أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - آيا برجاوي - لإنكَ إنسان














المزيد.....

لإنكَ إنسان


آيا برجاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3495 - 2011 / 9 / 23 - 23:59
المحور: حقوق الانسان
    


لِأنك إنسان

يقولون لنا دائما بأن أمهاتنا ولدتنا أحرار ولكن عندما اصطدمنا بهذا الواقع أدركنا بأننا لو نولد أحرار بل ولدنا عبيد لكل شيء..فالبعض منا حلل لنفسه السؤال,وسأل:هل نحن أحرار أم أننا عبيد لكل شيء؟؟؟

الأسئلة دائما تكشف لنا الخفايا,ولأننا أمة لا تسأل ولا تبحث عن الحقيقة تجاهلنا أنفسنا فأصبحنا عبيد ونحن لا نعلم..من الممكن أن يكون هنالك البعض يعلم بأنه عبدٌ لكل شيء ولكنه لا يعترف حتى لذاته خوفا من كل شيء..وإذا أعترف يكون اعترافه مليء بالتفاخر والحب والاحترام لهذه العبودية ..
فالعبودية ليست شيء يدعوا للافتخار بل هي للأسف تدعوا لتغير الأخر وإجباره على فعل ما لا يريد باستخدام تِلكَ الأساليب التي تستهدف نقاط ضعف الأخر..فالضعف الذي يتمتع به البعض للأسف هو السبيل لقتله وهو حيٌ كجسد يطبق ما يُريدهُ الأخر..
وأيضا الخوف الذي تربينا عليه جعلنا عبيد حتى لذاتنا,فتلك الأفكار التي ورثناها من الغير عَرقلت مسيرتنا الفكرية والعلمية والعملي وكل شيء يدعو للتقدم والازدهار..فليس كُل شيء يقدم لنا يجب أن نستقبله بكل سرور..وليس كل شيء تربينا عليه هو الصَـح..!!

فهم قالوا لنا بأنه هو الصواب فحرمنا أنفسنا من أن نكون كما نريد..أوقَعنا على أنفُسنا دِكتاتورية تَسلب حقوقنا,فليس دائما تكون الدكتاتورية موجهة من الغير..ونحن لا ننكر بأنهم أقاموا علينا الدكتاتورية ولكننا نحن من ساهمنا بإثمارها..حرمنا أنفسنا من الهواء والضوء والغذاء وتقبلنا دكتاتوريتهم وساهمنا في ازدهارها العقيم..

نحن نعم ولدنا أحرار لمدة دقيقة فقط ولكن بعد هذه الدقيقة أصبحنا عبيد وأصبحنا ملكاً للغير..ورثنا عنهم أفكارهم العقيمة..وبعدما أصبحنا واعيين لم نفكر في نفض هذا الغبار عن عقولنا وعن كل شيء..

لقد حان الوقت..نعم لقد حان نحن لا نحتاج فقط لإسقاط النظام الحاكم ولكننا في أشد الحاجة لإسقاط نظام التفكير..فالحرية لا تؤخذ من الغير فقط بل تؤخذ من ذاتنا نحن لا أحد غيرنا..
وأن تكون حرا لا يعني فقط أن ترتدي ما تشاء وتسير كما تشاء وتتحدث مع من تريد بل الحرية الحقيقية هي أن نفكر كما نريد ونسعى لأن تكون أفكارنا مطبقة على أرض الواقع ما دامها لا تؤذي أحداً...

فحينما يسقط الحاكم ويسقط غيره وغيره,وبين السقوط والسقوط الأخر هل ستسقط الدكتاتورية الموجهة لنا والتي ساعدنا بإثمارها؟؟

تِلك الثِمار مليئة بالسم تقتل بلا رحمة وهنالك الكثير يقطف منها بوعي وبغير وعي ويأكلون ويأكلون ولا يسألون من أين لنا هذا؟؟

لو حاولنا فقط أن نسأل من أين لنا هذا لأدركنا مصدره ولسارعنا لسحق هذا المصدر من جذوره فهو لا يناسبنا والشيء الوحيد الذي يناسبنا هو أن نكون كما نريد ما دمنا لا نؤذي أحدا ولا نؤذي ذاتنا أيضا...
فالخوف يؤذينا والضعف يؤذينا والعبودية تؤذينا..ولسنا بحاجة لمثل هذه الأمور التي تؤذينا ولا تعمل لأجل الارتقاء بنا..بل هي تعمل لأجل نزولنا لأسفل السافلين..
فلا يحق لأحد من خلف أبوابه أن يسعى لأن نكون نحن كما يريد هُوَ.. !!

فنحن إنسان..ولأنك أنت إنسان وأنا إنسان..لا يجب أن نسعى لاضطهاد أنفسنا..فالثورة الحقيقية التي نحتاجها هي الثورة الفكرية وليس الثورة الدموية..فكل شخص يُقتل بتلك الثورات الدموية يٌقتل من بعده الكثير..ولكن مع كل عقل ناضج يُفكر ولا ينظر من زاويته فقط سيحيى الكثير بهناء وسعادة نفسياً وجسدياً..

ولأنك إنسان تعلم ما تريد وتسعى لأجل ما تريدْ حاول أن لا تقتل ذاتك بِأفكار غيركَ..فالتقليد الأعمى لا يكون فقط بالملابس والسيارات والهواتف وغيرها بل يكون أيضا بتقليد طريقة الأخر في التفكير..ولأن الكثير منا يفكرون مثل بعضهم البعض نعاني من الكثير من الامور التي لا تسعى للتجديد والتقدم بل تسعى للتدمير والتخريب..ولكن لو هؤلاء البعض يفكرون بطريقة تسعى للتقدم لكان الحال أفضل بكثير..

فهنا لا أقصد بالتقدم فقط التقدم العلمي والعملي بل أقصد به أيضا التقدم الفكري والسعي لتحقيق الذات..فذاتنا هي نحن وذاتهم هي هم ولسنا نحن..فليس من حق أي أحد أن يمتلك ذات الأخر..

فكن مؤمنا بأن علمك وعملك وقوتك هم السبيل لتحقيق ذاتك وثورتك على الأفكار التي ورثتها من الغير والتي أدت إلى سحق ذاتكَ..


ولأنك إنسان..لست بحاجة للوصايا الفكرية فأنت تملك الكثير لتكون كما تريد وتخلق الكثير وتسعى لأجل ما تريد ما دمت لا تؤذي أحداً..

دمتم بِخير



#آيا_برجاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - آيا برجاوي - لإنكَ إنسان