أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - محلل ... سياسي !!















المزيد.....

محلل ... سياسي !!


عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 3653 - 2012 / 2 / 29 - 18:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عارف معروف
كتب الاخ (د. سامي حمادي ) مقالا نشر في بعض المواقع الالكترونية ، حول ظاهرة التزايد المفرط لاعداد المحللين السياسيين في العراق .ورغم ان مقاله عني بالتركيز على شخص معين و بمناقشة افكاره ودعواته ، الا انني وجدت في عنوان مقاله ماكنت اروم الكتابة حوله ، وسبقني اليه ، والذي اصبح ، حقا ، ليس موضوعا ملفتا للنظر او مثيرا للاستغراب بل مهزلة جديرة بالسخرية وكذبة حرية بالتفنيد !
ففي مصر التي تجاوز عدد سكانها ال 85 مليونا والتي كانت ومازالت، وبحق ، مصدر اشعاع معرفي عربي ، اذا تساهلنا ولم نضف الف لام التعريف التي تستحقها بجدارة او يستحقها تاريخ انتاجها المعرفي طوال اكثر من قرن. في مصر، هذه ، لم يعرف الناس سوى بضعة محللين سياسيين لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة !! كذلك الامر في معظم بلاد العرب ... مغربا ومشرقا، اما في الغرب وامريكا فالمحللين السياسيين والستراتيجين ، اندر من " الكبريت الاحمر " على حد التعبير الاثير للراحل عبد الرزاق الحسني في تعبيره عن الندرة !
اما هنا ، لدينا، في خان جغان ،، فقد اصبح التحليل السياسي مهنة من لا مهنة له و " سالوفة " يتحذلق بها كل من هب ودب، وهو في الغالب ان لم اقل جميعه، اي ما يسمى ، ظلما وعدوانا بالتحليل السياسي، لايتضمن شيئا من التحليل او يتأسس على معرفة سياسية او ستراتيجية ولا يعدو الاراء الشخصية المنحازة وثقافة ، في الغالب ، ضحلة تستعين ببضعة جمل وعبارات محفوظة مما لم تعد اذن تستسيغه او ادراك يقبله ..." الكرة الان في ملعب ... او .. العودة الى المربع الاول ... الضوء في نهاية النفق ... الخ الخ " من تعابير مقتبسة هم فيها عيال على مبدعيها ، اضافة الى كونه ، ذلك التحليل ... " الستراتيجي "....خلو من المعنى والاضافة تماما ويجري مجرى تلك النكته السياسية القديمة التي سخر منها شعبنا ومثقفينا من ازلام ومثقفي ومحللي الطغيان حينما كان يقف المنّظر..والمحلل السياسي ... البعثي فيصف الوضع بانه " راهن " ويعرّف المرأة بانها " عنصر نسوي "!!
لقد استضافت احدى القنوات الفضائية ،ذات مرة، احد الاخوة ، المحللين "الستراتيجين "، ممن عرف وتميز، وصال وجال ،وقال فاكثر المقال ، في كل مناسبة ، في الفضائيات ، ليحلل ، في استوديو الرياضة ، لعبة الفريق العراقي الوشيكة يومذاك، ،( صدق او لاتصدق )، لعبة الفريق العراقي لكرة القدم ! وقد بادر الى ان يستهل "تحليله" ، لكي يزيل استغراب وربما امتعاض، السادة المشاهدين من حضوره الدائم الى القول " حقا ان تحليل لعبة كرة القدم لا يختلف عن تحليل معركة عسكرية" !!
ولكن ما السر وراء هذه الظاهرة ؟ما هو تفسيرها المعقول وتعليلها المقبول، لماذا تكاثر المحللون السياسيون في بلادنا بالانقسام الاميبي في حين تجهد بعض الامم واوساطها المثقفة رحمها لكي تنتج واحدا او اكثر بقليل كل عقد او يزيد ؟! وهي ،ماهي عليه، من تقدم وثقافة وعلو شان في مجالات العلم والمعرفة ؟
ذلك انه من السهل ، نسبيا ، على اية امة او شعب تخريج افواج من المتعلمين المتخصصين وغير المتخصصين في اي مجال من مجلات المعرفة سواءا في الطب او الفيزياء او الرياضيات او القانون او الادارة او غير ذلك ولكن ليس من السهل عليها انتاج مبدع او فنان او مخترع او روائي او شاعر بمثل تلك السهولة " طبعا انا اعني مبدعين حقيقين وليس ما نالفه مما نسميه كذلك ، اعني مبدعين يمثلون قيمة مضافة حقيقية في مجالات ابداعهم ان لم تكن عالمية وانسانية فعلى الاقل محلية "...اذ تتضمن شخصيات هؤلاء، شيئا آخر ، لاتعّلمه المدارس ولا تتمكن من توفيره المناهج ، شيئا ينتمي الى الموهبة والخلق ! والمحللون الستراتيجيون او السياسيون صنف من اصناف المبدعين ، ذلك ان التحليل السياسي والستراتيجي اضافة الى ما يفترضه ويتضمنه من معرفة بالتاريخ والاقتصاد والاجتماع والنفس والفكر السياسي والجيوبولوتيك والثقافة والفن واللغة وحتى الفولكلور الشعبي يبقى اكثر من حاصل جمع هذه المعارف ، اذ يتضمن ، دائما قدرا كبيرا من الموهبة والقدرة على استقراء الوقائع وتفاعلها وصيرورتها والتنبؤ، بهذه الدرجة او تلك من الصحة ، بنتائجها المحتملة !
اما هنا ، لدينا ، في خان جغان ، فالامر لا يزيد عن امكانية التحدث اللبق والعبارت المتفيقهة والسلوك المتحذلق ، وهو ما يمكن لاي دعّي ان يبرع فيه خصوصا مع تزايد الطلب على الرأي المنحاز والفكرة الرخيصة والكلام الذي لا يقول شيئا في بلد اغرقته الفضائيات والصحف ومواقع الانترنت والاحزاب والقوى والشخصيات والاجندات بعد ان صام عن معظم ذلك طويلا !
ولو اقتصر الامر على دارسي العلوم السياسية ومختصيها ، كما يتصور الاخ سامي حمادي..، رغم كل تحفظي على هؤلاء انفسهم ، لهان الخطب (يتعين على المهتم ان يراجع سيرة اي من هؤلاء الدراسية والعلمية، وسوف يعثر باستمرار على اختلالات خطيرة تعود الى فترات زمنية مختلة، هي الاخرى ، فهو اما ان يكون احد نتاجات التعليم المغلق والقبول الخاص بالبعثيين ، كدكتور العلوم السياسية ، بامتياز ، عبد حمد ،والذي عبر عن حنكته ومعرفته السياسية الفذة حينما اخبر سيده ، وعلى مراى الملايين من العراقيين وعلى شاشة تلفزيون بغداد خلال الايام الاولى من الحرب الاخيرة ،، ان البريطانيين تعرضوا امس على قاطع الفاو واعطوا " شهيدين " هكذا بالنص ، وقد صحح له سيده ، صدام ، وهو يداري الحرج ، "تقصد قتيلين" ، واطلق ضحكة ذات مغزى ، ادركه الجميع وغاب عن لب عبد حمد .... دكتوراه العلوم السياسية....بامتيــــــــــــــــــــاز ...من جامعة بغداد !! او ان يكون خريج اعدادية قبل 2003 وتخطى البكالوريوس والماجستير والدكتوراه خلال السنوات الخمسة الاولى بعدها، وبنجاح ساحق !! اقول ...مع ذلك لو اقتصر الامر على هؤلاء ، لهان الخطب ... ولكن الساحة اليوم .. اشبه بنزال مصارعة حرة غير مقيدة من كل ضابط او رابط يتعاورها ، حقا وفعلا ، ناس شبه اميين وربما اميين بالفعل، يصدرون الكراهية والطائفية والامية والجهل والسباب والشتائم ،وبوقاحة ،عبر صحف لا تقرأ ما يكتبون و فضائيات لا تتوقف كثيرا عند ما يقولون !
اعرف واحد من هؤلاء لم يكتف بكونه " محللا سياسيا وستراتيجيا " بل بادر الى تاسيس ورئاسة "مركز دراسات ستراتيجية "، ضم الى جانبه نخبة من الاساتذة " الخائبين" بكل تاكيد والباحثين عن فرصة ظهور اعلامي او نفع مادي او عرض صورهم ومعارفهم الفذة امام، من يهمه الامر ، عسى ان يلحقوا بفرصة ضائعة ! اما من اين لهذا المركز ما يغطي نفقاته ويفيض من اموال وسيارات وامكانات ، فعلم ذلك عند علام الغيوب ، لكن الشيء الاكيد هو ان هذا المركز لم يصدر دراسة واحدة او كتاب او بحث اهتم له احد وعاد عليه نتيجة ذلك بفلس شريف ؟!
يبقى السؤال..... لماذا هذا الكم الهائل من المحللين السياسيين ؟ ابحث عن ذلك ، اضافة ، الى كثرة وسائل الاعلام وحاجتها الى ان تشغل اوقات بثها واعمدتها وصفحاتها بما يتيسر ، و انحدار مستوى الثقافة والمعارف بشكل عام ومستوى مالكي والمشرفين على هذه الوسائل بشكل خاص ، تصدر الانتهازيون والامعات لمهرجان زيف واكاذيب تغمره شلالات الذهب من كل القوى الطامعة والاجندات الاجنبية ، سبب آخر جدير بالاعتبار والتامل : لقد غاب عن الساحة، منذ سنوات ، ذلك الجيش اللجب من الهتافة، (الكيولية )بحق وحقيق، ممن كانوا يسمون : مثقفين ،شعراء، وشعراء شعبيين، بعد ان غاب سيدهم، ليتحولوا ، كما هو جدير بتاجر او حرفي اريب ، الى انتاج سلعة اخرى يطلبها السوق اليوم ،، سلعة سهلة لاتحتاج اكثر مما تعودوا عليه من حذلقة وتفاهة ، انها : التحليل السياسي!!



#عارف_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة زفاف - صمود مجيد - !
- ماكنة الدعاية البعثية الغوبلزية ...هل هي سبب معاناة العراقيي ...
- سرطان الفساد يهدد مستقبل ووجود العراق ... هل ثمة امل ؟ الجزء ...
- دولة المواطنة ضمانة الشعوب ضد التمييز القومي والديني
- سرطان الفساد يهدد مستقبل ووجود العراق ....هل ثمة امل ؟ ..... ...
- ثورات العرب ضد عيدي امين داده!
- العراق ينتج السيارات وسيصدرها الى دول المنطقة! الضحك على الذ ...
- ميكافيللي المسكين !
- هادي المهدي... فزت ورب الكعبة!
- هل سيزهر ربيع العرب؟
- الحوار المتمدن..........عروة وثقى!
- عندما يصبح البعثيون طليعة المقاومة الوطنية الساعية لتحرير ال ...
- عندما يصبح البعثيون طليعة المقاومة الوطنية الساعية لتحرير ال ...
- الشيوعيون بين منهجية وحذق اللينينية ... وشيمة وحماقة العربان ...
- الحزب الشيوعي ومسالة السلطة السياسية ... بعض وقائع ما سلف !
- ! الحزب الشيوعي والتعويل على الاب الطيب
- شيء من التاريخ....... الستينات نموذجا !
- الحزب الشيوعي ... سبعة عقود في سوح الوغى والكفاح !
- الحزب الشيوعي ..... شيء عن علاقة الوعي بالواقع.
- الحزب الشيوعي العراقي .......سنوات التألق ومنحنى التراجع وال ...


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - محلل ... سياسي !!