أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالناصرجبارالناصري - قمة خيبة الأمل














المزيد.....

قمة خيبة الأمل


عبدالناصرجبارالناصري

الحوار المتمدن-العدد: 3683 - 2012 / 3 / 30 - 19:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هنالك الكثير من التسميات التي يمكن أن نطلقها على القمة العربية التي انعقدت في بغداد مثل قمة اللاجديد وقمة تسويق العراق لبقايا الدكتاتورية العربية والحفاظ على الحكام الطغاة وقمة نفس الشعارات والتنظير وقمة رفع شعار فلسطين وكل هذه المشاهدات التي اعتدنا مشاهدتها على مدى عقود من الزمن , وكم كنت أتمنى أن تدار هذه القمة عبر دائرة تلفزيونية على قناة الجزيرة أو العربية على غرار برنامج حوار العرب لكان واقعها أكثر تفاعلا مع المشاهدين , ولجنبت العراق هذا التعطيل في العمل والحركة والتنقلات وهذه الأموال الطائلة التي صرفت على استقبال ضيوفها من الحكام العرب
كانت الشعوب العربية تتطلع الى دور حكام العراق الجدد الذين جاءوا الى الحكم عن طريق صناديق الأقتراع , ولكن للأسف الشديد كانت الكلمات العراقية منحازة الى الأنظمة والى نفس الشعارات القديمة .. تلك التي كانت تعاني منها المعارضة السابقة , ولم يتجرأ من مثلوا العراق من قول كلمة الحق في وجه بعض السلاطين الجائرين . شاب الكلمات العراقية الخوف من الحكام , وكانت الأيدليوجيات واضحة في الكلمات , كما تم التعامل مع القمة كحدث أعلامي استعراضي لاغير
كان يفترض بالعراق الجديد أن يقدم نفسه كحامي للشعوب العربية ومدافع حقيقي عنها . لقد غابت الثورة السورية من كلمات حكام العراق والثورة البحرينية ولم تتطرق الى الحريات المنتهكة في السعودية ولا الى التغيير الشكلي الذي جرى في اليمن .. أين ادانة الانتهاكات التي مارسها عمر البشير ؟ وأين الثورة المصرية التي زيفها المشير طنطاوي وزعماء العساكر وانقض عليها أرباب اللحى والتخلف في واحدة من أقذرعمليات الالتفاف على انجازات الثوار من الشباب المصريين
فماذا كان سيخسر العراق الجديد لو قام بطرح هذه الحقائق التي تعتبر من أهم القضايا المتداولة في الساحة العربية . فأين الجرأة التي يتغنى بها من يؤيد كلمة العراق في القمة ؟! ولو أن هذه الحقائق كانت قد طرحت من قبل حكام العراق الجدد لقدمنا دليلا واضحا على ديمقراطية العراق الجديد . بيد أن كتمان هذه الحقائق دل على ميل العراق الجديد الى ركوب نفس العجلة التي كان ولا يزال يركبها الدكتاتوريون . من خلال هذه القمة خسر العراق الجديد دعم الشعوب العربية له , لأنها سوف تسجل هذا الموقف العراقي ضدها , الى جانب الأنظمة المتهالكة والآيلة للسقوط . لقد كانت هذه القمة خيبة أمل للشعوب العربية بامتياز , وهي كذلك خيبة أمل للعراقيين المظلومين من مواقف العرب وشعارات العروبة والقومية التي كان يتغنى بها صدام حسين والبعث . وكنا كمعارضين نطمح الى رؤية عراق جديد خالي من أي شعارات مكرورة ومن العنجهيات السابقة . كنا نطمح الى ضم العراق واعادته الى الدول المنتجة التي تحترم الانسانية , ولكننا تفاجئنا بتأكيد تسليم العراق الى سياسيي الصدفة .. اولئك الذين حرمونا من تذوق طعم العراق الجديد , حيث سرعان ماعادوا الى العراق القديم . وعقد هذه القمة العربية في بغداد لهو اعتراف واضح وصريح بأن العراق عاد وبشكل رسمي الى مباديء الشعارات والرؤى السابقة , وعلى العراقيين المظلومين من النظام السابق أن يمحوا العراق الجديد من بالهم , وهم أمام خيارين : الأول : تغيير قناعاتهم وأمانيهم السابقة في رؤية عراق حر . الثاني : معارضة هذا الوضع
بلد يعاني من غياب الخدمات والشركات المصنعة ويعقد اجتماعا مع وزراء الاقتصاد الريعي ! انه أمر مضحك , فماذا يمكن أن يقدمه وزراء الاقتصاد العرب ؟ وهل لدى هؤلاء شركات منقذة يمكنها أن تساهم في نهضة العراق واعادة بناءه ؟ وهل يمكننا التنسيق معها ؟ فهذه البلدان لولا الطفرة البترودولارية لرأيناها اليوم من أكثر البلدان مجاعة , لأنها أصلا غير منتجة , فهي بلدان استهلاكية ريعية تعيش على أفكار الغير , ولا تنتج أفكارا . فلماذا لا يلتجأ حكام العراق الى الدول الأصل التي بنت هذه البلدان اذا كانوا يريدون أن يبنوا بلدهم فعلا ؟ حكام العراق الجديد اما انهم يمتازون بغباء سياسي , أو انهم لا يريدون أن يعيدوا بناء العراق من جديد .



#عبدالناصرجبارالناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤساء التنظير المصفط والتصفيط المنظّر
- يا ليتني كنت ارهابياً فأفوز فوزاً عظيما
- قراءة في أفكار وممارسات الأحزاب العراقية
- بمالايتعارض مع الدين !
- من الأسلاموية الى الأيموية الى اليبرالية
- نعمة الأيمو على العراقيين
- المالكي الأول والمالكي الثاني والمالكي الثالث
- بشرى سارة العراق أسمه العراق
- المصالحة الوطنية وتدليل الأرهابيين
- الخوف من الأسلاميين هوالخوف من الديمقراطية
- العراق الجديد والمنظومة العربية
- إعداد البرامج السياسية في العراق
- بين لاوطني ولاوطني لاوطني
- وا أردوغاناه وا شافيزاه وا سليماناه
- عيب على الأعلاميين
- يوم الوفاء والوقاء
- لاصوت يعلو فوق صوت الطائفية !
- سياسة اللزمة
- جمعة الصمت
- أعتقالات قضائية


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالناصرجبارالناصري - قمة خيبة الأمل