أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راغب الركابي - العرب إلى أين ؟















المزيد.....

العرب إلى أين ؟


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 3563 - 2011 / 12 / 1 - 16:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان أول ما أريد التنبيه اليه في هذه المقالة هو ذلك الخوف الذي أشعر به من التوجه الخطير الذي يتبناه شبان وشابات العرب في هذه الأيام ، وهم ينخرطون من غير وعي في أحزاب ومنظمات الدين السياسي ينخرطوا في هذه الزوبعة وهذا الصراخ الذي سيكون وبالاً وشؤوماً على العرب في الحاضر والمستقبل ، والتنبيه الذي أقصده ليس في السياسي من الأشياء وحسب بل في نوع الثقافة التي تنتشر بين فئات الشعب العربي ، الثقافة المدفوعة بالعاطفة وبالمال وبالتأجيج الطائفي والمذهبي والسلوكي التأجيج الذيي يصحو وينام حسب الطلب والحاجة كما هي في فترة الإنتخابات ، والتبيه مني ليس تحذيراً وحسب بل هو بيان الليبراليين والديمقراطيين في مواجهة الحالة والظرف حتى لا يكونوا منفعلين فيما يحدث وسلبيين فيما يدبر ويخطط له ، هو تنبيه للجميع كي يكونوا حاضري الذهن ولينظروا بعين الحقيقة ثم يُقيموا التجربة ويُحددوا ملامح مايجب فعله وما يلزم ، خاصةً والطريق طويل والكثير من النوايا لم يُصرح عنها بعد ، لهذا فعلى الشبان والشابات أن يتريثوا قبل الإنجرار وقبل الإنخداع فقضية المصير والمستقبل والهوية لا يمكن ان تُترك إلى الأقدار ، و كما قلت فلسنا هنا بصدد التحذير وحسب من هذه الهجمة المجنونة والخطيرة على حاضر العرب ومستقبلهم ، بل نحن في دور المراقب والحكم نحن في دور المشخص والمحدد ، في كيف ولماذا ؟ أستطاع هذا الظلام أن يُخيم على البلاد العربية ويركن رايته البلاد التي ما فتئت وهي تُكافح من أجل تحقيق العدل والحرية والسلام !! .

كيف يمكن لمن يحملون مشاريع ضبابية وهلامية التحدث بلسان الشعب عن الحرية والعدالة ؟ وكيف وصل بنا الحال ليكون المتحدث بإسمنا من لم نعرفه ومن لم نرد ان يتقدم صفوفنا أو يقودنا ؟ ، تجربة الإنتخابات التي تخوضها الشعوب العربية تحكي قصة التخلف الذي يُغلف حاضر العرب ومستقبلهم ، يقولون : في التحليل إنها عبارة عن ردات فعل غاضبة على الواقع !! ، ويقولون : هي محك إختبار وتجربة تظهر للشعب عقم شعاراتهم !! ، كل هذا ممكن ولكن المهم لهؤلاء إن يتسلموا السلطة و القيادة فهم إن مسكوها فلن يفلتوها ، وسيعملون من أجل تلك الغاية على تجهيل الناس وإلهائهم في قضايا الخبز والعيش ، وسيعملون للحد من درجة الوعي والتفكير وهم شُطار في ذلك وشطار في تزييف الحقايق ، من خلال الضرب على وتر الصبر والإيمان والإحتساب وإن المؤمن مبتلى وإن الدنيا سجن المؤمن وإن الإنسان الصالح هو من يرضى ويغفر ويحتسب ، هذه الشعارات سيكون لها الدور الحاسم في بناء سلطتهم في المراحل التالية ، وفي الفقه الإسلامي شواهد على ذلك تبرر لهم كل وسيلة من أجل غايتهم الكبرى في الحكم ، في الفقه الإسلامي الصبر على الحاكم الظالم عبادة وطاعته واجبة وإن أخذ مالك وضرب ظهرك .



إننا إذن أمام توجه خطير لا يتحرك في السياسي من الأشياء بل في صميم الثقافة وبناء العقل وأحكامه ، ولأننا نعلم قصور أهل العلم في الإبلاغ والتنبيه كذا ومحدودية المادة التي تُمكنهم من الحركة ، تكون الغلبة لأهل الظلام في تعمية الناس وتسفيه عقولهم ، فواجبنا إذن مزدوج ومركب ويحتاج إلى تظافر جهود ولا يجب أن يتكأ أحدنا على الأخر فالكل هنا مسؤلون ، ذلك لأن مواجهة خطر التخلف والجهل ليس عملية ترفية ولا هي حاجة كمالية بل هي لازم وضرورة لكي تكون الحياة ممكنة ، الثقافة عنصر أساسي في هذا كما إن التوعية اليومية وبيان مخاطر التخلف ميدانياً لازمة في هذا المجال ، أعني الحركة ثم الحركة والحد من نفوذ ماهو ذاتي خدمة لما هو موضوعي ، إذا ما أُريد للمسار ان يكون واضحاً وفيه شيء من الحياة ، الذي يحدث في مصر والمغرب وتونس وفي ليبيا وما يعمل عليه في سوريا نكبة في كل المقاييس هو ليس بعيداً وحسب عن أقل القليل من واجبات العيش الكريم بل هو الإنحدار إلى الدرك الأسفل الذي حذر منه الله على العباد والبلاد .



من المهم في هذا المجال ان لا نكون منظرين فقط بل علينا أن نكون ناقدين لأنفسنا التي خملت وركنت وأستشعرت حُسن النوايا من دون إمارات على ذلك ، فنحن الذين أعطينا الفرصة للغير لكي يغلبنا في هذا الموقع أو ذاك ، نحن الذين آمنا بالثورة العربية وشجعناها ونفخنا في بوقها كنا في ذلك حريصين وننظر بعين الرعاية لما أصاب الشعوب من حكامها من بطش وظلم وفساد وإستبداد ، أيدنا ونصرنا وشجعنا لا لكي تخلط الأوراق ولكنه الغفلة منا وحسن الظن فكان ما كان وها نحن نخسر البلاد العربية وشعوبها بلد فبلد وشعب فشعب ، والذي يظن غير ذلك فهو واهم ويُمني النفس ، الإنقلابات العربية كانت ضرورة للتغيير والإصلاح ولكن على نحو الأحسن والأجود والأجمل لها ، وليس نحو العتمة والظلام وفقدان الأمل والمستقبل ، وكلامي هذا ينطبق على الواقع كما إنه كلام الليبرالي البريء الذي يحلم يوماً بان يكون العرب في المقام المحمود بين شعوب العالم وبلدانه ، لكن رهاني على ذلك أصبح هو الحلم المفقود أو الحلم الضائع ككل كياننا ومستقبلنا .

المشكلة ليس في الدين والكلام ليس عن الدين والخوف ليس من الدين بل في الذين أخذوا منه لباساً فصار عندهم منظمات وأحزاب ، هدفها السيطرة وتفتييت الشعب الواحد والوطن الواحد ، الدين عندي محترم وله مقام محفوظ وأهميته في تطهير النفوس والتركيز على الأخلاق الإجتماعية شيء أجله وأحترمه ، لكنما الدين في السياسة نفاق وكذب ودجل وتخريف وهذه لن تكون بشارة خير كذا ولن تساهم في بناء مجتمع ، فالدين السياسي ما دخل قرية أو منزل إلاّ وأفسده وما تحرك في وطن إلاّ وجزئه ، ولهذا أقول إن العرب مثلهم كمثل الغراب وإن هم بقوا على حالهم فسيظل الإهتزاز والمشكلات تعصف بهم حتى لو كلمونا عن الديمقراطية والإنتخابات وخيار الشعب ، هذه الشعارات حين تفقد قواعدها وأركانها تصبح وبالاً ، أقول هذا ككوني ليبرالي يؤمن بالحياة الحرة الكريمة الغير مدنسة بالفساد وبالنهب وبالإرهاب .

..



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف ننظر إلى المستقبل العربي ؟
- مسؤوليتنا التاريخية
- معنى الليبرالية الديمقراطية
- الليبرالية الديمقراطية قدر الأمة
- الليبرالية مذهب إنساني
- الوحدة الوطنية فوق الجميع
- الشريعة بين لباس المرأة وحجابها
- قول في ( للذكر مثل حظ الأنثيين )
- تحية إلى قناة الرشيد الفضائية
- شهادة النساء في الكتاب المجيد
- - 11 سبتمبر - كيف يجب أن ننظر إليه؟
- الثورات العربية المعاصرة سر إنتصارها في ليبراليتها
- أزواج النبي
- حرية المرأة عند مفتي السعودية
- ما يصح وما لا يصح
- النقد الذاتي
- رد على الشيخ ناصر العمر
- الحكومة يجب أن تُحترم
- الوجود الأمريكي في العراق
- نهاية الإرهاب


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راغب الركابي - العرب إلى أين ؟