أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد البدري - التضليل بين العلمانية والاسلام















المزيد.....

التضليل بين العلمانية والاسلام


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3627 - 2012 / 2 / 3 - 23:13
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


كيف يعامل الغربيون عالم العرب والمسلمين، فعناوين صحفهم تنقل ما لا يتفق ومفاهيمهم السياسية والاجتماعية, وهو أمر طبيعي فالبشر الاسوياء يكتشفون المعرفة مما لا يعرفونه. والعكس صحيح ايضا، فالجاهل يخاف مما لا يعرف فيتحاشاه. ولعل هذا هو السبب في ان أمة العرب والمسلمين هي أمة الجهل والفقر المعرفي لكونها تردد ليل نهار ما تدعي انها تعرفه وتخاف من التعرف علي ما تجهله. فصلاتها ونسكها ومحياها ومماتها التي هي لله رب العالمين لم تحقق لها شيئا سوي الانحدار لتكون في ذيل الامم.

وهناك ما هو افدح، فعلماء الجماعات الاسلامية لا تكتفي بالهروب من اكتشاف المعرفة، بل تزييف ما لدي الاخر وتنشره علي اتباعها علي انه اكتشاف يستحقون عليه جنة عرضها السماوات والارض، فيظل الغموض والتشوش مسيطرا علي عقول العرب والمسلمين فيبقي الجاهل جاهلا والامي اميا ويبقي علماء الامة علماء.
فالحوارات عالية النبرة والصوت بين الحركات الإسلامية حول العالم عن دور الدين والشريعة فى الحياة وعلاقتهما بالدولة، جعلت علمائهم الربانيين يطرحون موضوعات مدي السماح بارتداء البكينى على الشواطئ أو إباحة الخمور كاولويات في دولة الاسلام، ثم تاتي قضايا فرعية مثل حرية التعبير والحريات الشخصية والحريات العامة وهل للفن دور أم انه حرام. ولم يتطرق احد كيف يكسب اناس عوائدهم ومن اين تأتي ثرواتهم؟ وللآن ليس هناك ما يؤخذ علي العقل الاسلامي علي قاعدته العربية العريضة لكونه محصورا فكريا في المحرمات ومحشور غرائزيا في المسافة بين الركبة والسرة عند الرجل ويتلصص دون بوح علي ما بين فخذي المرأة رغم اصراره علي تغطيتها بالكامل لكونها عورة من اخمص قدمها الي شعر رأسها. فكما يهرب عالم الامة الرباني من مواجهة الغربيين بتكفيرهم (الكفر هو تغطية الشئ) ومن اكتشاف قيمهم الاجتماعية والسياسية رغم تطفله بحثا بنهم سبقي علي تكنولجيتهم علاجا واستخداما ورفاهية واستمتاعا، يهرب ايضا من المرأة وينفي وجودها بتغطيتها ثم يتلصص علي مناطقها الاكثر اثارة جنسيا فيها للتلذذ بها سرا في قصورهم الفارهة المسكونة بالمثني والثلاث والرباع.

وفي أحسن الاحوال يتبرع أحدهم ببعض الحرية مؤقتا كصدقة جارية لمن سيحكم بالاسلام بالسماح للبكيني والخمور حتي يجري تربية المجتمع اسلاميا مستشهدا بان التدرج في تطبيق الشريعة هي سنة ربانية فيأتي بما قيل في القرآن عن الخمر مثالا. التركيز على أسلوب التدرج هو عماد تكتيك جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين علي السواء لكن هدفهم استراتيجيا هو منع كل شئ، فالمرأة الساذجة التي انصاعت لاقوالهم وتحجبت، أو خافت اكثر من نار جهنم فتنقبت، ستختفي وتقر في البيت ولن تظهر بعدها ابدا. فالنص هو الحاكم في نهاية المطاف. أما في مجال السياسية فحدث ولا كذب لأنها أكثر تعقيداً. لهذا اتبعوا معها اساليب وتكتيكات تبعث بهم هم الي نار جهنم وبئس المصير.

لم يبقي أمام الاسلاميين من قوي سياسية سوي الليبراليين. فالاشتراكيون واليساريون في حاجة الي عمليات نقل دم أو غرف إنعاش رغم ان الكارثة الاقتصادية كفيلة بقيامهم من سباتهم. أما القوميون العروبيون ففي حاجة الي صدمات كهربائية بعد ان اكتشفوا ان الاسلام، الذي هو أحد منجزات العرب في غفلة من التاريخ، اصبحت له الكلمة العليا بعد ان صالوا هم وجالوا ولوحوا بسيوفهم الخشبية علي مدي قرن كامل من الزمان في وجه الاستعمار والامبريالية. فبماذا يقاتل الاسلاميون الليبرالية؟
كتب احد الباحثين البريطانيين أن للعلمانية صيت سيئ فى العالم العربى، وبالذات لدى الإسلاميين منهم. وتسائل بخبث: من يمكنه لومهم؟ ألم تكن حكومات مبارك والأسد وبن على العلمانية هى التى سجنت وعذبت الإسلاميين وجعلتهم يفرزون أفكارهم الجهادية داخل السجون المصرية؟

مثل هذا الكذب لم يشغل بال علماء الجماعات الاسلامية الربانيون، لسبب بسيط انه يصب في طاحونتهم ويغذي افكارهم ويزيد رصيدهم رغم الكذب الواضح والفج فيما قاله الباحث البريطاني. فالكذاب للكذاب كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا. فلا مبارك أو الاسد أو بن علي كانوا علمانيين. اللهم إلا إذا كانت العلمانية هي الفساد، وهو ما ليس كذلك. ففي زمن (علمانية) هؤلاء الفاسدين المزعومة وصل منسوب الاسلمة برعايتهم الي اعلي مستوياتها. فتم انشاء الاف المعاهد الازهرية واقيمت المساجد علي اوسع نطاق واصبح الاعلام مصبوغا بكل الوان الطيف الديني المتشدد والمتسامح واصبح الناس يسألون ليل نهار المشايخ كمرجعيات عن حلول اجتماعية واقتصادية وسياسية من ارضية الدين وانشئت البنوك اسلامية بل وانشئت شركات اسلامية وامتنعت كثير من الشركات والمصانع من تشغيل المرأة او من غير المسلمين بل كان البعض يفضل الملتحين وعلقت ايات القرآن واسماء الجلالة في مكاتب المسؤوليين وفرشت البسط في طرقات المقار الحكومية لاداء الصلاة في مواقيتها وامتنع العاملين عن اداء مهامهم وقت الصلاة وغلقت المحال التجاريةعملا بالقول "فاذا نودي للصاة فذروا البيع" وروعييت الشروط الاسلامية في الاعمال الفنية والدراما التليفزيونية فلم نعد نري زجاجات الخمر أو اذرع النساء ولم يعد هناك باب مغلق بين رجل وإمرأة في خلوة، ربما لان كاتب السيناريو لن يجد شيطانا لاداء دور الثالث المرفوع لاكمال المشهد حسب الحديث الشريف. كل هذا تم برعاية النظم الشمولية الفاسدة.
فمظاهر الاسلمة في عهود الفساد فاقت مثيلاتها في مكة بعد فتحها، مما يعطي انطباعا ان ما انجزه الفاسدين هو بالفعل الفتح المبين. فلماذا يا تري كل هذا العداء الظاهري علي لسان علماء الامة الربانيين لمبارك وغيره؟ رغم تشدقهم بفتح مكة المتواضع.

ما لم يقله مبارك والعلماء الربايين والباحث البريطاني، علي السواء، ان تقسيم العمل (الكعكة السياسية والاجتماعية والاقتصادية) برعاية نظم الفساد تمت شرط الا تجترء الجماعات الاسلامية علي السلطة وكرسي الحكم مقابل أن يترك لهم الشارع ليلتهموه. فالوعي المفقود لدي المواطن إبعادا له عن مصالحة تأسيسا علي تعاليم دينية هو ذاته الذي سيسمح للفساد بجني اعظم الارباح للسلطة ولنظام الحكم. اي تم توظيف الكذب ثلاثي الابعاد لصالح الجميع الا المواطن. فهل يمكن إذن فهم لماذا كل هذا الحنق من علماء الامة علي النظم المتخلية عن السلطة بفعل الثورة في ضوء المعادلة الثلاثية هذه؟
من سقط أو انخلع أو هرب جراء ثورات الربيع العربي هم حلفاء الجماعات الاسلامية، لهذا وجد هؤلاء انفسهم الورثة الحقيقيون لهم اليس الاقربون اولي بالمعروف او أولي بالصدقة وبالميراث شرعا. ولم يبقي لا السير في زفة الثورة حتي حيازة السلطة ثم يبدا تجريم الثورة وتجريم الفعل الثوري وهو ما يجري حاليا بالفعل في قنواتهم الفضائية.

وعودة الي العلمانية الليبرالية ، فلانها الاقرب للدين وموائمة له حيث لا مشكلة بين العلمانية والدين بدليل ما تاسست عليه بريطانيا وامريكا واوروبا فانها تصبح اكبر عائق امام تاسيس مجتمع مغلق اسلاميا، فهي ستقبل الجميع علي قدم سواء وسيكون الجميع في ظلها متساوون واولهم المرأة ولن يفقد احد وصايته علي البشر، فاقدي الاهلية لفهم من اين اتي الفساد ومن هم اعوانه وحلفاؤه في السر والعلن، سوي علماء الامة الربانيين. فمساحة الحرية في العلمانية الليبرالية مثل جنة الله وسعها وسع السماوات والارض، تتسع لحرية التعبير والفن والخمر والبكيني والتقوي والورع والصلاة والحج والشريعة والنقاب واللحية واي قانون وضعي لمن لا يقبل بتمييز الرجل عن المرأة في الميراث أو بوضعية افضل لمسلم علي مسيحي ... الخ التمايزات التي هي اهم عائق للتقدم وللحيوية المجتمعية ولتنشيط الثروات البشرية.
فالعلمانية الليبرالية ليس لها صيت سيئ السمعة في عالم الاسلام العربي الا لانها ستساوي بين الجميع لتصبح القاعدة: من كل حسب جهله ولكل حسب كذبه هي قواعد العدالة الاجتماعية في أمة الاسلام بعلمائها الربانيين.



#محمد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة لحضارة السلب والنهب
- بين التاريخ والعقل
- محاولة للفهم
- المعرفة هي خلاص الانسان
- آه ... لوكان هناك استك
- علياء وحاجة المشايخ لمصحات عقلية
- اليسار والثورة بين النمطية والتدجين
- اليسار بين العلمية وارتهانه للتاريخ
- النظام والاسلام السياسي بين الخسة والنذالة
- ثقافات وثورات
- دستور مصر الجديد المحترم
- الهروب الابستمولوجي
- اليسار بين الوحده والتشتت
- السلفيون والعفو عن قتلة الشهداء
- الشريعة الاسلامية في خدمة اسرائيل والفساد
- السلفية والوهابية واسرائيل
- حتي لا تتكرر كارثة يوليو
- أضغاث احلام بالخلافة القديمة
- دستور آل سعود المطبق عمليا على بلاد نجد والحجاز
- رسالة الي المصريين


المزيد.....




- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد البدري - التضليل بين العلمانية والاسلام