أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - مهند البراك - - الربيع- و الشباب . . اليسار و - المتمدن - 2















المزيد.....

- الربيع- و الشباب . . اليسار و - المتمدن - 2


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 3570 - 2011 / 12 / 8 - 21:51
المحور: ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
    


لقد وجدت حكومات المنطقة المستبدة التي غلب عليها الطابع القومي المحافظ طيلة عقود . . وجدت بالقوى السياسية المتأسلمة خير معين لها في محاربة اليسار و الديمقراطية و الليبرالية . . حيث بقيت تحظى بالرعاية و التقريب و غض النظر و خاصة الإسلامية المعتدلة اللاعنفية منها ـ رغم مواجهات عنيفة جرت و تجري بينهما بين حين و آخر ـ ، الأمر الذي يساعد القوى الإسلامية اليوم على ملئ الفراغ الحاصل اثر سقوط حكومات الإستبداد السياسي الحاكم، بشرط عدم المس بجوهر تلك الأنظمة التي سقطت حكوماتها .
و فيما انتقدت وكالات انباء غربية دولية الرئيس اوباما بسبب خطابه في القاهرة في حزيران عام 2009 بدعوى أنه يهادن الإسلام السياسي في مصر، فان تلك الإنتقادات خفتت لأنه " بتخلصه من العجرفة الأمريكية المكروهه من شعوب المنطقة، استطاع تغيير الموقف الشعبي في مصر تجاه الولايات المتحدة، وسهّل على الحركات الإسلامية المارة الذكر إمكانية ان تظهر كحركات تعبّر عن الاعتزاز الوطني و القومي، وليس كحركات مناهضة للغرب. " وفق تعبير محللين غربيين . . ـ عن الإندبندنت البريطانية ـ .
و اعتبروا خطاب الرئيس اوباما ذلك بكونه بداية لمنعطف كبير في سياسة الغرب لسحب البساط من تحت اقدام منظمة القاعدة الإرهابية و المنظمات الإسلامية المتطرفة . . حتى انه صار يقترب من ان يكون نهجاً لسياسة الغرب تجاه المنطقة في الوقت الحالي، ان وافقت الحركات الإسلامية تلك على تحقيق ضمانات لأستثماراته و تحقيق عقود جديدة مع احتكاراته (1). . رغم تواصل شعاراته ـ الغرب ـ بالتلويح بالديمقراطية من جهة، و غضه النظر و تشجيعه لجماعات تسعى لأفشال البدائل الديمقراطية حديثة العهد او لجعلها تراوح بجمود في مكانها، من جهة اخرى . . مادام نفط المنطقة مستمراً على الجريان بأمان لصالحها كماً و نوعاً و اسعاراً و ارباحاً !!
و يرى خبراء و ستراتيجيون ان التطرف الإسلامي الطائفي الشيعي يلعب دوراً كبيراً في عودة الولايات المتحدة للتعاون مع القوى الإسلامية السنيّة كالأخوان المسلمين بضمانات (2)،خاصة وانهم يشكّلون بتلك الضمانات، وجهاً بديلاً مقبولاً مدني ـ لاعسكري ـ (3) في الظرف القائم بتقديرهم، يمكنه مواجهة البديل الإسلامي الإيراني الشيعي، و يقطع الطريق على تطور و نهوض التيار الثوري الديمقراطي و الليبرالي النهضوي و منظماتها الاجتماعية المطالبة بالتغيير الجذري . . و يدعم اهداف دوائر متنفذة لديها في محاولتها اقصار الديمقراطية على الانتخابات و تغيير الرئيس دوريا، بدلاً من تحطيم النظام القديم و اقامة نظام برلماني مؤسساتي حقيقي قابل للتطور ديمقراطياً بدله . .
في وقت يرى فيه مجربون و كثير من الأوساط التقدمية في المنطقة بكون منظمة الاخوان المسلمين، عرفت بصفقاتها مع الانظمة المتوالية على الحكم ـ رغم انها لم تكن مجازة قانوناً قبل سقوط مبارك ـ، و عرفت بكونها جزء فاعل في النظام المصري السابق . . و بأن قادة المجلس العسكري لديهم نفس السلوك المحافظ المناوئ للتغيير، و يميلون الى الحكم خلف ستار، و يرى قسم آخر ان صداما قد يقع بين الإسلاميين و المجلس العسكري الذي لايقبل تسليمهم كل المقاليد . .
و فيما تحاول القوى الإسلامية من خلال مشاركتها المتأخرة في الإحتجاجات المدنية التي غلب عليها الشباب . . الوصول الى السلطة موظفة لذلك تشكيلها احزاب ذات طابع (مدني) كحزب "الحرية و العدالة" المصري محاولة تقليد " حزب العدالة و التنمية" التركي ناسية ان الأخير يعيش على ارث المسيرة التركية الطويلة العنفية المعقدة و يواصلها، بانواع التجاوزات على الحريات الفردية و الحقوق القومية و الدينية التي لم يستطع ايجاد حلول لها، والتي لم تستطع تركيا بسببها ان تكون عضوة في الإتحاد الأوروبي رغم الحاحها المتواصل لحد الآن . . في وقت يحاول فيه رئيس الحكومة اردوغان تهدئة المشاعر الشعبية التركية باظهاره نشاطاً و تضامناً مع ربيع المنطقة ـ في اطار بحثه عن اسواق جديدة للبضائع التركية ارضاءً لبيوت المال فيها ـ . . خوفاً من انتشار عدوى الربيع الى الشعب التركي، خاصة بعد انتشار مثاله الى شباب الغرب (4).
و يرى العديد من المراقبين، ان النهوض الشعبي المتواصل في المنطقة الذي يشارك فيه بفاعلية شباب اليوم رجالاً و نساءً و الذي تغلب عليه مطالبات حياة اليوم في التمدّن و التقدم الإجتماعي ، رغم مواجهته لأنواع المخططات الإقليمية و الدولية للحد منه او لأبقائه في منتصف الطريق بانواع البدائل، كالبديل الإسلامي آنف الذكر . . قد قطع اشواطاً و دقّ اسساً قوية للمواصلة . .
فاذا كان سقوط مبارك مثلاً، قد لا يعني دخول مصر عهد ينهي النظام القديم و يبني الديمقراطية الآن، فإن الديناميكية و النهوض الشعبي المنتصر و دور الشباب و مشاركة المرأة الفاعلة و بروز قوى و تجمعات تقدمية و يسارية جديدة من نضالات الشارع، التي احدثت ذلك السقوط و تجذّر بها مفهوم الديمقراطية من الأسفل . . هو الذي تمخض عنه تواصل المطالبات الجماهيرية في ميدان التحرير في قلب القاهرة، و يتسبب بتواصل و تزايد موجة احتجاجات شعوب المنطقة على الأنظمة المستبدة لذات الاسباب . .
من جانب آخر، فقد اثبت ربيع المنطقة ان بديل سلطة الإستبداد أن عجزت او انهارت بتأثير احتجاجات و اعتصامات الشارع ، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أن السلطة ستسقط في يد من يستحقها . .
الأمر الذي يطرح بالحاح تحويل الشعارات و المطالب إلى برامج ملموسة تؤطرها و تتبناها أحزاب عصرية، فالإنترنت و تقنياته تحمل و توصل الوعي و تنشره، الاّ انها لايمكن ان تكون بديلاً لأحزاب و قوى ناشطة و تتعامل على الأرض (5).
و فيما يلمس كثيرون، تزايد انسحاب اوساط متنوعة من احزاب الإسلام السياسي، بسبب طروحاتها المتطرفة اللاواقعية في البديل المنشود للإستبداد، و بسبب فشل من بيده الحكم منها في تقديم بديل افضل من انظمة الدكتاتورية و الفقر و الخوف، و فشلها في بناء الدولة الحديثة التي تحقق لمواطنها تقدّم و امان و درجة من رخاء .
يرى آخرون ان وصول احزاب اسلامية للحكم تسعى لبناء دولة الخلافة الإسلامية او دولة ولاية الفقيه، مهما شجّعت على ذلك اقطاب متنفذة في المنطقة و العالم، فانها قد لاتتمكن من ذلك بسبب كل ظروف عالم اليوم و شبابه التي مرّ ذكرها، و بسبب النهوض الشعبي المتواصل في المنطقة . . حيث ستكون دهاليز حكمها على شاشات و اعلام كل دول و شعوب و منظمات العالم اليوم حيث لايدع الإنترنت و الموبايل و الفيسبوك و اليوتيوب اسراراً كاسرار السابق . . وهي حالة لاتحدث تلقائياً و انما في حالة تواصل اليقضة و الضغط و الفعاليات و الوحدة الشعبية .
و ان محاولات احزاب الإسلام السياسي الحاكمة على مراعاة اوضاع عالم اليوم، لن تؤدي الاّ الى تصدّع صفوفها في مواجهة التمدّن، اضافة الى تصدّعها المتواصل بسبب صراعات رجالها على المكاسب الفردية و اغراءات ماتقدمه كراسي الحكم لفئات دون اخرى، اضافة الى الصراع بين الفقراء و الأغنياء رغم مظلة الإسلام الجامعة لهم . . بسبب شيوع الفساد (يتبع)

9/ 12 / 2011 ، مهند البراك


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. وقد وافقت على ذلك، وفق التصريحات الأخيرة لناطقين باسم منظمة الأخوان المسلمين " حزب الحرية و العدالة " في مصر و حزب النهضة الإسلامي المعتدل التونسي، اللذين حصلا اصوات عالية في إنتخابات البلدين .
2. تتناقل وكالات أنباء دولية ان الضمانات التي يشترطها الغرب على القوى الإسلامية و يلقى منها استجابات هي: نبذ العنف كطريق للسلطة، امن اسرائيل، الإنفتاح الإستثماري على الغرب، و توجد ضغوط اوروبية تؤكد على ضرورة احترام الحريات ؟!
3. حيث يعتبر الجيش المصري نفسه مثلاً، العمود الفقري للبلاد منذ اطاحة العسكريين بحكم الملك فاروق عام 1952 و استلامهم للسلطة و استمرارهم عليها .
4. جرت المسيرة التركية على نهج مؤسس تركيا الحديثة المارشال اتاتورك الذي اسس لدولة علمانية اثر اعلانه انتهاء دولة الخلافة العثمانية، في ظروف وظّف فيها الصراع الدموي المرير بين الدولة السوفيتية الناشئة و دول الغرب الرأسمالية الإمبريالية آنذاك اثر شنّها " حروب التدخل" ضد الدولة الإشتراكية الناشئة . . حيث وظّف تسهيلاته التكتيكية للجانب السوفيتي لتهديد الغرب بها و تلويحه بالإنضمام الى السوفيات ان لم يزد الغرب من دعمه له، في غمار ثورات و انتفاضات القوميات و خاصة الأرمن و الكورد ضد النير الشوفيني التركي و انتفاضات و اضرابات الشغيلة التركية المتنوعة المطالبة بالإشتراكية . . مسيرة ادّت بمآسيها و محصلاتها الى قيام دستور علماني يحميه المجلس العسكري التركي الأعلى بتواجد قوات و ضمانات غربية متنوعة اهمها عضوية المجلس المذكور في حلف الناتو كاساس لحماية الدستور العلماني ـ راجع مذكرات مس بيل " صفحات من تأريخ العراق القريب"، " الأرشيف البريطاني عن تأسيس الدولة التركية" ـ .
5. و يشبّه مجربون و خبراء عسكريون ذلك بالجيوش المتحاربة التي مهما كانت اسلحتها بعيدة المدى و تقنياتها عالية التطور . . الاّ ان الحسم النهائي للصراع هو بيد قوّات المشاة الميكانيكية المتواجدة على ارض الصراع .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - الربيع- و الشباب . . اليسار و - المتمدن - 1
- عندما ينبح الفساد مستهتراً بالقيَمْ !
- ازمة الحكومة . . سوق بيع الأطفال !
- ربيع المنطقة و روحها الحيّة 3
- ربيع المنطقة و روحها الحيّة 2
- ربيع المنطقة و روحها الحيّة 1
- متى تقوم الحكومة بدورها لأجل الشعب ؟
- -التحرير-، الإغتيالات . . و تصاعد صراع الكتل !
- الصراع الطائفي الأقليمي و آفاق تلوح !
- الدكتاتور و جرذان - ربيع المنطقة - !
- ائتلاف - دولة القانون - . . الى اين ؟
- - التيار الديمقراطي- و التغيير المدني و الآفاق ! الرابع و ال ...
- - التيار الديمقراطي- و اليسار و الديمقراطية المدنية 3
- - التيار الديمقراطي- نحو الدولة المدنية الإتحادية ! 2
- - التيار الديمقراطي- نحو الدولة المدنية الإتحادية ! 1
- ربيع المنطقة و شبابنا و الطموح بنظام مستقل ! 2
- ربيع المنطقة و شبابنا و الطموح بنظام مستقل ! 1
- القمة السياسية و مشاركة ممثلي الإحتجاج السلمي !
- هل تتحطم المحاصصة على صخرة الإستبداد ؟
- لماذا أُخرجت المناضلة - ادور- من المؤتمر ؟


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - مهند البراك - - الربيع- و الشباب . . اليسار و - المتمدن - 2