أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - هل حقا المصالحة والوحدة الوطنية ممكنة بين السلطة وحماس؟















المزيد.....

هل حقا المصالحة والوحدة الوطنية ممكنة بين السلطة وحماس؟


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3601 - 2012 / 1 / 8 - 14:02
المحور: القضية الفلسطينية
    


التوجه العام في شأن استشراف المصالحة وتحقيق الوحدة الفلسطينية لدى كثير من المحللين السياسيين يقول: إن الإمكانية قوية في هذا السياق فيما يتعلق بإعادة بناء وإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية من خلال إجراء انتخابات عامة لهياكلها، خصوصا المجلس الوطني فيها باعتباره الأداة التشريعية للمنظمة. ويضيف التوجه العام هذا بان المصالحة وتحقيق الوحدة ستجد سبيلها متاحا في إطار المنظمة أكثر بما لا يقاس بالنسبة للسلطة الوطنية الفلسطينية وجملة هياكلها التنفيذية والتشريعية والإدارية. كل ذلك ربطا بمعطيات تتعلق بانسداد المفاوضات طريقا للحل والتسوية مع إسرائيل، وبسبب التداعيات والآفاق التي فتحتها موجات الحراك الثوري العربي في المنطقة,. وبالتالي تغير في بنى التحالفات والاستراتيجيات في سياق المشروعين المتواجهين: المقاومة والمساومة في المنطقة، تحديدا فيما يتعلق بدور مصر الجديد، والأوضاع في سوريا وإيران، والموقف الجديد لحزب الله تعلقا بالحالة السورية. واتجاه المملكة الأردنية أخيرا نحو تكتيك يبحث عن التوازن المصلحي في خضم هذه التغيرات.
لكن، إذا حاولنا أن نقيس الأمور ونخضعها لمقام ما هو ممكن على أرضية الممارسة السياسية، فالمسألة اعقد بكثير رغم كل المعطيات الحادثة والمستجدة في هذا الباب. والسبب في ذلك يعود إلى مسألة الإرث السياسي الذي بناه الطرفان الرئيسان في الساحة السياسية والنضالية الفلسطينية. ومعنى ذلك من جديد مسألة البرنامج السياسي، وهذا الافتراق البوني الشاسع في المنهج والممارسة وما يأتي عليهما من بنى وهياكل وعلاقات وتحالفات في العمق والأساس.
فهذه السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية قد استمدت معطياتها من اتفاقات أوسلو على مستويات أمنية وسياسية واقتصادية مالية، مرتبطة في إطار عام، لا بل وتفصيلي كذلك، برؤيا الحل- إن كان هناك حل بالفعل- الإسرائيلية والأمريكية، أو بشكل أوسع هذا الذي تريده الشرعية الدولية المقولبة مرات ومرات ضمن مسار المصلحة الأمريكية والإسرائيلية.
وبالتالي لم نجد من مسارات التطبيق للمصالحة من جهة السلطة الفلسطينية في رام الله حتى مع جملة المعطى ألتغييري على المستوى المحلي والإقليمي العربي والدولي، أي اتجاه عملي لأجل السير بخطوات التطبيع الفلسطيني الفلسطيني على طريق الوحدة الوطنية (التي هي فصائلية بالأساس بين حماس وفتح). على الأقل لم نجد بادرة باتجاه السير على طريق إنهاء ملف المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية. حتى اللحظة الاعتقالات والاستدعاءات جارية بحق كوادر وأنصار حماس، وفصل الموظفين المحسوبين عليها هو الآخر لم يتوقف بعد.
يقول البعض إن كانت مسألة تطبيق المصالحة وبالتالي تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية في سياق البرنامج السياسي المشترك(الذي تحدثت عنه وثيقة الأسرى عام 2006) صعبة على مستوى هياكل واطر السلطة الفلسطينية، فان تطبيق المصالحة وتحقيق الوحدة ممكن جدا في إطار منظمة التحرير. ويعزو هؤلاء مسألة الصعوبة في تطبيق المصالحة على مستوى السلطة إلى قيام حالة من الأمر الواقع في غزة تستند إلى تكوينات أمنية وحتى اقتصادية ومالية مختلفة عن تلك الحالة الواقعية في رام الله أيضا والتي من مفرداتها التنسيق الأمني، وانتظار حصيلة تمويل السلطة من أموال الضرائب التي تحجزها إسرائيل وتفرج عنها كما تشاء أو دعم المانحين الإقليمي والدولي. وكل ذلك بالاستناد إلى أسس من عقيدة سياسية وأخلاقية مختلفة جدا لدى الطرفين، ولا أظن هذين الطرفين على استعداد لتغيير هذه الهياكل كليا، فضلا عن عدم قابليتها للتغيير الجزئي بسبب أن الاستراتيجيات لا تمس. وان كان يجري في علم السياسة والعلاقات الدولية محاولة فتح المسارات لتحقيق مرونة انتقالها وتحركها ومناورتها.
والواقع أن إصلاح المنظمة وإجراء انتخابات عامة لها؛ هي الأخرى تصادف عقبات كأداء من ناحية الصعوبة الإجرائية لها وتحديدا في الخارج والشتات، ومن ناحية هل هذه المنظمة ستعمل على تمثيل الفلسطينيين الموجودين في فلسطين المحتلة عام 1948، وهل المنظمة التي ستشمل فلسطيني الأرض المحتلة عام 1967، ستكون قائمة فرعا أو حكما في الضفة الغربية المحتلة من قبل إسرائيل، هل ستكون المنظمة الجامعة تحت سلطة الاحتلال الإسرائيلي؟ ومن الناحية الأهم أن فتح والفصائل التي تحالفها تخشى من الفوز الكاسح لحماس، ومن صعوبة التوفيق البرامجية على ارض الواقع، برغم صك التوفيق السياسي الاتفاقي على الحد الأدنى من الحقوق والثوابت الوطنية. إن من الصعوبة بمكان أن تقبل حركة فتح أن تصبح المنظمة البديل الأفضل والاشمل والأكثر شرعية عن السلطة الفلسطينية التي تجد فيها مصالحها، وان تصبح الشرعية مؤكدة أكثر لحماس من خلال سيطرتها على منظمة التحرير الفلسطينية.
إن الذي يرقب سلوكيات السلطة الرسمية في الضفة الغربية، يلحظ أنها تتخذ من المصالحة إما تكتيكا، أو لكسب وقت. وهي تدرك كما تدرك حماس، أن الافتراق في الوجهة السياسية على النحو الذي اشرنا إليه، ليس له من سبل تهدئة إلا حملة العلاقات العامة والتكتيك المتقطع أحيانا والمتتالي كما هي لحظة الحديث عن المصالحة اليوم.
ومن هنا فان السبب في تأخير تطبيق المصالحة، لا يتعلق بتأخير أو تقديم لمصالحة ووحدة حقيقية، وإنما بتأخير مصالح حقيقية وحاجات وجودية كانت تعبر عنها حماس في سياق المطالبة برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني ووقف المجازر بحقه في غزة والضفة الغربية، والتي كان يجري تحويلها(هذه المطالب والحاجات الوجودية) إلى أوراق ضغط ومساومة في التعامل مع حماس سواء من طرف السلطة الفلسطينية في رام الله أو من مصر ودول الاعتدال العربي سابقا، والرباعية الدولية التي تقودها أمريكا وآخرون.
على ما سبق فان حديث المصالحة الجادة والوحدة الوطنية القوية، لا يمكن أن يتحققا، برغم كل المتغيرات العربية الايجابية على القضية الفلسطينية، والسبب هو مرجعية الطرفين الأساسيين في الساحة السياسية الفلسطينية: فتح وحماس.
قد يكون للمصالحة معنى آخر إذا كان الأمر يتعلق بانفراجات وتحسينات هنا وهناك، على مستوى العلاقات بين حماس والسلطة في رام الله، اقلها وقف الملاحقات والاعتقالات بحق أنصار حماس. أتصور أن هذه الانفراجات والتحسينات، ربما يكون هامشها أوسع قليلا من هامش الأوضاع الايجابية التي كانت سائدة بين الطرفين قبل الثورات العربية وتداعياتها. إلا أن أحدا لا يتوهم بان اتفاقا سيفضي إلى رفع الحصار عن غزة، لان إسرائيل نفسها لا تقبل ذلك مطلقا، بسبب المشروع المقاوم القائم هناك. وان كان الحصار يخف شيئا فشيئا، بسبب تغير الأوضاع في مصر.

ولهذا استطيع أن أقول أن انتخابات عام 2005، 2006 هي آخر انتخابات للسلطة الفلسطينية على مستويي الرئاسة والتشريعي، ذلك أن معطى اللحظة الذي هيأ لانتخابات 2006، لن يتكرر، لان الذين قبلوا بدخول حماس هذا المعترك الديمقراطي للعملية السياسية، أرادوا منها أن تندمج في إطار التسوية، التي رفضتها حماس برغم الحصار والتجويع والحرب المدمرة عليها في قطاع غزة. وهم أي حركة فتح تحديدا والسلطة في رام الله رغم مناداتهم بالانتخابات استحقاقا أولويا للمصالحة، إلا أن عدم ثقتهم بالفوز بناء على معطيات ثمار الربيع العربي الانتخابي، والتقديرات الاستقرائية لنتائجها المستقبلية التي تعطي الفوز لحماس، تجعل فتح والسلطة عمليا غير جادتين في إجرائها مستقبلا.
ثم الأهم أن المنطقة العربية قادمة على وضع استراتيجي وجيوسياسي جديدين وخطيرين في الآن ذاته، يتعلق الأول بالحرب الإقليمية المتوقعة في كل حين، والثاني بتبعات الثورات العربية وتدافعاتها على المستوى القريب والمتوسط وما يتركه من اثر على القضية الفلسطينية برمتها.

لم تتغير السلطة الفلسطينية الرسمية، التي هي قيادة فتح، على مستوى توجهها الأساسي القائم على المفاوضات خيارا نهائيا لا رجعة عنه. الذي تغير هو الظروف الموضوعية محليا وإقليميا ودوليا، وبطريقة سلبية فيما يتعلق بالدائرة التي تدور فيها السلطة الرسمية في رام الله. وبالتالي تتغير هنا التكتيكات التي تنتهجها، كما هي بعض الأطراف الإقليمية والدولية وفي المقدم منها الولايات المتحدة الأمريكية.

على ضوء ذلك ننظر إلى اللقاء الأخير في العاصمة الأردنية عمان، على انه عودة على بدء لعلاقة المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. فحين تحركت السلطة لأجل الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة في أيلول 2011، صرح رئيس السلطة أن توجهنا يقع في سياقين؛ الأول المرجعية الدولية، والثاني المفاوضات نفسها.

ويقع هذا اللقاء في إطار من الاسترضاء وتجديد مفردات العلاقات العامة بين السلطة وإسرائيل، خصوصا بعد تلويح السلطة التكتيكي بالمصالحة مع حماس.

بغية المقصود في نهاية المطاف، أن السلطة الفلسطينية في الضفة هدفها الأساس هو المفاوضات وتحسين شروطها، وكل سياق آخر لها يخرج عن هذا الهدف يقع في خانة التكتيك لا اقل ولا أكثر. وتدرك حماس هذا الأمر، وتعرف جليا صعوبة التوفيق بين خيار المقاومة كإستراتيجية وخيار المفاوضات كإستراتيجية بديلة ومضادة، وان جرت محاولات التوفيق مرة باسم برنامج الحد الأدنى من الحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية ومرة أخرى باسم المقاومة الشعبية السلمية.

محام وباحث



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على غزة اولا
- حين يراد تحويل الديمقراطية الى ايديولوجيا!
- الثورات العربية في ميزان الشريعة
- الخطة الاحادية الاسرائيلية للانسحاب من الضفة الغربية
- المصالحة الفلسطينية والتنسيق الامني
- تهيئة الميزان الاستراتيجي في المنطقة
- البعد الاستراتيجي في صفقة شاليط
- كي وعي المجتمع الصهيوني بصفقة شاليط
- ايها الشباب.... هذا هو ضغط التاريخ.
- الضرر القانوني في استحقاق أيلول على الشعب الفلسطيني
- لدى القضاء يحبس الذي يدافع عن القضاء!
- لماذا لم تكن الثورات العربية اسلامية؟
- ما الجديد في حتمية منطق النهوض؟
- ذبح المشروعية القانونية في اراضي السلطة الوطنية
- ميلاد جديد لقيادي فلسطيني تحرر من السجون السورية
- صراع مطلوب قبالة الادعاء بضرورة المصالحة الفلسطينية
- مطلوب حراك انتفاضي في الضفة الغربية المحتلة
- حضارة الشيء في قلب تدمير المناخ
- شعب مقاوم وقلة تساوم
- بين جدار الضفة وجدار غزة


المزيد.....




- بـ4 دقائق.. استمتع بجولة سريعة ومثيرة على سفوح جبال القوقاز ...
- الإمارات.. تأجيل قضية -تنظيم العدالة والكرامة الإرهابي- إلى ...
- لحظة سقوط حافلة ركاب في نهر النيفا بسان بطرسبوغ
- علماء الفلك الروس يسجلون أعنف انفجار شمسي في 25 عاما ويحذرون ...
- نقطة حوار: هل تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟
- حصانٌ محاصر على سطح منزل في البرازيل بسبب الفيضانات المميتة ...
- -لا أعرف إذا كنا قد انتشلنا جثثهم أم لا -
- بعد الأمر الحكومي بإغلاق مكاتب القناة في إسرائيل.. الجزيرة: ...
- مقاتلات فرنسية ترسم العلم الروسي في سماء مرسيليا.. خطأ أم خد ...
- كيم جونغ أون يحضر جنازة رئيس الدعاية الكورية الشمالية


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - هل حقا المصالحة والوحدة الوطنية ممكنة بين السلطة وحماس؟