أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - -طيف اللقاء- للشاعرة التونسية نجاة المازني أو عندما تشبه الشاعرة قصائدها














المزيد.....

-طيف اللقاء- للشاعرة التونسية نجاة المازني أو عندما تشبه الشاعرة قصائدها


مصطفى لغتيري

الحوار المتمدن-العدد: 3685 - 2012 / 4 / 1 - 22:45
المحور: الادب والفن
    


مصطفى لغتيري
كثيرا ما تداول بعض النقاد و المهتمين بالأدب عموما أن النص الأدبي غالبا ما يشبه صاحبه، و يعبر عنه بشكل صادق ..بالطبع قد يحتلف الكثيرون مع هذا التصور و الانطباع ، خاصة أولئك الذين توغلوا عميقا في النصوص و ربطوا علاقات متينة مع أصحابها ليكتشفوا البون الشاسع بين النص و صاحبه، حتى يبدو أن لا صلة بينهما ، كأن يكون النص -مثلا-غارقا في التشاؤم بينما صاحبه يتمتع بروح النكتة و خفتها ،و العكس بالعكس ، لكن أدباء بعينهم رغم قلتهم لا يملك المرء إزاء نصوصهم سوى أن يشعر بذلك التطابق المهول بينهم و بين تلك النصوص ، و قد يصل الأمر أحيانا إلى حدود الإرباك.
لقد أتاحت لي زيارتي الأخيرة إلى تونس الالتقاء بالشاعرة التونسية نجاة المازني التي طالما تواصلت معها عبر الأنترنيت ، لكن هذا التواصل ظل في حدوده الدنيا ، كالسؤال عن الحال و الأحوال ، و حين أتيح اللقاء المباشر غمرتني هذه الشاعرة بدفقها الإنساني البديع ، و اكتشفت فيها امرأة خجولة و بسيطة ، لا تحب الظهور ، حتى أنها لم تصعد إلى المنصة لقراءة شعرها إلا بعد إلحاح كبير من أصدقائها .. و من حسنات هذا اللقاء أنني حصلت على نسخ من دواوينها و من بينها ديوان " طيف اللقاء" الذي اطلعت عليه بعد عودتي من تونس ، فاكتشفت أن هذا الديوان صورة طبق الأصل لصاحبته ، و كانه جزء مقتطع من ذاتها..
يضم هذا الديوان المكون من 224 صفحة من الحجم المتوسط اثنتين و خمسين قصيدة ، من بينها ضمير الشاعرو المراياو غجرية الحب و امرأة اليقين و ابتسامة أبدية و غيرها.
و حينما تصفحت القصائد شعرت بتلك الروح الطاغية في الديوان ، روح البساطة التي تكتب بها نجاة قصائدها ، بساطة تشبهها إلى حد كبير ، بعيدا عن التكلف الذي يلف حباله على كثير من الشعراء و الشواعر ، لحظتها تملكتني تلك السلاسة التي تعتور أسلوب الشاعرة و هي تدبج نصوصها بجميل القول ، تقول الشاعرة في قصيدة أخر النظريات:
أحبك يا سيد الكلام
و مبدع الكلمات
أحبك و أحتج على
تحبني بتلك اللغات
فأنا في أبجدية الروح
أفنيت حياتي.
هذه البساطة في التعبير المضمخة برومانسية بليغة، تستهوي الكثير من الشعراء التونسيين ، ألقت بسطوتها على الشاعرة ، فاندلقت قصائدها تضرب في أراض عدة ، أهمها كينونة المرأة و هويتها ، تقول الشاعرة في قصيدة "امرأة اليقين ، متحدثة عن نفسها و من خلالها عن بنات جنسها:
أنا امرأة من حياة و صخر
أنا امرأة من دماء
من بلاد فتية ..معطاء..
من أرض سامية شماء..
أنا مزاجي المرمر
تطويه النوائب و الأحوال
لا يتكسر ..لا يتغير.
أنا امرأة من صوان.
و لم تمنع هذه البساطة في التعبير عفو الخاطر من أن تتطرق الشاعرة إلى همومها الوجودية و الوطنية و القومية و الإنسانية. و من ضمن ذلك ما جاء في قصيدة "تونس " التي بثت فيها حبها لخضرائها البديعة;:
كالحلم ، تسافرين في أفقي
تكابرين..
ترتادين فضاءات قلبي
تراقصين آمال دربي..
نورا تختالين..
تتهافتين..
تبعثرين الهتافات صوبي
تتناثرين شظايا سحر
شذى عطر
سنديانة يقين
يشدك إليه هذا البوح السادر في هدوئه و لغته، التي تكشق لك نفسها بدون مساحيق ، كذلك هي نجاة المازني هادئة مطمئنة و بسيطة ، و عميقة في صمتها و في حديثها الخافت الذي يخشى أن يكسر قداسة الصمت من حولها ، و حين تناقشك في القضايا الكبرى ، تظل على حيادها ، لا تطمئن لرأي بعينه ، و إنما هي أميل إلى أن كل شيء قد يتغير بين لحظة و أخرى ، فلا يستحق أن نحرق أعصابنا من أجله.. و لهذا حينما تعانق القضايا القومية شعرا ، لا تجد سوى حضنها الدافئ تفتحه رحبا و تحتوي قضيتها بلطف و لين ، نقول الشاعرة:
و أمد أحضاني إلى المنتهى
و بحيفا و يافا يضيع عنواني
و أرضي غروري ببعض احتفاء
و أرضي بوارق وهم جميل
يحملنا هناك ..إلى الملتقى
ليحتفي القدس بهذا اللقاء
و تدق مريم النواقيس هنا
ليعلو هناك صوت الآذان.
و تمضي الشاعرة على هذه الوتيرة محتفية بذاتها و بالعالم من حولها بقول شفيف لا يخفي شيئا ، يكشف عن مكنون شاعرة تشبه قصيدتها إلى حد التطابق..و صدق من قال أن القصيدة سليلة الشاعر ، فلا يمكن إلا أن تشبهه ، خاصة إذا تعلق الأمر بشاعرة من طينة نجاة المازني و قصائدها.



#مصطفى_لغتيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغتيري للمغربية : رواية -ابن السماء - معنية ببنية العقل الخر ...
- العوفي و لغتيري يتحدثان لجريدة التجديد عن علاقة الأدب بالسيا ...
- الكتاب الشباب درع الاتحاد الواقي
- اندغام الذات في الطبيعة في -ابتهالات في العشق- للشاعر نورالد ...
- جمالية الحوار في - مطعم اللحم الآدمي - للقاص المغربي الحسن ب ...
- بلاغة الارتياب في -شبه لي- للشاعرالسوري سامي أحمد.
- غواية الرجل و فتنته في -رعشات- للقاصة سناء بلحور
- الاحتفاء بالتفاصيل في المجموعة القصصية -مملكة القطار- للقاص ...
- شطحات صوفية في -طيف نبي- للشاعرة المغربية فاطمة الزهراء بنيس ...
- الفصل الأول من رواية -ابن السماء- لمصطفى لغتيري.
- حماقات السلمون أو حينما يعانق الشعر ابتهاجه
- بلاغة الصورة الشعرية في عتبات العناوين عند الشاعرة رشيدة بوز ...
- وحي ذاكرة الليل إصدار جدد للأديبة العراقية رحاب حسين الصائغ. ...
- متعة أدب الرحلة في -من القلعة إلى جنوة- للكاتب المغربي شكيب ...
- إصدار جديد للشاعرة رشيدة بوزفور ..تقديم مصطفى لغتيري
- القصيدة العربية بين البعد الشفوي و الكتابي
- شهادة مصطفى لغتيري ضمن ملف الرواية المغربية في مجلة سيسرا ال ...
- المبدعون المغاربة والنقد... أية علاقة؟
- مرور عشر سنوات على صدور مجموعتي القصصية الأولى -هواجس امرأة-
- حب و برتقال ..مقاطع من رواية جديدة كتبتها ولم يحن أوان نشرها ...


المزيد.....




- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - -طيف اللقاء- للشاعرة التونسية نجاة المازني أو عندما تشبه الشاعرة قصائدها