أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رشا أرنست - إعلامنا يحتاج إلى وقفة














المزيد.....

إعلامنا يحتاج إلى وقفة


رشا أرنست
(Rasha Ernest)


الحوار المتمدن-العدد: 2047 - 2007 / 9 / 23 - 10:08
المحور: المجتمع المدني
    


ما يحدث في الشارع المصري اليوم من تفاقم لمشكلة رؤساء التحرير الأربعة المحكوم عليهم بسنة مع الغرامة، زاد من حجم مشكلة الإعلام ودوره وحقيقته في مصر، والمسافة بينه وبين السلطة. بجانب الوقوع ما بين المسموح والممنوع للكاتب أو الصحفي هنا. ولعل هذه الأزمة الأخيرة والتي قضت بحبس أربع رؤساء تحرير، أظهرت كثيراً مما يكمن بداخل الإعلام المصري الحديث والمشوش من قبل العاملين به ومن قبل السلطة.
ما ظهر بالإعلام المصري هو شكل مصغر من الإعلام العربي، ولكن كالعادة، المصريون هم أول من يواجه الأحداث. الإعلام في أيامنا أصبح كالمركب التي تتخبط بين أمواج الانفتاح على كل الأخبار والطرق الإعلامية العالمية، وبين صراع القبطان وطاقم المركب المختلفون على كيفية إدارة هذه المركب مع العلم أن الاتجاه واحد والهدف واحد. ولكن يبقى لنا أن الإنسان بطبعه يرى نفسه على صواب دائماً.
قضية رؤساء التحرير الأربعة كشفت الستار عن معركة إعلامية قوية تحدث في المجتمع المصري، أسبابها ودوافعها تصب في مصلحة البلد ولكن الظاهر منها يعكس غير ذلك. بدءً من الحزب الوطني الذي أقام الدعوى، مروراً برؤساء التحرير، وصولا إلى كل من تكلم أو كتب عن هذه الواقعة سواء بشكل فيه بعض التعصب أو بشكل عقلاني أو بشكل إشعال النيران أكثر.
قضيتهم ليست جديدة، فدائما هناك قضية إعلامية تثير الضجة والضجر للشعب المصري. إما أن تكون بين الإعلام والسلطة كهذه القضية، وإما أن تكون بين إعلاميين وبعضهم مثل ما يحدث من تحريض على المذيع عمرو أديب وقناة اليوم باوربت، وإما أن تكون بين إعلاميين وقليل من الشعب الراغب في الإثارة والشهرة عبر الإعلام بكافة أنواعه مثلما حدث مع الإعلامية هالة سرحان في قضيتها الخاصة بحلقة من برنامجها السابق هاله شو. وفي كل الحالات، الطرفان يتكلمان عن مصلحة البلد وأننا نسعى للخروج من عنق الزجاجة، ومواجهة الحقيقة نصف حل المشكلة وجمل تعبيرية غاية في الروعة لا يبقى منها إلا رماد عندما تنتهي الزفة أو الضجة الإعلامية.
المعروف أن مجتمعنا شديد التأثر بما يسمع أو يقرأ ولكن ينقصه الموقف. وربما اغلب المصريون الآن لو تكلموا عن وجهة نظرهم في قضية رؤساء التحرير سيقولون: لم يخطئ أحداً، لم يخطئ الحزب لأنه دافع عن رئيسه وقائده وان كان بشكل هجومي أكثر من اللازم وكأن هؤلاء خونة يعملون ضد بلدهم وهذا بالتأكيد غير صحيح، ولم يخطئ رؤساء التحرير لأنهم مارسوا حريتهم المهنية المتفق عليها وان زادت قليلاً بشكل لا يرضي البعض. فالمواطن المصري البسيط خارج كل هذه الصراعات لان لديه ما هو أهم واكبر من مشكلة أربع صحفيون. فهو منهمك بالبحث عن قوته وتوفير حاجته وحاجة أبنائه. وعيه البسيط هو الدافع لمعرفة ما يحدث في البلد من حوله ليس أكثر، لكنه غير قادر على اتخاذ أي موقف في أي اتجاه. فهو غير محسوب طرف في تلك المسألة. لم يُطلب منه، وإن طلب لن يؤخذ برأيه. المسألة محسومة من البداية. المواطن خارج الحسابات. فهذه تصفيات الكبار وليس للمواطنين شان فيها. ولكن للأسف هو من يدفع غالباً الثمن، فالكل يهتم بشأنه الخاص أما شئون المواطنين فهي بأخر صفحة الاهتمامات.

إعلامنا أصبح مصاب بالاكتئاب، في اشد مراحله، مرحلة توشك القضاء عليه. فاكتئابه قد يؤدي إلى الانتحار بالخطأ. فالإعلاميون لا هم قادرون على ضمان الحرية المكفولة للإعلام المصري. ولا هم قادرون على تحمل القيود السائدة عليهم. الإعلام المصري يحتاج إلى وقفة، وقفة من السلطة لتحديد ما له وما عليه تحديداً واضحاً ووضع قوانين للنشر بعيداً عن القيود أو المحاكمات التي يمكننا أن نتلاشى حدوثها. الإعلام بحاجة إلى وقفة من نقابة الصحفيين ودور النشر من اجل وضع النظام اللازم والضروري للإعلام بكافة وسائله. إعلامنا يحتاج إلى الوحدة الحقيقية بين جميع الأطراف، حتى تسير القافلة الإعلامية بشكل من التحضر والرقي الذي يعبر عن هوية مصرية عاقلة لا تعرف هذا المستوى من الانحدار.
نتمنى أن تكون هذه القضية الصفحة الأخيرة في ملف الإعلام الماضي. وان تنتهي بشكل يرضي الجميع ولا يهدر حق أحد في كلا الطرفين. و يجد العدل مكان له. وان تكون هذه الأزمة الصحفية سبباً نحو الاتحاد الإعلامي الواحد بصوت واحد للمطالبة بتطبيق الحرية العادلة والقانون العادل. وعهد لوحدة كل الإعلاميين ليكونوا صوت واحد وقلم واحد يسعى للسلام في بلدنا العظيم. فلم يعد هناك مكان للصمت أو التجاهل أو التظاهر بأن كل شيء على مايرام. نحتاج إلى نظرة جديدة ايجابية للواقع المؤلم الذي يعيشه الشعب المصري والعربي، فلا يصح أن يتقدم العالم خطوات للأمام نحو الحرية الحقيقية والديمقراطية. بينما يرجع العالم العربي أميال إلى الوراء. ولا يصح أن نتظاهر بشيء ونعيش شيئاً آخر. كل شيء له ثمن. إن أردنا بلد حرّ ديمقراطي، على الجميع أن يدفع ثمن ذلك، ويُقدم تضحيات مقابل هذه الحرية ويعي مسئوليته كاملة اتجاه المطالبة بهذه الحرية وتنفيذها حتى تكتمل وتقوم بدورها في ضمان حق كل مواطن.



#رشا_أرنست (هاشتاغ)       Rasha_Ernest#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقراء مصر على حافة الموت
- هل توقف الزمن عند 11 سبتمبر؟
- من يُصغي إلى البابا بنديكت؟
- السلام المعجزة المنشودة
- الكنيسة الكاثوليكية تؤكد إيمانها وأقباط مصر وقعوا في فخ الإع ...
- لا لشعار...البقاء للأقوى
- لماذا قدم البابا شنودة مذكرة للرئيس مبارك؟
- نحن و العالم
- صعيد مصر و صعوبات ذوي الاحتياجات الخاصة
- غزة تُزهر وسط النار
- رسالة الآخر هي رسالة حياة
- بشراً متساوون
- قتل و اختطاف الصحافيين وسيلة إنذار لا أكثر
- نظرة في واقع مجروح
- رسالة إلى ........
- أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية و هاوية التكفير
- أحبُكَ و أنتظر
- همس الليل
- أفكَاري
- النظري و العملي لاحتياجات ذوو الاحتياجات الخاصة


المزيد.....




- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رشا أرنست - إعلامنا يحتاج إلى وقفة