أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - العظيم الأخير(إيليا كازان) 1976:تبريرات قصدية لأحداث تغيب عنها روح الرواية الأصلية














المزيد.....

العظيم الأخير(إيليا كازان) 1976:تبريرات قصدية لأحداث تغيب عنها روح الرواية الأصلية


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 3711 - 2012 / 4 / 28 - 12:08
المحور: الادب والفن
    


الاسماء هنا مألوفة,فنحن نتحدث هنا عن الفيلم الأخير لإيليا كازان الذي يطرح بدوره تساؤلا مبكرا وهو هل من الممكن اعتبار فيلم متوسط المستوى الفني مشوش جدا في رسالته متناقض جدا في أحداثه التي تكون أحيانا غير قابلة للتصديق...هل من الممكن اعتبار هذا الفيلم مجاسبة للنفس من مخرج ذو أصول تركية يونانية نتيجة لاندماجه في مجتمع هوليوود الذي لا يرحم،ونحن نعرف بأن كازان صرح ذات مرة أن فيلم (أمريكا...أمريكا) هو أقرب أفلامه وأحبها إلى نفسه،وهو فيلم يتحدث عن مسار هجرة عائلة ايرلندية أي أنه فيلم يخص هو بالتحديد...؟
نلاحظ أن كل أفلام إيليا كازان ذات علاقة به بشكل أو بآخر ونلاحظ أيضا أن ارتباط كازان شخصيا بأفلامه زاد كثيرا بعد حادثة الوشاية...ولكن هذه الحكاية لا تصلح أبدا أن تكون كوصية...
مونرو ستار(روبرت دينيرو) منتج أمريكي يهودي يمتلك تقريبا سلطة مطلقة على الاستوديو الذي يديره فهو قادر على تغيير المخرجين والسيناريو والحكم على الفيلم بشكل عام الذي يقوم بانتاجه،وهنا نتوقف لنقول أن هذا الفيلم ليس عن السينما نفسها ولا حتى على سبيل المواربة..
) وهو منتج متوفي في أواسط الثلاثيناتIrving Thaberg) عن (F.Scott Fitzgeraldالرواية مأخوذة عن الكاتب المعروف(
معروف عنه بأنه يضع القيمة الفنية قبل القيمة التجارية للفيلم،وهذه الصياغة الفيلملة غير لائقة لمثل هذه الرواية...لأن مونرو شخص متنفذ وله قدرة على الحكم وهو يجابه بالرفض غير المعلن ولكن ليس الاضطهاد...
مونرو يقوم بواجبات يومية،فأحد كبار الممثلين يلجأ إليه ليخبره عن ضياع قدرته الجنسية،والسيطرة على كاتب سيناريو وهو في حالة سكر واقناع كاتب سيناريو آخر شاب بسوء ورداءة ما يكتب.
المزاج لهوليوودي من حول مونرو يكره الشيوعيين،والتأويل القصدي هنا قد يكون تبرير فعل الوشاية لإيليا كازان ذلك الفعل الذي ظل يطارده طوال حياته من دون أن يجد أي أحد تفسير حقيقي له سوى المبررات،ولكن فالهموم الأوليه لكازان حين جاء شابا يافعا إلى السينما متسلحا بشهادة المسرح كانت اجتماعية وربما نستطيع القول أن كازان كان يمارس مهنة النقد الاجتماعي لولا أن الأوراق تناثرت من بعد حادثة الوشاية،وحتى أقوى أفلامه التي حاولت تبرير الوشاية (على رصيف الميناء 1954) نجد الهم الاجتماعي حاضرا فيها بقوة.
إذا فالمزاج الهوليوودي من حول مونرو كاره للشيوعيين لشيء ربما يرجع شخصيا إلى المخرج وهو تبرير الوشاية بالشيوعيين اليساريين وأحدهم أقرب أصدقائه إليه المسرحي الشهير آرثر ميلر،ولكن ليس للتراجع عن مواقف تبناها هو في السابق ثم أراد التراجع عنها لأن كازان كان عضوا في شبابه في الحزب الشيوعي،وفي السيناريو يوجد حديث عن الايرلنديين وهذا يذكر بهاجس الهجرة أولا وثانيا طبعا بفيلم أمريكا أمريكا الذي لم يتسنى لي مشاهدته حتى الآن.
مونرو سينتج فيلما سيخسر نصف مليون دولار من أجل إنه رفيع المستوى فهو يقول:في حفلات عشاء الأوسكار لدينا واجب اتجاه الجمهور...؟!
كما قلنا فمونرو قادر على التحكم بكل شيء الأمر الذي يجعل روح الرواية تغيب عن الفيلم وطبعا إذا شاهدنا الفيلم من هذه الزاوية سيكون مملا ومشوشا ولكن علينا مشاهدته من زاوية أخرى...زاوية إيليا كازان.
مونرو يتعرف بفتاة التقى بها عرضيا (كاثبين مور) يقع في غرامها على الفور لوجود شبه كبير بينها وبين زوجته السابقة (مينا ديفيس) التي توفيت مؤخرا.
قصة حب مونرو ستشغل حيزا كبيرا في فيلم هو أصلا عن هوليوود،الأمر الذي يجعلنا نتساءل وبكل قوة،لماذا؟
في الحقيقة يبدو إيليا كازان مشوشا ولا يعرف طبيعة الفيلم الذي يريد أن يصنعه ولكن مونرو مع قصة الحب هذه يتجاهل ابنة المدير التنفيذي وهذا الموقف لا يناسب بيئة برجوازية خاصة إذا كانت بيئة مثل بيئة هوليوود...
وعلاقة الحب هذه تنتهي بشيء من عدم المنطقية،كما أنها ليست ذات دور كبير للحديث عن عظيم أخير في هوليوود وإذا كانت (سيسيليا) تضبط والدها وهو في حالة زنا فهل هذا من الممكن اعتباره فضيحة...؟
إذا كان الفيلم لامس كل شيء تقريبا في هولويوود(العلاقات-الحب-الانتاج ومنظومته- الانهيار الأخلاقي بالاضافة إلى العلاقات الاجتماعية المبنية على المصلحة فكل ذلك من وجهة نظر شخصية مشوشة من قبل مخرج كبير جدا...)
تنتهي المحاورة بين بريمر الكاتب الشيوعي ومونرو في ظهور جميل وقصير للممثل (جاك نيكلسون) بمشاجرة وسيكون من المنطق بل منطقيا جدا أن يعفى مونرو من مهمته في محاورة الكتاب الذين يسعون للحصول على مكاسب أكثر ويعطى إجازة طويلة...والعظيم الأخير لم يسرح من العمل بل أعطي إجازة...
عندما يمشي مونرو مع نهاية الفيلم في استوديوهات هوليوود العملاقة (وحيدا) نسمع وقع أقدامه وهو يدخل من باب كبير ومن ثم يختفي في الظلام...إن كانت هذه إشارة إلى أن كل من يقف ضد هوليوود فهي ذات قدرة على ابتلاعه..أو ربما إشارة إلى منظومة رأسمالية تقتل كل من يتحدث ضدها فالأحداث ضمن سرديتها الشاعرية لم توصل إلى هذه النهاية التلميحية أبدا.



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البكاء والهمس 1972 (أنغمار بيرغمان):محاولات للوصول إلى أصل ا ...
- The Touch1971:قصة حب عادية جدا للصدفة فيها دور كبير
- In The Mood Of Love 2001:سردية هادئة لقصة هي في ذروة العقدة ...
- دراسة مطولة حول فيلم التضحية(أندريه تاركوفسكي)1986: الخلاص ا ...
- الحنين 1983 لأندريه تاركوفسكي: تأملات في شعور بشري خالص
- لفدريكو فليني: مرة أخرى عن ذكريات فلينيAmarcord
- ستالكر أو الدليل لأندريه تاركوفسكي 1980 :المنطقة أو لحظة زوا ...
- زوربا اليوناني 1964:اليكسس زوربا:الرجل المحاصر بين متطلبات ا ...
- Passion of ann 1969 لأنغمار بيرغمان: سرد واضح لشخصيات ضعيفة ...
- ساعة الذئب 1968:بداية الحقبة النفسية لبيرغمان
- سولاريس لستيفن سوديربيرغ: رؤية جديدة لرواية ستا نسلو ليم:سول ...
- الإغواء الأخير للسيد المسيح 1988:أكبر ثورة فكرية في تاريخ ال ...
- دراسة حول فيلم Persona(قناع الشخصية):رموز أدبية وتحليلات نفس ...
- فيلم المرآة1975:محاولة لفك رموز تاركوفسكي المعقدة-تجلي العنص ...
- الثور الهائج 1980: عن حياة ملاكم نيويوركي أصيل
- سائق التاكسي 1976 لمارتن سكورسويزي: فيلم عن اللحظة بامتياز-س ...
- أندريه رابلوف 1969:الفن والجمال،والفكرة والمضمون،وكل شيء عن ...
- للمخرج الألماني Tin Drum 1979:Volker Schondorffالحالة الغريب ...
- أكاذيب وجنس وأشرطة فيديو لستيفن سوديربرغ:عندما تلعب تقنيات ا ...
- طفولة ايفان 1962 لأندريه تاركوفسكي:ولادة شاعر السينما الأكبر


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - العظيم الأخير(إيليا كازان) 1976:تبريرات قصدية لأحداث تغيب عنها روح الرواية الأصلية