أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات إسبر - أيها الطلل ....المبارك














المزيد.....

أيها الطلل ....المبارك


فرات إسبر

الحوار المتمدن-العدد: 1056 - 2004 / 12 / 23 - 11:39
المحور: الادب والفن
    


مساء الخير أيها الطلل المبارك .
في حقيبة يدي جواز سفر مزور لامرأة لا تنتمي لأي الجهات
وكتاب التاريخ بورقه الأصفر ،يعلن سقوط إمبراطوريته المتآكلة.
كان عليها أن تعيد تركيب الأصباغ لأن اللون تأكسد بغياب الأوكسجين .
زجاجة العطر لا تكفي لأزاحة هذه العفونة العالقة في بطن هذه الكتب المهترئة.
مساء الخير أيها الطلل المبارك ، يقيناً مني ،إنني لا أجيد الهروب، الفخاخ في المصيدة ، و الأوكار خرجت لملاقاتي.
غلطة واحدة كانت سببا في ما ارتكبته من أخطاء ،الحقيقة التي لا أنكرها ، إني أعجبت بالبطولات ، والخنساء كانت شاعرتي المفضلة ، وعنترة كان فارسي ، كنت أعشق سيفه البتار ، ليس في وجهي ، وأنما في وجه أعدائي.
ها هو عنترة بن عمي، ينهض، بسيفه يشحذ ، وأنا أصرخ به، لقد وودت تقبيل السيوف لأنها لمعت ….كبارق ثغرك المتبسم ، ولكن ليس في وجه أخوتي ،ولا ابنا ء عمي ، ولا أبنا جلدتي .
أنت أيها الفارس المتخفي أغمد سيفك لن تكون إلا الورق الأصفر لهذا التاريخ والرطوبة المتهالكة في جدرانه ،والعبسي لن ينهض، والخنساء لن ترثي أخوتها اليوم ، بل سترثي أبنا ء أمتها وجلدتها ودينها.
مساء الخير أيها الطلل المبارك من الأندلس إلى بغداد ،فتوحات مجدها التاريخ ،وتاريخ أحيته البطولات ، وعلم من أقصى الصين طلبناه ، كان وما زال تاريخا أورثنا المجد، وها نحن أحفاده نهدم الجدران .
مسا الخير أيها الطلل المتهدم .
الحصان والسيف والبطولات صار ت بالذبح وقطع الروؤس ، هنيئاً لمن لا رأس له ، لن تطله السكاكين باسم الله والفتح العظيم
في يدي كتاب تاريخ.. سيزّور ، في حقيبتي مذكرات امرأة ماتت وأحياها ،عندما قال لا لوأدها ….أحياها ،عندما علمها الشعر والبطولة والحرب في الحق ونصرة المظلوم.
لكننا اليوم ، قتلنا ارثنا الموروث، وما من أتدلس ولا من بغداد ،صار الدم مطلوباً في ثياب الاخوة.
أين دمك يا يوسف ؟
أين قميصك؟؟
أين سفينتك يا نوح ؟
من دلك يا قابيل على هابيل؟
ألا يجمعنا الدم والأرض والماء والله .
مساء الخير أيها الطلل المبارك
يا تاريخاّ مستباحاً ، يا كل المدن المفجوعة بأبنائك ، دماء الاخوة تجري فيما بينهم .
الأنبياء في السماوات العلى يتألمون ، من دلك يا هابيل إلى قابيل من دلك إلى هذا الخراب المبين
مساء الخير أيها الطلل المبارك
أعلن موتي باسمك ،ويا كل الفتوحات لن اعترف بك، دم أخي يجري في دمي ، ولكن بالهتك أتربص له ، بالذبح أتوعده .
أيها الطلل المبارك ، أتعلن عصيانك معي ؟
أم ستبقى أصفر اللون هزيلاً ، مريضاً ، تزيد من عفونتك رطوبة الحياة .



#فرات_إسبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لي من الأرض
- مجلة -كلمات -جسر لتلاقي الثقافات
- لي بلاد نخلها جاور الله
- أيتها المرأة...حريتك في كسرالضلع التي خرجت منها
- الركض بإيقاع منفرد
- .....وعي المرأة إلى أين
- ها أنا أهبط من أعالي الروح إلى...مهب الجسد
- جديد الحركة الشعرية
- حقوق الإنسان بين النظرية والتطبيق
- لا شئ يفرح الحجر
- فصول الجنون
- من دخل قلبي فهو آمن
- خدعة الغامض
- الشاعر العراقي باسم فرات في مجموعته الشعريه الصادرة باللغة ا ...
- للنار ملابسها
- حميد العقابي في -أصغي إلى رمادي-وهج السرد في خراب الروح
- مغارات .. الضوء
- فضاء واسع للتأويل:
- هكذا كان اللحن
- المطر


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فرات إسبر - أيها الطلل ....المبارك