أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - حذار فالقادم أخطر ،وعلى الشعب أن يأخذ الأمر بجدية















المزيد.....

حذار فالقادم أخطر ،وعلى الشعب أن يأخذ الأمر بجدية


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1090 - 2005 / 1 / 26 - 10:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حذار فالقادم أخطر وعلى الشعب أن يأخذ الأمر بجدية
قبل أن يفوت الأوان
تتصاعد النشاطات الإرهابية في طول البلاد وعرضها يوماً بعد يوم ، وتتعقد الظروف التي يحياها المواطن العراقي ،وتتحول إلى ما يشبه الجحيم ، السيارات المفخخة تُفجّر لتحصد أرواح العشرات كل يوم والعبوات الناسفة تُزرع في الشوارع والطرقات ، وعمليات القتل والاختطاف تتواصل باستمرار ، والمرافق الخدمية والمنشآت الاقتصادية تتعرض للتخريب لتحرم المواطنين من سائر المشاريع الخدمية من ماء وكهرباء ونفط وبانزين وغاز ، والخروج من البيت أصبح مقامرة ، والخارج لا يعرف إن كان سيعود لبيته أم لا، وحتى البقاء في البيت لا يخلو من المخاطر حيث تتعرض بيوت المواطنين لهجمات الإرهابيين وقذائفهم العشوائية و يمارسون عمليات القتل في عز النهار .
نعم لقد حولت عصابات البعث الفاشية وقوى الظلام المتحالفة معها حياة المواطنين إلى جحيم ، دون أن تلقى هذه العصابات وأسيادها المعتقلين منذ ما يقرب السنتين العقاب الذي يستحقونه، بل على العكس أخذت حكومتنا الرشيدة جداً !! تعيد الأمور إلى ما كانت عليه قبل إسقاط النظام الصدامي، وعادت الأجهزة القمعية الصدامية إلى مراكزها لتمارس جرائمها من جديد وتبوأ البعثيون المراكز الحساسة في الجيش والأجهزة الأمنية والوظائف الحساسة ، ويسعى رئيس الوزراء علاوي لاستقطاب البعثيين إلى حزبه وكأن شيئاً لم يكن،ولتشطب كل تضحيات شعبنا والقرابين التي قدمها من أجل قهر الدكتاتورية ،ولتذهب أدراج الرياح ،ولتتبخر أحلام الشعب في الحرية والديمقراطية والحياة الحرة الكريمة .

وحكومتنا الوطنية الرشيدة !! تخوض معركة من نوع آخر لا يمت إلى مصلحة الشعب بصلة ، ومعركتها هي كيف تحقق النصر في الانتخابات لتبقى على دست الحكم مسخرة أموال الدولة ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والصحافة ،ولسان حالها يردد ما أحلى السلطة ومنافع السلطة وامتيازاتها ، ومن أجل ذلك تخوض المعارك فيما بينها ، صراع غريب بين أقطاب السلطة نفسها رئيس الجمهورية في وادٍ ، ورئيس الوزراء في وادٍ آخر، ووزير الداخلية في وادٍ ثالث .
وزير الدفاع حازم الشعلان في وادٍ رابع يخوض معركة مع أحمد الجلبي متهماً إياه بالعمالة لإيران وسرقة بنك انترا في الأردن، والجلبي يتهم الشعلان بسرقة الملايين من أموال الشعب وتهريبها إلى لبنان أو الأردن ، ورئيس الوزراء علاوي يصرح بأن تصريحات وزير الدفاع لا تمثل رأي الحكومة فأي مهزلة تمثل حكومتنا الرشيدة هذه ؟
رحم الله شاعر العراق الكبير معروف الرصافي حيث قال :
من أين يرجى للعراق تقدماً وسبيلُ ممتلكيهِ غير سبيلهِ
نعم إذا كان من سيحكم العراق هذه المجموعة أو على شاكلتها فاقرأ أيها الشعب العراقي ،المنكوب بحكامه وبمحتليه ، السلام على المستقبل الذي تنشده والذي ضحيت بأبنائك من أجله فلا ديمقراطية ولا هم يحزنون ، وسيحكمك البعثيون من جديد ، وستذهب كل تضحيات أبنائك أدراج الرياح ، فما أشبه اليوم بالبارحة.
أن السكوت على هذا الوضع الشاذ والمزري من قبل الأغلبية الصامتة من الشعب لا تعني سوى استمرار الحال إلى ما هو عليه ، وستبقى دوامة العنف تجتاح البلاد طالما لا توجد حكومة تتصدى بكل جدية لجرائم أعوان النظام القمعي الصدامي وبأقصى الحزم ، وتقدم المجرمين إلى المحاكم بأسرع وقت لينالوا عقابهم الصارم الذي يستحقونه ،فلم نسمع لحد اليوم أن الحكومة قد قدمت للمحاكم ،وأدانت المجرمين المقبوض عليهم بالجرم المشهود ،وأوقعت عليهم العقاب الذي يناسب الجريمة
ولم يجرِ تقديم رؤوس النظام الصدامي وعلى رأسهم جلاد الشعب صدام حسين أمام محكمة عادلة تمثل الشعب حقاً وصدقاً لتنزل بهم العقاب الصارم الذي يستحقونه جراء الجرائم البشعة التي اقترفوها بحق الشعب والوطن خلال سنوات حكمهم البغيض .
إن جرائمهم تعتبر بحق جرائم ضد الإنسانية ،ويكفي شاهداً على ذلك هذه القبور الجماعية التي يُكتشف كل يوم منها المزيد ،والتي تضم رفات مئات الألوف من المواطنين الأبرياء ناهيك عن الحروب التي أشعلها صدام حسين وحزبه الأجرب ضد إيران واحتلاله للكويت ، ودوره في الحرب الأهلية اللبنانية .
إن تصريحات رئيس الوزراء علاوي في قناة العربية بأنه يعتبر أن صدام قد مات سياسياً ولا يهم خروجه من السجن هو تحدٍ صارخ لإرادة الشعب استهدف منه جس نبض الشعب ، فلا جدية لدى الحكومة لمحاكمة المجرمين بحق الشعب والوطن ، ولو كانت الحكومة جادة في محاكمتهم لكانوا قد حوكموا من زمن بعيد ، كما أن الولايات المتحدة هي الأخرى غير جادة في محاكمتهم وهي التي بيدها الحل والربط في كل شؤون العراق صغيرها وكبيرها ، حيث كان صدام خادمها الأمين طيلة سنوات حكمه ،وهو الذي حارب إيران نيابة عنها ثمان سنوات أتت على الحرث والنسل ،ودمرت اقتصاد البلاد وجوعت شعبنا ،ودمرت بنيته الاجتماعية وخربت بنية العراق التحتية وأغرقته بالديون .
من الذي جلب قوات الولايات المتحدة إلى الخليج ، وبالتالي هيمنتها على مقدرات المنطقة غير صدام ونظامه العميل ؟
إلا يستحق صدام وزمرته بعضاً من الرأفة!!، والعرفان بالجميل !! جراء خدماته الكبيرة للسياسة الأمريكية في المنطقة ؟
وعلى الرغم من أن أمريكا لا تعترف بالصداقة الدائمة ، بل بالمصالح الدائمة ، وعندما تنتهي مصلحتها مع أحد الحكام فلا تتردد في نبذه ،وشواهد التاريخ ماثلة أمامنا حول مصير شاه إيران ،وضياء الحق رئيس باكستان السابق وأنور السادات حاكم مصر السابق ،وماركوس حاكم الفليبين السابق ،ونوريكا حاكم بنما السابق الذين قذفت بهم أمريكا إلى مزبلة التاريخ .
أن الولايات المتحدة لو كانت جادة في إقامة نظام حكم ديمقراطي في العراق فلماذا أقدمت على تأسيس مجلس الحكم على أساس طائفي ، وعينت حكومة بحصص طائفية ، فهل تتفق الديمقراطية مع الطائفية مهما كان شكلها ومضمونها ؟
إن قيام نظام حكم يقوم على مبدأ الحصص الطائفية أو الدينية يتنافى كلياً مع أي توجه ديمقراطي جاد ، بل العكس لا يعني هذا التوجه سوى كونه برميل بارود لا يلبث أن ينفجر لتطفوا الصراعات الطائفية على وجه الأحداث ، وهي التي تشكل أخطر تهديد جدي للمجتمع العراقي ومستقبل العراق .
أن الشعب العراقي ،ونحن على أبواب الانتخابات العامة لانتخاب مجلس تأسيسي يأخذ على عاتقه تشريع الدستور الدائم للبلاد وتأليف الحكومة الجديدة التي ستحكم العراق طيلة هذه السنة ، مدعو اليوم ليقرر أي دستور يريد ؟
هل يريد دستوراً علمانياً يجسد الديمقراطية وحقوق الإنسان والتآخي القومي والديني والطائفي ؟أم دستور ديني وطائفي يمثل مفتاح التناحر القومي والديني والطائفي ويغرق العراق بالدماء؟
أم يريد الشعب حكومة وطنية تؤمن حقاً وصدقاً بالديمقراطية ،وتتولى بناء المؤسسات الديمقراطية ،و تستأصل الإرهاب من جذوره ، وتجتث الفكر البعثي الفاشي الذي نشره حزب البعث في العراق طيلة سنوات حكمه الكريه، ونشر الفكر الديمقراطي والإنساني ،واحترام القوميات العراقية المختلفة والأديان والطوائف بمجموعها ،وتربية الأجيال الصاعدة على روح المحبة واحترام القيم الإنسانية ؟
هل يقبل بعودة سيادة الفكر الفاشي من جديد، أو قيام حكم طائفي يقوده إلى صراعات مستقبلية لا أحد يعرف مداها ؟
وإذا كانت الأحزاب الدينية المؤتلفة جادة في قيام عراق ديمقراطي حقيقي فلماذا لم توحد جهودها مع القوى الديمقراطية لخوض الانتخابات على أساس الاتفاق على الخطوط العريضة للدستور القادم وفي تلك الحالة تكون قد ضمنت هذه القوى النصر في الانتخابات ،وطمأنت الشعب على الدستور المنوي تشريعه ، ومن حق الشعب أن يراوده الشك في النوايا الحقيقية للأحزاب الإسلامية من مسألة الدستور ومسألة الديمقراطية .
لم يبقَ سوى أيام معدودة على الانتخابات ، وعلى الشعب أن يقرر على ضوء ما تقدمْ أي حكومة وأي برلمان وأي دستور يريد ، ولصوته القول الفصل فإما الديمقراطية والحرية والسلام ، وأما العنف والصراع وعودة الفاشية من جديد، وعلى الشعب أن يختار القائمة التي تمثل حقاً وصدقاً الديمقراطية والتآخي القومي والديني والطائفي، وتسعى لبناء عراق جديد ، عراق الحرية والديمقراطية والسلام وحقوق الإنسان .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل عراق ديمقراطي ودستور علماني أصوت لقائمة اتحاد الشعب
- ما قبل وما بعد الانتخابات ، العراق إلى أين ؟
- الانتخابات المقبلة ومستقبل البلاد
- أين أسلحة الجيش العراقي المنحل ؟
- أبو فرات ستبقى خالداً في قلوب رفاقك ومحبيك
- بين الإرهاب والمقاومة ،هل أضل اليسار العربي الطريق ؟
- أخلاق الجيرة تقتضي تضميد جراح الشعب العراقي لا طعنه بسيوفكم ...
- رسالة مفتوحة للسيد رئيس الوزراء
- رسالة تهنئة للأخوة المسيحيين بعيد الميلاد المجيد
- جرائم الأشرار في النجف وكربلاء تستهدف إشعال الحرب الطائفية
- صفحة ناصعة من تاريخ عصام عايد زعيم حزب الأصلاح والعدالة الدي ...
- هل الانقسامات في الحركة الوطنية ظاهرة صحية في الوضع الراهن ل ...
- من أجل وضع حد لجرائم الاغتيالات في الموصل وسائر المدن الأخرى
- لماذا لا تفصح القوى والأحزاب السياسية عن برنامجها الانتخابي ...
- الانتخابات والحلم بعراق ديمقراطي مستقل آمن
- موقع الحوار المتمدن يواصل تألقه
- هذا هو الطريق لإصلاح منظمة الأمم المتحدة
- الشعب الكوردي وحق تقرير المصير وآفاق المستقبل
- لمحات من تاريخ حركة التحرر الكوردية ـ الحلقة الأخيرة
- لمحات من تاريخ حركة التحرر الكوردية في العراق ـ الحلقة الحاد ...


المزيد.....




- كتائب القسام تقصف مدينة بئر السبع برشقة صاروخية
- باستخدام العصي..الشرطة الهولندية تفض اعتصام جامعة أمستردام ...
- حريق في منطقة سكنية بخاركيف إثر غارة روسية على أوكرانيا
- ألمانيا تعد بالتغلب على ظاهرة التشرد بحلول 2030.. هل هذا ممك ...
- في ألمانيا الغنية.. نحو نصف مليون مُشّرد بعضهم يفترش الشارع! ...
- -الدوما- الروسي يقبل إعادة تنصيب ميخائيل ميشوستين رئيسا للوز ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 4 جنود إضافيين في صفوفه
- مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي يقرر توسيع هجوم الجيش على رفح
- امنحوا الحرب فرصة في السودان
- فورين أفيرز: الرهان على تشظي المجتمع الروسي غير مُجدٍ


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد الحمداني - حذار فالقادم أخطر ،وعلى الشعب أن يأخذ الأمر بجدية