أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - إبراهيم اليوسف - حوارمع الشاعر والكاتب الكوردي إبراهيم اليوسف















المزيد.....


حوارمع الشاعر والكاتب الكوردي إبراهيم اليوسف


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3658 - 2012 / 3 / 5 - 20:40
المحور: مقابلات و حوارات
    



حوارمع الشاعر والكاتب الكوردي إبراهيم اليوسف
بعد مرور اثني عشر شهراً من الثورة ضد نظام الأسد الديكتاتوري , كيف ترون الثورة الآن ؟.
-إن أية قراءة هادئة، لمايجري في المشهد السوري تؤكدأن الثورة جوبهت بمحاولات شرسة من قبل قوى عربية ودولية لتمديدعمر النظام، بموجب "سند كفالة" من قبل هؤلاء، منحوه له، وهم عموماً ممثلو مصالح، أو رموز استبداد. سواء أكان ذلك السيد حسن نصرالله المستميت دفاعاً عن النظام، أو إيران، أومرتزقة روسيا، أو انتهازيو لبنان، أوغيرهم من الأنظمة المتسترة،أو المعلنة، لقد تبين أن الحاكم العربي- أغلب هؤلاء في أقل تقدير- يتعامل مع الثورة السورية، ليرضي شعبه، وليؤجل اندلاع مثل هذه الثورة في بلده..!
عموماً، الثورة السورية تشق الطريق إلى أمام، وإن ما يتم يؤثرسلباً في ثلاثة جوانب: الأول منها: ازدياد حجم الضحايا والإمعان في تحطيم البنية التحتية، والثاني: زيادة عمرالنظام لمدة أشهرأو أسابيع إضافية، والثالث وهو الأكثر إيلاماً محاولة تأليب المكونات السورية على بعضها بعضاً، من خلال تعميق الهوة بينها، بعد أن تمَّت استمالة بعض هذه المكونات عبروعود معسولة، أو خلق مخاوف مستقبلية تتعلق بحقوقها في ظل غيابها، بالرغم من أن العلاقة بين الفسيفساء السوري كانت على أفضل حال قبل ارتقاء هذا النظام المجرم إلى سدة الحكم.
خلاصة القول هنا: النظام الذي يعيش بسند كفالة خارجي، واثق في قرارته أنه انتهى، وإن محاولات تعنته وتشبثه بكرسي الحكم كلفت سوريا زهق المزيد من الأرواح، كما كلفته وأد كل فرصه ، بل وأد مستقبله كاملاً.



- باعتبار الكورد القومية الثانية في سورية والتي عانت الأمرين في ظل نظام البعث المتسلط , ما دور الكورد في الثورة ؟
مامن كردي شريف في سوريا، إلا وهو مع الثورة، ولنكن واضحين هنا، مادمنا أمام مسؤولية تاريخية، ونميز بين مستويين من الثورة السورية، المستوى الأول يتمثل في الشباب الكردي في مدينة قامشلي، حيث اجتمعوا منذ شباط 2011، ليعلنوا الانتفاضة على النظام، من أجل سجله الأسود وطنياً وكردياً،وكان أول اعتصام لهم في مدينة قامشلي في مثل هذا اليوم تحديداً، أي في4 آذار2011، إذ تجمع هؤلاء الشباب أمام جامع"زين العابدين" وسط مدينة قامشلو، قبل أن ينقلوا تحركهم الاحتجاجي، في مابعد، ليمركزوه أمام جامع قاسمو، أحد عناوين الثورة السورية، ناهيك عمن اعتصم في دمشق وغيرها، لقد كان الشباب الكردي نواة أي اعتصام أول في مدننا، تضامناً مع درعا، وغيرها في مابعد،أجل، الشباب الكردي ساهم في الاحتجاجات التي تمت، في كل المدن التي تواجدوا فيها، ولاتزال مشاركتهم عالية.
المستوى الثاني يتجسد في مواقف "بعض الساسة الكرد" الذين هم مع الثورة، قلباً وقالباً، ولكنهم كانوا يكتفون بالمشاركة الشبابية، في الاحتجاجات التي كانت تتم، وذلك لخوفهم من تكرار مأساة2004 في الحسكة وسري كانيي وتربسبي ومأساة2005 في قامشلي،وهذه النقطة شرحتها أكثرمن مرة، حيث أن النظام حرض بعض أزلامه، ضد الكرد، وقاموا بنهب محال الكرد، ولعب الدور التشبيحي. وحقاً، فإن هؤلاء الشبيحة هددوا الشباب الكردي الذي جعل من قامشلو أحد معاقل وعناوين الثورة السورية، وتشكلت وفود رسمية، ونقلوا التهديد إلى قادة الأحزاب الكردية، وهناك من حاول لجم الشباب، بذريعة الخوف عليه، إلا أن الشباب الكردي استطاع جذب الشباب العربي والآثوري، ليقفوا إلى جانبهم، بل إن الشباب العربي، حضربقوة في احتجاجات قامشلو وتربسبي والحسكة، في مابعد.
إن الخسارة التي قدمها الكرد في الثورة السورية، حيث استشهاد مشعل التموأول قائد سياسي في أولى عملية اغتيال سياسي كبرى، ومن ثم نصرالدين برهك، ناهيك عن دماء الشباب الكردي، فادحة، أسوة بالدم السوري عامة، فالشباب الكردي في السجون، والقائد الشبابي شبال إبراهيم، وكذلك الكاتب حسين عيسو لايزالان مجهولي المصير-أفرج الله عنهما- بالإضافة إلى مئات الشباب الكردي الذي اعتقل وقدم إلى المحاكم، ناهيك عن الشهداء الكرد، من أبناء بابا عمرو أودمشق، أوحلب، وفي كل المدن الكردية الباسلة.
- بالعودة إلى تأسيس المجلس الوطني الكوردي في هولير ,برأيكم هل الكورد في سوريا استفادوا من المدرسة الكوردية في كوردستان العراق لتوحيد الصف الكوردي ؟

شيء جميل أن تكون "هولير" حاضنة للحركة الكردية في سوريا، في هذا الظرف الحساس والخطير، نظراً لمكانتها وظروف محددة متوافرة فيها، فتغدو عاملاً لوحدة الحركة الكردية في سوريا، وهوأمرمهم تم، ولايمكن أن يكون هناك بديل آخرعنها، الآن، و اللقاءبحد ذاته- كمحطة تجريبية لا أكثر- كان مهماً، لاسيما أن الرئيس مسعود البرزاني شحنه بروح الحب، والدعوة إلى وحدة الكلمة، في هذه المرحلة الحساسة.
- توافق المجلس الوطني الكوردي مع المجلس الوطني السوري ضرورة أساسية لتوحيد صف المعارضة , لماذا لم يتم الاتفاق حتى الآن ؟.
لقد قلت في حوارسابق، مامعناه، أن عدم ضم المجلس الوطني الكردي للمجلس الوطني السوري، سيجعل من هذا الأخير أعرج، وإنني كأحد أعضاء الكتلة الكردية أشعربحرج كبير، في ظل غياب المجلس الوطني الكردي. لقد حققنا ككتلة كردية نقلة مهمة للحق الكردي في سوريا، وواثق أن وجود أحزاب الحركة إلى جانبنا كان يعزز من حضورنا أكبر، كما نتفهم أن هناك من له أسبابه الخاصة التي لاتزال تمنعه من الانخراط في المجلس الوطني السوري،لأن ذلك يشكل تحدياً وخطورة على هؤلاء، وهم القلة، ولذلك فإن هناك من يكيل الاتهامات ضد" المجلس الاستنبولي!!" -بلغة فضائية الدنيا تماماً- .لايمكن أن تكون هناك في سوريا معارضة تستوعب الحق الكردي، كاملاً، إلا المجلس الوطني، وإن كانت لجنة المجلس الأولى، ومن أدوا مهماتها في مابعد، قد ارتكبوا أخطاء فظيعة، نعرفها، حيث تسلل بعض النهازين، والضعفاء،من تفاجأنا بهم معنا، من جهة، أو من لايصلحون إلا أن يكونوا مدرسي "تربية قومية" في مدارس النظام، لولا اختلافهم معه على الكرسي، أو أن هناك من يصلح أن يتواجد في أي مجلس افغانستاني، وليس في مجلس وطني سوري، إلا أن هناك نواة مهمة في المجلس الوطني، تقف إلى جانبنا.
تمزيق المعارضة إلى أربع معارضات: إحداها مع المجلس والأخرى مع التنسيق وغيرهما إما خارج الأطر، أو متواجدة في كل الأطرلإيجاد موطء قدم جماعي لها ولعائلاتها،أو أن هناك أبعاض الناس يواجهون أمكنة في عداء افتراضي، بينما يمالقون أمكنة لا تقل عدوانية من هذا المكان، أوذاك، وفق أيديولوجيا الولع بالخروج عن الإجماع لتقديم الذات، كل هذا ما نحن مبتلون به، و يضعف المعارضة كلها ..للأسف...!.
إن النظام يقهقه فرحاً، وهو يجد استقطابات المعارضة، بعيداً عن الجوهر، في الوقت الذي يشكل وجوده خطراً على كل هذه المعارضات، ودفع كل هؤلاء الأخوة الضريبة، غالية، بسبب استمرار هذا النظام الذي يعيش خارج الحياة وخارج التاريخ، وإنني لأدعو الكتاب الذين يكتبون ضد المجلس الوطني،للإنصاف،فإن بعض هؤلاء لن يتغيرموقفه حتى ولو أن د. برهان غليون أسقط النظام عبرالمبارزة، وهكذا بالنسبة لمجلسه،فإن موقفه لايتغير، وتزداد الإساءة من قبل بعض مراهقي السياسة، الذين لايزالون ووفق عقلية الأمس، يخونون كل من يختلف معهم، إن هؤلاء جميعاً عليهم احترام مكانتهم، وأقلامهم، وعدم بيعها بهذا الشكل الرخيص، وأنا أعرف أكثر من شخص يكتب مقالاً ضد المجلس الوطني، في الوقت الذي يناشد فيه لأن يكون عضواً في هذا المجلس، وإن هناك من سيرافع عن المجلس الوطني لو أن ولي نعمته انضم إليه.....

- ماهي الضمانات التي يجب أن يقدمها المجلس الوطني السوري للشارع الكوردي في سوريا بعد سقوط النظام ؟.
لا أتصور أن هناك مجلساً وطنياً سورياً واحداً، نحن أمام حالات كثيرة في هذا المجلس، وهناك خوف جدي على أن ما يعترف به المجلس قبل سقوط النظام لا يتحقق للكرد بعد سقوطه، لاسيما وأن الأخوة الكرد في إقليم كردستان شهدوا تراجعاً في مواقف المعارضة العراقية، تجاههم، بل انقلاباً لدى بعضهم، بعد سقوط الطاغية صدام، وهم كانوا النواة الرئيسة في مواجهة هذاالطاغية ونظامه، الأمرالذي لم نلعبه ككرد سوريين، إذ كان في إمكاننا استيلاد المجلس الوطني في قامشلي، وليس في استنبول التي أشطب عليها ففي أي استبيان يعطي خياراً أفضل منها للقاءاتنا، هذه الفرصة ضيعناها ككرد سوريين، لذلك فإننا نجد حقوقياً لايفقه إلا في مجاله المهني، ابتلينا به، ودخل المجلس في غفلة منا،وتسلط عليه الأضواء كمخلص، بيد أن شروط السياسي الواعي غيرمتوافرة فيه، ناهيك عن حقده على الكرد.

إن الضمان الكبيرهو التفاف كل الحركة الكردية في سوريا حول حالة" المجلس الوطني الكردي" التي أصبحت واقعاً، ونبذ أي خلاف يحول دون دخول الأطراف الجادة في إطارهذا المجلس، لاسيما وأن هناك من انخرط في الثورة، منذ لحظتها الأولى.الاتفاق على كلمة"سواء" كردياً، أمرلابد منه، لضمان مثل هذا الحق، وإن أي تشتيت للجهود والطاقات إنما هوفي خدمة أعداءالكرد.
-ماذا عن الانسحابات من المجلس الوطني السوري؟
-ليس كل ما يدورفي المجلس مريح، وهناك تحديات كبيرة تواجه المجلس، ناهيك عن أننا كأعضاء لايفتح المجال لنكون أعضاء فاعلين، ثمة من يعمل عنا، فحسب،هذا الأمريدفع بعضهم للانسحاب، وبرأيي الشخصي أن الانسحاب هو إضعاف للمجلس، لاسيما وأنه لايمكن أن ينشأ بديل أفضل منه،لأنه أرقى واجهة تمثيلية ممكنة، بكل أخطائه، وللأسف بعضهم يحمل مرضه الأناني معه، وهوحتى في هرم هيئة القيادة إلى نحو مقزز، ناهيك عن أن "بعض" المختلفين مع المجلس وهم من قاعدته يفعلون ذلك لداع أناني، هذه المسائل تؤثرعلى بعض الأخوة، وإن كانت هناك انسحابات إعلانية، غيرجادة، شخصياً، في أكثر من منعطف فكرت بالانسحاب، إلا أن أمرين منعاني من ذلك، أولهما أنني لست ممثل نفسي فيه، والثاني وهو الأهم أن أي انسحاب يعني إضعافاً لأقوى جبهة تمثيلية لمواجهة النظام، وسيكون في خدمة النظام، فلم أفعل ذلك، احتراماً لدماء أبناء شعبنا السوري التي تسيل "ليل نهار" منذ عام وحتى الآن، ناهيك عن معرفتي بمدى حجم المؤامرة الكبرى على هذا المجلس..!....!

- ما موقفكم من توجه بعض التيارات الكوردية إلى دعم النظام ومصالحه، وإشعالها لنار التفرقة والفتنة بين الاطياف الكوردية ؟
لا أتصورأن أحداً له القيمة، في أن يكون بمثابة" تيار" للعب هذا الدور، إن من يلعب مثل هذا الدورلامستقبل له بين شعبنا، ولا مكان، وهوغريب عن جسده،حتى وإن حاول أن يتعملق، الخلافات الموجودة بين الأحزاب الكردية، كافة، صغيرة، ويمكن تجاوزها، والشعب الكردي في سوريا يقظ، وهويعرف من يمثله، أولا، لذلك فإن أية قوة تريد فرض احترامها فماعليها إلا الإصغاء إلى أسئلة هذا الشعب، لا استيراد أسئلة لاعلاقة مباشرة لها بخصوصيته الراهنة.

- هل أنتم مع حل القضية الكوردية حلاً ديمقراطياً في إطار الوحدة الوطنية السورية بعيداً عن اللامركزية ؟.
-لابد من الاعتراف أن هناك كردستان مجزأة من قبل أربع دول، وبعد ذلك، فإن الشعب الكردي، ومن خلال "صندوق الاستفتاء" هومن يقررمصيره، وإذا كان هناك إجماع من قبل ممثلي الشعب الكردي، في الحركة الوطنية الكردية، على أي حل، فهو الحل الذي يجب أن تركزعليه الجهود، والحل الديمقراطي في إطار الوحدة الوطنية، في ما إذا كان هو المتفق عليه، فإنه حل صائب، انطلاقاً من عوامل كثيرة، ولكن بعد أن تحوز خصوصة الكردي القومية على الاعتراف الكامل من قبل شريكه، في هذا المكان الذي تم تشكيله قسراً، وليس بإرادة أحد من هؤلاء الشركاء.

-مؤخراً تم طرح دستور جديد لسوريا واعتماده بعقلية إقصائية بحيث أبعد الكورد نهائيا عن السلطة , ما هي المطالب الكوردية في الدستور الجديد بعد رحيل نظام الأسد ؟.
-هذا الدستورهو "صورة طبق الأصل" عن موقف القوى المعادية للوجود الكردي، ويجسد النظام الدموي المثال الصارخ عنه، وإن كان بعضهم، كان يثق إلى وقت قريب بهذا النظام، ويعول عليه. لم أكلف نفسي بنقده، بالشكل الكافي، لأنه موغل في بذاءته، ويتجاهل الوجود الكردي، بل إنه مبني على إقصاء الشعب الكردي في سوريا عن الحياة السياسية أو العامة، وهذا أكبر رد على هؤلاء الأنفارالذين "يسوقون" للنظام من أزلامه، وفعلاً إن الكرد السوريين بمختلف انتماءاتهم قاطعوه، فلم يصوت عليه أربعة ملايين كردي، ناهيك عن أضعافهم الملايين من شارع الثورة السورية جمعاء، إن هذا الدستور يكفل منح الرئيس فرصة لمواصلة الاستبداد أربع عشرة سنة أخرى، إلى أن يصبح الأسد الحفيد في الثلاثين، كي يعود ما يسمى بمجلس شعبه لتغيير بند العمرفيه، ليناسب هذا الطفل، ناهيك عن أن الفقرة التي تحدد أن في إمكان كل35 عضواً ترشيح رئيس،في انتخاب الرئاسة، وفي قراءة معمقة، فإن هذا الترشيح لن يؤول سوى إلى بشارالأسد، كمرشح وحيد أوحد للرئاسة، وبرأيي أن قانون الجمعيات والأحزاب، هو الذي يجسد النظرة الشوفينية تجاه الكرد، في حدوده القصوى، وإن وراء نص قانون الأحزاب والدستورأعداءحقيقيين للشعب الكردي، وقانون الأحزاب هو الأجدى بالفضح أيضاً.


-هل ساهمت المعارضة في تأخير الحسم في الأوضاع داخل سورية برأيكم , وما هو ردكم على لوم بعض الناشطين في الداخل السوري للخلافات والإيديولوجيات السياسية التي تنساق إليها المعارضة ؟.
إن خلق العديد من المعارضات، وتحت ذرائع واهية، استثمرته بعض الأطرالعربية والعالمية، عندما اعتبرت وحدة المعارضة شرطاً لاتخاذ الموقف من النظام، وهي بدورها ذريعة، لا أكثر من قبل هذه الجهات، لأن أية معارضة تدعو إلى إسقاط النظام، بشكل حقيقي، لا تختلف مع سواها، ولعل وصم المجلس الوطني بأنه مع التدخل الأجنبي تزويرعلى المجلس الذي يطالب بتأمين حماية المدنيين، وتأمين المناطق الآمنة لهم، وفق حق الشعب السوري في ذمة الأسرة الدولية، جمعاء.

إن أي ناشط يلوم تشرذم المعارضة، محق في طرحه، إلا أن عليه أن يحدد " من يخلق هذا التشرذم؟" ولمصلحة من هو إلخ...

-في الذكرى السنوية الثامنة لانتفاضة 12 آذار في غرب كوردستان بماذا تتوجهون للشعب الكوردي في ظل الحراك الثوري الحاصل الآن ؟
-حتى الآن، لم نستطع كردياً-أن نستفيد من الدروس الآذارية، على أكمل وجه، وأستغرب أنه في عشية هذه الانتفاضة، لاتعمم الحركة الكردية في سوريا إقامة الندوات لدراستها، وتوثيقها، وإعادة قراءتها، بل والعمل على توأمتها مع الثورة السورية، على اعتبارها كانت مدخلاً إلى هذه الثورة، إذ أن إسقاط تماثيل الطاغية تم لأول مرة في المدن الكردية، كما أنه يمكن تناول الانتفاضة للاستفادة منها، على أكثرمن مستوى، كردياً، أوسورياً.

-في أحد لقاءاتكم طرحتم رفضكم للتدخل الخارجي كما بررتم التدخل الخارجي بدكتاتورية النظام , فهل أنتم اليوم مع التدخل الخارجي أو مع تسليح الجيش السوري الحر ؟.
-ثمة التباس هنا،أنا مع تأمين الحماية للمدنيين، وإيجاد مناطق آمنة لهم، هؤلاء الذين يسقطون يومياً على مذبح الحرية، لابد من أن نسعى بعد أن استقوى هذا النظام بالخارج، على شعبه، لوقف استمرائه لعملية قتل المدنيين، بعد أن شرعن ذبح هؤلاء الأبرياء و لصق مختلف النعوت الكاذبة بهم، شخصياً، أنا مع سلمية الثورة وإن كنت أعرف أن النظام، لم يوفرالفرصة للإيهام بأن الثورة مسلحة.


-ماهو رأيكم بالمواقف الدولية المتخاذلة تجاه الأوضاع في سوريا , ولمصلحة من هذا الصمت الدولي؟.
- طبعاً، أنا لا أعول على أحد، غيرشارع الثورة السوري، ليس للسوري إلاه، تعال لنستعرض أنموذجاً واحداً، أعني الموقف التركي، لنر كيف كان يتم التلاعب بالألفاظ، وهوما يمكن أن يقاس على العالم كله، ولقد جاء ماسمي ب" مؤتمر أصدقاء سوريا" ليؤكد أنه مؤتمرأصدقاء النظام، ولكم كانت مفاجأتي مؤلمة بالرئيس التونسي المنصف المرزوقي، في أكثرمن تصريح له، وهو الذي سمعته في باريس عام 2004 لايوفرالحديث عن نظام بن علي، يبدو أن لكل مقام مقالاً، للأسف. مشكلة هذا النظام كل الدول التي تسكت عن جرائمه تعرف أنه" كارثة على البشرية" إنه لا ينتمي إلى ذلك الصنف من الرجال الذي كان حتى ابن علي ومبارك ينتميان إليه.

-خرج مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في تونس مؤخراً بلقاء الدكتور عبد الحكيم بشار رئيس المجلس الوطني الكوردي حينها مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون , أعرب فيها الدكتور عبد الحكيم بشار عن دعم الإدارة الأمريكية للكورد في سورية والأقليات الدينية , ما الذي تستشفيه من مواقف الإدارة الأمريكية تجاه الكورد ؟
-هذا الموقف، سمعناه من قبل عن المجلس الوطني السوري، وها هو تأكد من خلال المشاركة الكردية فيه، إلا أنني كما أكدت قبل الآن، أرى أن لا أحد يخلص مع السوري، نحن نريد إسقاط النظام، كما نريد ككرد أن تتحقق لنا المطالب التي نجمع عليها، الأسرة الدولية تخاذلت تجاه جراح الشعب السوري، مواقف مشابهة لهذا الموقف، سمعناها من قبل على لسان بيل كلنتون الزوج، ولكن بعد انتهاء دورتي رئاسته، الغرب كله مسؤول عما حل ليس بالشعب الكردي في سوريا فقط، بل بما حل بكردستان الكبرى.
-الكاتب والشاعر إبراهيم اليوسف لاينكر أحد نضالكم ضد السلطة وممارساتها القمعية بحق الشعب الكوردي وغيرك الكثير من المعارضين ممن رفعوا شعار (لا) ضد النظام الديكتاتوري , ماسبب رفضكم لاستلام أي منصب في سوريا الجديدة ؟.
-عزيزي، معيب أن أصل إلى أي مسؤولية-والآن ليس وقت مثل هذا التفكير أصلاً- على حساب دماء الشعب السوري، أحس منذ طفولتي أن لي رسالة أؤديها، لقد انخرطت في الدفاع عن الناس، عبرالإعلام وأنا طالب إعدادية، فثانوية، ولا زلت كذلك، وهذا ما جعلني أتكبد الكثير، أجل، كان كل ذلك على حساب وظيفتي، ولقمتي، والضغط علي. إن أكبر مسؤولية أحققها تكمن في أني ترجمت وجود نواة حقوق الإنسان كردياً، مع غيري، وسعيت لبناء رابطة كتاب وصحفيين، وغيرذلك، مع مثقفين نشامى، لقد قلت دائماللظالم: " لا، وكنت صديق المظلومين ضد ظالميهم ، أقف مع الناس في ضرائهم، لا سرائهم، وأعرف أن ضريبة مثل هذا الموقف باهظة، ثمة ما لاينساه التاريخ، ويكفيني أن يأتي يوم ما من يقول هذا عني، هذه رسالتي في الحياة، لم أمالق طاغية، ولم أكتب قصيدة مديح في متجبر، كنت صوت المعذبين، هذا أكبر وسام لي، يكفيني أن أحداً عندما كان يتعرض للظلم يتوجه إلي لأكتب عن معاناته، وهل أكبرمن هذا؟، إدخال السعادة إلى قلوب الناس أعظم ما يمكن أن أقوم به، وإن كنت سأعفو عن الضعيف حين يسيء إلي، ولا أرغب في كثيرمن الأحيان حتى الرد على سفاسف بعضهم، حتى وإن كانوا مكرهين لإلحاق الأذى بي...
-هل كان لك دورفي توجيه اتحاد تنسيقيات شباب الكرد إلى المجلس الوطني الكردي؟
- عندمالم تستجب الهيئة الإدارية في اتحاد تنسيقيات شباب الكرد، وهم إحدى أكبرمظلات شباب الكرد المساهمين في الثورة،للانضمام إلى طلب اللجنة التحضيرية لدخول المجلس الوطني الكردي، فهي لم تأخذ رأيي، ولم يسألني أحد عنه، لأنني نظمت علاقتي بهم، حيث أنني في الحقيقة، أخدم الشباب، ولست مسؤولاً عنهم، تماماً، يفرحني أن يكونوا هم مسؤولين عني، لقد فضلت أن تكون علاقتي تنحصر في خدمتهم، لأن الشباب هم صناع الثورة وليس نحن، كما أن الشباب إن دخلوا المجلس، وهوما لا أعرفه، للآن، فهم لم يسمعوا رأيي، وإن كنت لا أخجل من رأيي، وهوضرورة لم الشمل كردياً، وهذا ما ألح عليه دائماً، والشباب يعرفون رأيي، وتألمت عندما لم يدخلوا المجلس على بعض الأخطاء التي رافقت ولادته، بعد أن عرض عليهم مايزيد عن حصة أربعة أحزاب ربما من المقاعد، أما إشاعات بعض النهازين فهي عبارة عن تكهنات، حين لا أظلمهم، وسيأتي يوم، قد أشرح فيه، إن تطلب الأمر، حقائق بعضهم من المرتقين على جهود شباب الداخل، والمتاجرين بها، من الدونكيشوتيين.....!.
-ماذا عن الكتاب والمثقفين الذين يلتزمون الصمت تجاه الثورة؟
-أناهنا، سأتحدث عن نمط محدَّد من هؤلاء، فقط، وهو الذي لايقدم لأهله خيراً، ويسيء في الوقت نفسه إلى من يقف مع شعبه، هذا النمط واجهناه أنا ومشعل وآخرون بعيد انتفاضة2004، مع مجرد انسحاب قوات الجيش السوري، من مداخل مدينة قامشلي، حيث راحوا يتنفسون الصعداء.... الآن، صورة هؤلاء اتضحت أكثر، ولا أعرف بم سيتذرع هؤلاء غداً؟، وهم لائذون بالصمت بعد مرورعام على الثورة السورية، وإن كانت مشاركة بعضهم، حتى الآن، من قبيل "رفع العتب" لا أكثر، أقول هذا وأنا أعرف أمثلة مشرفة من كتاب الداخل الذين يبدون رأيهم،وأنا أنحني لبطولتهم واحداً واحداً ....
-لقد واكبت الثورة منذ بدايتها، كإعلامي، لكن لم لاتظهرفي الإعلام المرئي؟
-إن الفضائيات التي تقف مع الثورة، لا أريد أن أقوم بنقدها،الآن، إلا أن هناك-في الحقيقة- من لايريد للصوت الكردي أن يكون موجوداً فيها، ولعل هناك بعض الأسماء الحاقدة على الكرد وراء ذلك، وهوملف لا أريد فتحه الآن.......!

-كيف ترى مستقبل سوريا؟
-حقيقة، إن لا مستقبل ينتظرسوريا إلا أن تتخلص من النظام الدموي، وإلى الأبد، بيد أن تواطؤالعالم، جعل الضريبة التي سيدفعها السوري باهظة، هذا العالم شريك في إراقة دم وروح السوري، وحين أقول العالم أقصد العرب والغرب في آن واحد، مواقفهم الرخوة، جميعاً... بل وقوف بعضهم إلى جانب النظام شجعه ليتوهم أن التنكيل الوحشي المروع، بحق شعبه، سيكون مدعاة كسر شوكة الثورة، إلا أنه لم يعلم أن غرقه في الدم، سيزيد إصرارشرفاء سوريا على إسقاطه، ولنعترف، أن الأمرليس بهين، وإن النظام حاول أن يزرع ألغاماً في كل مكان، ولسنا ككرد ببعيدين عن ألغامه، إلا إذا انتبهنا جميعاً، كيف نتدارك الأمر، للحيلولة دون استمرار المؤامرة، ومن أجل إسقاط خططه، من خلال وحدتنا جميعاً، سنظل جميعاً وإلى سنوات، مخضبين بالجراح التي تخلفها الثورة، إلا أن لا حل أمامنا جميعاً، سوى أن نعيش حالتنا السورية الحقيقية التي حلم بها كثيرون من الوطنيين، أتخيل سوريا في عام 2015، وهي تضمد الجراح، حيث الطفل الكردي يدرس بلغته الأم، ولصحيفتنا الكردية أو تلفزيوننا مقره في دمشق، ولنا ككرد وزراؤنا وبرلمانيونا، ونائب رئيس الجمهورية الكردي، حيث سيحس مواطننا أن الشرطي هو أخوه، وأن القاضي أبوه، وأن الوزيرعمه، والرئيس أبوه... وخادمه،آنذاك، تماماً، سيشعربالخجل- طويلاً- كل من صفق للنظام، أو من سكت عن انتهاكاته، ولم يبدرعنه موقف ضده...!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا تحترق...!
- مقاربة لفك لغز الموت
- رجل الرئة اليتيمة
- بيان للانسحاب من اتحاد الصحفين السوريين ووسائل الإعلام الرسم ...
- أخطاء الكبار .. -كبار الأخطاء-
- على عتبة عامها الثاني:ثورة المعجزات السورية تصنع التاريخ*
- النقد الصحفي
- امتحان الثورة ومحنة الأصدقاء
- دوَّامة الأسئلة الكبرى
- روسيا- تحت الصفر-
- بيان من رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا + طلب انتساب + ...
- دمٌ حمصيٌّ للبيع.....!
- ضوابط الحوار الافتراضي
- انسحاب من اتحادي الكتاب والصحفين السوريين
- قلق الشاعر
- تمثلات موت الشاعر
- المواطن الصحفي
- الصالون الثقافي الافتراضي:دعوة إلى تفعيل الحالة الثقافية إلى ...
- خطاب الخديعة
- خالد أبو صلاح: أُمّةُ في رجل...!


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - إبراهيم اليوسف - حوارمع الشاعر والكاتب الكوردي إبراهيم اليوسف