أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل الخياط - السيد - رئيس الوزراء - مُغرم بالعشائر !














المزيد.....

السيد - رئيس الوزراء - مُغرم بالعشائر !


عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 3715 - 2012 / 5 / 2 - 09:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



السيد رئيس الوزراء يُحب العشائر إلى حد الترقوة , مُغرم بالعشائر إلى حد الهيام العشقي . رئيس الوزراء لم يلتقي طيلة دورتيه الإنتخابيتين بغير شيوخ العشائر , أو بمعنى أدق لم يُلق خُطبه عن البلد وأهل البلد إلا في حضرة شيوخ العشائر , رئيس الوزراء عشائري ويفتخر ! ورئيس الوزراء يتمحور حول مفهوم أساسه : إن العشائرية هي البذرة الأولى للتقدم البشري !!

ونتيجة لذلك فإن أسس التقدم البشري لبلد ما لا تعتمد وفق منظور رئيس الوزراء على الإلتقاء بأساتذة الجامعات , ليس بـ مثقفي البلد : أدبائه وفنانيه , ليس بـ عُلماء إجتماعه وبـ إقتصادييه ومستثمريه , ليس بـ رجال دينه المنفتحين , ليس بـ طالباته وطلابه , براعمه الغضة .. ليس بـ عُماله ونقاباته , ليس بـ منظماته المدنية , ليس بـ أطبائه , مهندسييه , قانونييه , مُعلميه , صيادليته , صناعييه , مُخترعيه .. رئيس الوزاء يمتلك تصورا في غاية الغرابة والإبهار , غرابة لم تطأ العقل البشري على مدى تاريخه , إبهار يغمر جميع العلوم االإنسانية , إنه ينطلق من عِلم يُسمى العِلم العشائري !! العِلم العشائري كان مغمور الأبعاد , كان أُتون معرفي خافت تحت رماد الأزمنة والعوالم قبل أن يقدح السيد الرئيس الشرارة التي فجرت ركام الحمم في خضم ذلك الأتون المعرفي ! ففي أي فضاء غائر العُمق نعوم هائمين حتى نقتنص توصيفا يضاهي ما حدث من هولٍ خرافي العظمة " هول العِلم العشائري المتشبع بـ رئيس الوزراء المرموق والمحصون من عين الحسد ؟!

ومن هكذا قياس صار لزاما علينا أن نزعم إن الأدران تصدر من صاحب العِلم والأدب والفن , جميع العناصر التي عوقت تقدم المسير الإنساني ولا زالت العنق الفسفوري المسموم للضخ البشري , للسليقة البشرية , هي تلك الأدران التي تصدر من صاحب العِلم والأدب والمثقف والمؤمن بفعالية منظمات المجتمع المدني ..ذلك الفواح الموبوء هو الذي سد غلاصم المسير الإنساني في جميع مراحله , الفواح من العِلم والعلماء , من الأدب والأدباء , من الفنانين , من الحقوقيين .. , وأن العشائرية هي المعيار المنفلق أزلا في التقدم الإنساني ! لقد قلبنا طبائع الأشياء من أجل عيون رئيس الوزراء , لأجل عينيك فقط عشقت الهوى يا سيدي رئيس الوزراء !


وغرام رئيس الوزراء سوف يدعونا لإستراق أنثروبولوجي عن المفهوم العشائري كتكوين محض مُرتكز على الجهل الأعمى والعصبية القبلية , ومثل هذا المفهوم على المستوى العملي من الممكن أن تجد له الكثير من التماثلات , فمثلا لو إلتقى شخص عراقي من تلك العينة مع نماذج من ذات السليقة من كيانات عربية مختلفة فسوف يحدث إنسجام في المستوى العقلي والعُرفي لتلك الأصناف , وهذا الضرب على مستوى مختلف جغرافيا , فكيف لو صيرناه على الواقع العشائري العراقي , البديهي إن مثل هكذا إنسجام سوف يكون أشد تناغما في الرؤية والسلوك , كيف ؟ لنأخذ هذا المثال :
فذات مرة في احد السجون إلتقى شخص عشائري من السماوة وآخر من عشائر الغرب العراقي , فتوافقا أو قادهم اللقاء إلى إنسجام فطري , ولأن السجن كان في منطقة " طقطق الجبلية " التابعة لمحافظة " كركوك " فإن زيارات عشائري السماوة من قبل الأهل كان فيها بعض المعوقات , من قبيل المسافة الطويلة , ما يؤدي إلى شِحتها , أو لسبب آخر ما , أما الآخر الذي هو من عشائر محافظة الأنبار فلكون دياره قريبة نوعا ما من موقع السجن في كركوك , فقد كانت الزيارات متواترة كل عشرة أيام أو إسبوعين , وفي تلك الزيارات كان الأهل يجلبون له الكثير من الحاجيات الغذائية ومن ضمنها " الدهن الحر " وعند تلك المناسبة كان هذا الشخص يدعو جميع السجناء لتناول الإفطار الصباحي معه , وهو الدهن الحر مع الخبز والشاي , جميعنا كنا نتناول معه هذا الفطور , غير أن الملاحظ إن عشائري السماوة كان قد إنسجم معه لحد الذوبان في جميع الأحاديث , طبعا من خلال البُعد الذي نحن بخصوصه : ( الإنسجام العشائري ) من قبيل إن الصنفين كانا يضحكان بسخرية وبملئ ثغريهما وبعدم صدقية عندما نتحدث لهما عن أي خبر علمي ورياضي من قبيل ألعاب الجمناستك والصعود للقمر وغيرها ! أما عندما نتحدث لهما عن كيفية صناعة " المكوار" المتكون من عصا ولفة من القير الأسود فإنهما يدخلان معنا في مناظرات تفوق مناظرات " سقراط " الفلسفية !

وليكن , يتنكر للجماستك وللقمر , المهم إن عشائري الجنوب يتوافق عاطفيا مع إبن الغرب العراقي بعيدا عن أي تحسس طائفي .. أما رئيس الوزراء فيتحدث عن فيدرالية الأقاليم في حضرة عشائر الناصرية , ونحن ندعوه ان يتحدث في عشائر غرب العراق , ندعوه لذلك من منطلق : أولا لنُثبت له هيمانه منذ السلالات الأولى بالشهيق العشائري المُنعش المُزيل لأدران التمدن العصرية .. وثانيا ليؤكد لنا مدى صدقية روحه العشائرية , هل هي مبنية على طائفية العشيرة , على تأسيس إن عشائر الجنوب والفرات الأوسط تتبع طائفته , أما عشائر الغرب فهي من ملة أو طائفة أخرى , مع التنويه إن المثل الذي صيرناه عن عشائري السماوة والأنبار غير خاضع للطائفة , بمعنى أنه حتى المفهوم العشائري قد تقولب على مقياس طائفي بسبب الطائفيين الجُدد .



#عادل_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عذبني غِريد الجنوب - فؤاد سالم -
- الحوار المتمدن - موقع يساري وليس بطرياركي.
- هل يفهم - البابا بنيديكت - الماركسية لكي ينتقدها ؟
- شبيحي ويكتب في الحوار المتمدن - نشاز -
- هزُلت ورب الكعبة !
- رسالة إلى -شمران الحيران-
- هل الشيوعيون العراقيون أغبياء ؟
- علي الأديب - والإسترخاء التعليمي !
- المالكي أيضا يمتلك كُتابا ساخرين , ولكن ؟!
- هل العراق دولة فاشلة ؟
- جلسة طارئة
- شبيهة - بُثينة شعبان - في فيلم MASH !
- هواجس سرقة فاشلة
- رؤيا فيلم ( The Dog ) و - بشار الأسد -
- رحيم الغالبي , رحيل أحد شهود تاريخ الشطرة
- العِقال البلطجي
- - سلام عبود - تحت أطنان التناقضات - ج 3 -
- سلام عبود - تحت أطنان التناقضات - ج 2 -
- - سلام عبود - تحت أطنان التناقضات - ج - 1 -
- المُتزلِف لرئيس السلطة , ورئيس السلطة المُتزلِف


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يشن غارات على أهداف لحزب الله في 6 مناطق جن ...
- قطر تدعو لتحرك دولي لمنع وقوع إبادة جماعية في رفح
- وجبة من لحم الخنزير وفطيرة توت ورقصة تقليدية.. ماكرون يصطحب ...
- مسابقة الأغنية الأوروبية -يوروفيجن- 2024 - سياسية رغما عنها! ...
- ملك تايلاند يهنئ بوتين بولايته الجديدة
- الجيش البولندي: أطلقنا طائراتنا بسبب -نشاط روسي-
- -اشتر نجما في السماء!-.. فلكيون يحذرون من -تجارة الوهم-
- الإمارات.. وفاة طفل بعد نسيانه داخل سيارة لنقل التلاميذ
- -القسام- تعلن عن خوض معارك ضارية شرق رفح
- الجزائر.. البطل الذي رفض أن يرمي بعلم الاستقلال ومات دونه!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل الخياط - السيد - رئيس الوزراء - مُغرم بالعشائر !