أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فريد يحي - أسباب انحسار المد اليساري في العالم العربي















المزيد.....

أسباب انحسار المد اليساري في العالم العربي


فريد يحي

الحوار المتمدن-العدد: 3709 - 2012 / 4 / 26 - 15:57
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


أن الأحزاب السياسية التي تعتنق أيديولوجية اليسار ،تتعثر بشكل كبير ،حتى أصبح هذا التعثر ملفتا للنظر ، ولم يعد أحد بإمكانه أن ينكر بأن حركة اليسار ... في ذهول عميق، بعد أن منيت هذه الاحزاب بخسائر كبيرة في الانتخابات ، مما حدى بالمثقفين اليساريين،لمحاولة التعرف على العوامل المحدودة للغاية، والتي ألقت باليسار في حالة من الفوضى ،سعيا منهم في ايجاد تبريرات وأسباب سواء كانت ذاتية أو خارجية ،تشخص حالة الفوضى هذه ،والتي القيت بظلالها ، على التطبيق العملي لمجموع الفلسفات اليسارية ،المعتبرة بمثابة، غاية في التجسيد الكبير لانخفاض الروح المعنوية ،نتيجة الصعوبة في تحقيق مثالية طوباوية.

كما أشرت سابقا فأن أسباب التراجع...هي ذاتية ،وخارجية،أما الاسباب الداخلية فهي تكمن في...

- الانانية... نتيجة الصعود المستمر للمد اليساري ،طيلة الفترة السابقة ،فمعظم اليساريين مالوا الي الغرور ،في سبيل تأكيد امتلاكهم لأذهان بها أفق واسع،تمجد الحط بكل جانب من جوانب الحياة (التاريخ والثقافة وغيرها من عناصر التراث) ،هذه الاذهان يعترف بها، باعتبارها خطوة إلى الأمام في طريق التقدم. ولكن هذه الخطوة كانت سببا في الرجوع الي الوراء،مما أدى إلى استنزاف حاد في صفوف اليساريين. غارسة أيضا بذورا من الارتباك في عقول ما تبقى منهم، في محاولة للتوفيق بدون جدوى، بينهم وبين العظمة، فالتاريخ تقريبا صار قادرا على كشف ازدراء واضح تجاه اليسار عموما، والماركسية خصوصا.

- الغطرسة والعقل المغلق...ان الاحتقار المطلق لعقل وفكر الجماهير ،من قبل الصفوة اليسارية ،نظرا للاعتقاد بالتفوق الفكري عليها،تكون نتيجته ، رغبة مدى الحياة،في الاختلاف عن مجموع المشوهين المحيطون بهم ،بالإضافة الي الشعور بالاستكبار،الذي يتحول عاجلا أو آجلا ، إلى عقل مغلق،ليقوم في مرحلة متقدمة ، بتصفية كل مساهمة جديدة للعقل من خلال النظرة المتحيزة الموضوعة في فئات محددة مسبقا،حتى يصير المرء مثل عذراء غير قادرة على الخروج من شرنقتها .
- انعدام النزاهة الأكاديمية... فانخفاض المعايير الأكاديمية، يعتبر السبب الوحيد،المثير للشفقة، والأكثر تأثيرا في الدولة ،نظرا لغياب المثقفين ،فعندما ينحصر اهتمام معظم الشباب والطلاب ، بالانخراط في مهن مربحة أخرى، دون المتوسط ،وانتحال الصفة الاكاديمية بالغش ،دونما خجل ،واحتقار الدراسات الإنسانية ، الفنون، ،وجعلها في مرتبة متدنية ،خلف العقائد الايديولوجية.

- المأساة الكبيرة التي حلت على اليسار ، هو من خلال سيطرة القوميين على معتنقي هذا التوجه ، ومن ثم تحول هولاء القوميين الي أنصار لجماعة الاخوان المسلمين ... هذا التخريب، متنكر بشكل سيء تحت راية" النقد الذاتي"،مما عمل على تآكل "تقدمية ...هذا النقد.
- التحالف مع الاسلامويون، فأكثر القرارات غير المعقولة،والتي اتخذت من قبل اليساريين في جميع أنحاء العالم ،هي باعتناق الإسلام السياسي،مقابل الحصول على الدعم المقدم من قبل جميع الخلق.

حيث ساهم الإسلامويون مع اليساريون عموما،والشيوعيون خصوصا،في خلق كراهية عنيفة للعالم الغربي، فاليساريون الذين يعتقدون بأن الاميركيين أحبطوا الثورة في جميع أنحاء العالم خلال الخمسينات من القرن الماضي،أصبحت رؤيتهم في العصر الحالي،هو أن هذا العصر،سيكون وقت الاسترداد ،حيث أن ارتفاع أسهم الإسلام من شأنه أن يسقط الغرب الرأسمالي على ركبتيه. كما أن اليساريين اعتبروا أن الإسلام ،ما هو إلا اطروحة مضادة جدا للمنطق،هذا الامر يجعلهم مقتنعين بأن الفترة الاسلامية الفاصلة ،ستؤدي أخيرا الي ارضية خصبة لليسار ، ، فالمثقفين في كل الأمة الإسلامية سيرتفع صوتهم ضد المغالطات المنطقية المرئية بوضوح. والخوف الكبير الذي استحوذ على اليساريين، من قبل الاسلام ، لا يمكن تفسيره في بعض المناطق.خاصة وان اليساريين أصبحوا يقدمون التنازل الواحد، تلو الاخر للحركات الارهابية الاسلاموية.

- تراجع النهج العلماني اليساري الانساني ،أمام التقاليد والموروث القبلي والاجتماعي.

- قطعية التسليم من قبل المجتمع، لفكرة احتضان اليسار للعلمانيين "الملحدون" ،بالإضافة الي ارتباط مفهوم الفقر" امتلك فقط بقدر ما تتناول" بالحركة اليسارية،وعدم جدية ونفعية هذه الفكرة،في وجود عدم التزام صارم من قبل اليساريين بالواجب،مما يتسبب في عدم المساواة الاجتماعية ،التي تعتبر هي تجسيد حي للمثالية الاشتراكية.
- افتقاد الجذور في تقاليد المجتمع، فاليساريون حصلوا فقط، على فهم سطحي لتقاليد المجتمع، فهم افتقروا إلى الشعور بنبض سكان هذه ألأرض لهذا السبب، هم فشلوا تماما في زرع أيديولوجيتهم .

أما الاسباب الخارجية ،فأنها تكمن في....

- انتهازية الوسط، وانغماسه في كل تيارات الفكر التقدمي، لينتج وجهات نظر، أخذت طابع اللباقة، معبر عنها بمجموعة أفكار، سرقت من اليسار، ولم يتكلف أي من اليساريين،العناء بدحضها.

- ازدهار الاقتصاد ،حيث أشار المؤلف اليميني "روبرت هارفي" إلى أن الماركسيين، قد نجحوا فقط في المناطق المتخلفة صناعيا. ومع الازدهار الذي يشهده الاقتصاد حاليا، ويترتب على ذلك الارتفاع السريع في مستويات المعيشة، فقد تلاشىت قاعدة دعم اليسار بين عشية وضحاها ،في المناطق الحضرية على الأقل.
- ارتفاع الوعي الديني، فالعقد الماضي شهد زيادة مطردة في الوعي الديني، في جميع المجتمعات. فضخ الدولارات البترولية العربية،و انتشار الإسلام السلفي ،استحث المسلمين ،و أعاق انتشار المعتقدات اليسارية.

- تعرض بعض الانظمة اليسارية لنكسات ،مع انهيار اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية وتفكك الكتلة الشيوعية، فأن عموم الجماهير ، لم يعودوا يشعرون بنفس النوع من هذه الجاذبية،التي كانت فيما سبق.

- ثورة المعلومات ،ان النظام اليساري، نتيجة سيطرته بقبضة من حديد ،على وسائل الإعلام ،فقد تمكن من ايهام الناس لفترة طويلة ...ولكن مع ظهور شبكة الانترنت وسبل الاتصال السريع، فأن هذا النهج، لم يعد له نفس التأثير كما كان من قبل.

ويبقى أن تراجع اليسار له تأثير كان ولا يزال واضحا، من حيث أن

- الكارثة من ويلات الآلام النفسية ،والتي تحكم حاليا عقول البشرالمكتوية بنار التنكر في زي الأديان ،نتيجة الحرب الصارمة ،ضد تهمة الإلحاد ،التي تعمل على غياب الفكر اليساري ،مما يجعل هذه الديانات تحدث دمارا في العالم وسكانه.

- ضربة للتيارات الانسانية العقلانية ،فالإيمان بالخرافات ،يعمل على تقليل الايمان العقلاني إلى مستوى الديانات السامية الأخرى، ولهذا فالحركات العقلانية الإنسانية، لا تزال تعتبر بطبيعة الحال، بمثابة مصحح للمجتمع.

- ضربة للفكر الحر،في حين أن بعض الاديان ،تشجع بلا شك التفكير،فأن التفكير الحر ،يعتبر حاجة ضرورية ،للخروج من وحشية الحكم الاجنبي عن طريق الاستعمار،والمتمثل في التخلص من القواعد المتخلفة السائدة في المجتمع ،فهذا الترويج لحرية الفكر،يخلق جو يؤدي الى ازدهار فكرية الاديان نفسها.

- خوفا من سوء استخدام الحريات المدنية من جانب المتعاطفين مع الإرهابيين فالطبقة الوسطى، والقوميين، لا يدعمون حاليا حركات الحرية المدنية،مشكلين معارضة للنهج اليساري،الذي ينتقد ،نقدا لا هوادة فيه،كل من الشرطة والجيش" باعتبارهم "أدوات لتنفيذ نظم ارهاب الدولة"."

في اعتقادي بأنه يمكن اتباع بعض الوسائل ،والتي من خلالها يمكن لليسار أن يحسن من حاله ، فمن النادر،بل ومن الصعب،أن يتم فقدان اليسار،فاليسار يمكن أن يجدد نفسه، ويلعب دورا حيويا في تشكيل مصير الدول العربية . لهذا وجب على اليساريين ، أن يبذلوا محاولات جادة لفهم التقاليد المحلية، ويكنون تقديرا حقيقيا مباشرا للتراث. كما ينبغي لهم أن لا يتعثروا في المادية والديالكتيك الهيغلي، فمن الضروري لإحقاق الحق ، عدم الاعتماد ،على الاشتقاقات المنطقية ،وعلى اليسار ، التخلص من النزوع إلى احلام الصين و روسيا ، ففي الواقع، ينبغي لهم أن يحللوا أخطائهم،ويستفيدوا من الدروس ،عن كيفية تجنب المزالق الخاصة بهم، بالإضافة الي أنه ،يجب على اليساريين إفراغ العقل والتفكير من الصفر ،حتى يخلوا من أي تحيز سابق،وارساء تقدم فكري جديد ،يتعايش مع تأثير الاديان على الشعوب ،فاليساريون بحاجة الي التخلي عن الافكار المسبقة، ومحاولة بناء بنية منطقية من الحجج ، من الألف إلى الياء، واستكشاف البدائل في كل خطوة ،لأجل المضي قدما.



#فريد_يحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فنلندا...ونجاح المدارس
- من هو كازانوفا؟ (حياتي هو موضوعي وموضوعي هو حياتي)
- وردة الرغبة
- رؤية محايدة -للعنف ضد المرأة-
- وجهان لعملة واحدة
- في انتظار أن تشرق الشمس في الأمم المتحدة
- أشفق على صنم يتكسر بمعول الكرامة
- وصفة سحرية لسرقة ثورة عربية
- شعور بالثقة
- أجندة الاسلامويون
- الشباب يدفعون بالليبرالية الي حافة الهاوية
- الدين والتمرد...والفوضوية
- الهدية...حجر الكهرمان
- الاختفاء الغريب لخنفساء كروسنر...خرافة علمية
- نحن وهي...حبيبتي
- المثلية...وراثة أم اكتساب
- الجنس والشهوة
- حكمة...قبل الموت
- الرحيل إلي حبيبتي... الحرية
- هل ستتحول التشافيزية الي ظاهرة؟...بعد موت شافيز


المزيد.....




- بمناسبة ذكرى الثورة السورية، السويداء شرارة ثورة تعيد امجاد ...
- م.م.ن.ص// 138 سنة مضت والوضع يعيدنا لما مضى..
- ربيع کوردستان، تلاحم المأساة والهبات الثورية
- لماذا لا يثق العمال بقوتهم؟ حركة سلم الرواتب نموذجا
- الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل، مسرحية إجرامية عُرضتْ فوق ...
- سياسيون بحزب العمال البريطاني يدعون لتعجيل موعد الانتخابات ا ...
- بمناسبة اليوم العالمي للسلامة في أماكن العمل
- حزب العمال البريطاني يدعو لانتخابات تشريعية بعد تفوقه في الم ...
- خسائر كبيرة للمحافظين في انتخابات المجالس المحلية وموقف حزب ...
- أول فوز انتخابي لحزب العمال البريطاني قبل صدور نتائج مصيرية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فريد يحي - أسباب انحسار المد اليساري في العالم العربي