أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان النقاش - الواقعية الديمقراطية















المزيد.....

الواقعية الديمقراطية


سلمان النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 3609 - 2012 / 1 / 16 - 13:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلص الكاتب الامريكي فرانسيس فوكوياما ذو الاصول اليابانية في كتابه نهاية التاريخ الى ان امكانية توقف التاريخ ممكنة ولكن فقط فيما يتعلق بالمباديء والعقائد والمؤسسات ..وهذا يعني ان الاحداث ستستمر في العالم بتواترموضوعي مهما كانت ضخمة او هامشية ..و يؤكد ان التاريخ مشروع بشري واعي يتطور بشكل متواصل ومتماسك هدفه انجاز تراكم حضاري وانساني يجب ان يكون له نهاية وهذه النهاية هي المجتمع الراسمالي الليبرالي واداته الديمقراطية في ادارة المجتمع سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ..
والسؤال الذي يتبادر الى الذهن ازاء هذا الطرح هو :هل يقود هذا التطور مجمل الجنس البشري لبلوغ هذا الهدف ، ام ان الامر سيأخذ مراحل في الزمان والمكان ؟يتحرك فيها المجتمع الانساني بشكل عام الى ان تكتمل حلقات المشروع ..
هذا ياخذنا الى متابعة سلسلة الاحداث الجارية في العالم اليوم منذ نهاية عقد الثمانينيات حيث تبدو وكأنها انطلقت بشكل مبرمج وفق هذه الرؤية ويبدو ايضا ان الارادة الدولية المتمثلة بمركزها الاحادي القطب قد استهوتها هذه النظرية وراحت تتعامل معها تطبيقيا ..استناداعلى المتغيرات التي تفرزها الصراعات سواء بمفهومها المادي او ضمن المفاهيم العقائدية ..واصبحت الديمقراطية مشروع كوني تقوده الولايات المتحدة والغرب الذي قاد هو ايضا المرحلة الكولونيالية التي قسمت العالم الى عالم متخلف واخر متحضر رغم ان العالم المتحضر هو نتاج تاريخي كوني ساهمت فيه كل شعوب العالم قاطبة بدليل انتقال مراكز الحضارة عبر مراحل الزمن ..لا بل حتى انها اي هذه الشعوب واثناء خضوعها للهيمنة الاستعمارية كانت قد ساهمت بثرواتها المادية واحيانا الثقافية والبشرية في هذا التحضر ..
اليوم وبعد ان جددت الرأسماية ادواتها وبالتالي مفاهيمها وعلاقاتها وبعد ان اخذ التاريخ مساره بتجاوز النمط الاشتراكي حيث لم تفلح الجهود لابقائها كنمط حكم ضامن لبعض الحقوق الانسانية اذ تم تجيير بعض مبادئها كمنجزات تعكس التحضر التكنلوجي وعلاقاته الانتاجية كمباديء حقوق الانسان والمجتمع المدني وحرية المرأة ورفض التمييز العنصري وفوق كل هذا حرية الفرد في المجتمع وترجمت هذه الى قوانين دولية اصبحت لاحقا ادوات للتدخل في الوقت المناسب لتغيير انماط الحكم التي جاءت بعد حركات التحرر الوطني في اواسط القرن العشرين وتحول هذه الانظمة بمعظمها الى النمط الدكتاتوري بسبب عدم اكتمال مستلزمات المجتمع المدني الذي يفترض المؤسسات والقانون كقاعدة ثابتة لادارة المجتمع ..فهذه الشعوب بعد تاثرها بالمد الثوري العالمي تمكنت نخبها الوطنية والثورية ان تؤثر على مراكز القوى فيها متمثلة في العسكر لاجراء تغيير جذري في نظامها السياسي وحدثت الانقلابات التي لبست الثوب الوطني الذي البسته اياه النخب الوطنية المثقفة ذات الاتجاه اليساري والقومي ..والذي ساعد في نجاحها هو اعتماد الانظمة القديمة على في تثبيت دعائم حكمها على القوة القبلية والدينية التي ضعفت مسوغات تنامي قوتها بسبب المد الفكري العالمي الذي كان يفترض قوانين المجتمع المدني الساندة للتطور الاقتصادي بعلاقاته الجديدة مخلفا ورائه اسلوب الانتاج المتبع لهذه القوى التي بان وضعها الاجتماعي والمتخلف بشكل جلي ..فكان لابد وفق هذا ان تتفق الارادة المثقفة النخبوية مع نخبة العسكر المتحسسة للفارق الكبير بين ما يحدث في العالم وما يحدث في اوطانهم ..وهذا ما يفسر الصورة التي تشكلت فيها المجتمعات في الستسنيات والسبعينيات وبدت وكانها مجتمعات مدنية لا بل ان المدن الكبرى فيها كانت طاردة بشكل قوي للقيم الريفية والبدوية كما حدث في بغداد والقاهرة ودمشق وتونس ومناطق اخرى كبيرة ..لكن حركة التاريخ كانت تتحرك في وتيرة اسرع في بعض اماكن العالم وكانت تفترض مشاركة عامة من قبل المجتمع الدولي ككل وان على مستوى التشريعات الدولية وراحت حماية مصالح الاقوى تاخذ منحى شديد الاعتماد على ضمان التبعية التي وفرتها ارادة الفرد القائم على قمة الحكم في هذه المجتمعات ما جعل هذا الفرد يقوي مركزه القبلي مدعما بالديني الميزتان اللتان تمثلان الدعامة الاساسية في ثقافة هذه الشعوب نظرا لتذبذب وتيرة تطور النخب المثقفة والثورية التي تعتبر الاساس لوجود طبقة وسطى لازمة لتطور المجتمع ..وانطلاقا من المثل المحلي القائل ان الناس على اخلاق ملوكهم .. وبسبب ان هؤلاء ‏الزعماء هم اصلا من قبائل وبيوتات في مجتمعاته فقد اصبح نظام القبيلة هو السائد في النظام السياسي لمجمل القيادات الدكتاتورية ..اذ من المعروف ان الولاء لهذه القبيلة يفترض الالتزام بالصيغ الثقافية والسلوكية والتي تعتبر الدين والطائفة هو المرجعية الوحيدة .
ويبدو ان الوضع الحالي بعد سريان الربيع العربي وتاثره بالارادة الدولية وما تمثله من مصالح القوى الكبرى في العالم قد طبع النخب الطليعية الثورية الجديدة ذات الصفة الشبابية بطابعه نتيجة للتطور المذهل في نظام الاتصالات والاعلام وتحولت هذه النخبة في اتجاه تاثيرها نحو الشارع مباشرة متجاوزة العسكر او تحييده هذه المرة ليقوم الشعب بعملية التغيير مباشرة بالاعتماد على ادوات الديمقراطية المدعمة اصلا من اقوى مركز دولي والمنظمات الدولية ذات التاثير الحاسم بوجود هذا النظام او ذاك ضمن الخارطة السياسية العالمية اليوم .. لكن التاثير الواضح على ثقافة هذه الشعوب والذي كانت تقويه الانظمة القديمة التي سلبت الحس النقدي واعتبرتها رعية لها واستجابة هذه الشعوب الى هذه السياسة اذ اعتبرت ادارة الدولة بمثابة الاب الراعي لمصالحها لم تستطع فكاكا من ربقتها ..فكانت النخب الثورية قادرة على اسقاط الانظمة لكنها كانت تقف على ارضية ثقافية شعبية ترسخت فيها صفة الانصياع لارادة الحاكم ..غير ان الواقع صدمها بسقوط هذا الحاكم وانقسم المجتمع الى طليعة ثورية تمكنت من اسقاط النظام بواسطة المظاهرات دون اللجوء للعسكر واغلبية صامتة منتظرة ما ستؤول اليه الامور لكنها ادركت اخيرا بان لها دور في شكل النظام البديل رغم انها لم تساهم في اسقاط القديم فكانت نتائج الانتخابات في كل بلد تخلص من دكتاتوره خاذلة لارادة الطليعة الثورية ومتجهة نحو ما تفهمه العامة ان الخلاص لا يأتي الا من خلال الايمان بالعقائد الذي تجاوزها النظام السابق ..فهي ببعدها الروحي المرتجى دائما للخلاص من الظلم بامكانها تحويل المعاناة الى عدالة انسانية على الاقل معروفة ضمن مستوى ادراكهم ..وهذا ما يفسر اختيار الناخب في هذه المجتمعات الى من يمثل دينه او طائفته ..وبالتالي يفسر ايضا البطء الشديد والذي يكاد ان يكون متوقفا لبناء المجتمع المدني رغم حضور المؤسسات الديمقراطية وفقا لدساتير اريد لها ان تكون خارطة طريق لبناء المجتمع المدني رغم ما بها من معرقلات لهذا المشروع ذلك لان من يقوم باعادة صياغة الدساتير هم من فاز في الانتخابات او من هم معادل لهم في الكفة ضمن المنظور الديني وبدرجة اقل السياسي ..
بقي لنا ان نقول ان المشروع الديمقراطي العالمي ذاهب الى نهايته حتما ..ولكن هل ستضمن الرأسمالية مصالحها هذه المرة دون ابادة الشعوب ام ان الامر اليوم انيط بالشعوب نفسها لتقليص اعتراضاتها بواسطة العنف الداخلي والحروب المحلية .



#سلمان_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صباح النزاهة
- الماكنة الديمقراطية
- ازمة حكم لا ازمة حكومة
- عقدة الاشتباك السياسي الحتمية
- المحاولة الاخيرة
- البحث عن ثورة
- حتمية البناء الديمقراطي
- احمد عبد الحسين
- الكفاءة ...الضرورة والادعاء
- الواقعية السياسية
- وطنية الصائح المفرطة
- الربع المعطل
- شعار الجنس
- المستنصرية : مواجهة جديدة
- الطريق الى المصالحة
- المالكي للنزاهة: هذه ذمتي
- مجال الاسترخاء
- الكوتا
- مصنع الرأي
- المفتش العام


المزيد.....




- البيت الأبيض يدعو إسرائيل إلى إعادة فتح المعابر إلى غزة
- مسيرة -لانسيت- الروسية تدمر منظومة استطلاع أوكرانية حديثة في ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا بأن العملية العسكرية في رفح مح ...
- -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر!
- تبون: ملف الذاكرة بين الجزائر والمستعمر السابق فرنسا -لا يقب ...
- في الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات بين البلدين.. أردوغان يستقبل ...
- تسريب بيانات جنود الجيش البريطاني في اختراق لوزارة الدفاع
- غازيتا: لهذا تحتاج روسيا إلى اختبار القوى النووية
- تدعمه حماس وتعارضه إسرائيل.. ما أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق ال ...
- في -قاعة هند-.. الرابر الأميركي ماكليمور يساند طلاب جامعة كو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان النقاش - الواقعية الديمقراطية