أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لحسن هبوز - قصة: جريمة إله















المزيد.....

قصة: جريمة إله


لحسن هبوز

الحوار المتمدن-العدد: 3660 - 2012 / 3 / 7 - 09:11
المحور: الادب والفن
    


جريمــــــــــــــة إلــــــــــــــــــه

رهفت السمع جيدا، خلف الباب، حاولت ان اتخيل شفتاي الفقيه وهو يتمتم ماذا يقول، عرفت لا محالة انه حان دوري لأدخل الى ذاك الصندوق المهترئ ... غرفة صغيرة يتوسطها دولاب خشبي مستطيل رتبت داخله اكوام من الثياب، جلبابان يظهران معلقين على مشجب خشبي بدوره عتيق. كيف؟ لا يعقل هذا... هل وصل دوري؟
كنا اكثر من 15 فردا يتكوم في داك المسيد، عهد الينا منذ الصغر الذهاب إليه لحفظ القرءان، والقراءة وتعلم الحروف ومعرفة الحساب إن تيسر الأمر.. نلتف حول الفقيه مقرفصين بأيدينا ألواح خشبية نخطط عليها الايات القرءانية.. كان قاسي القلب يلازم عصاه الطويلة.. لم يمر يوم والا وينهال على ابن جارنا بالضرب، يسبه، يمقته إعتقدت انه في البداية لا يستظهر الايات بشكل جيد، لكن سأكتشف فيما بعد انه يمقته لبشاعة مظهره، ملامحه البشرية لا تساعد على التواجد في حضنه. مقابل ذلك صرت أعشعش في حضن الفقيه، أجده دافئا لدرجة أني احبه.. سذاجة طفولتي قادتني الى هذا الاحساس بحب هذا الوحش درءا للفراغ الذي تركه والدي.
ــ خذ يا إبني...
يمدني بتمرتين. أو ثلات هكذا يستهل مشوار نزوته في، أقوم اليه ممدا يدي، يأخذ مني لوحتي، موهما الاطفال ... لكن ما إن يبدا شرحه لحروفي الهجائية.. حتى أحس بحرارة إحليله يكز مؤخرتي... لا ريد أن أتذكر المشهدلا .. لكن صار ما صار..
الان عرفت ان شيخي وحش في هيأة ادمية، جعل من جسدي قنطرة نزواته، يغتصبني مقابل ثمرات أو قضمة خبز شعير.. أحسست بذل يعتري فرائصي وانا أتذكر المشاهد بكل رعونة، احيانا اتعمد ملامسة مؤخرتي وانا في المكتبة، في الكلية... احسست انها هستيرية مرضية، تنتابني كلما أعدت شريط الاحداث.. لا أريد أن أتذكر المشهد الاخير والذي أفاض وحشيته على برائتي، لا لا أريد ر...
لن تستطيع ان تمنع عمل اللاوعي، خلال النوم، هذا ما صرح به استاذي ونحن نهم بالخروج،.. لزمت كتب علم النفس، التحليل النفسي،موضوع إضطراب ما بعد الصدمة.. قرأت كل شيئ .. إلا أن أقرأ نفسي عند طبيب نفسي... لا سبيل لذلك من الاحسن ان اتذكر وجه ذلك الوحش وأعود لأقتله..

أتذكر ذلك اليوم البارد من شهر فبراير ... جرني من يدي، ادخلني الى غرفته المهترئة المقززة، بعد ان تخلص من أصدقائي الاخرين اجبرهم على قراءة القرءان بشكل مسموع، درءا لتأوهاتي، رافقني الى سرير، وانا شاخص عيني، إليه مدني بمزيد من الحلوى، شعرت ان اليوم إستثنائي لكن جهلي بالجنس والوحشية الأدمية جعلتني اشم فيه رائحة أبوة قديمة، أجلسني الى جانبه، وأخد يداعب شعري الأملس برفق، أحسست بيده الدافئة تجول على جسدي النحيف.. وفي غفلة فاجأني ببطنه المنفوح على ظهر... في تلك اللحظة رأيت الشر يتدلى من وجهه إلتفت لأجده يعمل عل خلع سروالي.. أحسست ان قوة جعلتني أعيد كل أشرطة إغتصابي وايام الحضن الدافئ، أنذاك فهمت كل شيء، لكن في هذا الوقت لا يمثل أي شيء، لم أبدي أي مقاومة، لكن إستعطفته في خيالي، توسلت اليه بإسم القرءان الذي حفظه بإسم علمه، بإسم إلهه... كل هذا لم يمنع خروج الزبد بين شدقيه، هممت بالاعتدال، لكن إحليله جعلني، أتوقف عن الحركة، في تلك اللحظة أحسست بألم فظيع، وبدم يفور من مؤخرتي الصغيرة، لكنه لم يزل يرقص فوقي، بكيت من جراء الالم تعمد غلق فمي بيده... ومازال الأطفال على بعد امتار يصرخون بأيات القرءان، وبالقرب منهم جريمة بشعة بإسم الله وخليفته وفي بيته.. أحسست ان ثقله انجلى فوقي بعد ان غسل مؤخرتي بسائل لزج، عمل على مسحه بعنية فائقة، ألبس لي السروال من جديد.. عاد من دولابه محمول بالحلوى وهدايا، نسيت الاغتصاب لما رأيت الحلوىمن جديد، اخرجني من الغرفة وانا مشدود الى يده أقبلها، بشدة عساه يزيدني من الحلوى والهدايا..
لما درفنا الباب الخارجي، تعمد تركي أمشي بجانبه في مشهد أبوي .. صرت أزدرد الحلوى والتمر المعسل بدون إكثرات.
مازال ثقب مؤخرتي يفور حرارة وألما... تؤلمني أطراف السروال وانا امشي، قررت بعدها أن امشي محاولا تفريق رجلي مثل بقرة خرجت توا من المخاض. ما إن وصلت الى عتبة الباب الخارجي، أعلنت رجلي للريح.. بدأت أجري بأقصى جهد ممكن لا أعرف لماذا؟ احسست أني قرد فلت من سلاسل سيده، بعد سنوات من العذاب والحرمان. تنحت مشاهد الطفولة والبراءة من وعيي لتستقر كوابيس الفقيه الملعون.. مشهده وهو يمسك بي بشده، أتأوه ولا يحس بي، إحليله وهو يشق رطوبة لحم مؤخرتي، دموعي وانا أبكي وفوق هذا بطنه المنتفخ ووزنه الثقيل على جسدي النحيل، لا اعرف أين غابت قداسته وخوفه من الالـــــه..
وصلت الى المنزل، وأنا ألهت مثل كلب مسعور، رأتني امــي، أحست بأن شيئا غير طيعي حدث، لكن لم تفكر ولو لحظة ان يقع ما وقع، ... الانسان يخاف على الفتاة، أما الطفل "راه راجل هذاك"، لكن هل للإغتصاب جنس محدد؟، وتأثيره النفسية تستثني جنس دون أخر.. أخبرتها بما وقع لم تصدق، بكيت وبكت بجانبي، نوحت مثل ما رأيتها تفعل عندما مات أبي منذ صيف.. أمسكتني بقوة قالت لي انت راجل، لا تخف لن تفقد أي شيء..
صعقت وهي تسمع الخبر.. نعم إنه هو أخذني الى غرفته أغرني بالحلوى، أخرجت ما تبقي في جيبي من الحلوى كذليل على الجريمة، لم أراها من قبل بمثل هذه الحيرة، اخذتني الى الحمام غسلت لي.. الان أحس بيدها الحنون يمر فوق جسدي، لكن ما الفرق بين جلد يدها وجلد يد الفقيه الملعون وهما يلمسان جسدي النحيل؟ إنه الوحش في هيأة ادمية..
منذ ذلك الوقت أخرت عن الذهاب الى المسيد.. بعد شهرين سجلني عمي في المدرسة، ومعه سجلت نفسي في حياة أخرى، لكن مازالت كل كراسي المدرسة والجامعة تكره مؤخرتي المغتصبة اللعينة..
أقول هذا وانا هائم لا أعرف ماذا أفعل، أتوجس حيرتا وانا احمل هذا الجرح الذي لا ينذمل، تعمقت في البحث عن موضوع "إضطراب مابعد الصدمة"، شبهت نفسي بفتاة عذراء، تتهيأ لتلبس فستان العرس، لكنها تفاجأ بحبيب قديم يقدم على إفتضاض بكرتها، وفي نلك الليلة تترقب العائلة رؤية السروال ملطخ بالدم.
ذعرت من غفلتي، وصوت سائق التاكسي يخبرني اننا وصلنا الى المكان المعلوم، شكرته بحاجبين مرفوعين مع بسمة خفيفة.. تحركت جهة اليمين قطعت الشارع، مشيت دقائق في قفار، فجأة تظهر لي مقبرة نثر عليها قبور بشكل فوضوي، انتبه الي الحارس متبسما، مددت يدي وفيها "بركة" من المال، اخبرته عن إسم صاحب القبر، رافقني بكل سرور وواجب مهني الى صف لقبور تعبر عن مكانة اصحابها.. زينت بأشكال مزخرفة من الرخام.
أخيرا وصلت اليه.. تحرك الحارس معتذرا.. نعم إنه هو نظرت الى الحروف المطبوعة على القبر، "المرحوم الحاج الفقيه سي براهيم"، أحسست بوخز الذكريات المرة تخز قلبي، بكيت بكل حرقة، وأنا امام جثة الوحش، تذكرت مؤخرتي المتورمة، الحلوى، الثمر المعسل، تذكرت أنفاسه وهي يراقص حيوانيته فوق جسدي.. تذكرت كل شيء.. عاد ذاك الشرير يربض بداخلي، أدرت وجهي الى ماحولي، وأنا أرى الحارس يغيب وراء أفق المقبرة,, فتحت أزرار سروالي وأخرجت إحليلي الممتد، أمسكته في هذيان صارخ:
ــ أتراه أيها الوحش اللعين، لو وجدتك حيا، لأغمسته في مؤخرتك المتجعدة..
في ذلك الوقت بدأت أفيض إنتقامي، وبدأت اتبول على قبريه راودني شعور وانا أرش ثرى قبره، إن كوابيسي تموت الان واحدة تلوى أخرى.. أكملت مهمتي، فأضفت أبصق على اللوح المطبوع بإسمه..
أحسست بنشوة إستثنائية، وأنا أهم بالمغادرة.. تذكرت قبر والدي يجب علي ان أزوره، انذاك إنعرجت الى صف القبور الرثة لأصحاب اليد القصيرة، أبحث عن مكان دفنه.



#لحسن_هبوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لحسن هبوز - قصة: جريمة إله