أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رشا أرنست - القصر الفارغ














المزيد.....

القصر الفارغ


رشا أرنست
(Rasha Ernest)


الحوار المتمدن-العدد: 2115 - 2007 / 11 / 30 - 11:00
المحور: حقوق الانسان
    


منذ فجر يوم السبت 24 نوفمبر والقصر الرئاسي اللبناني فارغ، ليس به رئيس يذكر بعد انتهاء الفترة الرئاسية للجنرال إميل لحود ورحيله عن القصر. بالتأكيد رحيل رئيس حيّ يرزق في بلد عربي حدث كبير، وربما اللبنانيون عرفوا بعد تسع سنوات لرئاسة لحود قيمة انتهاء رئاسة لا يريدونها، وتذكروا من جديد قيمة أن يكون لهم الحق والحرية أن يختاروا رئيساً لهم. ولكن مع الأسف المعرفة شيء والتطبيق شيء أخر. أن تعرف انك حرّ أمر جيد، ليس سهلاً في أحيان كثيرة بل انه في أوضاع كثيرة يعتبر منحة إنسانية وليست إلهية كما خلقنا الله أحرار. ولكن أن تعيش حريتك تلك هي المعضلة. ولكي نكشف عنها لابد هنا أن نتطرق إلى جزئيين، الأول: هل تعرف كيف تعيش حريتك؟ والإجابة لا تكفي هنا بكلمة نعم. لأنها تحتاج إلى أكثر من ذلك، تحتاج إلى دليل. دليل انك حرّ، دليل انك لن تسجن إذا تكلمت، دليل انك تقول رأيك ويصل فعلا دون تزييف، دليل انك قادر على ممارسة حقك القانوني دون تمييز، وغيرها من الدلائل. أما الجزء الثاني فهو: أتعيش حريتك دون أن تتعدى على حرية الآخرين؟ وهذا هو الجزء الأصعب لأنه معقد جداً، وأيضاً يحتاج إلى دليل، دليل انك لا تتعدى على غيرك لأنه يمارس حريته، أو انه يفعل ما لا يرضيك، أو انه يختلف عنك في العقيدة أو التفكير، دليل انك لن تقتل أحداً إذا خالفك الرأي ومارس حريته، دليل انك لا تمارس القهر على من هو اضعف منك وتقول انك حرّ. مشكلتنا نحن العرب نريد أن نكون أحرارا ولا نعرف كيف، إذا مارسنا الحرية نختلف، وإذا قُمعنا نثور، وإذا ثورنا تكون ثورتنا همجية فيقتل احدنا الآخر. ماذا نريد وماذا ينفع لنا؟ تلك هي المعضلة الرئيسية والتي حتى الآن لا حل لها.

الحرية نعمة كبيرة ولا يدرك قيمتها إلا من جرب السجن، أو من ذاق مرارة أن يكون محدود الحركة أو التفكير بشكل إجباري. أما الآخرون لا يشعرون بها إلا عندما تُسلب منهم يوماً. اللبنانيون يتأرجحون اليوم بين إمكانية اختيار رئيس توافقي وبين عدم التوافق ووضع البلد على حافة الهاوية مع احتمال قيام حرب أهلية. مع العلم انه مهما كان هذا الرئيس لن يَرضى عنه الجميع، فلكل منا وجهة نظره في الآخرين حسب طريقة التفكير والتقييم. وظروف لبنان تجعل المسئولون يفكرون بما بقى لديهم من ضمير حيّ، أن يفكروا بشيء من المنطق، أي رئيس يحتاج له لبنان الآن؟ بعيداً عن أي طموح في الكرسي الرئاسي. فكما رأينا الكرسي الرئاسي داخل القصر الفارغ، فالقصر الفارغ أفضل بكثير من قصر لا يعرف العدل.
كل إنسان يعيش حرّ في مجتمع حرّ يكون قادر على إدارة شئونه ومسئولياته جيداً، والرئيس مهما كان لن يستطيع أن يضمن للجميع الرضا عن حياتهم أو عن آرائه وتصرفاته هو شخصياً. فليكن رئيس لبنان من يكن المهم أن يكون قادراً على اتخاذ قرار عادل لمصلحة لبنان واللبنانيون. عام 1937 قال والتر ليبمان عميد الصحفيين الأمريكيين في ذلك الوقت "في المجتمع الحر، لا تدير الدولة شؤون الناس. إنها تدير العدالة بين الناس الذين يديرون بأنفسهم أعمالهم الخاصة بهم".
لكل شيء ثمنه والحرية ثمنها غاليً جداً، ومن يُقرر أن يحيا الحرية لابد أن يكون قادراً على دفع هذا الثمن. لبنان كان دائما قادراً على دفع ثمن حريته وإرادة شعبه قادرة على الاستمرار بدفع الثمن أكثر حتى لا تتنازل عن دماء الشهداء التي راحت حتى تضمن للبنان الكرامة والتميز بين دول العرب جميعاً. ولكن ما يحتاج إليه الشعب اللبناني أن يصحو من غفلة هذا الاختيار العنيد وان يمارسوا حقهم كاملاً في الحرية. لابد أن يستيقظ الجميع على حقيقة كل مرشح دون النظر إلى المصالح الشخصية أو إلى الكلمات الحماسية التي ينطق بها المرشحون جميعاً. أمامكم الوقت لتقرروا وتختاروا من تريدون رئيساً يبذل حياته من اجل أن يعيش لبنان. تملكون الوقت الآن ولا تعرفون ماذا يحدث غداً!!



#رشا_أرنست (هاشتاغ)       Rasha_Ernest#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصلاة تنجو بالسلام
- إنشاء وزارة لذوي الاحتياجات الخاصة تراجع في إنسانيتنا
- السجن بانتظار الصحفيين في مصر
- ماذا بعد الاغتيال في لبنان؟؟
- إعلامنا يحتاج إلى وقفة
- فقراء مصر على حافة الموت
- هل توقف الزمن عند 11 سبتمبر؟
- من يُصغي إلى البابا بنديكت؟
- السلام المعجزة المنشودة
- الكنيسة الكاثوليكية تؤكد إيمانها وأقباط مصر وقعوا في فخ الإع ...
- لا لشعار...البقاء للأقوى
- لماذا قدم البابا شنودة مذكرة للرئيس مبارك؟
- نحن و العالم
- صعيد مصر و صعوبات ذوي الاحتياجات الخاصة
- غزة تُزهر وسط النار
- رسالة الآخر هي رسالة حياة
- بشراً متساوون
- قتل و اختطاف الصحافيين وسيلة إنذار لا أكثر
- نظرة في واقع مجروح
- رسالة إلى ........


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رشا أرنست - القصر الفارغ