أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - سلطوا السيف على الحق ولم يسلطوا الحق على السيف














المزيد.....

سلطوا السيف على الحق ولم يسلطوا الحق على السيف


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 3581 - 2011 / 12 / 19 - 22:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قديما " أعطت قوانينُ الدولة الرومانية - ومن أشهرها قانون جاستنيان وتيدورسيان- رجالَ الدين في سنة 529 ميلادية حق تولي أمور السياسة , وأعطتهم صلاحيات منها حق الامتلاك , وحق الغفران ومحو الذنوب , وحق الوعظ الديني , وحق الامتياز في المجالس التشريعية والدينية , وقداسة رجال الدين " . وعُرفت هذه الفترة - عصر جاستنيان - بعصر اضطهاد رجال العلم والفكر وأغلقت فيها مدارس الفلسفة .
وللمشايخ أن يعلِّموا الناس الدين , لكن ذلك لا يمنحهم قدسية إلهية , وليس لهم أن يشاركوا في الإدارة السياسية , والدولة في الإسلام بهذا المعنى دولة مدنية لا سلطان فيها أو نفوذ لرجال الدين , فدورهم تعليمي فقط - لمن لا يعلََم - بلا أي سلطان أو نفوذ على عقول الناس وضمائرهم بدعوى اكتساب قدسية من الله الذي يمثلونه, أو بأنهم ورثة الأنبياء . فوسائل تعليم الناس دينهم متاحة الآن بوسائل لم تتح فيما سبق , ولم يعد التعليم الديني مقصورا على الكتاتيب والزوايا أو المعاهد التي لا تساير العصر , فالآن توافرت الكتب والإنترنت والفضائيات والأقراص المدمجة , حتى إنه يمكن الآن الحصول على شهادات علمية مرموقة عن طريق هذه الوسائل لمن يريد . ولم يعد من السهل خداع الناس أو فرض حصار عقلي ثقافي عليهم وفرض آراء محددة تكون وحدها هي الصواب الذي أقره المشايخ ودونه الضلال كما كان الأمر عليه في الماضي .
ومالم تُسند المسؤولية- كل المسؤولية -إلى الجماعة والمواطن الفرد ضمن الجماعة , في إدارة جماعية لشؤون حياته فلن يتحقق مراد الإسلام من الناس , وستقع السلطة في يد حاكم فرد يدير البلاد والعباد لمصلحته , ويتم عندئذ تسخير الكهنة رجال الدين لخدمة الفرعون والحرص على ألا ينكشف غطاؤه وتظهر سوأته . لذا يجب محاذرة السقوط في الهاوية والوقوع بين فَكَّيْ الأسد وبراثنه , ألا وهو إسناد سلطات سياسية أو إدارية إلى الكهنة , فهم إما يستأثرون بها لأنفسهم - كرجال الكنيسة في القرون الوسطى - أو يحركون خيوط الدُّمَى من وراء الستار لخدمة أنفسهم والفرعون في علاقة أزلية وحلف شيطاني يضمن بقاء الحبل في أعناق الناس والأحجار في أفواههم .
وعندما استبد الخلفاء بشرعيات دينية باطلة , وكانت مبررات هذه الشرعية المزيفة أساسية لدوام حكمهم , كان إظهارهم التمسك بالدين ضروريا لتأكيد هذه الشرعية . وضَرَبَ السلاطينُ أعناق المعارضين بدعوى مناهضة الزندقة والحفاظ على الملة . وقال فقهاء السلطان بإمامة السلطان للناس في الصلاة , ولم يقولوا بمنعه من نهب بيت المال , وأسرف الخلفاء في بناء المساجد الفخمة , تماما كما فعل المماليك الذين حكموا مصر والشام , فذلك كان مظهرا دينيا تعويضيا ليوازنوا بين واقعهم السيئ وتظاهرهم بالتدين. وكان من الحتمي أن تسير الأمور إلى بوار إذ ألقى الخليفةُ النبوي الحَبَّ إلى الفقهاء فلقطوا , وسلط السيف على الحق ولم يسلط الحق على السيف . نبيل هلال هلال



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل الدخول إلى مستنقع الدولة الدينية
- كلمات قبل المضي إلى مستنقع الدولة الدينية
- سأنتخب وثنيا يسجد لصنم
- بين شرعية الجيش وشرعية قريش
- هل القرآن يأمر بضرب النسوان؟
- البخور وبيادق الشطرنج – مجرد كلام فارغ
- كيف يكون التعليم وسيلة للتجهيل
- لا يمكن اعتلاء ظهوركم مالم تنحنوا:مقال سبق نشره لكن يقتضيه ا ...
- الفيلسوف اليوناني أفلاطون يحدد مواصفات رئيس الجمهورية,فانتبه ...
- القابض على الماء تخونه فروج الأصابع
- لماذا يرى المستبد نفسه غير بعيد عن مقام العزة الإلهية
- مصرع القذافي وأمثاله في ضوء التراثين المسيحي والإسلامي
- النبي محمد(ص)ينصح المسلمين بأن يصنعوا مثل ما صنع المسيحيون
- ليست النائحة المستأجَرَة كالنائحة الثكلى
- ظنوا أن الدنيا تُقبل عليهم ولا تدبر
- ليتهم يتعظون
- السلطان والبقرة
- لا تصرخ أيها الجاحد وأنا أذبحك , فسكينى من ذهب!
- اللهم يتّم نساءهم واجعلهم غنيمة لنا
- القسيس والقيصر


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - سلطوا السيف على الحق ولم يسلطوا الحق على السيف