أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مكارم ابراهيم - العصيان المدني














المزيد.....

العصيان المدني


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3557 - 2011 / 11 / 25 - 22:00
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كثير منا ربما لم يسمع بالامريكية الافريقية السيدة روزا باركس التي رفضت ان تقوم من مقعدها في الباص وتعطيه لرجل ابيض عندما امرها بذلك. ففي الحقبة الماضية كان علي المواطن الامريكي الافريقي ان لايجلس في المقاعد الامامية في الباص.
الا ان روزا باركس بسلوكها الاحتجاجي هذا اشعلت ظاهرة احتجاج أطلق عليها بالعصيان المدني. حيث تضامن معها كل مواطنوها من البشرة الملونة وامتنعوا عن استخدام الباص كوسيلة للنقل . فقد كانت رسالتهم للحكومة هي احترامهم والغاء قوانين التمييزالعنصري التي تمارس ضدهم في المجتمع الامريكي.
وقد استمروا في مقاطعة استخدام الباص كوسيلة للنقل الا ان اجبروا الحكومة الامريكية على اصدار قانون يسمح للمواطن الملون بالجلوس اينما يشاء في الباص.

وفي الواقع ان ظاهرة العصيان المدني تربط دوما بالزعيم غاندي ومارتن لوثر الذي كان يؤمن بان النضال الامريكي الافريقي ضد التمييز العنصري يجب الا يكون ضد اشخاص بل ضد نظام الظلم اي عدم الاساءة الى الاشخاص حتى لو كانوا هم المسؤولون عن هذا الظلم . على الرغم من ان الامريكي الافريقي كان يتعرض للتصفية العرقية من قبل المنظمة السرية الارهابية
(KKK ) ( Ku Klux Klan) التي تأسست في الولايات المتحدة الامريكية بعد الحرب الاهلية 1865 .
ولكن مع هذا اعتمد الموا طن الامريكي الافريقي على النضال السلمي من خلال اتباع العصيان المدني.

وفي السبعينات والثمانينيات اعتمدت غالبية الشعوب على العصيان المدني في كل من بولونيا وشيكوسوفاكيا وشيلي وكان العصيان بقيادة الطبقة العاملة وقد حققوا مكتسباته بهذه الطريقة.

واليوم يستخدم الناشطون المناهضون للنظام الراسمالي العصيان المدني في ثوراتهم من منطلق انهم لايحبذون استخدام العنف او السلاح وهم يعلمون انهم يتجاوزون القانون ومعرضون للاعتقال وهذا غير مهم .فالمهم ان يوصلوا رسالتهم للمسؤولين .

لقد استخدم الشباب العصيان المدني عندما تظاهروا في مدينة سياتل وبراغ ونيس احتجاجا ضد صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية والاتحاد الاوروبي وذلك من خلال عرقلتهم لعمليات نقل النفايات الخاصة بالمواد المشعة في مدينة غورليبن الالمانية. كذلك يحاول الناشطون عرقلة عقد المؤتمرات العالمية للراسماليين حيث نجحوا بالغاء مؤتمر القمة العالمي للبنوك في مدينة برشلونة.

والعصيان المدني هو عبارة عن استخدام استراتيجية معينة للضغط على النظام وهو يعتمد على تضامن عدد كبير من الناشطين والسيطرة على مدينة كاملة بطريقة ما بحيث لايستطيع رجال الشرطة السيطرة عليهم.
وكلما زاد عدد الناشطين في العصيان المدني وكلما كانت الحركة العمالية متوغلة في هذا العصيان المدني كلما كان تاثيره كبير جدا.
ولكن يبقى العصيان المدني هواحداث تغييرلكن ضمن اطار النظام الحاكم ولايستطيع اجتثثات النظام بكامله وبهذه الحالة اذا اراد الشعب تغييرالنظام بكامله عليه اذن ان يسعى الى ضم اكبرعدد ممكن من الجيش والشرطة الى جانبه.

ويمكن ان تستخدم الآليات التالية في العصيان المدني :

• الاضرابات في المعامل من قبل العمال والسيطرة على الانتاج
• الاضرابات في المؤسسات والمدارس والمستشفيات والاذاعة والتلفزيون
• تضامن النقابات العمالية مع مسيرات الجماهير
• تضامن التعاونيات العمالية مع مسيرات الجماهير
• تكثيف المسيرات والمظاهرات المحلية
• القيام بالمسيرات والمظاهرات في الدول الاوروبية وامريكا والاعتصامات امام السفارات
• على الشرفاء في الجيش والشرطة التضامن مع الشعب ضد النظام الاستبدادي
• اغلاق المحلات حدادا على الشهداء وتضامنا مع مسيرات الشباب وللضغط على الدولة

ولدينا اليوم نرى الشعب اليوناني يعتمد على العصيان المدني في كفاحه ضد نظامه الراسمالي الذي كان السبب في الازمة المالية والاقتصادية للدولة ونتيجة لسياسة التقشف التي اعتمدت عليها الحكومة في اغلاق العديد من المعامل والشركات سببت في طرد عدد كبير من الموظفين والعاملين من اشغالهم وسببت في ارتفاع نسبة الفقر بين المواطنين. والمحظوظ منهم احتفظ بوظيفته مقابل انخفاض راتبه الشهري والطامة الكبرى ان عليه ان يدفع ضريبة اعلى من تلك التي كان يدفعها قبلا عندما كان راتبه اكثر . ولهذا قررالشعب اليوناني اعتمادا على العصيان المدني عدم دفع ضريبة الشوراع وكذلك ضريبة الطبيب والامتناع عن شراء بطاقات الميترو للنقل. وعدد كبير من المطاعم اغلقت ابوابها . وينتشر الناشطون في اماكن عديدة في اليونان ويطلبون من المواطنون بعدم دفع الضريبة للشارع والطبيب وفي المستشفيات حيث يقولون للمواطنون باننا لسنا نحن سبب هذه الازمة بل حكوماتنا هي سبب هذه الازمة وبالتالي عليها هي وحدها فقظ تحمل اعباءها وحلها.

ان جميع الاجتجاجات في العالم اليوم اندلعت بسبب الفقروالبطالة وسوء اوضاع المواطن البسيط وهي في جوهرها ثورات ضد النظام الراسمالي المعولم الذي اخذ اشكالا عديدة ولبس قناع الديمقراطية وحماية المدنيين والحرب ضد الارهاب والخ من الصفات الانسانية.
ويبقى السؤال هنا هل يمكننا ان نقود عصيان مدني في ثوراتنا هذه بحيث يمكننا إسقاط الانظمة الراسمالية الوحشية التي تنخرفي انسانيتنا ؟
مكارم ابراهيم



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي ...
- هل الصراع جسدي أم طبقي؟
- الحرية وثقافة التعري لدى علياء المهدي
- المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي الماركسي اللينيني الهندي
- كلنا عواهر !
- عاهرة واأفتخر
- ثورات أم مؤامرات؟
- نهاية القذافي طبيعية أم خيالية ؟
- الصحراء غربية أم مغربية؟
- أزمة الصحراء الغربية حلها بسيط !
- فلتسقط الرأسمالية
- عودة ماركس!
- دولة فلسطين, كردستان, الصحراء الغربية
- إعتقال الدنماركي انطون نيلسن لتضامنه مع حركات المقاومة !
- مفهوم التحرر عند المرأة!
- أسباب إنهيار الشيوعية السوفيتية من مناظير مختلفة !
- دعوة الى التعايش السلمي !
- الاسلام فقط وماذا عن بقية الاديان؟
- اليسار الالماني يواجه حربا شرسة
- اليسار والاسترايتيجية الفلسطينية


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مكارم ابراهيم - العصيان المدني