوط الحكومة او تغييرها فقط وانما بزوال مشروع الدولة العراقية الذي كان يجب أن يسير قدما بعد سقوط نظام العصابة الصدامية .
ومن أجل تخريب العملية السياسية واسقاط مشروع الدولة العراقية ساهمت بعض الدول الاقليمية مساهمة فعالة بالمال والسلاح كي تحقق اهدافها في النيل من العراق وحذفه من الخارطة الجغرافية والسياسية في أسرع وقت كي تحصل على ما تستطيع نهبه من أسلاب وتتخلص من بلد يدعى العراق .
ان تأجيج الصراعات الطائفية والقومية يقود عاجلا أو آجلا الى تفكيك العراق الى امارات متناحرة تحقق حلم بعض الدول الاقليمية في الخلاص من شعب بلد عريق وقوي في المنطقة يستطيع ان يكون سيد ارضه وبلاده ويعيش برفاه خيرات ثرواته النفطية والزراعية والحضارية ، وهو ما لايروق بشكل سافر للعديد من الاقزام الذين يخشون أن يجدوا أنفسهم يوما يقفون الى جانب عملاق اقتصادي وحضاري هو العراق .
ان مايجري اليوم في الساحة السياسية العراقية من صخب مدوي مرة بحجة الشراكة وأخرى بحجة الطائفية وثالثة بحجة القومية دلالة على قصر نظر مخجل الى الواقع السياسي وعدم استطاعة القوى السياسية التي خلفت العصابة الصدامية من تجاوز قدرها الذي عاشت فيه بسبب عدم توفر الفرص لها في الماضي من ممارسة حقها في التنفس في بيئة صحية ، بل استمدت مقومات وجودها من بقائها تحت سطح الارض تختنق احيانا لفساد البــيـئة المحيطة بها وتلتصق بها شتى الطفيليات التي مازالت تؤثر في قرارها رغم صعودها الى سطح الحرية الذي لم تتعود عليه بعد ، فتسير وكأنها محكومة بسالف عهدها من خوف وشكوك وعدم ثقة بالنفس وبالمستقبل .
من نافلة القول إن أغلب القوى السياسية العراقية منقسمة اليوم بين تحقيق اهوائها ومصالحها الذاتية وبين الانتماء لوطن اسمه العراق ، وقد اختار العديد منها تحقيق مصالحه الذاتية على حساب الشعب والوطن ، لذلك نجد بينها من باع نفسه الى دول الجوار مثلما باع دكتور فاوست نفسه الى الشيطان ، ومنهم من استقوى على الوطن والشعب بطائفته او قوميته ليحقق أقصى ما يستطيع من مصالح في نهب المال العام والعقارات وتهريب النفط واستيراد السلع الفاسدة دون ذرة من خجل أو خوف من عقاب القانون ولا عدالة السماء رغم جهره بالصيام والصلاة بكرة وعشيا .
وفي خضم هذا الصخب السياسي اصبحت الحلول عسيرة والغيوم الداكنة تخيم في الافق دون استطاعة أية قوة سياسية فتح مغاليق الابواب التي اوصدها الجميع على نفسه وعلى الاخرين ، ويبقى الامل القادم في حل ياتي من حيث لا يعلم أحد ، فـعسى أن لايكون الجميع في انتظار غودو .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخبط القوى السياسية يعيق بناء الدولة الحديثة
- مخاطر نقل الصراع السياسي من الحكومة الى الشارع
- نحو علاقات أفضل بين إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية
- إضافة الى مقال الدكتور عبد الخالق حسين : قاسم والمالكي بين ز ...
- ندوة حول الازمة التي تفجرت بعد مؤتمر القمة العربية ببغداد
- مؤتمر القمة العربية للرجال فقط
- طبول مؤتمر القمة
- الهاشمي يختبئ في عرين الاسد
- قديس الشعر الاب يوسف سعيد .. يرحل مبتسما
- الهاشمي و علاوي ... فيلمان في آن واحد
- العراق ... كيف أصبح عصيا على الاصلاح
- المعدان .. الكورد الفيلية .. المندائيون ... شعوب بلاد الرافد ...
- أقدم ختم بابلي لحقوق الانسان .. عهد كورش
- المؤتمر الوطني .. بغداد - اربيل - بغداد
- السنة في العراق أكبر من القائمة العراقية
- تداعيات المواجهة بين المالكي وخصومه
- طفولة الربيع العربي ... حمير الله
- عراق الاقاليم ... و تقسيم الهند
- صبغ اللحى ... بمناسبة عيد الاضحى
- اقاليم الفوضى ... العراق بين فكي الرحى


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - صخب السياسة العراقية