أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - تأجيل الانتخابات مقابل إجتثاث البعث














المزيد.....

تأجيل الانتخابات مقابل إجتثاث البعث


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 1064 - 2004 / 12 / 31 - 09:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كان على حكومة علاوي أن تعيد الأمن قبل أن تجري الانتخابات وأن توفر المستلزمات الضرورية للمواطن خلال الفترة المؤقتة قبل الدخول في المرحلة الانتقالية، لكن مع كل الأسف فشلت حكومة علاوي فشلا ذريعا في إنجاز مهماتها التي وجدت من أجلها، فلا الأمن عاد للبلد ولا المستلزمات الأساسية للناس تم تأمينها، كل ما فعلته حكومة علاوي هو إعادة تأهيل البعث من جديد، والأكثر خطورة هو ما ترتب على سياسة علاوي من أخطار على مستقبل العراق برمته وليس العملية السياسية وحسب، فسياسة احتواء البعث فشلت بأكثر من معنى وصارت وبالا على العراق، فجميع من أعيد تأهيلهم من ضباط الجيش والشرطة والمخابرات صاروا يعملون بتنسيق مع المقاتلين من البعثيين من أجل الإخلال بالأمن، وهذا الأمر لم يعد سرا على أحد، ولا يوجد من ينكر ذلك أو يتنكر له، حتى أن وزير الدفاع البعثي المؤمن بفكر البعث الفاشي، من شدة صلفه، صار يروج لما هو أبعد من مهمته المحصورة بالدفاع العراق، وراح يبشر بفكر البعث من جديد، وحتى إنه يريد أن يحتفل بعيد الجيش المنحل في السادس من كانون القادم، وكأن العراق ملكا صرفا له يتصرف به دون الرجوع لأية مرجعية مهما كانت في البلد. هذا الوزير البعثي يعمل بجد من أجل الإخلال بالأمن بالتعاون مع البعثيين دون أن يأبه لأحد متجاهلا الجميع ولا أدري كيف يسكت عليه من يهمهم أمر العراق من مرجعيات سياسية أو دينية أو حتى عشائرية أو الأمريكان وهم يعرفون تماما ماذا يفعل؟ لم يختلف سلوك باقي الوزراء البعثيين عن هذا السلوك، وعلى رأسهم وزير الداخلية الذي يكافئ من سلم الموصل بأ يعينه مستشارا له في الوزارة على كفائته بتسليم المدينة للقتلة البعثيين بتنسيق محكم، ولم يكن هذا ما فعله وحسب، بل ففي وضح النهار راحوا ينسقون على تخريب ما تبقى من العراق، فوزير الكهرباء لم يفشل وحسب بل نهب العراق هو وبطانته من التجار البعثيين من خلال مكاتبه التي أنشأها في الأردن والتي كانت مصدر ثراء للكثير من أعوانه من البعثيين وعلى حساب العراق، والبعثي الآخر وزير النفط، صار جلاوزة البعث في ظله يهربون أضعاف ما كان البعث يهربه من النفط الخام والمشتقات، بحث صار تهريب النفط يجري على مرأى جميع الناس بلا خجل من أحد، وبقي العراقي يرتجف ليل نهار من شدة البرد العراقي القارص، وباقي الوزارات البعثية لم تكن بأحسن حال من هذه الوزارات التي خربت ما بقي من العراق، ومازال البعثيون يأخذون الأولوية في كل شيء، في التأهيل والتعيينات وفرص لفعل كل شيء، وبقي العربي يدخل مع حقائبهم المليئة بالمتفجرات إلى العراق وكأنهم يدخلون بيوتهم دون أن يعترض عليهم أحد، حتى صاروا يفجرون البيوت بعد أن تعبوا من تفجير السيارات.
اليوم أمامنا واحد من خيارين فقط لا غير:
أولا: إما الصبر على حكومة علاوي لما تبقى لها من فترة قصيرة وإجراء الانتخابات في وقتها المحدد دون الاستماع لأحد.
ثانيا: إو حل حكومة علاوي وإبدالها بحكومة أخرى بسياسة أخرى غير احتواء البعث، أي سياسة إجتثاث البعث بالكامل من أعمق جذوره، وتمنح الحكومة الجديدة وقتل كافيا لتقوم بهذه المهمة وتحرر أبناء الطيف السني وباقي العراقيين من براثن البعث الذي يتخذ منهم رهينة منذ سقوط النظام لحد الآن، وهذا ما سيوفر فعلا الظروف الآمنة لإجراء الانتخابات.
بدون أحد هذين الخيارين، لا أعتقد أن باستطاعة العراق أن يكون يوما ما بلدا ديمقراطيا بأي حال من الأحوال، حيث أن الاستمرار مع حكومة علاوي، في حال تأجيل الانتخابات، يعني إعادة جميع البعثيين للجيش والشرطة بحيث يصبح من المستحيل حل الجيش الجديد أو الأجهزة الأمنية الجديدة، ما يعني إننا سنبقى تحت رحمة البعث من جديد وكأن شيئا لم يحدث، حيث أن الرهان على نظام ديمقراطي بوجود جيش وقوات مسلحة بعثية يعني كمن يحلم بالمستحيل، بل ما هو أبعد من المستحيل، حيث بعد هذه المرحلة ستكون مرحلة أخرى، سوف يزداد فيها عدد السجون العراقية ، ومفارم اللحم البشري، وأحواض التيزاب سوف تعود للعمل من جديد، وزوار الفجر سيعودون من جديد، والتقارير البعثية التي عرفناها سوف تهيأ لها الأقلام من جديد، ومعتقلات التعذيب بمعدات متطورة أكثر سوف تقوم بدل إعادة الأعمار، وحتى مقابر جماعية جديدة ستكون بانتظار نزلاء الجدد، ولابد علاوي قد وفر لها مساحات واسعة لكي تكفي نزلاءها الجدد.
إما إذا رفض العراقي هذا الخيار ليس أمامه سوى الاعتراض المسلح، فالبعثي سوف لن يسلم البلد بسهولة كما سلمه للأمريكان في التاسع من نيسان خلال العام الماضي، إذ لابد من دماء غزيرة سوف تجرف كل ما تبقى من منازل العراق المهدمة، وربما أمواج آسيا التي شهدتها الكرة الأرضية أخيرا أكثر رحمة منها وأقل علوا بارتفاعها.
فهل البلد مستعد لحرب أهلية قد تمتد لأكثر من خمسة عشر عاما في العراق؟
الأمر كما صرح الكثير من الساسة العراقيون """""دونه الدم""""" فهل بقي في عروقنا دماء؟
بظل هذا الوضع، وأمام الخيارات الصعبة في الوضع العراق لابد من الوصول إلى الاستنتاج الذي وصل له الجميع ويخشى الحديث به، فدعوني أصارح الجميع بما لم يستطع أحد قوله، والكلام موجه لأمريكا قبل غيرها، إن العراقي لا يمكن أن يؤخذ من جديد، وقد أثبت التاريخ أن إرادة الشعوب أقوى من أن تفل، وهذه هي فرصة العراقيين الأخيرة، فمن يقرب منها سوف يكون حسابه عسيرا وسوف يرى ما لم يكن بالحسبان، فإذا كان نفر من فلول النظام المقبور قد أرقوا أمريكا خلال ما يقرب من السنتين، وهم لا يزيد عددهم مع من يتخذون منهم رهائن على 2% من شعب العراق، فما الذي ستفعله أمريكا فيما لو نهض العراقيون جميعا؟؟؟؟ وهل أمريكا حقا لديها مشروع بإقامة نظام ديمقراطي في العراق؟ أم مجرد نوع من الاستعمار الجديد تحت مسمى نظام ديمقراطي شكلي بقيادة البعث؟ أي مجرد إبدال وجوه بوجوه بعثية أخرى؟ حيث من يدخل إلى مدن الجنوب لابد يسمع من خلال أطلال المدن التي هدمها البعث وقتل سكانها ألف مرة، لابد يسمع همس الخرائب تقول: فأما النظام الديمقراطي أو الموت بشرف، وليس أمامنا خيار ثالث.



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق التمثيل في العراق يشوبه التشويه
- حل القوات المسلحة الصدامية لم يكن خطأ، بل أصح قرار
- الانتخابات العراقية، قائمة إتحاد الشعب
- منهجية جديدة للبعث في الإرهاب
- أمير الدراجي والانتحار انتخابيا
- البعث، أس البلاء، ولعبة شد الحبل مع الذات
- تيار ولاية الفقيه لا يهدد الديمقراطية في العراق
- الديمقراطية لابد قادمة لأنها إرادة شعب
- العراقي يستطيع أن يحمي صناديق الانتخابات
- لدي اعتراض
- حديث في الانتخابات، الكورد واليسار العراقي
- حديث عن الانتخابات، قائمة الشيعة
- فشلوا في الاختبار الأول، وتجاوزا على الدستور
- المصالحة بين أطياف الشعب وليس مع البعث
- مناورة تأجيل الانتخابات دعاية انتخابية
- القصة الحقيقية لانتصار العراق في شرم الشيخ
- مثلث الموت محاولة جديدة لإثارة حرب طائفية 2-2
- مثلث الموت محاولة جديدة لإثارة حرب طائفية 1-2
- رسالة مفتوحة للدكتور علاوي رغم مشاغله
- رسالة من سيدة سعودية أبلغ من الجاحظ


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حمزة الجواهري - تأجيل الانتخابات مقابل إجتثاث البعث