أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - زاهر زمان - الرائع سامى لبيب ..وأنا...والله















المزيد.....

الرائع سامى لبيب ..وأنا...والله


زاهر زمان

الحوار المتمدن-العدد: 3731 - 2012 / 5 / 18 - 23:13
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


سامى لبيب ذلك المفكر والفيلسوف الرائع هو فكر متأمل مبدع وخلاق ، يطرح رؤاه وأفكاره البكر حول الالاه والكون والدين وعلاقة كل ذلك بالانسان وعلاقة الانسان بهؤلاء ونظرته اليهم وموقفه الفكرى والحياتى من كل تلك الأمور وتفاعله معها فى الماضى والحاضر اقليميا وعالمياً . يبدع فكره عندما يتناول العلاقة بين الانسان والأديان والعلاقة بين الانسان والكون . كما يبدع عندما يتناول الِشأن السياسى المصرى والعربى والدولى . باختصار هو قيمة وقامة فكرية وفلسفية يسبق من سبقوه من المفكرين والفلاسفه الذين تناولوا ذات الموضوعات التى يتناولها ويتعاطى معها على موقع الحوار المتمدن . كما أنه ومن وجهة نظرى الشخصية وربما من وجهة نظر الكثيرين من كتاب وكاتبات وقراء وقارئات الحوار المتمدن هو مفكر وفيلسوف سابق لعصره ، يحاول بصدق وبتجرد واخلاص انسانى منقطع النظير ، أن يلقى بأحجاره الكريمه فى ماء الفكر والتراث العربى الراكد منذ قرون طويلة مضت ، لعل تلك الدرر الفكرية والأحجار الكريمة تحدث تغييراً الى الأفضل ، الذى يراه ومحبيه فى تنقية التراث العربى مما يحول بين المواطن العربى بصفة عامة والمصرى خاصة ؛ يحول دون انطلاقهم لبناء عالم مجتمعى انسانى ترتقى فيه المشاعر والطموحات النبيلة الى مصاف الدول التى تقدر معنى الانسان وتحترم حقوقه وحرياته الخاصة دونما تفرقة بين مواطن ومواطن على أساس الجنس أو العرق أو اللون أو العقيدة . كما أنه فنان مرهف الاحساس يعشق الموسيقى والفن بشكل رومانسى قلما يتوفر لمن هم مهمومين بمشاكل وتطلعات أمتهم على كل المستويات الحضارية .

كانت مقالاته بالنسبة لى هى المرفأ الذى رست عنده سفن الشك والحيرة التى عانيت منها لفترات طويلة قبل أن تقع عيناى على احدى مقالاته والتى كانت بعنوان ( الدين عندما ينتهك انسانيتنا ) . انتابتنى الدهشة من العنوان ودفعنى الفضول وحب الاستطلاع لقراءة المقال لأرى كيف ينتهك الدين انسانيتنا . توقعت يومها أننى سأقرأ مقالاً انشائياً مليئاً بالسخط على الأديان لشخص يفترى من عندياته أفكاراً وعبارات ناقمة على الأديان لهوى فى نفسه أو صدمة عصبية سببتها له تصرفات أحد رجال الدين ذات يوم من الأيام ، فاذا بى أفاجأ بمفكر موضوعى محايد ومن العيار الثقيل ، الذى لا يسوق رؤاه وأطروحاته على عواهنها ، وانما يوثق لكل فكرة أو رؤية يطرحها ؛ يوثق لها من كتب التراث والعقيدة دونما تحريف أو تزييف . نعم . فى البدايات الأولى لقراءتى له ، راودنى الشك أنه كاتب مسيحى يحاول تلميع المسيحية بتركيز نقده على الاسلام ، لكننى وبمرور الوقت وتتابع المقالات أدركت أننى كنت مخطئاً فى تقييمى للرجل وفى حكمى الذى كان سابقاً لأوانه على مقالاته . فرحت أتابع مقالات الرجل بعمق وبتمعن وتركيز أكثر حتى اكتشفت أن الرجل وجودى لادينى من قمة رأسه حتى اخمص قدميه . أحسست أننا نتشارك الى حد كبير فى رؤيتنا للاله والكون والانسان والأديان ، وأيقنت أنه فى كثير من الأحيان يتناول مايجول بفكرى تجاه هذه المسائل التى تؤرق أذهان الكثيرين من الباحثين عن الحقيقة والباحثات . كنت دائماً وعقب كل مقال أقرأه له أتساءل بينى وبين نفسى : كيف لتلك الدرر الفكريه الصادرة عن مثل ذلك المفكر والفيلسوف العملاق أن ترى النور وعلى أوسع نطاق ؟ حتى كان ذات يوم اتصلت به تليفونيا ً ودار بيننا حوار قصير جداً أبدى الرجل خلاله اشفاقه على شخصى من التكلفة المادية بالحديث بواسطة الوبايل فاذا بى وبتلقائيه شديده أرد عليه : لا والله أبداً مفيش تكلفه ولا حاجه !! أحسست بتغير فى نبرة الاستاذ وبرغبته فى انهاء المكالمه سريعاً ، ولم أجد الا الرضوخ لما أراد ، فأنهيت المكالمه مودعاً اياه بأمنياتى الطيبه له . نعم رضخت لطلبه فى انهاء المكالمة رغم أننى كنت أتوق للاستمرار فى الحوار معه لأطول وقت ممكن ومهما كلفنى الأمر من النقود . فأنت تعتبر من المحظوظين ومن خاصة الخاصة عندما تسنح لك الفرصة وتتواصل بشكل مباشر مع فيلسوف ومفكر بقيمة وقامة سامى لبيب الذى لو كان فى دولة متحضرة لما اضطر أبداً لاخفاء شخصيته الحقيقية والتحدث الى قرائه من وراء ستار واسم شفرى ليس هو اسمه الحقيقى . رحت أسترجع ماأستطيع تذكره من المكالمة فلربما بدر منى لفظ أوعبارة كدرت صفو الرجل لكنه لم يشأ احراجى فآثر انهاء المكالمة فى ود وكياسه دون جرح مشاعرى . وفجأة توقفت عند عبارة ( لا والله ) وكأننى قد أصابنى مس من كابل كهربائى بقوة مليون وات . وتساءلت بينى وبين نفسى : كيف لمثل تلك العبارة أن تأتى على لسانى وأنا الذى أشارك الأستاذ جميع آرائه وأطروحاته فى مسألة الألوهيه والأديان والكون والانسان ؟ رحت أحلل الموقف رويداً رويداً حتى وصلت الى قناعة أننى رغم مايقتنع به عقلى بخصوص مسألة الألوهيه والكون والانسان ، الا أننى مازلت ودون وعى منى أجتر نفس عبارات التعبير عن الدهشة أو التأكيد أو الاستحسان من نوعية ( انشاء الله – ربنا يسهل – على خيرة الله – لا والله..ماكانش قصدى ....الخ ) . فمثلاً عندما أردت التأكيد للأستاذ أن المحادثة فى التليفون لن تكلفنى عبئاً مالياً قلت : لا والله أبداً مفيش تكلفه ولا حاجه !! وهذا يدل على أن المفردات الثقافية والتراثية التى تشربها المرء منا طوال فترة طفولته ومابعدها واستمرار تلك المفردات بحكم تداولها بين الناس من حوله تفرض نفسها لاشعورياً حتى وان كان العقل والتفكير الموضوعى أفرغاها من مضامينها التى كانت فى الذهن من قبل ! وقد ذكرتنى تلك المكالمة بحادثة طريفه مشابهه لما حدث بينى وبين الأستاذ سامى لبيب ، فقد ثار نقاش حاد بينى وبين أحد الأصدقاء الناشطين سياسياً حول مدى مصداقية مازعمه موسى وعيسى ومحمد من أنهم وكلاء الالاه بين عباده على كوكب الأرض . الرجل كان يعرف مسبقاً وجهة نظرى فى هذا الأمر لكنه وبحكم اسلامه الوراثى وبحكم رفقتنا فى العمل السياسى والعيش والملح ، لذلك كان ينتهز الفرصة التى تجمعنى به ويثير معى موضوع الألوهية والنبوة وكان يتعمد بخبث أن يبدأ جدليته بقوله ( صلى ع النبى ) ويتعمد الصمت لبرهة قصيره آملاً أن أرد ( اللهم صلى عليه ) كما هو متعارف فى مثل هذه الحالات ، ولأننى كنت أدرك مدى مكر صديقى وخبثه كنت أتعمد الرد بعبارة من نوعية ( طيب ماشى قول اللى عايز تقوله ..) ، فيحتج قائلاً ( طيب ياأخى قول اللهم صلى عليه ...ولو حتى من باب المجامله ...!!! ) فأرد على احتجاجه باحتجاج مفتعل - لأنه صديقى – ( ماأنا يامحمد لو معترف بأنه نبى ماكانش فيه داعى لحوارنا ده من أصله ) فيغتاظ ويقطب جبينه وينفعل قائلاً : ( طيب ياعم جاملنى وقولها عشان خاطرى حتى ) ..فأتعمد زيادة غيظه وأرد ( ايه يامحمد انته حتشحت ولا ايه ؟ )..وتطول الحوارات بيننا ..هو يحاول الدفاع عن اقتناعه بنبوة محمد وبالاسلام كخاتم الأديان وأنه الدين الحق وأن الله حق وأن القرآن حق وأن الجنة حق والنار حق والبعث بعد الموت حق وأنا أفند كل جملة أو جدلية يأتى بها حسب قراءاتى وقناعاتى ، حتى كان ذات مساء عندما طلبنى على تليفونى المحمول وراح يحكى لى عن نيته فى انشاء حزب يضم كل أطياف المجتمع بما اللادينيين ، وفى نهاية شرحه الموضوع سألنى : ايه رأيك ؟ حتيجى معاى فى الحزب اللى حأعمله ؟ فرددت عليه تلقائياً : ربنا يسهل ...وماأن لفظت تلك العبارة حتى ضج بالضحك فى نشوة بالغة وكأنه سمع منى نكتة ( مزحه ) ماجنة من النكات اياها . سألته متبرماً : ايه يامحمد فيه ايه ؟ ايه اللى جرالك ياابنى بتضحك كده ليه ؟ هوه أنا قلت نكته ولا ايه ؟ فرد بلهجة الظفر : شفت أهو ربنا جه على لسانك غصب عنك !!! فقلت : عادى ياابنى ...اللزمة حكمت ..هوه انا يعنى عشان قلت لك ربنا يسهل يبقى أنا بأناقض كل قناعاتى اللى انته عارفها !! وراح يحاول اقناعى حسب اعتقاده أن الله تنطق به حتى خلايانا ، رغماً عنا !!!! ...ووعدته يومها أن نلتقى فى أقرب فرصة لنناقش الأمر باستفاضة .. وحتى لحظة كتابة هذا المقال لم نلتق بعد !!! أدرك الآن أن البيئة تفرض مفرداتها على اللاشعور عند أى ٍمنا ، حتى لو خالفت تلك المفردات قناعاتنا العقلية !

بقلم / زاهر زمان



#زاهر_زمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين أنت ياعهد صوفان ؟
- مطلوب تفكيك الجيش المصرى بعد تدمير الشرطة !
- نواب الشعب المصرى وثورة الشعب !!
- أشهد أن لا اله الا الله !!
- تلك المسماة بالجامعة العربية !!!!!
- ثورة علياء ماجدة المهدى
- ولا زال البعض يحلم بدولة الخلافة !
- هل محمد ابن سفاح أم نكاح ؟ لا يهمنا ذلك الأمر !
- هل الله موجود أم لا ؟
- مراجعات نقدية لبعض الأحاديث النبوية ( 1 )
- خواطر متدين سابق ( 3 ) أنا وزوجتى وصغيرتى
- خواطر متدين سابق ( 2 ) الله والشيطان ومحمد وأنا
- خواطر متدين سابق 1
- هل سيقرر الشعب المصرى مصيره بنفسه حقاً ؟
- لماذا يتوجس الغربُ خيفةً من المسلمين وخاصةً العرب منهم ؟ [ 4 ...
- اسلام العوام !!
- ثورة الغضب الثانية...دوافعها ونتائجها
- خواطر من الماضى ! [ 2 ]
- الزواج على الطريقة الدينية !
- مصالح من التى سوف تتحقق ؟!


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - زاهر زمان - الرائع سامى لبيب ..وأنا...والله