أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رشا أرنست - المصريون وشعار الصبر هو الحل














المزيد.....

المصريون وشعار الصبر هو الحل


رشا أرنست
(Rasha Ernest)


الحوار المتمدن-العدد: 2440 - 2008 / 10 / 20 - 08:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الصبر هو مفتاح سرّ المصريين في كل زمان ومكان، وشعارهم قول الإمام علي: سأصبر حتى يعجز الصبر علي صبري، سأصبر حتى ينظر الرحمن في أمري، سأصبر حتى يعلم الصبر أنني صبرت على شيء أمر من الصبرِ. هكذا يردد المصريون ليُصبروا أنفسهم على ما يحدث معهم ومن حولهم من مصائب بكل السبل والطرق. الصبر هو الشيء الوحيد الباقي للمصريين. فمع كل استعمارا أو حرب كان الصبر مفتاح الفرج. لكن السؤال هل الصبر سينفع هذه الأيام التي فقدت معناها وقيمتها في حياة المصريين؟ ماذا يفعل الصبر أمام انتهاك الحياة والحق والشرف؟ …. الشرف الذي لا نعرف إن كان غاب أم ضاع وسط غياب العديد من القيم والمبادئ في هذه الأيام.
كثيرون يستطيعون تعريف كلمة الشرف وخاصة في مجتمعاتنا العربية، لكنني ارفض أن احصر هذه الكلمة في معنى أو عدة معاني مثلما يفعل الكثيرون ويحصرون مفهوم الشرف في المرأة والعرض فقط. لأن هناك ما يوازي ويزيد عن هذا المفهوم الضيق. هناك شرف الواجب، شرف الوطن، شرف الضمير، شرف الكلمة ....الخ. وأخشى أن أقول إن قليلون فقط هم من لم يفقدوا شرفهم حتى الآن. فان كنا نسمع أخبار الحروب البعيدة ونقف صامتون فهذا لا يعني أننا لا نشعر بهم، ولكن حين يموت كل يوم عشرات الأبرياء ولا يتحرك لنا ساكناً، وحين نُهين مَن همّ أضعـف مِنا، ونقبل إهانة من هم أقـوى مِنـا فهذا معناه أننا فقدنا الإحساس والإدراك، فقدنا الشرف أيها الباقون شرفاء.
اسأل نفسي وأسألكم ماذا حدث للمواطن المصري؟ ما الذي جعلنا بهذه الصورة السلبية؟ هل تحوّّل الصبر إلى الحل الوحيد أم إلى استسلام للواقع المؤلم ولهزيمة الحق أمام الظلم العام؟ هل المصريون هم أنفسهم أبطال أكتوبر؟ لماذا فقدنا الأمل والحماس في النضال من اجل الحق؟ ... لم يقهرنا عدو أو مستعمر يوماً على مر السنين. أفكر واسأل وأخشى أن تكون الإجابة أن المصريون يُقهرون بالمصريين. في صمت ابعد عن أفكاري أننا سَنقهر بعضنا البعض، وسنصل إلى أن نحارب بعضنا بعضاً أو إلى أكثر من ذلك أن نُحارب أنفسنا. أحاول أن اقنع نفسي أن بيننا مَن مازالوا يملكون مصائرهم، مَن مازالوا يتصدوا للظلم والذل بالعدل والحق. بالشرفاء الوطنيون القادرون أن يدفعوا بهذا الشعب بعيدا عن فوهة البركان.
قيل إن العلم و المال و الشرف اجتمعوا مرة, وحين أرادوا أن يفترقوا قال المال:إنني ذاهب يا أخواتي, فإذا أردتم أن تجدوني فابحثوا عني في ذلك القصر العظيم. وقال العلم: أما أنا فابحثوا عني في تلك الجامعة الكبرى. وظل الشرف ساكتا فسأله زميلاه: لماذا لا تتكلم؟ فأجاب الشرف: أما أنا فإنني إذا ذهبت, فلن أعود ولن تجدونني... طريق الشرف واحد لا بديل له، ومن يريد العيش بشرف في هذا الزمن ربما يدفع حياته ثمناً. فأصبح الشرف ككل شيء في هذا العالم له ثمن، الشرف الذي وهبه الله لنا بالمجان له ثمن يباع علناً وفي مزاد كبير على جوانبه حريق وقهر وسجن لمن يرفض البيع.
لا أتكلم من تحت أنقاض حجارة المقطم، أو من وراء ستار المسرح القومي المحترق. كما أنني لا أتحدث من تحت أنقاض عمارة الإسكندرية أو من وراء قضبان سجناً سُجنت فيه لأنني كتبت كلمة حق أو نطقت بها. لكني أتكلم من عمق مشاعر مصرية تُحب هذا الوطن، وطن وُلد فينا قبل أن نولد فيه. وطن أخشى أن تكون مصائر أبنائه جميعاً كمصير أهالي الدويقة. أتكلم بلسان حال بعض المصريين الذين يناشدون أصحاب النفوذ والسلطة، والذين بأيديهم مصائر الناس أن ترفعوا عيونكم لتروا ماذا يحدث وان لم تشعروا. لكن انظروا ربما تستطيعوا أن تستوعبوا إن طاقة هذا الشعب قربت على النفاذ وان صبرهم الحالي ليس إلا الفرصة الأخيرة قبل الانفجار العظيم.



#رشا_أرنست (هاشتاغ)       Rasha_Ernest#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمار يا مصر وخراب يا حياتنا
- الأموات ينهضون والأحياء ينعون أنفسهم في أوبريت الضمير العربي
- لبنان... على قياس مَن؟
- ستار أكاديمي... بين القبول والرفض
- 3 ديسمبر اليوم العالمي للأشخاص المعوقين، يوم فقد مصداقيته في ...
- القصر الفارغ
- الصلاة تنجو بالسلام
- إنشاء وزارة لذوي الاحتياجات الخاصة تراجع في إنسانيتنا
- السجن بانتظار الصحفيين في مصر
- ماذا بعد الاغتيال في لبنان؟؟
- إعلامنا يحتاج إلى وقفة
- فقراء مصر على حافة الموت
- هل توقف الزمن عند 11 سبتمبر؟
- من يُصغي إلى البابا بنديكت؟
- السلام المعجزة المنشودة
- الكنيسة الكاثوليكية تؤكد إيمانها وأقباط مصر وقعوا في فخ الإع ...
- لا لشعار...البقاء للأقوى
- لماذا قدم البابا شنودة مذكرة للرئيس مبارك؟
- نحن و العالم
- صعيد مصر و صعوبات ذوي الاحتياجات الخاصة


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رشا أرنست - المصريون وشعار الصبر هو الحل