أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - طريق الشعب هدف أجهزة الأمن والشرطة العراقية















المزيد.....

طريق الشعب هدف أجهزة الأمن والشرطة العراقية


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3681 - 2012 / 3 / 28 - 13:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين وجهت التحية والتهنئة للحزب الشيوعي العراقي, قيادة وأعضاءً وأصدقاء, بمناسبة الذكرى الـ 78 لتأسيسه, لم أكن قد سمعت بالاعتداء الغاشم الذي وقع ليلة الاثنين 26/3/2012 على مقر "طريق الشعب " الجريدة المركزية للحزب ولا عبث القوة المسلحة بأثاث المقر وغرف قادة الحزب واعتقال 12 شخصاً من حماية المقر والعاملين فيه. ولكني كنت قد أشرت بصراحة ووضوح كبيرين إلى ما يلي:
"وعلمتنا التجارب المنصرمة منذ تأسيس هذا الحزب المناضل, الذي انتمى له عراقيات وعراقيون بغض النظر عن قومياتهم وأديانهم ومذاهبهم وألوان بشرتهم ولغتهم, والذي عبر في برامجه وأهدافه عن مصالح العرب والكرد والتركمان والكلدان والآشوريين من الناحية القومية, وعن مصالح العمال والفلاحين وبقية الكادحين والمثقفين وفئات البرجوازية الصغيرة والبرجوازية الوطنية من الناحية الاجتماعية, وعن مصالح النساء والطلبة والشباب, بأن البدء بمتابعة وملاحقة وقمع الحزب الشيوعي العراقي كانت باستمرار البداية الفعلية لملاحقة وقمع واضطهاد الحركة الوطنية والديمقراطية العراقية ومصادرة الحريات الديمقراطية والحياة الدستورية التي قادت في المحصلة النهائية إلى هيمنة الاستبداد والقهر وإنزال المزيد من المظالم بمصالح الغالبية العظمى من الشعب وقواه السياسية".
إن ما جرى في مقر طريق الشعب يعتبر تجاوزاً فظاً على الحياة الديمقراطية والحريات العامة حتى الآن وإساءة كبيرة لحزب وجريدة ديمقراطية من جانب الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية. فهو إجراء لا يبشر بالخير ولا يمكن أن يعزى إلى خلافات وصراعات داخل الحكومة وداخل هذه الأجهزة, بل هو إجراء مصادق عليه من جانب رئيس الوزراء باعتباره القائد العام للقوات المسلحة العراقية والمسؤول الأول عن اجهزة الأمن والشرطة وقيادة عمليات بغداد وبقية الأجهزة الخاصة, كما لا يمكن ان يعزى إلى أهمية الحذر والحيطة في هذه الفترة بسبب قرب انعقاد مؤتمر القمة العربية ببغداد, كما لا يمكن أن يعزى إلى تسريب خبر مناهض للحزب الشيوعي بشأن السكراب المركون في سطح بناية طريق الشعب. إنها سياسة رئيس الوزراء الجديدة التي بدأت بمحاولة جادة لقمع واحدة من أبرز الصحف العراقية المعبرة عن مصالح الشعب وسيادة الوطن, وضد واحدة من أبرز القوى السياسية التي ناهضت الحكم السابق وعملت من أجل التغيير وناهضت وما تزال تناهض الإرهاب بمختلف اشكاله والفساد المالي والإداري وتدافع عما تبقى من حرية في البلاد ومن اجل بناء عراق وطني ديمقراطي اتحادي مستقل وموحد, إنها السياسة التي تريد كم الأفواه ونشر الخشية بل الخوف والرعب من إجراءات الحكومة, تماماً كما بدأ صدام حسين بسياسته الأولى التي توجهت مباشرة ضد الحزب الشيوعي العراق ثم أعقبها التوجه ضد كل القوى السياسية الأخرى, وكانت العاقبة واضحة لما حصل لصدام حسين ورهطه. أما الحزب الشيوعي ورغم الجراح الثخينة التي أصيب بها فهو باق وسيبقى قائماً, وكما قال الشاعر الجواهري الكبير
باق وأعمار الطغاة قصار من سفر مجدك ماطر موار
تماما كما كانت تفعل أجهزة الأمن العراقية في زمن صدام حسين: عصبت عيون حراس طريق الشعب واقتيدوا إلى أحد مراكز الشرطة بعد ان اهينوا في المقر ذاته ولم يجر الحديث معهم أو استجوابهم وفرض عليهم التوقيع على وثيقة لا يعرفون نصها. كان عليهم أن لا يوقعوا عليها.
إن هذا الأسلوب ليس فقط غير لائق, كما عبر عنه بيان الحزب, بل هو إساءة كبيرة وتجاوز فظ على حقوق الحزب والحركة الوطنية العراقية وعلى الصحافة العراقية وحرمة دورها. كما إن أجهزة الأمن والشرطة لم تجلب أمراً بالتحري, بل دخلت المقر تحت ستار إلقاء نظرة من على سطح البناية للتيقن من قضية الأمن في المنطقة.
إن توجيه نيران النقد على أجهزة الأمن وحدها أمر غير سليم, إذ ينبغي أن يتوجه صوب رئيس الوزراء الذي أمر أو عرف بذلك ولم يمنعه بل وافق عليه, وإلا لما حصل ما حصل في مقر طريق الشعب.
إن صعاليك النظام ووعاظه القدامى والجدد سيواصلون من جديد الدفاع عن هذا الإجراء التعسفي لحكومة المالكي وأجهزتها القمعية المختصة بملاحقة الشيوعيين والديمقراطيين, كما دافعوا عن ذلك البيان الصادر عن جهاز مخابرات النظام في ملاحقة أعضاء الحزب الشيوعي ونكران صدوره أصلاً. إن هؤلاء الوعاظ الجدد يمارسون سياسة "صمٌ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون, بل ولا يفقهون" وهم مستعدون للتجاوز حتى على ابسط المبادئ التي آمنوا بها سابقاً بهدف الإساءة إلى القوى الديمقراطية لأنها تقف ضد التجاوز على الدستور العراقي وعلى الحياة الديمقراطية وحرية الرأي والنشر وضد الطائفية السياسية المقيتة. إنهم مستعدون على قبول قتل هادي المهدي دون أن يعتريهم الخجل من أنفسهم في الدفاع عن القتلة المجرمين لأن هادي المهدي تجرأ وهاجم الحكومة وانتقد سياساتها وطالب بالحريات العامة ومكافحة الفساد والإرهاب والظلم. إنهم بذلك يشاركون القتلة جريمتهم ويشاركون أجهزة القمع قمعهم أدركوا ذلك أم لم يدركوه.
إن احتجاج الحزب الشيوعي وجمهرة من المثقفين العراقيين غير كاف بأي حال, بل يفترض أن يتسع الاحتجاج ليشمل كل القوى السياسية العراقية التي تعلن عن التزامها بمبادئ الحرية والديمقراطية والحريات العامة.
حين كتبت مرة بأن أول الغيث قطر ثم ينهمر المطر, حين جرى اعتداء أجهزة الأمن والشرطة والمرتزقة على المتظاهرين المحتجين, كتب لي أحد الأصدقاء من السياسيين العراقيين المخضرمين والكتاب البارزين قائلاً: يا عزيزي يا كاظم ... منذ زمان بدأ المطر يتساقط في العراق والخشية الآن من هطوله الشديد على رؤوس الناس, كل الناس!" كم كان هذا الصديق على حق في ذلك وبخلاف اصدقاء آخرين عقدوا العزم في الدفاع عن إجراءات الحكومة ولو أدت بهم إلى التهلكة والإساءة لتاريخهم النظيف. أنا لا أطالب هؤلاء الناس بالوقوف ضد الحكومة, بل أقول لهم كما يقول المثل الشعبي العراقي " أگعد أعوج وأحچي عدل مولانا".
أتمنى على الأحزاب الوطنية والديمقراطية العراقية من كافة القوميات أن تعلن تضامنها مع الحزب الشيوعي العراقي وطريق الشعب وأن تحتج على هذا الإجراء التعسفي الجديد وأن تطالب الحكومة الاتحادية بالاعتذار لطريق الشعب وإعادة ما أخذ من المقر إلى الحزب وتعويضه عن العبث الذي لحق بأثاث المقر وما دمر منه وعدم تكراره ضد أي من القوى السياسية العراقية.
أتمنى على قوى التيار الديمقراطية والمحسوبة عليه أن تعلن رفضها لهذه الأساليب واحتجاجها الشديد ومطالبتها بالاعتذار وعدم تكرار ذلك.
أتمنى على الحركة الديمقراطية في الدول العربية ان تحتج وتشجب ما حصل لطريق الشعب في العراق تحت اية واجهة كانت وضد كل ما يمس الحريات العامة وحرية الصحافة ومحاولات كم الأفواه ونشر الرعب في صفوف الشعب.
28/3/2012 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية إلى الحزب الشيوعي العراقي في ذكرى ميلاده ال 78
- تصريحات رئيس إقليم كردستان في الميزان
- جرائم بشعة جديدة يرتكبها -الإسلاميون- الفاشيون القتلة في الع ...
- دروس الذكرى السنوية الأولى للحراك الديمقراطي الاحتجاجي في ال ...
- دروس الذكرى السنوية الأولى للحراك الديمقراطي الاحتجاجي في ال ...
- المثل الشعبي العراقي يقول: ليش هو -المستحة گطرة لو سطلة!-
- محنة المرأة العراقية من محنة المجتمع العراقي كله [في اليوم ا ...
- هل يتعظ الحكام العرب وحكام العراق من عواقب ما انتهى إليه بعض ...
- من المسؤول عن ذكورية قرارات وزيرة شؤون المرأة في العراق؟
- ما المهمات التي تنتظر حكومة السيد نيچرفان بارزاني
- ساعة الحقيقة: بين الحكم والقتلة ينزف الشعب دمه!
- هل من آذان صاغية لصرخة الأستاذ الدكتور المعماري إحسان فتحي؟
- وداعاً لبشار الأسد.. وداعاً لطغمته الحاكمة ... فمكانكم مزبلة ...
- من أجل مناقشة جادة لمقترحات الأستاذ خالد القشطيني
- رسالة مفتوحة إلى المهندس المعماري المبدع منهل الحبوبي: -العر ...
- أول جريمة إبادة جماعية تركية ضد الشعب الأرمني في القرن العشر ...
- هل يمكن حل الأزمة الطاحنة في العراق؟
- حول تصريحات قائد فيلق القدس الإيراني حول العراق
- المستبدون القتلة في سوريا والمحكمة الجنائية الدولية
- التعامل مع الصحف العراقية جحيم لا يطاق!


المزيد.....




- رسالة طمأنة سعودية للولايات المتحدة بشأن مشروع الـ 100 مليار ...
- جهاز مبتكر يزرع تحت الجلد قد ينفي الحاجة إلى حقن الإنسولين
- الحكمة الجزائرية غادة محاط تتحدث لترندينغ عن واقعة يوسف بلاي ...
- ماذا نعرف عن -المنطقة الإنسانية الموسعة- في غزة؟
- ماذا نعرف عن -المنطقة الإنسانية الموسعة- التي خصصتها إسرائيل ...
- شاهد: ترميم مقاتلة -بوليكاربوف آي-16- السوفياتية الشهيرة لتش ...
- اتهامات -خطيرة- ضد أساطيل الصيد الصينية قبالة شرق أفريقيا
- اكتمال بناء الرصيف البحري الأمريكي لنقل المساعدات لقطاع غزة ...
- كينيدي جونيور يوجه رسالة للعسكريين الغربيين عن تصعيد خطير في ...
- ضابط أمريكي متقاعد ينصح سلطات كييف بخيار سريع لتجنب الهزيمة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - طريق الشعب هدف أجهزة الأمن والشرطة العراقية