أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين ديبان - جريمة قتل القذافي














المزيد.....

جريمة قتل القذافي


حسين ديبان

الحوار المتمدن-العدد: 3525 - 2011 / 10 / 24 - 00:22
المحور: حقوق الانسان
    


لا يختلف اثنان على أن القذافي مجرم لا يجاريه في الاجرام ربما غير الديكتاتور العراقي المقبور صدام حسين وأسود سوريا، الأب الذي رحل بدون حساب على جرائمه، والابن الذي ينتظر حسابه بعد أن أوغل كثيرا في دماء الشعب السوري الطاهرة.

ولا يختلف اثنان أيضا على أن القذافي دمر كل شيئ في بلاده ارضاءا لغروره ونزواته، وقضى على كل مظاهر الحياة في بلد من المفترض أن يعيش كل سكانه الذين لا يتجاوز عددهم الستة ملايين نسمة بمستوى معيشي مترف، وتعليم راق، وخدمات خمس نجوم.

ولا يختلف اثنان ايضا وايضا على أن القذافي اختصر كل ليبيا وشعبها في ذاته وفي أبناءه الذين عاثوا في ليبيا خرابا وفسادا، وفي العالم فضائح لا مثيل لها يندى لها الجبين، وبسبب كل هذا اشتعلت الثورة وهب الشعب الليبي وقدم الغالي والرخيص من أجل الخلاص من الطاغية وأبناءه واستعادة بلدهم وخيراته التي نهبها بذخا وتبذيرا في كل المجالات الارهابية والاجرامية واللا اخلاقية.

لكن هل يبيح كل ذلك أن يتم التعامل مع الطاغية بعد القاء القبض عليه على الشكل الذي تابعناه من خلال الفيديوهات التي تم نشرها؟ حيث الركل والرفس والبصاق والشد من الشعر وتوجيه الكلمات النابية له، وهل يبيح كل ذلك تصفيته لاحقا بدون محاكمة؟

اذا كان الجواب بنعم، فالواقع يقول أن لا شيئ تغير في ليبيا بين عصر القذافي وعصر الثائرين عليه، واذا كان الجواب بلا وهو بالتأكيد كذلك، فنحن نكون حينئذ أمام حالة تغيير حقيقي في ليبيا وثورة تحمل من النبل والشهامة الكثير.

الشعب الليبي ثار ضد القتل بدون محاكمة الذي مارسه نظام الطاغية طوال اكثر من اربعة عقود، وفي النهاية اقترف الثائرون ذات الفعل الذي ثاروا عليه وقتلوا القذافي بدون محاكمة، والشعب الليبي ثار ضد امتهان الكرامة الشخصية، وثوار ليبيا اقترفوا ما يتجاوز امتهان الكرامة الشخصية مع القذافي وابنه، والشعب الليبي ثار ضد النظام الذي قتل أبناءهم السجناء في سجن أبو سليم وغيره من سجون ليبيا الكثيرة، وثوار ليبيا قتلوا "السجين" القذافي وابنه المعتصم، فلماذا قامت الثورة اذا كان الثائرون سيرتكبون ما ارتكب نظام القذافي من موبقات وجرائم.

ما يؤلم النفس كثيرا، اننا حين نتحدث بهذا المنطق الأخلاقي والانساني والذي لاجل استعادته وترسيخه اشتعلت الثورة الليبية وغيرها من ثورات المنطقة، نجد الكثيرين ممن يدعون مناصرة الثورة الليبية - لانشكك في ذلك- وغيرها وبينهم من يدعي الليبرالية والعلمانية -نشكك في ذلك كثيرا- يسخرون منا ومن اصرارنا على التشبث بمبادئ حقوق الانسان كما كفلتها كل المواثيق والاتفاقيات وفي حالة القذافي وابنه وبقية أركان حكمه كان يجب العمل والالتزام ببنود اتفاقيات جنيف الأولى والثانية، وهي الاتفاقيات التي استهلكت بنودها حناجر ثوار ليبيا وغيرهم وهم يصرخون مطالبين العالم بالتدخل من اجل احترامها فيما يخصهم.

بعيدا عن الحديث عن التجاوزات الفظيعة لكل الاعراف والمواثيق ذات الصلة التي ارتكبت بعيد القاء القبض على الطاغية وصولا الى تصفيته الجسدية، فانني أتسائل أين هي مصلحة الثورة الليبية في تصفية الطاغية قبل الحصول على اعترافاته وهي كبيرة وكثيرة فيما يخص الشعب الليبي وأمنه القومي؟ وأين هي مصلحة الثورة الليبية في القضاء على الطاغية وابنه المعتصم واركان حكمه قبل أن يعترفوا بحساباتهم السرية الممتلئة ببلايين الشعب الليبي؟

يبدو انني كنت أحلم عندما فكرت بأن ثوار ليبيا سيعالجون القذافي واركان حكمه لو القوا القبض عليهم جرحى، وسيعاملونهم باحترام وفقا لمبادئ حقوق الانسان، حتى يرسلوا رسالة للقذافي وأركان حكمه أولا توضح لهم كم كانوا مجرمين وقتلة وسفاحين بحق شعبهم، قبل أن يرسلوا رسالة لبقية الشعب الليبي يطمئنون فيها على حقوقهم وكرامتهم ويأمنون من خلالها على حياتهم في ليبيا الجديدة، كما يوجهون بذلك رسالة غاية في الجمال والانسانية والرقي الى العالم أجمع يعرفونه من خلالها على مدى البعد الانساني والاخلاقي في ثورتهم، لكنه مجرد حلم أطاح به ثوار ليبيا في أول اختبار لهم في ليبيا الجديدة.

معاملة الطاغية بهذا الشكل وصولا الى تصفيته وابنه دون محاكمة هي جريمة حرب كبرى، الرابحون منها كثر بينهم دول عظمى ورؤساء دول وحكومات حاليين وسابقين لدول معتبرة، والبنوك الكبرى التي اختفت فيها حسابات الطاغية السرية، وربما بعض أعضاء المجلس الانتقالي الذين عرفناهم فقط منقلبين على ولي نعمتهم دون أن يعلم المواطن الليبي عن سابق علاقتهم مع الطاغية شيئ، وفي مؤخرة الرابحين هناك الغوغاء والمتطرفين، أما الخاسر الوحيد فهو الدولة المدنية ودولة القانون واحترام حقوق الانسان وكرامته التي بشر بها ثوار ليبيا ليلا نهارا كل يوم منذ انطلاق ثورتهم، وخرقوا أبسط مبادئها في أول مناسبة وفي وضح نهار ليبيا.

هامش: أثناء كتابة هذه السطور سمعت كلمة مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي خلال احتفال الاعلان عن تحرير ليبيا، وقد ألغى خلالها كل القوانين التي لا تتفق مع الشريعة الاسلامية وأولها الحد من تعدد الزوجات، مبروك لرجالك يا ليبيا ولا عزاء لنساءك.



#حسين_ديبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زوجات بن لادن..أمهات المؤمنين الجدد
- سوريا..لا حل إلا باسقاط النظام
- وحشية النظام السوري..لاتظلموا اسرائيل رجاءا
- سلام على ليل سوريا وصبحها
- وداعا عدلي أبادير...وداعا أيها الفرعوني الأصيل
- فلسطيني سوري..لكنه مسلم وهابي! شكرا محمد المنجد
- بيوت للبيع في الجنة!..
- دفاعا عن فيصل القاسم...
- دعم الارهاب في مملكة بني وهَاب
- فضائح اسلامية...من تايلند مع أطيب التحيات!!..
- مُحمَد مرتداً !!..
- الإجرام باق مادام الإظلام باق!!..
- نعم للاحتلال...ألف لا للإستقلال!!
- سوريا...قصة موت غير معلن
- غزوة بمها!!
- سماحة الإسلام المجهرية !!
- ماذا عن شارونات العرب؟
- الإرهاب والديكتاتورية وضرورة القضاء عليهما
- انصروا قضية الأقباط تَنصروا أنفسكم
- حسن نصر الله.. نبيٌ جديد!!


المزيد.....




- القوات الإسرائيلية تواصل عملياتها بمخيم جباليا للاجئين شمال ...
- غوتيريش يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإخلاء سبيل جم ...
- مخيم جباليا: ماذا نعرف عنه وعن بقية مخيمات اللاجئين في غزة؟ ...
- تونس ـ اعتقال صحفيين اثنين ومحامية بارزة منتقدة للرئيس
- في حديثه عن المهاجرين.. ترامب يقرأ كلمات أغنية -الثعبان-
- تقارير تفيد باستخدام -أسلحة ثقيلة- في القتال الدائر بمدينة ا ...
- شاهد.. سيناريو اعتقال الفلسطينيين في الضفة المحتلة
- تونس ـ اعتقال صحفيين اثنين ومحامية منتقدة للرئيس
- عائلات الأسرى الإسرائيليين: حكومتنا تخلت عن أبنائنا وتركتهم ...
- ترامب يلجأ إلى أغنية -الثعبان- لوصف المهاجرين وخطرهم


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين ديبان - جريمة قتل القذافي