أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إياد أبازيد - السلطة الرابعة ...














المزيد.....

السلطة الرابعة ...


إياد أبازيد

الحوار المتمدن-العدد: 3644 - 2012 / 2 / 20 - 14:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السلطة الرابعة
يُطلق مصطلح السلطة الرابعة على وسائل الإعلام عموماً وعلى الصحافة بشكل خاص. و يستخدم المصطلح اليوم في سياق إبراز الدور المؤثر لوسائل الإعلام ليس في تعميم المعرفة والتوعية والتنوير فحسب، بل في تشكيل الرأي، وتوجيه الرأي العام، والإفصاح عن المعلومات، وخلق القضايا، وتمثيل الحكومة لدى الشعب، وتمثيل الشعب لدى الحكومة، وتمثيل الأمم لدى بعضها البعض.
ومنذ أول ظهورٍ مشهورٍ له منتصف القرن التاسع عشر، استخدم المصطلح بكثافة انسجاماً مع الطفرة التي رافقت الصحافة العالمية منذ ذاك ليستقر أخيراً على معناه الذي يشير بالذات إلى الصحافة وبالعموم إلى وسائل الاتصال الجماهيري، كالإذاعة والتلفاز.
ويبدو أن تعبير "السلطة الرابعة" تعرض إلى فهم خاطئ في اللغة العربية، إذ يكثر ربطه بالسلطات الدستورية الثلاث، التشريعية والتنفيذية والقضائية، باعتبار أن الصحافة -أو وسائل الإعلام عموماً- هي رابع سلطة دستورية نظير ما لها من تأثير؛ إلا أن السلطة المعنية في المصطلح، تبعاً لمن أطلقه أول مرة، هي القوة التي تؤثر في الشعب وتعادل، أو تفوق، قوة الحكومة.
و خطورة السلطة الرابعة , يكمن في استخدامها كسلاح فكري سياسي موجّهاً نحو العقل البشري , لتغيير المفاهيم و بديهيات الحياة في محاولة للسيطرة , و هذا ما يُسمّى البروباغـندا .
البروباغندا، ويمكن ترجمتها بـ"سياسة نشر المعلومات" بهدف الإقناع العاطفي ، ومهمتها أن تسيطر على مشاعر وسلوك وآراء وأفعال المشاهدين. وأهدافها فكرية أو سياسية أو تجارية. وتوظف عادةً في الأجندات السياسية الوطنية والعالمية. ويتم التعاقد مع أفراد على درجةٍ عالية جداً من المهارة في ابتكار البروباغندا. وسياسة البروباغندا أن تتوجه مباشرةً نحو المشاعر بهدف إلغاء سيطرة العقل.
وفي عالمٍ رأسمالي تحكمه المادة وتسيطر عليه مطامع انزلقت معها دول الهيمنة في أزماتٍ مالية عالمية أصبحت البروباغندا "المدفوعة الثمن" هي بالتحديد ما يجرّ بالعالم العربي إلى الانهيار المالي والأخلاقي وعهد من الاستعمار المقنن الجديد.
فالمادة الإعلامية "المدفوعة الثمن" تهدف إلى الإقناع العاطفي على حساب تقديم المعلومة الصحيحة، وتعتمد دائماً على تقنياتٍ إعلامية ماكرة غير متعارفٍ عليها في وسائل الإعلام التقليدية، فالقاعدة تقول: "إذا اعتقد المشاهد بأنّ المادة الإعلانية المدفوعة هي مادة "لتقديم معلومة لا أكثر" فإنّ الرسالة المخبئة في الإعلان ستكون أقوى تأثيراً على العقل الباطن".
وتوهم الرسالة المقدمة عبر التلفزيون المشاهد بأنّ ما يراه غايةً في الموضوعية والدقة، وتهدف الرسائل إلى تغيير الطريقة التي يفهم من خلالها المشاهد قضيةً ما أو موقفاً ما بهدف تغيير ردود فعله وسلوكياته بما فيه مصلحة الجهة المروّجة، وبدلاً من أن يملأ عقول الناس بأفكار علمية موثّقة حول ما يقدمه من معلومة فالأفضل أن يمنعهم من تصديق وجهات نظرٍ مخالفة لرأيه.
وما يجعل من "البروباغندا" فريدةً في تقنيتها أنّ الجهة المروجة تميل إلى تغيير فهم المشاهد للعالم من حوله من خلال "التمويه" و"بثّ الفوضى والحيرة" و"التقسيم" عوضاً عن الفهم والإقناع العقلي . لذا كان لا بد أن تكون إحدى أهم آليات البروباغندا الخطيرة هو خلق حالة من الفوضى والتشويش إزاء المفاهيم و بديهيات الحياة و الإنسانية الثابتة. وتبرز حالة الفوضى من خلال الترويج للتضاربات والصراعات والشطحات والمغالطات والمعارضات في أبسط الحقائق، ومثل ذلك أيضاً المواقع الإلكترونية للصحف الصفراء التي تتناقل خبراً من هنا وهناك حول قضيةٍ تثير القراء الذين ما أن تأخذهم الحمية فيشرعون بالسخرية من الآخرين ناسين الحكمة التي تقول "الفتنة نائمةٌ لعن الله من أيقظها"، وكل ذلك في مشروع أطلسٍ عربي جديد من خرائط التقسيم الجغرافية والسياسية والدينية والعقائدية والإيديولوجية وغيرها.
والبروباغندا سلاحٌ فتّاك يجعل من العدو شخصاً لا يتمتع بالعدالة الإنسانية وتصور وحشيته وعنصريته وقيمه المنحطة، والتي تهدف إلى خلق الخوف وإصدار أحكام مسبقة ظالمة باستخدام كلمات سلبية قد تدفع المتلقن إلى كراهية كل من يساهم في خلق هذا الإرهاب أو الكبت لديه. ويقترح العلماء طرح الأسئلة التالية لمجابهة هذه التقنية: ماذا تعنى هذه الكلمة بالتحديد؟ هل هناك حقاً علاقة بين الكلمة ومضمونها، بمعنى ماذا ستصبح قيمة الكلمة فيما لو لم ألقى لها بالاً؟
وتستغل الكثير من القنوات الفضائية والإذاعات والصحف ثقة الشعب العربي وشعوره بالدونية تجاه المجتمعات الغربية لإقناع المشاهد بأنّ مصدر المادة المعروضة موثوقٌ به، مثل ما يحدث في البرامج التي تحسن من صورة أمريكا و اسرائيل و بعض بلدان في العالم، وقوة الإنتاجية الضخمة للسينما الأمريكية التي تنال ثقة الشباب العربي إلى أقصى حدوده فتلجأ إلى بثّ سمومها داخل الدسم.
وهي حصيلةٌ لجهودٍ غربية طويلة هدفت وما زالت تهدف إلى زعزعة ثقة العربي بثقافته وتاريخه و حضارته ورموزه العظمى، بهدف تعديل النموذج الأول في قناعاته ليصبح ذلك المجتمع الغربي الأمريكي الأكثر تطوراً والأقدر على أن يكون العالم البديل لشعوب مزعزعة ومزلزلة فكرياً ونفسياً. ومن خلال هذه القناعة تأخذ الرسائل الإعلامية طريقاً لها عبر قنوات العقل الباطن لتشكل وعي جديد للمجتمع.
د . إياد أبازيد



#إياد_أبازيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطفال في عمر الورد
- قَسَم الشَباب
- في عيد الفالنتاين
- القوى البديلة
- الوثيقة الأساسية للمواطنة السورية...
- حماة - سورية - 1982 ... مجزرة القرن العشرين
- يقولون .. أقليات
- وما النصر إلا صبر ساعة ...
- قصة حارتنا ...
- الانتهازيون الصفر
- المقاومة والصمود
- سورية .. ثورة شعب من البداية حتى النهاية ...
- من حوران هلّت البشاير ...
- الحرية ...
- القبض على السيّد الرئيس ...
- سورية صباحك حلو ...
- احترق ليحرق الطغاة
- غموض و حيرة و تخبط ...
- صَرْخَة فيْ ضَميْر الإنْسَانِيّة .....
- الإنسان السوري ... أين حقوقه ...!!؟؟


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إياد أبازيد - السلطة الرابعة ...