أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي لطيف الدراجي - يا لحزن النيل














المزيد.....

يا لحزن النيل


علي لطيف الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 3628 - 2012 / 2 / 4 - 14:51
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



من المؤسف جداً ان تتحول مباراة لكرة القدم تجمع فريقين من بلد وتجري في عروقهم دم واحد الى مأساة كبرية راح ضحيتها العديد من المشجعين الذين كانوا على غير موعد مع مسك ختام حياتهم في مكان تقاسم فيه المصريين من قبل الأفراح والابتسامات بأهداف هزت الشباك ولكنها لم تهز القلوب وتدمع العيون.
المشهد الحزين الذي يؤلم القلوب في بور سعيد والقاهرة كان باعثاً على الأسى في الوقت الذي كان من المفترض ان يبدأ فيه ابناء مصر بترميم ماضيهم بكل معاناته وتطبيق مفردات ثورتهم الكبيرة على ارض الواقع من خلال التكاتف والحوار ونبذ العنصرية والتمييز والتحلي بالقليل من الصبر لتجاوز هذه المرحلة الحرجة من عمر البلاد ، فبعد ان بدأ البعض ممن لايروق له ان تحيا مصر وتعيش في اجواء مفعمة بالأمن والأمان بتهديد مستقبل الثورة بتحريك ورقة الصراع بين ابناء مصر من المسلمين والمسيحيين وسعوا جاهدين لتحقيق المواجهة بين طائفتين عاشت على ارض مصر وشربت من نهر النيل قروناً طويلة وستبقى تعيش وتدافع عن تراب ارضها ابد الدهر ، التجأت هذه المرة الى تصدير الفوضى من ملاعب كرة القدم مستغلين جموع الجماهير وغير ابهين بمستقبلهم والى اين هم ذاهبون ؟ دون شك الى الفتنة التي لن تجلب لمصر سوى المشاكل والأزمات كما جلبت للعراق مشاكل جمة لازلنا ندفع ثمنها غالياً حتى هذه اللحظة.
مصر اليوم بحاجة الى وقفة للتأمل والتهدئة والكشف سريعاً عن بصمات الفاعلين الحقيقيين ومن يقف خلفهم من الذين يتحركون في دائرة العبث والشغب لإشغال السلطة وارباك عملها وبالتالي هدم كل ماحققته ثورة مصر في يناير.
ماحدث في ماسبيرو وبور سعيد والقاهرة هي احداث متلاحقة والعامل المشترك الأكبر فيها هو الإضرار باسم مصر وحق شعبها في العيش الكريم في ارض يجب ان تعود كما كانت تنعم بالأمن والأمان وهي من قال بحقها البارئ عز وجل في محكم كتابه المجيد(ادخلوها بسلام امنين).
لاوقت الان لخلط الأوراق ولاوقت الأن لتبادل التهم ، فالطريق طويل وبحاجة الى عمل دؤوب من رجال يحملون في قلوبهم الحب لتراب مصر وعزتها والوقوف بقوة بوجه الأجندات الرامية الى اجهاض ثورة الشباب التي ارتقت بدماء احرارها فوق النيل كنوارس بيضاء حملت معها الأحلام والألام والقت من اجنحتها قلوباً داعبها الخوف.
تذكروا شادية وهي تقول(ماشفشي الأمل في عيون الولاد وصبايا البلد ، ولاشاف العمل سهران في البلاد والعزم اتولد) ، ولاتنسوا مسحة اديم الأرض التي تغنت بها وردة عندما قالت( حلوة ابلادي السمرة ابلادي الحرة).
مصر اليوم تتوق لكلمات حافظ ابراهيم ومحمود سامي البارودي وقلم نجيب محفوظ وابداع يوسف شاهين وتجليات اسامة انور عكاشة لتنهض من جديد وتنفض عن القها غبار الزمن وتحياته وترتدي النيل ثوبها الناصع وهي تغني بهدير مائها.. ياحبيبتي يامصر.
كل العزاء لشعب مصر من قلب مواطن عراقي ، والرحمة لشهداء ارض الكنانة الذين سقطوا في ساحة التحرير والإسكندرية وأسوان والسويس وبور سعيد ، والشفاء لكل جروح مصر التي ستندمل قريباً ، فكلما ضاقت ارجاء الدنيا بمصر فأنها ستعود اقوى من صرخة الموت ، وستخرج مصر من ازمتها هذه متعافية كما عرفناها.



#علي_لطيف_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيكو وضربة البداية
- بغداد .. أي شيئ في العيد اهدي اليك ؟
- بين الخيبة والفشل .. فضائياتنا في رمضان
- بهلوي العرب
- رصيف ماجينو
- اللقمة العربية
- يعتقدون انها انتهت
- الهانم حرم الديكتاتور
- الكهرباء الوطنية..شد ابو النظيف
- مقررات قمة الأحزان
- دماء من حدق الدموع
- حمى الأسد
- الحرب على المنتجات الخليجية
- يوم الضحية على الجلاد
- نريدها برائحة الهيل والعنبر العراقي
- اعصار25يناير..عين على المستقبل


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي لطيف الدراجي - يا لحزن النيل