أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دانا جلال - وجه السَّلفي كمؤخرته















المزيد.....

وجه السَّلفي كمؤخرته


دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 3577 - 2011 / 12 / 15 - 09:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شبّه الداعية السلفي الشيخ أبو اسحاق الحويني وجه المرأة بفرجها.
تاريخ السَّلفية ومصادرها الفكرية والتاريخية يؤكد وبما لا يقبل الشك بان وجه السَّلفي مؤخرته. فتوابل حديثهم، المُسنَّدِ، والمَّرفوع، واشكُ بما يدرجونه في خانة المشكوك هو "سيفٌ مُشَّرَع ". اما فاكهة سِيرَّتِهم ومن سار كالثَّور خَلف السَّلف او اعتدل، هي "امرأه من جسد ". فالفرق بين المُعتَّدلين "الاخوان المسلمين" مع المتشددين "السَّلفيين"، تشابه في الجوهر واختلاف في تحديد الوسائل وقراءة المرحلة. لقد صدق الشيخ الدكتور حازم شومان "داعية سَّلفي" حينما جمعهم بتصريحه (أنه لا يجد فرقا بين الإخوان المسلمين والسلفيين، وإنما المسألة تشبه المهاجرين والأنصار فهي أسماء فقط).
الاسلام السياسي هو امتداد فكري لإرث مجتمعات البداوة وتغنيها بالسيف كأداة نَّهبٍ ووسيلة تَّراكم . فالسيف بالنسبة لهم، "تاريخ"، و"حوار"، و"قصيدة"، فلا غرابة ان لم يقرئوا الشاعر بول ايلوار الذي تغنى بحقول قمح الفلاحين، ولم يتمتعوا بقصائد مايكوفسكي عن مطارق الكادحين.
السيف "وآية باسمه" في القرآن يُنافس الله وأسمائه الحسنى، امتلك من الاسماء ستة وستون، وتجلى لغته ومنتصراً في "النص القرآني" بعد نسخ ( 83 / البقرة ) (1) بناسخه (آية السيف) (2) . الناسخ والمنسوخ هنا لم يكن كما يفسره الكثيرين بانه تحول من مرحلة "الاسلام الحواري" الى "الاسلام العدائي"، انه وببساطه الانتقال من مرحلة "السيف في غمده" الى مرحلة "اشهاره كمنظومة فكرية ومحركة للتاريخ الاسلامي"، وكان فتح مكة 8 هــ بداية الرحلة وسقوطه صدِئاً بيد ال عثمان عام 1342هـ ونهاية تبحث عن مخارج للغتها وسلطتها.
هزيمة السيف وفكره وضع الاسلام ومن خلال خطابه السياسي في مأزق التعامل مع الاخر، والاخر بالنسبة لهم هو دار حرب ( كل دار كانـت الغلبة فيها لأحكام الكفر دون أحكام الإسلام فهي دار الكفر)(3). حكومات الاسلام السياسي ( تركيا، ايران) لجاءتا الى معارك دونكيشوتيه بسيوف خشبية مع الخارج، والى قمع الديمقراطية وحقوق الشعوب والديانات الاخرى ضمن حدودها القومية. في حين لجات المنظمات الارهابية وحضانتها السلفية الى العمليات الارهابية ، والارهاب الفكري وكاتم الصوت مع المُختَّلِف معهم في الداخل.
هزيمة السيف لم تكن هزيمة لعمليات اغتصاب المدن وتوسع الولايات الاسلامية فقط، بل وكانت هزيمة لعمليات الاغتصاب الجنسي الخارجية بعد نهاية عصر اغتصابهن بعناوين الجواري والسراري وملك اليمين من جهة وتحديد المثنى والثلاث والرباع من الزيجات بقوانين مدنية من جهة اخرى مما جعل الهزيمة مضاعفة، فلجا السلفي وفكره للانتقام من المرأة وجعل جسدها ساحة جهاد بفتاوى الهلوسة الجنسية التي لتصل حد تحريم شراء المرأة للخيار ومشتقاتها بحجة تحريك رغباتها الجنسية دون الحديث عن شذوذهم الجنسي الذي صور لهم الخيار والجزر بأشياء اخرى.
السلفي لا يرى في العالم الا قضية جنسية، فكل شيء يذكره بفرج المرآة الذي ذكر في القران ثماني مرات وان كان العرب استخدموها للجنسين.
الانتخابات المصرية اكدت حقيقة السلفيين، نظرتهم للأخر، موقفهم من الديمقراطية، تعاملهم مع المرآة. فقد صرح نائب رئيس حزب النور في محافظة الدقهلية محمد عبد الهادى: "إن الله أخبر عن نتائج انتخابات مصر في القرآن الكريم"،... ونفوز في الانتخابات لأن الآية تنتهي بقوله تعالى "ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين. اما ممدوح جابر أحد مشايخ السلفية في القاهرة فقد وصف إن الانتخابات معركة بين الحق والباطل، ووصف السلفيين بأنهم أهل الحق والليبراليين والعلمانيين بأنهم أهل الباطل، ولم يقف عند هذا الحد، بل ذهب إلى وصفهم بأنهم "قوم شعيب"، في حين رمى شيخ سلفي آخر في مسجد أحمد بن حنبل في مدينة السويس الليبراليين والعلمانيين بأنهم "جماعات خارجة عن الدين وكافرة"، وحرم التصويت لهم في الانتخابات.
الخطاب السلفي في بداية الثورة كان سلطوياً من خلال بيانهم "البراهين الواضحات في حكم التظاهرات "، حيث ورد فيه " التظاهرات والثورات ذريعة لتدخل الكفار في بلدان المسلمين، ومطالبتهم لأنظمة الحكم الإسلامي بالنزول على مطالب المتظاهرين التي قد يكون بعضها مخالفا للشرع"...."لأن مفاسد التظاهرات أكثر من منافعها، لذلك فهي محرمة تحريما قطعيا".
اما الشيخ محمود عامر القيادي البارز في التيار وصاحب فتوى إهدار دم الدكتور محمد البرادعي بحجة خروجه على الرئيس السابق حسني مبارك، جدد فتواه بحرمة التصويت لليبرالي والعلماني والقبطي والمسلم الذي لا يصلي، وقال "التصويت لهؤلاء حرام شرعاً، ومن يفعل ذلك فقد ارتكب إثما كبيرا، وتجب عليه الكفارة". اما المهندس عبد المنعم الشحات و المتحدث باسم الدعوة السلفية في انتخابات الإسكندرية صرح بان "الديمقراطية كفر"، "التماثيل حرام، لأنها تشبه الأصنام"، "الليبرالية كفر وتعني عدم لبس الحجاب"، و"روايات نجيب محفوظ تدعو للرذيلة والإلحاد".
ويبقى السؤال الذي لم يطرح عن سبب اختيار السلفيين للنور اسما لحزبهم. ان الآية "31" في سورة النور(4) هو سبب الاختيار، والسورة تبرز «الخلل في المساواة بين الجنسين لما هو ليس في مصلحة النساء» حزب النور اسم لحزب تطابق موقفه من المرأة مع جوهر النص الديني.
بعد فتوى ارضاع الكبير والتبرك بالبول النبوي وتحريم الخيار على النساء وتكفير الديمقراطية وهدر دم المعارضين، نقول للسلفيين ومنهم الشيخ أبو اسحاق الحويني الذي شبه وجه المرأة بفرجها ان" فتاوى السلفيين ووجوههم كمؤخرتهم"، وانهم الامتداد الشرعي لمؤخرة السلف "عمر بن عاص" رضي الله عنه كما يدعون، فباي مؤخرة اخرى تهتدون.
1- (وقولوا للناس... حسنا الآية) * [ 83 / البقرة ]
2- (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم...) مدنية / التوبة / 9
3- أبي يعلى الحنبلي
4- ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (النور/31).
5- ( إن معاوية أقسم على عمرو لما أشار عليه بالبراز إلى أن يبرز إلى علي فلم يجد عمرو من ذلك بدا فبرز، فلما التقيا عرفه علي وشال السيف ليضربه به فكشف عمرو عن عورته وقال: مكره أخوك لأبطل)(5).المسعودي في مروج الذهب 2 ص 25



#دانا_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مايوهات اليسار وعمائم الاخوان
- تحت جدارية الحوار المتمدن
- هل يحاكم نيرون زاخو رغم العمائم ؟
- لا ينزل الرماة من على الجبل
- مرفقات لصورة عارية
- حينما يكشف المُهمَّش فوضى النص
- - الدولتية- صنم ديني وكهنوت سياسي
- في تعريف -الكوردي-
- من اسرار قنديل في زمن الثورة
- صدى الجبل .. في الامتناع عن وداع ورثاء عادل اليزيدي
- رسالة موجهة إلى وزير الخارجية والنقل في جمهورية العراق
- البُعد السوسيولوجي لساحات الثورة
- حوار لا ينقصه الصراحة مع د. صلاح بدرالدين
- رسالة لفيف من مثقفي كردستان العراق إلى قوى وفصائل وشباب غربي ...
- حول التيار الديمقراطي العراقي
- العِقال والمُخالفة المرورية لقواعد الإسلام القبلي
- الإدارة الذاتية الديمقراطية وحل مشكلة كركوك
- في الثورة المضادة .... من ميدان التحرير إلى جامع قاسمو
- -عقدة انطاليا - والحل الإسلامدوغاني لسوريا
- الترجمة بِحَّد السيف ( القرآن نصاً والأكراد نموذجاً) –ج4-4


المزيد.....




- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دانا جلال - وجه السَّلفي كمؤخرته