أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - صناعة التفاؤل














المزيد.....

صناعة التفاؤل


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3687 - 2012 / 4 / 3 - 02:42
المحور: الادب والفن
    



أخذ الكثيرعلى الأدب الواقعي الاشتراكي، على أنه" أدب النهايات السعيدة"، حيث دأب الأديب الواقعي الاشتراكي، على فتح نافذة الأمل، على مصراعيها، مهما كان الواقع غارقاً في المأساة والألم، ووجد بعضهم في مثل هذا الإقحام من قبل الكاتب تزويراً للواقع، لاسيما حين تكون هناك حروب مشتعلة الوطيس، ويروح ضحاياها البشر، أطفالاً، ونساء، وشيوخاً، ورجالا على حد سواء.

وأمام انكسارات الإنسان، وأحزانه، وإحباطاته، في محطات ما، من دورة التاريخ، يبدو الأمرللوهلة الأولى، وكأن لامناص مما يتم من حوله،لاسيما عندما يبلغ الشرذروته، وهويجهزعلى كل ماهو جميل، فيشعل نيرانه، في جهات المكان، وهويتكىء على غريزة إلغاء الآخر، وقتله، وعدم الاكتفاء بما يتركه بارتفاع مؤشر"بارومتر"الجريمة إلى أعلى أمدائه، وإنَّما إشعال المكان، بما فيه من شجروحجر، ليتمَّ رسم لوحة جد أليمة،إرضاء لمثل تلك الغريزة التي لاترتوي، ولا تهدأ، من دون أن يتمَّ اختلاط حطام المكان بالدم الإنساني الأغلى، على الإطلاق.

وعبرمقاربة من طبيعة-القاتل-الذي تطورحالياً، تبعاً لتطوردرجة الحياة، حيث بات هو الآخريطورفلسفة القتل لديه، لتكون أكثروحشية عما كانت عليه من قبل،إذ أنه وهو يلوح بمظاهرقوته، كتحدِّ لمنظومة القيم والأخلاق، لايفتأ يعلن عن أنه الضحية من جهة، وأنه حامي الوطن والإنسان، وما اضطراره إلى نحرالآخر، إلا لأنَّه المفوض بأن يكون رسول مواجهة الشرِّ، حيث يلجأ إلى ممارسة التزوير، عامداً إلى تزيين صورتها، وزخرفتها، مستفيداً من الفضاء الإعلامي الهائل، واعتماداً على بعض البهلوانات والمهرجين الذين يؤجرون مواقفهم، حسب الطلب، ووفق متطلبات المصلحة والمنفعة الذاتيتين.

ولعلَّ من متطلبات الشخصية الأكثركارثية ومرضاً في الأدب، أنها تتصرَّف على نحوغيرسوي، ولا تجد مايكفل لها استمراريتهاإلا عبرإلغاء الآخر، وهدرروحه وحياته، كما تجلى في السيماء النيرونية، وهويحرق روما، عن بكرة عمرانها،وأناسيها، ليواصل العزف على آلته الموسيقية، متلذذاً بالأثرالذي تركته أصابعه، من حوله، غيرمكترث بكل ما ارتكبه، إرضاء لهستيرياه المتناسخة في أرواح تلامذته، في كل زمان، ومكان، حيث بين كل هذه الشخصيات، ماضياً وحاضراً-وليس مستقبلاً لأن اللحظة المقبلة لن تقبل باستمرارية هذا النمط الشاذ الآيل للأفول- بينها، جميعها، الملامح والصفات المتشابهة، بيد أن هذه الشخصية تتطور، تبعاً للحظة، لتخرج بالشكل المتجدد، ممارسة كل ما يتهيأ لها من موات ودمار.

إزاء تطورمثل هذه الشخصية، فإن الأدب الذي يتناولها، في لحظة تحوله، مطالب بأن يخرج من القماقم التقليدية التي رسمت الشخصية المفطومة على الدم، في تجددها، مادامت بيئات نموها متوافرة، وأن ضريبتها إنما تكون في نهاية المطاف:إنساناً، وحضارة، مادام كل هذه الجريمة لاتتم في مختبرافتراضي، بل في فضاء واقعي، ما يجعل الكائن البشري هو الضحية والخاسر.

وأخيراً، لابد من التأكيد، أنه أمام بشاعة وهول مايجري، في مناطق كثيرة، يتمسرح فيها القتل، فإن الأدب الجديد مطالب بأمرعلى درجة بالغة من الأهمية، وهو التحرك في إطارين، أحدهما أن يكون صدى اللحظة، ضمن مواصفاتها المتبدلة، كما أنه لابد من إعادة الاعتبارللثقة بقوة الإنسان، في حماية ذاته، مما يكدرعليه صفوإنسانيته، مادام أنه يمتلك في المقابل قوة متجددة، عملاقة، تستطيع قهركل معوقات تطوره وحضارته وبقائه، وديمومته.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مابعد إسفين -مؤتمراستنبول الأخير-و-الضحية جلاداً-
- يوم للأرض يوم للحلم والخلاص
- مسرحية سورية-سوناتا للربيع-في أيام الشارقة المسرحية تدعو إلى ...
- قصيدة النثرفي انتظارمهرجانها:آن الأوان للإعلان عن بنوة هذا ا ...
- الرّّّقّة ترحب بكم
- الحسكة ترحب بكم
- صناعة الخوف
- مؤتمرات للبيع...!
- مفهوم الطليعة: إعادة نظرفي ظل الثورة السورية
- عام على الثورة السورية بعيون كوردية .. أجوبة إبراهيم اليوسف
- لابد من ارتقاء النقد إلى مستوى أسئلة حداثة اللحظة
- بيان رابطة الكتاب والصحفيين الكرد بمناسبة الذكرى الثامنة لان ...
- فزَّاعة النقد
- بعدعام على الثورة السورية: آذار صانعاً للحرية
- حوارمع الشاعر والكاتب الكوردي إبراهيم اليوسف
- سوريا تحترق...!
- مقاربة لفك لغز الموت
- رجل الرئة اليتيمة
- بيان للانسحاب من اتحاد الصحفين السوريين ووسائل الإعلام الرسم ...
- أخطاء الكبار .. -كبار الأخطاء-


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - صناعة التفاؤل