أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رشا أرنست - لبنان... على قياس مَن؟














المزيد.....

لبنان... على قياس مَن؟


رشا أرنست
(Rasha Ernest)


الحوار المتمدن-العدد: 2206 - 2008 / 2 / 29 - 11:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


للمرة الخامسة عشر تتحدد جلسة انتخاب رئيس لبنان، والتوقع بتأجيلها قائم بنسبة 99%. فلا جديد بعد كل هذه المحاولات. وإذ كان أبناء البلد الواحد لا يتفقون فيما بينهم، فنسبة نجاح أي تدخل خارجي للتوصل لنتيجة ايجابية تخص حال هذا البلد تكون ضعيفة. فصورة الوضع في لبنان أصبحت قاتمة لدرجة تحجب النظر إليها من كل الاتجاهات. ما يحدث في مجلس النواب تعدى مسألة الاختلاف وأصبح جريمة في حق هذا البلد. والمؤلم أن أبناؤه هم من يرتكبون الجريمة في حقه، وكأنهم مراهقون حوّلوا لبنان إلى ساحة سباق، وهم متسابقون لم يدركوا هدف السباق فابتكروا أهداف أخرى، وتحول السباق إلى معركة شرسة نحو الكرسي الرئاسي. ومن يملك كروت ضغط ودعم خارجي أكثر، تزيد فرصه للفوز. ونسوا جميعهم أن ما يتسابقون عليه هو وطن غير قابل للمساومة.
لست بصدد الحكم على هؤلاء الكبار الغير قادرون على إدارة شئون وطنهم، وإنما المسألة تعدّت مجرد انتخاب رئيس. فالمشكلة تعمقت حتى وصلت جذورها لأساس هذا البلد، وأصبح كل شيء قابل للانهيار. وبدل أن يكون لبنان مثال يحتذي به بين الدول العربية في الحرية والديمقراطية، أصبح مثال لمشروع فاشل اسمه "مواطن عربي حرّ".
دستور واضح.. حرية كاملة.. مفاوضات.. مبادرات.. الكل يملك الكلمة....الخ. كل ما يلزم لاتخاذ قرار صائب بحرية مطلقة لصالح لبنان في متناول أيدي النواب إلا شيئا واحد وهو الإرادة الداخلية. هؤلاء المرشحون لمنصب الرئاسة والآخرون المخيرون لاختيار الرئيس اغلبهم لا يملكون إرادة داخلية حقيقية. إنما الواضح أن الأغلبية يملكون إرادة سلطوية أنانية تسعى للسيطرة والحكم، وبعضهم تحت سيطرة إرادة خارجية احترفت المساومة. كل منهم يريد لبنان على قياسه، على طريقته، وليس لبنان الوطن. أصبحت أشياء وأهداف أخرى غير سلام واستقرار لبنان تحركهم. غيرّوا ألوان الأرز الأخضر النابض بالحياة للأوان لا روح فيها ولا معنى. العلم الواحد انقسم وأصبح أعلام، كل واحد منهم له علمه ولونه. منذ متى ونصنع الأوطان على قياسنا؟ الم تكن الأوطان أولاً ثم جئنا نحن، أم الآن أصبح يحدث العكس أيها النواب؟ منذ متى ويُعرف اللبناني بلون غير لون الأرز الأخضر ودم الشهداء الأحمر؟
المسافة كبيرة بين القول والفعل. وما يقولونه ويصرحون به هؤلاء النواب لم يعد احد يصدقه لأنه لا يقترن بالفعل. لا يتعدى مجرد شعارات تكتب وبجوارها أعلامهم الجديدة. الأزمة اللبنانية تخطت الاتفاق على اختيار رئيس، فالنواب تخطوا كل الفرص وتعدوا على آمن لبنان واستقراره وحقه في السيادة. وجميعهم مسئولون عن ضياع قيمة لبنان كدولة مستقلة. فقد حوّلوا مبدأ الرئاسة من غاية نزيهة لحماية الدولة ورمز لوحدته، وتأمين حقوق مواطنيه إلى وسيلة لتحقيق مصالح شخصية أو فرض وصاية بعينها. هؤلاء الذين يتفاوضون من اجل الكرسي الرئاسي يتحدثون باطلا باسم شعب لبنان. فما يسعون إلى تحقيقه ليس إرادة الشعب، إنما هو صراع واضح ومأساة حقيقية، تحكمهم فيها الإرادة الذاتية وليست الإرادة الشعبية. وإرادة شعب لبنان لا تريد التفرقة أو الانقسام الذي تسببوا به، والذي قسمهم إلى أحزاب داخل الأحزاب. إرادة شعب لبنان ترفض هذا التردد والشعارات الكاذبة والألوان المتعددة، ورسائل التهديد التي يبتكرها هؤلاء كل يوم. إرادة شعب لبنان مثل إرادة كل الشعوب الأحرار الذين يريدون الحياة في امن وسلام بعيد عن السياسة والمؤامرات والعقول المتجمدة.

متى ستتخلون أيها النواب المسئولون عن نزعاتكم الفردية وتفكرون في لبنان الكلّ؟ كم جلسة أخرى ستكون حتى تقرروا خلاص هذا البلد؟ كم شهيد أخر لابد أن يقدم حياته ثمن لاستقرار البلد؟ كم يوم آخر من الخوف واليأس والتهديد والانتظار لعودة السيادة للبنان؟ كم شاب عليه أن يفكر بالهجرة ويبحث عن بلد آخر قبل استقرار لبنان؟.... إلى متى يدفعون الصالحون والشرفاء ثمن أخطائكم؟.. حتى متى ستستمر تلك المهزلة الانتخابية ومتى ستكتب لها النهاية ليبدأ لبنان من جديد؟

ما يحتاجه لبنان الآن ليس معجزة أو مستحيل، وإنما إرادة حرة وإيمان بالوطن، الإيمان الذي يدفعكم لاختيار رئيس والتوصل لاتفاق واحد. ما يحتاجه لبنان هو أن تحافظوا على كرامته. أن تجعلوا اجتماعكم اجتماع أفراد أحرار، متساوين وعقلانيين لهم كرامة يجتمعوا على حبّ وطن واحد تحت راية علم واحد، ويتفقوا على إيجاد الحلّ الذي يكفل حق اللبنانيون جميعاً. وحق أن يكون لبنان واحد للكلّ.

http://racha-arnest.blogspot.com



#رشا_أرنست (هاشتاغ)       Rasha_Ernest#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستار أكاديمي... بين القبول والرفض
- 3 ديسمبر اليوم العالمي للأشخاص المعوقين، يوم فقد مصداقيته في ...
- القصر الفارغ
- الصلاة تنجو بالسلام
- إنشاء وزارة لذوي الاحتياجات الخاصة تراجع في إنسانيتنا
- السجن بانتظار الصحفيين في مصر
- ماذا بعد الاغتيال في لبنان؟؟
- إعلامنا يحتاج إلى وقفة
- فقراء مصر على حافة الموت
- هل توقف الزمن عند 11 سبتمبر؟
- من يُصغي إلى البابا بنديكت؟
- السلام المعجزة المنشودة
- الكنيسة الكاثوليكية تؤكد إيمانها وأقباط مصر وقعوا في فخ الإع ...
- لا لشعار...البقاء للأقوى
- لماذا قدم البابا شنودة مذكرة للرئيس مبارك؟
- نحن و العالم
- صعيد مصر و صعوبات ذوي الاحتياجات الخاصة
- غزة تُزهر وسط النار
- رسالة الآخر هي رسالة حياة
- بشراً متساوون


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رشا أرنست - لبنان... على قياس مَن؟