أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - الانتخابات العراقية والصراع الموضوعي واللاموضوعي فيها















المزيد.....

الانتخابات العراقية والصراع الموضوعي واللاموضوعي فيها


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1091 - 2005 / 1 / 27 - 10:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قائمة اتحاد الشعب وبعض القوائم الديمقراطية لم تخرق الاصول المتبعة ولم تستغل أية مؤسسة دينية أو حكومية لصالح دعايتها الانتخابية وهي دلالة على نزاهتها في الانتخابات


كل الذين يتحدثون عن الحلم الذي سيتحقق لهم في الثلاثين من كانون الاول 2005 مشبعين بالامل والشفافية تتلمس فيهم عفوية غريبة تصل حد السذاجة احياناً بأنهم يمارسون هذه الطقوس لأول مرة بحرية دون توجيهات أو أوامر او قرارات فوقية لكن واقع الامر ليس كما نراه نحن فالبعض مازال ينتظر الفوقية لكي يتحرك وفق مخطط مسبق كما يوجد من يمارس طريقته في الترصد ليمثل الادوار القديمة نفسها بمسرحية تغطي الهدف وتجعل الآخرين يطيعونه بالضلالة وكأنها الاستقامة والعدالة الموهوبة من السماء.
ايام قليلة جداً ويحل " الحلم " يوم الانتخابات العراقية حيث يتوجه الناخبون الى صناديق الاقتراع لاول مرة في تاريخ العراق الحديث لينتخبوا ممثليهم الى المجلس الوطني بدون اكراه وضغوط ولا تهديد وارهاب ولا تحقيقات جنائية او امن عام او خاص ولا استخبارات او مخابرات من نوع خاص ولا أجهزة القمع من الفرق الحزبية او فدائي صدام او غيرها من ادوات القمع الموجهة من السلطة الحاكمة.. الا اللهم الارهاب الجديد المتمثل بعصابات النظام البائد والارهابين والمجرمين الذين يحاولون قتل الجماهير العراقية بتفجير اماكن الاقتراع والقيام بالاغتيالات وتهديد الناس بعدم الذهاب الى المراكز الانتخابية هؤلاء الذين يرون في تحقيق حلم العراقيين بالاستقرار والامن والبناء نهايتهم الحتمية..
ايام قليلة وسيشهد العراق منعطفاً آخراً يقربه من حلمه الذي طالما ناضل وكافح من اجله الشعب العراقي، حلم الارادة وحرية الاختيار، حلم ان يكون العراق بلداً ديمقراطياً تعددياً وفدرالياً يقوم على الاخاء والمساواة النسبية بين الحقوق والواجبات ويكون الصراع فيه على اساس مدى ما يقدم من اجل التقدم والبناء لا على اساس الكرسي والقرار الفردي المشبع بالعداء وبسادية الدماء..
لكن هذا الحلم وهذا التمني اصطدم بمعوقات جديدة بدأت منذ تحديد يوم اجراء الانتخابات لا بل قبلها بكثير وقد تنوعت المعوقات والاساليب في الاستحواذ على اكبر قدر من التأييد لبعض القوائم ذات التأثير المادي والطائفي المغلف بالدين الاسلامي وهذا جعلنا نقر ونعترف بأننا لم نكن نتوقع ان تكون الجنّة تحت اقدامنا بما تحتوية من طيبات وعلاقات راقية لا تصل للتناحر او الصراع الذي نفهمه ونريد منه ان يكون على اساس التنافس الديمقراطي الحر وعدم وجود طرق عديدة منافية لما كنا ندعيه في صراعنا ضد النظام السابق وليس عن طرق ملتوية من اجل الاستحواذ على اكبر قدر من الاصوات ومن هذه الطرق استغلال ما يمكن استغلاله من ادوات السلطة وامكانياتها لخدمة فئات معينة بيدها قرارات أمرية وتأثيرات على الناخبين عن هذا الطريق بالذات، وقد لا يقف التجاوز عند هذه الحدود بل يحاول استعمال الطرق القديمة " الضغط والتهديد وتكفير الاشخاص والجماعات " للوصول الى الهدف المنشود المخطط له مسبقاً، ولهذا نجد ان هذه الفئات ذات الامكانيات المادية ايضاً تسعى للاستحواذ على وسائل الاعلام الممكنة عن طريق المال او ارتباط المصالح وهي على ما أعتقد اكثر قرباً من أي شيء آخرلأنها ترتبط بقوة المال والمصالح الطبقية تحت شعارات دينية تعرف مدى تأثيرها على وعي الجماهير البسيطة التي يرعبها الحديث عن الاصلاح بدون المؤسسة الدينية الخاصة بها، ثم لا ننسى وسائل الاعلام العائدة للسلطة او التي تستحوذ عليها امكانيات هذه الفئات مادياً لتنحاز بكل ثقلها نحو المصالح الذاتية الضيقة وبهدف حجب اصوات فئات اخرى تقف خارج لعبة الاتفاقات غير القانونية المشبوهة والمتناقضة مع روح الديمقراطية
الصراع قانون طبيعي يخضع لمستلزمات تحتمها الظروف التي تلازمه ونوعية المهمات الملقاة على عاتق القوى المتصارعة، ويتخذ الصراع اشكالا عديدة تقف في مقدمتها الحرب، وهي آخر نقطة تصل بالاطراف او الطرفين الى السعي لحسم موضوعة الخلاف بالحل العسكري وهو أخطر نقطة في مسألة الصراع..
وكثيراً ما كنا نشاهد ونقرأ عن صراعات كثيرة بخصوص العديد من القضايا سياسية واقتصادية وثقافية لكنها تنتهي دائماً بحلول ترضي الاطراف او تمكن طرفاً من الفوز على الطرف الخاسر الذي يقبل خسارته بكل شجاعة ولاسيما ان كان يستحق الخسارة امام خصمه..
اما الصراع في الانتخابات فهي قضية اصبحت معروفة لأكثرية سكان المعمورة ، بما تحمله من شعارات وبرامج وفن للدعاية والتحريض من اجل كسب الاصوات، وتختلف هذه العملية من بلد لآخر ومن نظام الى نظام وهذا الاختلاف اساسه نوع السلطة التي تحكم البلاد، ففي الغرب عموما وبعض الدول التي انتهجت هذا السبيل تختلف اساليب انتخاباتها عن دولا تتبنى نظام الحزب الواحد الشمولي او الانظمة المدعية بالديمقراطية لكنها لا تمت للديمقراطية إلا بالاسم فقط .
الصراع في العراق يتباين في صوره واشكاله وجوهره يتجلى ذلك في نوعية القوائم الانتخابية المطروحة وكيف يجري التعامل مع مبدأ احترام الآخر فهذا الأخير يحتل مكاناً بارزاً في جميع القوائم تقريباً لكنه والحقيقة تقال انه مخترق من بعض القوائم ومن خلفها قوى لها مصلحة في خرق هذا المبدأ لأعتقادها انها هي الاساسية وايمانها بقانون نظام الازاحة البرجوازي الصغير وبالاسلوب الممكن ممارسته بدءاً بالترغيب وانتهاءً بالتهديد واستعمال العصى لتأديب الخارجين عن طريق!! ليصل في بعض الاحيان الى ممارسة غير قانونية ولا أخلاقية مثل التشهير وتبادل الاتهامات بدون ضوابط حول الفساد الاداري والمالي والتشهير والتهديد واستغلال وسائط الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة مما اثار لغطاً واستغراباً بين جماهير واسعة من الشعب العراقي حول مستوى بعض القيادات السياسية الحالية والقادمة ، بينما نرى استغلال بعض القوائم لشخصيات دينية لها كارزما قوية تؤثر على الملتفين حولها وحضور ديني قوي في اواسط معينة من الشعب العراقي كما كان لقائمة الائتلاف العراقي الموحد في استغلال صور السيد السيستاني والبعض من النصوص المقدسة ثم اعتبار التصويت لها تكليفاً شرعياً كاداة ضاغطة لالتزام المقلدين للسيد السيستاني بالتصويت لقائمة الإئتلاف وتوجيه الوكلاء والائمة للترويج لها في المساجد واماكن العبادة الاخرى واعتبار عدم التصويت لها من المحرمات شرعاً وهو ارهاب فكري وعملية تشويه لوعي الناخبين في الدعاية الانتخابية والضغوط المختلفة الموجهة ضد المواطنين من قبل مليشيات قوات " بدر" اضافة الى الدعاية المغرضة ضد قوائم الاحزاب العلمانية وبالاخص ضد قائمة وشخوص اتحاد الشعب وهذا التجاوز تعدى التهديد بالقتل والممارسات الأخرى الى التكفير والالحاد في بعض المناطق الجنوبية والوسطية من البلاد ولدينا شواهد مادية لسنا بصدد الدخول في تفاصيلها، اما استغلال الفضائيات العراقية والاجهزة الاعلامية والبذخ بدون حدود فقد كان من نصيب شخوص القائمة العراقية بينما كانت حصة القوائم الاخرى اقل بكثير من هذا الاعلام الموجه بطريقة الانحياز في الصراع الانتخابي اضافة الى ظهور العديد من المسؤولين الكبارلا كمرشحين لقوائمهم وانما كمسؤولين حكوميين يزورون مواقع ومؤسسات حكومية يوزعون الهدايا ويزيدون الرواتب ويتعهدون بالمزيد من المكاسب للعاملين من موظفين وعمال في المستقبل " إذا تم انتخابهم " وهو ما يتنافى مع الاعراف السائدة في الدعايات الانتخابية بعدم استغلال المؤسسات والاموال والاعلام الرسمي الحكومي من قبل مسؤولي الدولة لحملاتهم الانتخابية..
لقد ظهر الصراع الجاري حول نزاهة الانتخابات وعدم الاخلاء بمبادئ الحياد بالنسبة للمفوضية خلل كبير في الالتزام بها لأنها وعلى الرغم من تقديم شكاوي وخروقات من قبل العديد من القوائم الانتخابية المعروفة لم تتخذ المفوضية موقفاً حازما ضدها بل غضت الطرف عنها بشكل زاد من التساؤلات عن اسباب هذا التغاضي مما ادى الى استغراب الكثيرين ومقارنة ما كان يحصل بالامس القريب وما يحصل قبل زمن سقوط الدكتاتورية.
ان الصراع الموما اليه اثبت وبدون تحيز أو دعاية انتخابية لأية قائمة ان اتحاد الشعب وبعض القوائم الديمقراطية هي الوحيدة التي لم تخرق الاصول المتبعة ولم تستغل اية مؤسسة حكومية لصالحها أو جهة اعلامية رسمية وبهذا سجلت موقفاً نزيهاً وحريصاً على نجاح العملية الانتخابية وكان صراعها الحضاري يدل على الالتزام الكامل والشرعي في هذا الصراع ..
ويبقى الصراع ما بين الموضوعية واللاموضوعية مستمراً حتى بعد الانتخابات وستثبت الحياة مرة أخرى ان الذين لا يدافعون عن حقوقهم هم الخاسرون منذ البداية ولا يمكن ان يأتي اناس من الفضاء الخارجي للدفاع عنهم وعن حقوقهم المشروعة، كما ستثبت الحياة ان تجربة 35 عاماً من الاضطهاد والتعسف والتجاوز على حقوق الناس وتزييف ارادتهم يجب ان لا تتكرر مرة اخرى كما تكرر في ذلك اليوم البغيض في 17 / 7 / 1968 بعد حمامات الدم في 8 شباط 1963 المشؤوم.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف لا يضحكوا الضحايا دماً من أجل بسمة رغد صدام حسين ...؟
- أهمية فصل الدين عن الدولة واستقلالية المؤسسة الدينية عنها
- مجســات صغــيرة
- ما الفرق بين اعتبار التصويت لصدام حسين سابقاً تكليفاً قومياً ...
- ريح الثالـــوث الأزرق
- أين هي الليالي الملونة للشيوعين العراقيين أيها السيد أحمد عب ...
- إيران أدوار خطرة في المنطقة وسياسة الاحزاب الشيعية الموالية ...
- كيف يمكن دخول السيارات والصهاريج المفخخة بهذا الشكل البسيط و ...
- أقول لكْ .. انسى الذي أقولــــهُ
- إيران الفارسية وعقدة أسم الحليج العربي
- ألــــوح ليلى عشية 2005
- ما هية لعبة تأجيل الإنتخابات العراقية وحرق المراحل بهدف تحقي ...
- قصيدتان..
- الأديب والشاعر ميخائيل عيد الوداع الأخير والدمعة الخفية
- علي الكيمياوي والبراءة من دماء ابناء حلبجة وغيرهم من العراقي ...
- وطـــــــن القيامة والنذور
- ما زال أزلام البعثفاشي يسرحون ويمرحون في دوائر الدولة ومفاصل ...
- الفــــــــــــرق
- هل صحيح أن - قناة الجزيرة الفضائية تسوق للأمريكان؟
- الحوار المتمدن والفكر التنويري التقدمي


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - الانتخابات العراقية والصراع الموضوعي واللاموضوعي فيها