جبهة أحرار مصر لمناهضة تسييس الكنيسة

رشا أرنست
(Rasha Ernest)

الحوار المتمدن-العدد: 3682 - 2012 / 3 / 29 - 08:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

بحب مصر التقوا، وبمنطلق إحساسهم بواجبهم نحو الإنسانية أولاً ثم انتماءاتهم استطاعوا أن يتواصلوا خلال الأشهر الماضية عبر الفيس بوك، موقع التواصل الاجتماعي الشهير. إنهم مجموعة من الشباب المصري عشاق الوطن، التقوا بأفكارهم وطموحاتهم في حوار مستمر حول مستقبل مصر الكبير بعد الثورة ومستقبل الكنيسة كجزء لا يتجزأ من هذا الوطن، يجمعهم الحُلم بمستقبل أفضل وإرادتهم في تحقيق مبادئ الثورة من حرية وعدالة اجتماعية وما يتضمنه مفهوم العدالة من المعنى الحقيقي للمواطنة في مصر. التقوا لأول مرة دشنوا فكرتهم وكونوا جبهة للحوار مع المجتمع أطلقوا عليها اسم "جبهة أحرار مصر".
جبهة أحرار مصر هم مجموعة من الشباب المصري المسيحي، من أصحاب الفكر والرأي الحرّ ومنهم ناشطين في حقوق الإنسان وإعلاميون على الانترنت، شباب يشعر بمسئوليته اتجاه الوطن أولاً ثم الكنيسة، ويطمح أن يعيش إنسانيته كاملة بحرية وفي ظل دستور يشمل الجميع بمواطنة حقيقية، وقانون يُفعل الحقوق والواجبات. شباب يُدرك كامل واجباته، ويسعى لنيل كامل حقوقه أيضاً. هؤلاء الشباب اتفقوا على ضرورة التصدي لتدخل الكنيسة في شئون المسيحيين وفصل الحوار الروحي عن السياسي، والعمل من اجل مواجهة هذا التدخل الذي أدى إلى إبعاد المواطنين المسيحيين إلى حد كبير عن المجتمع خلال السنوات الماضية. وفي ظل استمرار نفس النهج بعد قيام الثورة فقد وجدوا أن من واجبهم مناهضة هذا الفكر المتسلط لرجال الدين المسيحي من كافة الطوائف المسيحية والعمل على إحياء روح المواطنة من جديد داخل وخارج الكنيسة انطلاقاً من روح ثورة 25 يناير.
تم الاجتماع الأول في القاهرة يوم 23 مارس 2012، وقد جمع 15 شاباً وفتاة واحدة من خمس محافظات، كان الاجتماع حواراً مفتوحاً لكل أعضاء الجبهة لمناقشة بعض قضايا الساعة التي فرضت نفسها على المجتمع بشكل عام وعلى المسيحيين بصفة خاصة، وقد اهتم الأعضاء بمناقشة ثلاث قضايا مُلحة في هذا التوقيت هم: تدخل رجال الكنيسة (البابا- الأساقفة- الكهنة) في السياسة، لائحة اختيار بطريرك الأقباط الأرثوذكس، بالإضافة إلى ما يخص المادة الثانية في الدستور.
وقد قام بعض الأعضاء بعرض الملف الخاص لكل قضية من القضايا الثلاثة، وفي نهاية العرض والحوار الشامل اتفق الأعضاء على بعض المطالب والتوصيات الخاصة بهم، نعرضها بإيجاز:

توصيات ومطالب خاصة بفصل الكنيسة عن السياسة:
- نطالب الاكليروس من جميع الطوائف المسيحية عدم التدخل في السياسة نهائياً، سواء بالإدلاء بالآراء أو التلميح لوسائل الإعلام أو على منابر الكنيسة. وعليهم ألا يتدخلوا في شئون المواطنين المسيحيين فيما يخص علاقتهم بالمجتمع وأن يركزوا في رسالتهم الروحية، حتى يقوم كل مسيحي بدوره كمواطن مصري دون توجيه أو تبعية.
- نطالب الاكليروس من جميع الطوائف المسيحية بعدم مهاجمة أصحاب الفكر المُعارض لهم، وإصدار أحكام بغير حق سواء بالحرمان أو الإقصاء أو التكفير، حيث أن حرية التعبير والرأي حق من حقوق الإنسان مكفول للجميع.
- نطالب الاكليروس من جميع الطوائف المسيحية بتقديم الميزانيات الخاصة بصناديق الكنيسة على الشعب والجهاز المركزي للمحاسبات.
- نطالب الكنيسة الأرثوذكسية بإعادة النظر في مناهج التعليم الكنسي (مدارس الأحد والخدمة) وإصلاح الخطاب الديني الذي يحث على رفض الآخر والانعزال عن المجتمع وترسيخ تعاليم مجهولة.
- نطالب الكنيسة الأرثوذكسية بفض كل النزاعات المتعلقة بزواج أبناء وبنات الكنيسة من الكنائس الأخرى غير الأرثوذكسية.

وفيما يخص انتخاب البطريرك:
أولاً: تعلن جبهة أحرار مصر عن رفض لائحة انتخاب البطريرك (البابا) بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر، وسيقوم أعضاء الجبهة بالطعن قضائياً في لائحة 57 لاختيار البابا.
ثانياً: الشعب القبطي الأرثوذكسي وحده له الحق في اختيار البطريرك القادم، وليس من حق الأراخنة أو الاكليروس فرض أي مرشح بعينه. كما نطالب بالعمل على وضع لائحة جديدة لانتخاب البطريرك والعودة لقوانين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأصلية في الانتخاب وإلغاء القرعة الهيكلية، وأن يكون المرشح راهب على رتبة غايتها قمص.
ثالثاً: بناء على ما سبق نعلن رفضنا لتدخل أي سلطة مدنية أو عسكرية أو كلاهما في اختيار البطريرك القادم أو فرض الرأي على الكنيسة.

وفيما يخص الدستور، نحن مع الإبقاء على المادة الثانية كما هي، ونعلن رفضنا الإضافة التي أشير إليها سابقاً وهي "على غير المسلمين الاحتكام إلى شرائعهم الخاصة"، وفي حالة وضع هذه الإضافة يجب ألا تكون مُلزمة وتكون اختيارية للشخص. كما نطالب بقانون زواج مدني موحد للأحوال الشخصية للأقباط في مصر.

#رشا_أرنست (هاشتاغ)       Rasha_Ernest#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات