أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - غازي الصوراني - حول سؤال ما الماركسية ودور قوى اليسار العربي في الانتفاضات العربية ؟















المزيد.....

حول سؤال ما الماركسية ودور قوى اليسار العربي في الانتفاضات العربية ؟


غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 3530 - 2011 / 10 / 29 - 19:18
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



سؤال ما الماركسية يندرج تحت ما يسمى في اللغة بالسهل الممتنع، فهي باختصار نظرية علمية تاريخية اجتماعية قابلة للتطور والاغتناء، تتناول أيضاً علم القوانين الطبيعية التي تتحكم في سير وتطور المجتمعات الإنسانية .
نشأت الماركسية في أتون الاستغلال الرأسمالي والصراع الطبقي، وتميزت بنضوجها ووعيها لطبيعة النظام الرأسمالي ، إلا أن هذه النشأة لم تكن بمعزل عن التيارات السابقة للفكر الاجتماعي.
تتألف الماركسية من علمين متحدين، وأن كانا متميزين هما: المادية الجدلية والمادية التاريخية. وأساس التمييز بينهما هو اختلاف موضوعهما.
أن اعظم انجازين لماركس هما:
الأول: منهجه المادي الجدلي في دراسة الظواهر الطبيعية والاجتماعية (بما في ذلك قوانين الديالكتيك ومقولاته).
الثاني: هو دراسته العلمية للرأسمالية، فكتابه رأس المال صورة تاريخية لأصل الرأسمالية، نشأتها وتطورها في أوروبا.
فالماركسية ليست تصور أو مجموعة أفكار فقط، إنها فلسفة الشك التي تفترض إعادة تقييم الظواهر بلا توقف، إنها قوة فعل كذلك.
فموضوع المادية التاريخية أو علم التاريخ هو تصور التاريخ من خلال دراسة مختلف أنماط أو أساليب الإنتاج، والتكوينات الاجتماعية، أي دراسة بنيتها، وتكوينها، وسيرها، ودراسة أشكال الانتقال من تكوين اجتماعي إلى تكوين اجتماعي آخر، مع الاهتمام بدراسة خصوصية كل نمط وفق تطوره التاريخي والاجتماعي.
أما موضوع المادية الجدلية، أو الفلسفة الماركسية فهو إنتاج المعارف. أي دراسة بنية وسير عملية التفكير المرتبطة بالتمييز بين عمليات الواقع، وعمليات الفكر، أي التمييز بين الوجود والمعرفة من جهة والانطلاق من مفهوم أسبقية الوجود على الفكر، أي أسبقية الواقع على المعرفة من جهة ثانية .
وبالانطلاق مما تقدم يمكننا الآن صياغة جواب السؤال الرئيسي : ما الماركسية ؟ وبالتالي تحديد تعريفها كما يلي :
إن الماركسية هي علم القوانين الطبيعية التي تتحكم في سير وتطور المجتمع الإنساني، وهي بهذه الصفة علم متجدد ومتطور لا يقل دقة عن سائر العلوم الطبيعية، فالماركسية هي علم تطبيق المادية الجدلية على تاريخ المجتمع البشري بجميع مراحله وأنماطه المختلفة.
أن تكون ماركسياً يعني أن تبدأ من ماركس، ولكن لا تتوقف عنده، أو عند أحد كبار خلفائه في العصر الحديث. وهناك فرق بين أن تكون ماركسياً، أو أن تكون ناطقاً بالماركسية. أن تبدأ من ماركس، يعني أن تبدأ بالجدلية المادية. وبهذه الروح يجب، في رأيي ، أن ننظر في قضية النظرية الثورية اليوم.
وعلى هذا الأساس فإن الحفاظ على الماركسية ومتابعة رسالتها الإنسانية لا يكمن في الدفاع اللاهوتي أو الدوغمائي عن تعاليمها، وإنما بالنقد الدائم لأفكارها وتجديدها ارتباطاً بأهدافنا العظيمة من أجل التحرر الوطني والقومي الديمقراطي التقدمي.
لهذا يجب أن يتحدد دورها في الصراع الراهن، وهذا هو واجب كل أحزاب وفصائل اليسار لمواجهة وإزاحة قوى اليمين الوطني واليمين الديني عبر النضال الديمقراطي .
هذا يتطلب تفعيل العلاقة الجدلية بين النضال الوطني والتحرري الديمقراطي وبعده القومي العربي المرتبط بالرؤية الأممية الأشمل ، انطلاقا من إدراكنا أن الماركسية ليست عقيدة جامدة، بل هي نتاج معرفي متواصل مع تطور فكر البشرية ،ولذا فهي ليست انعزالية، بل فكر حي مبدع ومتجدد (هكذا يجب أن نتعامل معها).
وها نحن اليوم في مرحلة جديدة من تطور الشعوب والمجتمعات العربية في إطار الانتفاضات او الحالة الثورية الراهنة،تستدعي منا البحث الدؤوب عن الإجابة على كثير من الأسئلة في سياق البحث عن جوابنا لسؤال ما الماركسية؟ .
حقاً إن الأوضاع والظروف السائدة ، باتت تبشر بفرص ثورية في الأمد المنظور ، وهاهي وقائع الحياة تؤكد لنا أن هناك أسساً موضوعية لإعادة بناء حركة معادية للرأسمالية. فالاشتراكية اليوم ضرورة حتمية لضمان انتصار الثورة وانتشارها في الوطن العربي ، لكن ذلك مرهون بمدى استنهاض أحزاب وقوى اليسار العربي.
واليوم في ظل الانتفاضات العربية ، فإن الحاجة إلى الاشتراكية تتزايد، لكن الإشكالية تكمن في استمرار أزمة اليسار العربي أو العامل الذاتي/الحزبي، ما يعني استمرار العجز في مواجهة العدو الوطني والطبقي.
ما يجري اليوم هو «بروفة» لانتفاضات او ثورات قادمة، وبالتالي علينا أن نستفيد من هذه الانتفاضات إلى الحد الأقصى، وتحويل الممارسة الثورية إلى خبرة تفتح على بلورة رؤية نظرية جديدة.
يجب أن يُبنى الحزب الماركسي، القادر على تطوير الصراع الطبقي وتحقيق التغيير. يجب أن تنصهر القوى الماركسية في مسامات الجماهير، ويجب أن تُصقل الكوادر الجديدة في خضم الصراع التحرري والديمقراطي، وأن يُفرض بناء الحزب المعني بالثورة والتغيير.
يجب أن تتطور المطالب مع تصاعد الصراع وتوسّع الانتفاضة، كما يجب أن يرسخ في وعي الطبقات الشعبية أنّ مطالبها لا تتحقق إلا بتحقيق التغيير. هذه هي المسألة التي يجب أن ترسّخ منذ الآن.

ولهذا فان القوى الماركسية معنية –كما يقول الصديق سلامة كيلة- بتحديد الموضوعات الأساسية الذي يشكل وعيها مدخلاً أساسياً لوعي حركة وتناقضات النظام الرأسمالي من جهة وحركة الواقع الفلسطيني والعربي.
إننا معنيون بتوضيح الفارق بين الماركسية كمنهج، والماركسية كمنظومة ، من أجل ان يظهر ثبات الأول واعتباره طريق عمل ومن ثم رفض الجمود.
لذلك لابد من العودة إلى الأصل ( المبادئ العامة – المنهج ومن ثم التعاطي مع الواقع) دون أن نلغي الاسترشاد ببعض تحليلات المفكرين على تنوعهم، فكل هؤلاء لديهم أفكار هامة لكن ذلك لا يعني ان يتحول أي منهم إلى مرجع أساسي ووحيد .

أما السمات الرئيسة للماركسية فهي تتحدد وتتميز عن غيرها في العناصر الثلاثة التالية:
الأول:- أنها تستمد عناصرها ومعطياتها وبالتالي قوانينها من الدراسة العلمية العينية الملموسة للواقع الاقتصادي والاجتماعي الفكري والصراعي (الطبقي).
الثاني:- هو أنها ليست مجرد نظرية معرفية علمية تستمد هدفها من الدراسة العلمية الموضوعية وإنما تتضمن كذلك موقفاً موضوعياً كنظرية لتغيير الواقع تغييراً جذرياً.
الثالث:- الممارسة العملية تتم وفق هذه المعرفة، وهي شرط لها.
هذه الرؤية هي التي تؤسس لعمل ونضال ماركسي يمكن أن يصبح قوة فعلية في المواجهة السياسية الديمقراطية للقوى اليمينية من ناحية وفي بلورة دور أحزاب اليسار في إطار الحركة الماركسية العربية من ناحية ثانية .
وهنا يجب أن يعود التفكير في قيمة الماركسية، في بلادنا، حيث إن الماركسية هي القادرة على تنظيم القوى الطبقية العربية المفقَرة والمهمَشة من أجل فرض بديل يفتح أفق التطور الاقتصادي (وهنا الصناعي خصوصاً) والمجتمعي الشامل، وينقل مجتمعاتنا العربية المتخلّفة إلى طريق التطور والحداثة والتنمية المستقلة والعدالة الاجتماعية بآفاقها الاشتراكية .

القضايا والمفاهيم الأساسية للماركسية :
أ- المبادئ العامة ، وتتمثل في المسائل التالية :
أولا: التزامنا بالماركسية لكونها أداة منهجية تتأسس على الجدل المادي، تسهم في وعينا للواقع بصيرورته ( و بالتالي بتاريخيَّته) و تنوّعه و تعدّد تناقضاته.
ثانيا: إن الحركة الماركسية هي التي تعبّر عن مصالح الطبقة العاملة و عن الفلاحين الفقراء.
ثالثا: و هي تعبّر عن المصلحة العامة لمجمل الأمة في نزوعها نحو التحرّر و تحقيق التطوّر في إطار النضال من أجل انتصار المبادئ الإنسانية الهادفة إلى إلغاء الاستغلال والاضطهاد.
رابعا: الانطلاق دائما من الواقع الملموس.
ب- إن الخطوط العامة التي نعتقد في صحَّتها هي التالية:
1) إن الماركسية هي النظام المعرفي ( أو الأدوات المنهجية) التي تحكم تفكيرنا في بحثه في الواقع من أجل وعيه ( وعي كل مكوّناته و وعي تناقضاته)، فالماركسية كنظام معرفي، منهجية و قوانين و مقولات و مفاهيم.
2) الماركسية هي نظام معرفي يمكننا من تحليل وتشخيص الواقع بصورة موضوعية/علمية.
3) على ضوء ذلك، فإن من المفيد أن يقوم كوادر وأعضاء الأحزاب اليسارية العربية، باكتشاف ما هو معرفي في مجمل النظام المعرفي للماركسية ، و استخلاص كل الإضاءات و الإضافات الفكرية فيه.
في إطار هذه الضرورة، ووعينا لها، علينا تبني الماركسية كمنهج للتحليل وكنظرية في التغيير الثوري، خاضعة للتطور والاغتناء ارتباطاً بالمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وبالاستفادة من التقدم الهائل في علوم التكنولوجيا والاتصال والفضاء والهندسة الوراثية والفيزياء والطب وعلوم السياسة والمجتمع، وفي هذا السياق، نشير إلى المسار التطوري للفكر الماركسي ما بعد لينين عبر العديد من المفكرين والقادة من أمثال تروتسكي و جورج لوكاتش، ومدرسة فرنكفورت، وماوتسي تونج، وجرامشي، وهربرت ماركيوزه، والتوسير، وهابرماس، ونعوم تشومسكي ، وجورج لابيكا، إلى جانب العديد من المفكرين والمثقفين في أمريكا اللاتينية وآسيا وفي بلادنا العربية من أمثال د.فؤاد مرسي، محمود أمين العالم، مهدي عامل، سمير أمين، اسماعيل صبري عبدالله، وحسين مروه، وصادق العظم ، إلياس مرقص، جلبير أشقر، فوزي منصور، هشام غصيب، وماهر الشريف، عبد الباسط عبد المعطي، عبد الله العروي، ياسين الحافظ، هشام جعيط ، سلامة كيلة، سعيد بن سعيد العلوي وفيصل دراج ومحمد دكروب وجورج طرابيشي وفواز طرابلسي وغيرهم، الذين قدموا اضافات اغنت الماركسية كنظرية في التغيير الثوري وكمنهج للتحليل.

ج) حول مستقبل الاشتراكية :
في هذا الصدد نشير إلى المبادئ التالية :
1) التأكيد على الماركسية و الاشتراكية، و إعطاء هذا الاختيار معناه الواقعي و أبعاده الثورية العميقة، وتوضيح كون الاشتراكية هي بديل ممكن و ضروري لتطور ونهوض مجتمعاتنا العربية بعيداً عن كل أشكال ومظاهر التبعية والتخلف والإفقار والاستبداد .
2) التأكيد على ديمقراطية الاشتراكية و على انطلاقها من التعددية و حق التنوّع و الاختلاف.
3) الدفاع عن الاشتراكية كبديل وحيد للنمط الرأسمالي .

د) ضد الرأسمالية :
إن نضال قوى اليسار الماركسي العربي ضد التحالف الامبريالي الصهيوني ، وضد أنظمة التبعية والتخلف والاستبداد في بلداننا العربية ، هو في حقيقته نضال ضد النظام الرأسمالي الامبريالي المعولم، يقوم –في ظل الانتفاضات العربية- على رفض الرأسمالية و بالتالي العمل على تقويضها، باعتبار أنها أساس التناقضات التي تحكم العالم الراهن.
* حـول الماركسيـة والواقع الراهـن :
في ضوء كل ما تقدم فإن الأحزاب الشيوعية والماركسية العربية معنية باستمرار وتجدد النضال من أجل :
أولاً : يجب أن تستعيد الماركسية دورها ككاشف لحركة الواقع وكمنظر لها (على الصعيدين الوطني والقومي).
- يجب أن نعمل من أجل أن تستعيد الحركة الماركسية دورها الثوري في بلادنا عبر دور طليعي متميز على طريق الحوار الجاد لتأسيس الحركة الماركسية العربية .
- هذه هي المهمة الراهنة، وهذا هو الهدف الراهن في لحظة تفاقم التناقضات الطبقية وبداية تفكك الأنظمة العربية الدكتاتورية ، والتابعة للإمبريالية، إلى جانب تفاقم التناقضات التناحرية مع دولة العدو الإسرائيلي.
- لهذا يجب العمل- في إطار الصراع الطبقي والديمقراطي ضمن دوائر قومية وإقليمية- على تفعيل وبلورة الذات القومية العربية" في مضمونها الجديد الذي تتداخل فيه مصالح الطبقة العاملة والفلاحين مع مصالح الأمة في إطار اقتصادي / اجتماعي يعبر عن مصالح العمال والفلاحين وكل الفقراء والكادحين في بلادنا.
- إننا في لحظة إعادة صياغة الأهداف التي تعبر عن الطبقات المعنية بالصراع ضد الرأسمالية، ومن أجل تأسيس نمط إنتاجي بديل، اشتراكي وديمقراطي.
ثانياً : إذا كان الصراع ضد الرأسمالية في المراكز هو صراع تدرجي مطلبي الآن، فإن الصراع ضدها في الأطراف هو صراع ثوري (وهذا ما يجب أن يكون في مجتمعاتنا العربية).
- ووفق هذه الرؤى، فإن المهمة المركزية للحركة الماركسية العربية، تتمثل في تجاوز أنظمة التبعية والتخلف أولا ، تمهيدا للبدء في عملية الثورة الوطنية الديمقراطية بآفاقها الاشتراكية.
- وعلينا أن ندرك أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب توعية وتأسيس وتنظيم القوة المنظمة الجذرية حقا ، و الثورية حقا ، و نقصد بذلك الطبقة العاملة المتحدة مع الفلاحين الفقراء وكل الكادحين والمضطهدين في إطار تحالف يضم كل الفئات المتضررة من الرأسمالية.

وهذا كله يفترض وعي كوادر وأعضاء أحزاب فصائل اليسار العربي للمبادئ الرئيسية العريضة للحركة الماركسية انطلاقاً من :

أ‌) إن الهدف الأساس الذي يشكّل محور اللحظة الراهنة هو تجديد أو استنهاض أو إعادة بناء أحزاب وفصائل اليسار في كل قطر عربي أولا ، لكي تصبح الحركة الماركسية العربية - في مرحلة لاحقة - قوّة فعل ثورية قادرة على التغيير في كل أرجاء الوطن العربي.
ب‌) وهذا يقتضي إعادة الاعتبار للماركسية كونها أداة تحليل فاعلة قادرة على وعي الواقع بشموليته و عمقه و كونيّته.
ج‌) الدفاع عن الاشتراكية كونها أفق البشرية عموماً و مخرج شعوبنا وجماهيرنا العربية خصوصاً من همجيّة الرأسمالية ووحشيتها ومن همجية وعنصرية وتوسع الدولة الصهيونية في بلادنا .
إذن، لكي يتم بلورة الوعي بالماركسية، فإن من واجب ومسئولية كوادر وأعضاء الفصائل والاحزاب اليسارية العربية عموماً والشباب والشابات خصوصاً ، ان يسارعوا إلى امتلاك الوعي بمنهج الجدل المادي، وهي الخطوة الضرورية من أجل النهوض بأحزابهم وفصائلهم ، وبناء التصورات والأفكار والرؤى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المطلوبة لعملية التغيير المنشود ، انطلاقاً من إدراكهم لطبيعة ومفهوم الحزب الذي هو شكل «الاتحاد» بينهم و بين الشرائح الاجتماعية الفقيرة من العمال والفلاحين الفقراء وكل الكادحين .
لذا يصبح طرح السؤال ما الماركسية ذو أهمية وله معنى. إذ أننا أمام هدف تحديد ماهية الماركسية بالذات، وكيف نطبق المنهج المادي الجدلي على واقعنا بكل خصوصياته؟ وهي اسئلة لا يمكن الإجابة عليها دون التخلص الواعي من الأفكار المثالية أو الغيبية، ومن ثم البحث في الجدل المادي وفي تطور الاقتصاد السياسي والصراع الطبقي والحراك الاجتماعي .
من هنا أتوجه إلى كل الرفاق عموماً والشباب والشابات خصوصاً بالقول: إن البحث في الماركسية يجب أن يبتدئ من التخلص من إرث الأفكار البالية الرجعية والمتخلفة، وامتلاك الوعي بالمنهج الجدلي المادي وتطبيقاته على الاقتصاد والمجتمع والثقافة ، كما على كل جوانب الواقع في الممارسة التنظيمية والنضالية واليومية لهم ولرفاقهم، كما أتمنى عليهم بل أطالبهم بأن يمارسوا مراكمة وعيهم ونضالهم الكفاحي والسياسي والديمقراطي انطلاقاً من قناعتهم بأن أحزاب اليسار الماركسي العربي وحدها التي تملك الرؤية الإستراتيجية النقيضة للوجود الامبريالي الصهيوني في بلادنا ، وهي وحدها أيضاً التي تملك الرؤية الإستراتيجية الكفيلة بإنهاء كل مظاهر التبعية والاستغلال والقهر الطبقي وتحقيق العدالة والمساواة ... وهي بالتالي وحدها التي تمثل المستقبل لشعوبنا العربية .
المهم أن ننطلق من قناعتنا بأن "الناس هم الذين يصنعون التاريخ" ... هذه هي القيمة الثورية التاريخية للماركسية، خاصة وأننا نعيش اليوم في ظروف الانتفاضات العربية و انتشار الروح الثورية ضد أنظمة التبعية والتخلف من ناحية وفي ظروف انتشار الإسلام السياسي والثورة المضادة والفتن الطائفية ، وتفاقم مظاهر الفقر والصراع الطبقي، وغياب الأفكار التوحيدية على الصعيدين الوطني والقومي، وبالتالي فإن الحاجة إلى برنامج الثورة الوطنية التحررية والديمقراطية بآفاقها الاشتراكية اكبر بما لا يقاس من أي مرحلة سابقة.
وفي كل الأحوال فإن تساؤلاتنا وإجاباتنا – حول الواقع والنظرية – ستكون بالضرورة محدودة بحدود معرفتنا أو طبيعة التزامنا... وكلنا ثقة بأن السواد الأعظم من رفاقنا ورفيقاتنا في فلسطين والوطن العربي ، حريصون على توسيع معارفهم بالنظرية ومنهجها بمثل حرصهم على وعيهم لمكونات واقعهم في مشهد الانتفاضات الشعبية المليء بالاحتمالات والقلق المشروع – في اللحظة الراهنة - من امكانية استعادة قوى الثورة المضادة بدعم صريح ومباشر من القوى الامبريالية وحلف الناتو ودولة العدو الإسرائيلي ، لإعادة إنتاج التبعية والاستبداد والتخلف بصور وأشكال جديدة ، الأمر الذي يتطلب استنهاض كافة قوى اليسار العربي الديمقراطي الثوري من أجل توفير كل مقومات القوة والوحدة السياسية والفكرية والتنظيمية بما يمكنهم من استعادة دورهم الطليعي في تحقيق أهداف الثورة الوطنية والقومية ، التحررية الديمقراطية التي تنتظرها الجماهير بشوق كبير .



#غازي_الصوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة ثانية : محاولة للإجابة على سؤال - هل انتهت الفلسفة؟-
- مراحل تطور الرأسمالية ودور القوى الماركسية في الخروج من الاز ...
- ضد الهبوط السياسي .. ومن أجل المستقبل .. على الرغم من ظلام ا ...
- وجهة نظر حول : -استحقاق أيلول أو مشروع الاعتراف بالدولة الفل ...
- رداً على تقرير -جيفري بالمر- الحقوق الثابتة لشعبنا الفلسطيني ...
- أبو علي مصطفى في ذكراه العاشرة
- وثائق المؤتمرات الوطنية للجبهة الشعبية : بوصلة رفاقنا للمرحل ...
- المؤتمر الوطني السادس – تموز 2000 (7/7)
- الوثيقتين، النظرية و التنظيمية ، الصادرتين عن المؤتمر الوطني ...
- المؤتمر الوطني الخامس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (5 / 7 )
- المؤتمر الوطني الرابع للجبهة لتحرير فلسطين ( 4 / 7 )
- المؤتمر الوطني الثالث للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ( 3 / 7 )
- المؤتمر الوطني الثاني للجبهة الشعبية - شباط 1969 - ( 2 / 7 )
- ولادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين* 1 / 7
- صفحات من تاريخ حركة القوميين العرب
- حول تغيير اسم وكالة الغوث والصراع من أجل حق العودة
- في راهنية الانتفاضات العربية ومستقبلها
- تطور مفهوم المجتمع المدني
- حول أزمة أحزاب وفصائل اليسار العربي .. النهوض أو إسدال الستا ...
- حول سؤال ما الماركسية في الوضع الراهن ؟


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - غازي الصوراني - حول سؤال ما الماركسية ودور قوى اليسار العربي في الانتفاضات العربية ؟