أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - حول سلمية الثورة السورية















المزيد.....

حول سلمية الثورة السورية


لينا سعيد موللا

الحوار المتمدن-العدد: 3723 - 2012 / 5 / 10 - 01:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    





لم تمض أسابيع على بداية الثورة السورية، حتى بدأ الانقسام المجتمعي بين تيارين وطنيين الأول مطالب بتسليح الثوار وآخر يريد حازماً الحفاظ على مدنيتها وسلميتها .

إلا أنه وبعد بدء الانشقاقات من الجيش و تشكل طلائع الجيش الحر، تعالت وتكاثرت الأصوات المطالبة بتسليح المنشقين، إلى أن باتت مطلب جماهيري عام، خاصة أن العنف الممنهج والممارس من قبل النظام تجاوز في حدوده كل الفظاعات التي يمكن لعقل بشري أن يدركه .

وبات الدفاع عن النفس مطلب ملح إزاء تدخل الجيش والأمن، ومهاجمتهم للدور الآمنة والتنكيل وتعذيب ساكنيها وإهانة رب العائلة أمام زوجته وأطفاله، وتجاوز الأمر إلى انتهاك الأعراض في مشاهد مروعة .. وسيق عشرات آلاف من السوريين من بيوتهم إلى المعتقلات ليعود جزءاً منهم بعد أيام جثثاً هامدة .

تطورت المطالب إثر ذلك إلى تشكيل جيش حر بقيادة عسكرية تمهيداً لأن يكون نواة الجيش الوطني وعماد الوطن بعد رحيل النظام، وباتت الحاجة ملحة لتسليحة وتأمين كل الحاجات الخاصة التي تمكنه من أداء مهامه.

وتحت تأثير إلحاح الشارع السوري المنتفض، وافقت بعض الدول العربية على تسليح الجيش فيما خالفت تلك الارادة أغلب دول العالم خشية من انتقال السلاح إلى جهات غير منضبطة، وخوفاً من تكرار التجربة الليبية التي ما تزال تعاني من انتشار السلاح بين الأهالي .



وفي عودة إلى الهدف من الثورة والذي يتمحور ببندين هامين

- إسقاط النظام .

- إقامة دولة مدنية حداثية ديمقراطية تؤمن المساواة والحرية والكرامة لأبنائها .

وإذا كان الوصول إليهما هو الغاية المتفق عليها، لكن الخلاف تلخص بالوسيلة وتبعاتها .

وبقيت الطامة الكبرى هي الطريقة التي يسقط فيها النظام، فمن مناد إلى طلب التدخل الأجنبي واستهداف أهداف معينة تابعة للحرس الجمهوري والقصر الرئاسي كما صرح به العقيد الأسعد البارحة، إلى آخر مطالب في أن تكون المساعدة الخارجية مقتصرة على تسليح الجيش الحر القادر على صناعة النصر بمفرده .



وأوضحت الشهور الماضية أن العالم غير مستعد للتدخل العسكري لعدة أسباب ، أهمها أن إسرائيل غير راغبة بإنهاء حكم آل الأسد إلا بعد تفتيت سوريا وإنهاكها عبر حرب أهلية مدمرة، وإيجاد نظام هش غير قادر على تهديد مصالح إسرائيل أو إجبارها على التنازل عن الجولان *

إضافة إلى كلف الحرب الباهظة، وتشرذم الموقف العربي، وعدم استعداد دول الخليج العربي على مواجهة رفض التدخل الأميركي ، إضافة إلى تصاعد النفوذ الروسي والصيني الاقتصادي ورغبة هاتين الدولتين على ردفه بموقع متقدم على الساحة العالمية . والاتفاق الضمني العالمي على إطالة أمد النزاع وفق أجندات تتعلق باستحقاقات محلية، وأخيراً هو عدم وجود قيادة حازمة للمعارضة، تحمل برنامجاً واضحاً وذو امتداد شعبي ,

أما المراهنين على سلمية الثورة فيجدون أن حمل السلاح قد أضر بأهداف الثورة ومصالحها ، وتعود خلفية هؤلاء الفئة السلمية إلى أنهم وبمطلقهم لم تمس أملاكهم وأرزاقهم كما لم تتأثر مصالحهم بالقدر الذي يدفعهم أويضطرهم إلى حمل السلاح **.

أو لأنهم يخشون ظهور تيار إقصائي غير ديمقراطي يكون استمراراً لعصر الانقلابات السورية القديم، الأمر الذي يعطل الحلم في تحقيق الدولة المدنية الحرة .

أو لأنهم يخشون وصول التيار الإسلامي المتطرف إلى سدة الحكم كما حصل في تونس ومصر وليبيا .



وأمام هذا المخاض، لا بد من التنويه إلى أن النظام حاول ومنذ بداية الأزمة، الايحاء بأنه يحارب جماعات متطرفة و مسلحة ، واعتمدها كأيديولوجية لم ينحرف عنها ابداً، كما لم يعترف بمطالب المتظاهرين الشعبية، ولم يحاول استقطاب المفكرين ومناقشتهم، بل زج بهم في السجون كعادته دوماً، ليؤكد للمرة الألف أنه عاجز عن تقديم أي تنازل مؤداه سقوطه الحتمي .



وإذا كانت الثورة في تركيبتها هي ردة فعل جمعية على احتقان طويل نتيجة مظالم تراكمية ، فالسؤال الذي يطرح نفسه ..

هل يمكن إقناع الثوار بأن يعودوا إلى سلميتهم، مع إدراكهم بأنهم سيبقون أهدافاً دائمة لبطش النظام ؟

ولكن ومن ناحية أخرى فإننا نتلمس ضغطاً عالمياً على النظام السوري ظهرت معالمه مع تدويل الأزمة، وتوجت بمبادرة السيد عنان.

والتي أذعن إليها حاكم دمشق مكرهاً ومرغماً، وحازت على مباركة ودعم كل الدول العالمية النافذة، وهي في حال تطبيقها ستؤدي إلى رحيل النظام نهائياً .

هذه المعطيات عادت لتخلط أوراق الأزمة السورية، فالسلاح المقنن على الجيش السوري الحر استبدل بمواقف سياسية ضاغطة ليس لها قوة السحر، لكنها ستؤدي في نهاية المطاف إلى قلب الطاولة فوق راس النظام .


والسؤال الذي يتبادر للذهن ..

كيف يمكن للشارع السوري في أن يساعد المراقبين الأممين في تحقيق مبادرة عنان .



يقيني أننا أمام فرصة طيبة صنعتها تضحيات ثمينة وهائلة لأبطال شعبنا، تضحيات أنتجت موقفاً دولياً أكثر صلابة، وبات بإمكاننا إحراج بطئ سير العدالة الدولية وتقاعسها عبر وسائل عدة ، ليس أقلها فضح همجية النظام وخروقاته المتكررة، وعدم التزامه بمقررات المبادرة أمام مرأى ومسمع من المراقبين الذي يمثلون التواجد العالمي على أرضنا، وهو ما برعت في أدائه الثورة و بجدارة .
لن يقف النظام السوري مكتوف الأيدي ولن يسلم بسهولة فحربه حرب وجود، وهو سيحاول أن يكرر تجربته القديمة في لبنان عندما تعاون مع المخابرات السوفيتية والايرانية في مطلع الثمانينات بالقرن الماضي على طرد التحالف الغربي بتفجير مقراته عبر انتحاريين من حزب الله، سيحاول عرقلة عمل المراقبين واتهام العصابات السلفية والقاعدة بأفعاله، من هنا ايضاً يكمن دورنا في فضحه ومن ثم لف حبل المشنقة حول عنقه، وأذكر إن كل ما سيقدم عليه النظام سيدينه وسيكون نقطة قوة لنا


**************

واضح من تصريح الدكتور غليون في الصين البارحة، ومن قبوله بالحل السياسي للأزمة السورية والتزامه بعدم اللجوء إلى تدخل أجنبي، وجود متغيرات دولية ضاغطة باتجاه الحل التفاوضي، الذي من شأنه أيضاً أن يسقط النظام بسرعة أكثر وكلف أقل من استعمال السلاح .

وإذا كان لاسرائيل مصالح في إطالة الأزمة السورية فهناك مصالح دولية أخرى أكثر قوة تضغط لانهائها، ولا ننسى أننا كثوار في الداخل، طرف فاعل ومحوري في إنهاء معاناة شعبنا، وأصحاب إرادة لا تلين.. ورؤيا واضحة لا تخيب . ***

هي فرصة لن نضيعها .. سنلتف حول ثوارنا في الداخل ونتعاون مع مجموعة المراقبين الحاليين وما يمكن أن يفد إلينا قريباً، وسنمارس أشد أنواع الضغط على النظام في فضح أخطائه وتجاوزاته وعلى الملأ ومباشرة، وهذا ما يصيبه في مقتل .

لقد بات واضحاً أن العالم قد قرر القضاء على النظام السوري بالموت البطيء .

وأنهي ..

الطريق لم يعد ضبابياً بل بات واضحاً أكثر ، و أجزم أننا قادرون على الوصول إلى نهايته المفرحة بذكاء وحكمة .

ومن قال أن التكتيك الجيد والعبقرية في إدارة ملف الأزمة ليس من اهم عناصر انتصار ثورتنا .



قادمون

لينا موللا

صوت من أصوات الثورة السورية


------------------------

هوامش

• للجولان أهمية كبيرة لإسرائيل وقد حمت إعادتها للحكومة السورية بسن قانون يلزم أن يكون التنازل حائز على موافقة نسبة الثلثين من أعضاء الكنيست، في حين لم تفعل ذلك مع جنوب لبنان زمن احتلاله ولا بسيناء المصرية أو غور الأردن .

** استبسل النظام في أن لا تمس مصالح الطبقتين البورجوازيتين الدمشقية والحلبية ليبقوا بعيدين عن الحراك الثوري .

*** أشير أن العودة إلى سلمية الثورة لا تعني بالمطلق، الاستكانة لضربات النظام والاستسلام لها، فالجيش الحر بات قادراً على توجيه ضربات مؤلمة ورادعة ويحسب لها ألف حساب، وهو مطالب بفعل ذلك عندما لا يلتزم النظام باحترام بنود المبادرة.



#لينا_سعيد_موللا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة في دمشق اليوم
- نحن مصرون على المحاسبة
- الحاجة لأن نكون بشر طبيعيون
- تصحيح المسار الثوري
- سوريا
- ما نقتقده في ثورتنا كي ننجح
- لو كنت مكانك أستاذ غليون
- كائنات رئيس كاليميكيا الفضائية صفراء اللون
- الأسد وإسرائيل
- لماذا حكم الأقلية
- ماذا بعد ؟
- الواجبات الضرورية الملقاة على عاتق الجالية السورية في الخارج
- استبشروا خيراً بما هو قادم
- الديكتاتورية والاستئثار بالسلطة
- خذلونا
- التغيير
- مجموعة أسئلة من وحي الزيارة
- كيف يقوم النظام السوري بالتحضير للعمليات الجهادية
- الترف عندما يصاحب ضيق الأفق
- سنة طويلة من عمر الثورة السورية


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لينا سعيد موللا - حول سلمية الثورة السورية