أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لحسن هبوز - قصة: بمعنى أخر














المزيد.....

قصة: بمعنى أخر


لحسن هبوز

الحوار المتمدن-العدد: 3698 - 2012 / 4 / 14 - 07:44
المحور: الادب والفن
    



... هل تستهويك الحياة كما تستهويني؟
طفل صغير يملأ لعبته بماء الصابون، وما هي إلا نفخات من شدقيه، ليرسم لوحة فنية.. فقاقيع بكل ألوان الطيف تزدان الفضاء، ينبهر الطفل مشرئبّا إلى فقاقيعه.. يتمنى ألا تتفتقأ وتموت. هكذا أراها تستهويني فقاعة صابون تحملها النسمات.. حياتي فقاعة جميلة ترسم لي إيحاء الفن،والجمال، وهذا يجعلني أدرك أن دور الزوال سيأتي لا محالة... لا أعرف لكن الموت يجعل كل واحد منا يزيد عشقا للحظات حياته. فمن منا يحب المنية وشجونها؟ حتى الانتحار وعذابه، ماهو إلا اختيار لعشق الحياة، لكن بشكل مؤسف فقط..
بدوري أتجاوب معها بشكل جنوني ومعقول، "وفــــاء" تتكلم بمنطق مغاير للحساس الأنثى الذي نتصورها في عقلنا الجمعي، هذا ما أحس به في أغلب اللحظات، تعشق الحياة بنفس سيناريو عشقي لها، أنثى تعشق بنفس العشق الذكوري للأشياء... أليس هذا تجاوز للتصور الذكوري النتن؟
ــ ههههههه "حســـــن" ماذا تتمتم؟
ــ لاشيء، كنت فقط كعادتي ألعن المجتمع في خيالي... هههههه تقزز مفاجئ عندما أفكر فيه.
ــ أنصحك.. لا تفرط من التفكير فيه، فربما يخلق لك نوع من عقدة النقص تجاهه.
ــ ههههه أتمنى أن يخلق لي عقدة الهروب منه.
ــ ههههه لاشيء يستحق الالتفاتة هههههه لاشيء...
ضحكتها الخفيفة المعهودة جعلتني أقوم لأغير وضعيتي فوق الأريكة، أصابعها النحيلة ترسمان لوحات من فراغ على الهواء.. في المقابل أرمقها بحس ناقد فني فاشل، لا أستطيع أن أعطي مدلول لكل لوحاتها الوهمية.. أكثر من هذا، المشهد لوحة سريالية بعيدة عن فصّ ملح الواقع. أريكة جلدية مهترئة، قمحية اللون.. طاولة خشبية، مستطيلة الشكل، تقف على أربع، وتتوسطها مساحة زجاجية. فوقها تصطف قنينات مختلفة الشكل واللّون، لكن بمعنى واحد. الخمر تيمة تجمع بينها.. سطح الطاولة يتوسطه كأس يختزن في قعره رغوة البيرة. إنه لها، أما أنا وفي لعادتي القديمة، أحب أن ألحس فم القنينة بأطراف شفتي.. السر من فمها إلى فمي دون وسيط، وليس هناك أحسن من سر ينقل إليك بدون وسيط على ما أظن.
ــ أتعلم من الأحسن أن نشغل أنفسنا بشيء.. الليل مازال مبكّر
ــ بشيء مثل ماذا؟ أنا صراحة لم أعد أستسيغ مذاق الأشياء..
ــ اه اه اه "حســن"، لا أعرف لكن لي رغبة في سماعك... إحكي شيئاً.
ــ ؟؟؟ هههههه ولي رغبة في مضاجعة.
ــ ههههههه لي رغبة جنونية، في سماع حكاية طفولتك الريفية... أتعرف أصل أمي بدوي، دائما ما كانت تحكي لي، قصص عن البداوة، عن رجالها، شواربهم الفظّة، بسالتهم... كانت تحكي كل شيء، حتى أني أجبرتها على مرافقتي، مرة إلى بيت خالي، الذي يسكن في أحد الدواوير الممتدة بين" أكادير" و"الصويرة"... قضيت عطلتي هناك، بالرغم من الجو العائلي الفاسد، أعجبتني فحولة البدويين المفرطة، نسيم صباحهم القاسي والعنيد، نومهم المبكر... حقاً تعجبني عدالتهم، وهم يتكالبون على مائدة الطعام، ينتظرون من كبيرهم حصة كل واحد منهم من اللّحم، حقاً إنها توزع بشكل متساوي. هذا ما أريد صديقي، إحكي لي فأنا أشم فيك رائحة ريفي معتّق... أرجوك قل شيء.
ــ ماذا تريدين أن أحكي لك؟ من أين أبدأ ؟ عهدي بالبداوة مرّ، مرارة فرج، للا "عتيقة"، أقدم مومس المدينة..
ــ ههههههه كل شيء، ابدأ من أي شيء، المهم أريج رائحة تراب صدرك...
لا أعرف إن كنت فعلا سأحكي ما تركت ورائي، أو أختلق قصة بطولية لطفولتي، أسردها بكل رذاذ فخر الفارس المغوار، أختار نفسي بطل سيناريو مختلق، أشخص الدور الذي إخترته لنفسي بكل عناية، اوبالأحرى أمثله وأتقن البطل، وألصق له نهاية سعيدة... المهم صديقتي الجميلة تتسلّى ببداوتي المصطنعة.
ــ لا أعرف لكن من المحتمل أن تكون بعض أشيائي، سقطت مني فجأة بدون إنذار... كما تسقط لفافات التبغ من علبتها ونحن ننتشي بها... "وفــاء" سأحكي لك كل شيء، لكن من الأحسن قبل ذلك، أن تمدني ببيرة أخرى فلي رغبة جامحة في الشرب.



#لحسن_هبوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا لست شاعرا 3
- أفكارنا الصّلعاء.
- الخطيئة الجميلة
- لما كل هذا الضجر؟
- مقتطف من قصيدة -أنا لست شاعرا- 2
- في حضرة بنت لصّنا المقدّس
- مقتطف من قصيدة -أنا لست شاعرا-
- إلى صديقي، لطفي... أنثر هذه الكلمات حبا على صداقة هتشكوكية
- بدونها... لي
- أبناء عدم سبق الاصرار والترصد
- ساعتين لرذيلة إلهية
- إكليل الصمت
- قصيدة سقطت سهوا من مدينة وجهي
- ضيف لعابر سرير
- قصيدة شعرية
- عنقود لِشهوةٍ صباحيّة
- قصة: جريمة إله


المزيد.....




- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...
- فيلم السرب 2024 بطولة احمد السقا كامل HD علي ايجي بست | EgyB ...
- أستراليا تستضيف المسابقة الدولية للمؤلفين الناطقين بالروسية ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لحسن هبوز - قصة: بمعنى أخر