أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - آيا برجاوي - هذه حرية شخصية وليست ثورة















المزيد.....

هذه حرية شخصية وليست ثورة


آيا برجاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3549 - 2011 / 11 / 17 - 20:22
المحور: حقوق الانسان
    


في سنة الخريف العربي تطل علينا ثورة من نوع جديد,ولكن للأسف هي ليست ثورة جديدة بل هي حرية شخصية,وحينما تفتح الإنترنت سترى الكثير من الصور العارية سواء لأجساد الرجال أو أجساد النساء..وأحيانا حينما تسير في الشوارع وتنظر لنوافذ المنازل سترى رجالا ونساءً يطلون عليك كما ولدتهم أمهاتهم..
والكثير يتعرى أمام نفسه أو أمام عشيقته أو أمام عشيقها "لا شيء جديد"..

لعل كلمة التعري لوحدها تثير الضجة في مجتمعنا والأمر الملفت للنظر بأنه في الأمور العادية كلمة الرجل تسبق كلمة المرأة ولكن في موضوع الحريات الشخصية أو العامة نرى بأن كلمة المرأة تسبق كلمة الرجل..ولكن في هذا التقديم لا يوجد مناهضة لحرية المرأة أو مساندة لها.بل سنرى قمعاً أكثر وشتى الألفاظ البذيئة..

وحينما يساهم البعض في أن يكون هذا التقديم مناهضة لحرية الإنسان بشكل عام,يجب أن ندرك مع من نتعامل وكيف سنتعامل معه..

"في قانون نيوتن يقال: بأن لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه",ومجتمعنا أفعاله تتسم بالفوضى والتخلف والهمجية وحتما ثوراتنا ستتسم أيضا بالفوضى والتخلف والهمجية ولكن ستكون تسير في اتجاه معاكس لمسيرة مجتمعنا الأصلية..

لقد لفت نظري اليوم مَثلٌ شعبي:"من يرمي نفسه بين الحمير عليه أن يتحمل الرفس"..
فليس المهم فقط أن نرمي أنفسنا,ولكن يجب علينا أن نعلم أين سنرمي أنفسنا,كي نحصد الزرع الذي زرعناه وإلا سيتسم حينها الأمر بالعبثية كما يحدث الآن..

بعض من أفراد مجتمعنا المتحررين حقيقياً لم يستغربوا كثيراً من صورة المجهول العاري في مدونة"مذكرات ثائرة" وصورة علياء العارية,والبعض الأخر الذين يتصفون بالانغلاق والتعصب والذين يتصفون بالتحرر اللا حقيقي لم يستغربوا أبداً من صورة المجهول والتفتوا فقط لكي ينظروا إلى صورة علياء..
فهذا لوحده يؤكد بأننا سنبقى نسير أميال لكي ندرك بأن الحرية الحقيقية هي حرية المرأة والرجل على حدٍ سِواءْ,وحرية الإنسان لا تتجزأ إلى حرية امرأة أو رجل..

كمتحررين حقيقين ولا حقيقين ومنغلقين علينا أن لا نأخذ هذا الأمر بحساسية وسخرية والقول بأن هذا العمل هو انحلال أخلاقي,فبالنهاية هذه حرية شخصية لا علاقة لي بها ولا أنت لك علاقة بها..

ولكن بالنسبة لي حينما يقال بأن هذا العمل هو ثورة وكسر لقيم المجتمع البالية سأتوقف قليلا وأعيد النظر ولن أبقى أسير كما كنت حينما يكون الأمر مجرد حرية شخصية..

ما قام به ذاك الشخص المجهول وعلياء هو ليس ثورة أبدا ولن يكون ثورة أبداً,هو مجرد ثورة فقط بنظر بعض أفراد مجتمعنا الذين ما زالوا يقدمون رد فعل يتصف بالهمجية والتسرع,فالأمر بنظرهم شيء عادي جدا وثورة عظيمة لأنه يعاكس طريق مجتمعنا ولكنه يتصف بنفس صفات مجتمعنا..

فإنني أرى بأنه في مجتمعنا حينما يريد البعض أن يقوم بثورة تتسم بالعظمة عليه أولا أن يسير طريقاً جديدا وليس المهم فقط أن يسير فعليه أيضا أن تكون خطواته تتسم بخطوات جديدة تُثير الأنظار ولكنها لا تثير الفوضى أكثر كتلك الخطوات مليئة بالفوضى والهمجية..

فالغاية لا تبرر الوسيلة,وأوصاف مجتمعنا لا تبرر لنا استخدام الوسيلة المشابهة لأوصافه..في هذه الحالة الخاصة فقط سأغير قانون نيوتن إلى:لكل فعل رد فعل لا يساويه في المقدار ولكنه يعاكسه في الاتجاه..

سأكرر قولي:ما قام به ذاك المجهول وعلياء المهدي ليس ثورة أبدا ولن يكون ثورة وهو أقل من أن يكون ثورة ومجتمعنا لن يفهم التحرر بهذه الطريقة,فخلع الملابس لن يدوم طويلا ولكن التوعية هي التي تدوم طويلاً..
حينما تكون خطتنا مبينة على أسس متينة وتسير في طرق لن يعترضها أحد حينها سنفتخر بثورتنا,ولكنه سيصيبنا العار حينما تفشل ثورتنا لأنها لم تكن مبنية على أسس متينة فبعض الثورات هي مضيعة للوقت وزيادة للتخلف والانغلاق..

فهل سيقوم المجتمع بعد عدة سنين ويتذكر ما يوجد بتلك المدونة؟لا أعتقد هذا أبداً,لأن الصور العارية تملئ مجتمعنا ونحن لوحدنا عراة أمام أنفسنا فلن نرى شيئا جديدا بالصور العارية..

في هذا المجتمع وفي الثورات الفكرية التي تطل علينا بين أوقات زمنية طويلة علينا أن نثبت أنفسنا بما يجعلنا أمام حاضر مشرق ومستقبل أكثر إشراقاً..
فنحن لا نريد أن نكون أمام حاضر تملئه الفوضى أكثر مما سبق ومستقبل مجهول المصيرْ..

عذراً أعزائي(المجهول,علياء,وغيرهم الكثير)إذا كان الشيء الذي قمتم به حرية شخصية فأنا لن أعترضها أبدا وبالعكس سأبتسم لأن حريتكم الشخصية هذه لا تتعارض مع حرية الآخرين,ولكن حينما تصفون عملكم بأنه ثورة لن أشد على أيديكم أبداً,فنحن لسنا بحاجة لفوضى أكثر ولسنا بحاجة لخراب ودماء جديدة,خصوصا في هذا الوقت الذي يتصف بالكثير من الهمجية..فسيبقى عملكم أسمه حرية شخصية ولن يكون ثورة حتى إشعارٍ أخر..

وإذا كنتم تريدون نيل حريتكم فالعلم والعمل والقوة هم سبيلكم,والقوة لا يقصد بها الفوضى والهمجية ولكن يقصد بها القدرة على التحميل والصبر وبِناء أسس متينة والنظر للإمام قليلا كي يكون العمل له نتيجة تثبت الوجود وتحقق الحرية التي سلبتها الفوضى والدكتاتوريات الغبية التي نقيمها على أنفسنا والتي يقيمها ذوي السلطات العليا..

في هذا الوقت بالذات كان يجب علينا أن نلتفت لمواضيع أكثر إيجابية تحقق حريتنا,وهي ثورتنا الفكرية التي تقوم بنشر التوعية ومقاومة الظلم بطرق حضارية وتدوم طويلاً..فهنالك الكثير من يجب أن نكتب عنهم ونساندهم في ثوراتهم الحقيقية وعملهم الذي يجب علينا أن نقف أمامه بكل فخر واعتزاز..وهنالك الكثير من القضايا التي تنتظر أن يلتفت عليها أنا وأنت وغيرنا الكثيرْ والتي حينها ستحقق ما أرادت أن تحققه علياء المهدي ولكنها اختارت طريقا لتحقيقه لا يدعى بالثورة بل هو حرية شخصية..

فالشيء الذي قامت به لن يغير النظرة الموجهة للإنسان ولن تتغير القوانين ولن يسقط الدكتاتورين ولن يكون هنالك طريق واحد للتحرر الحقيقي..

فهل يمكننا أن نقارن ثورة نوال السعداوي وغيرها الكثير بثورة علياء المهدي؟؟

نوال السعداوي بكتاب واحد فقط عالجت الكثير من الأمر وكان ثورة حقيقية غير الكثير من الامور,فهنالك الكثير من الرجال والنساء الذين استفادوا من كتبها وأمنوا بحريتهم وحرية الآخرين,فهي لم تقدم صورة بل قدمت كتابا له تأثير كبير..لعل كتبها في البداية أحدثت ضجة ولكن الآن كتبها موجودة في المكاتب وعلى مقاعد الدراسة وفي عقول الناس وفي أعمال بعض الأفراد..
والمكتوب في كتب نوال السعداوي جعل الكثير يعيدون التفكير ويؤمنون بالحرية الشخصية,فبعض المؤمنين الأن بالحرية الشخصية لم يؤمنوا بها بسبب صورة المجهول وعلياء المهدي ولكن بسبب الثورات الفكرية التي قام بها العديد..
وللأسف حينما تحاول أن تكتب أسم شخص قدم شيئا عظيما في هذه الحياة على جوجل يظهر إسمه في الأخير وبمجرد أن تكتب حرفا (مذ) سيظهر لديك أسم مذكرات ثائرة في البداية لتدرك بأن مجتمعنا لا يقدر الأعمال العظيمة ولا يفرق بين الثورات الحقيقية والثورات اللا حقيقية

فتلك الصورة لن تكون في العقول ولا في مقاعد الدراسة وغير قابلة للتجديد وغير قابلة للتدريس فهي مجرد شيء لا يذكر في التاريخ كالعديد من الأمور..

أتركوا هذا الأمر مجرد حرية شخصية ولا تحملوه أكبر من طاقته وتدعون بأنه ثورة..

تحياتي



#آيا_برجاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صَحوةُ الذاتْ
- نُزهة إِلحادية -1-:(قِراءات سريعة في الإله والدين-1-)
- قواعد آن لها أن تنتهي..!!
- قِراءات -1-
- المرأة والرجل هما إنسان
- ثلاثة كلمات
- لإنكَ إنسان


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - آيا برجاوي - هذه حرية شخصية وليست ثورة