أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - ستلد الطائفية نهضة حينما تلد القرود أسودا














المزيد.....

ستلد الطائفية نهضة حينما تلد القرود أسودا


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3511 - 2011 / 10 / 9 - 17:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الحديث عن حكم الطوائف و المحاصصة, هناك نوعان من البشر, الأول لا يتردد لحظة عن الدفاع عن صيغة الحكم الطائفي دون لف أو دوران ودون نفاق أو رياء.. هو يذهب إلى هدفه بوضوح ويعلنها بكل صراحة غير متردد عن الإعلان أن جميع العهود السابقة كانت طائفية ولذا فإن الحل في اعتقاده هو ذلك الذي يتم من خلال تمكين الطائفة الأكبر على قيادة النظام, أما الثاني فهو وبالرغم من اعترافه بأن الطائفية هي حالة مرضية غير أنه لا يدخر جهدا في الدفاع عن الوضع الطائفي الحالي مؤكدا على أنه جاء كنتيجة موضوعية لسياق حيث لم يكن بالإمكان تلافي هذه النتيجة.
والمحاصصة برأيه هي حالة توافقية ضرورية لمرحلة ما بعد سقوط صدام, وأن هذه الحالة سيتم تجاوزها في المستقبل وصولا إلى حكم لا طائفي وحتى علماني ليبرالي ديمقراطي.
إذا كان ممكنا تعريف المبدئية على أساس صدق الإيمان بالشيء حتى لو كان خاطئا فإنني أستطيع التمييز بين نوعين من الطائفيين: الأول هو الذي يندرج تحت عنوان "الطائفيون المؤمنون" الذين يؤمنون صدقا أن الحكم الطائفي الديمقراطي هو الذي يصلح لحل مشاكل العراق السياسية والاجتماعية على الرغم من أن إيمانهم هذا لا شك خاطئ, فالطائفية لا تنتج شيئا مفيدا حتى لأبناء الطائفة المتسيدة عينها. لكن لا ضير في أن نقول إن هذا النوع من الطائفيين على الرغم من ضرره فهو أقل تدميرا من "الطائفيين المنافقين" الذين يظهرون غير ما يخفون والذين يدسون المسامير في قالب الحلوى من خلال تأكيدهم على أن الطائفية في الوقت الراهن هي حل مرحلي أو مروري أو وسيط لمرحلة لا طائفية فيها.
في بداية الاحتلال وسقوط نظام صدام كان هناك من ينادي بالحل الطائفي بالفم المليان. هؤلاء كان اعتبروا ذلك حلا فرضته أحكام التاريخ وسياقاته. وقد راح هؤلاء, سياسيون وكتاب, ينقبون عبر التاريخ للحصول على كل ما يؤكد على نظريتهم تلك. ولأن التاريخ العربي والإسلامي لا ينقصه صنوف القهر الطائفي, فإن الطائفيين لم يصعب عليهم القول أن الطائفية هي الحل على الرغم أن الحل الذي يقوم على استبدال قهر طائفي بقهر آخر ليس حلا وإنما هو مشكلة حقيقة وأن المشكلة في الطائفية ليست في هوية الطائفة المضطهِدَة وإنما لأنها ليست في صالح المضطهِدين والمضطهَدين على السواء.
وفي العراق قد تكون الطائفة الشيعية أكثر عددا من الطائفة السنية ولكن الأخيرة ليست قليلة إلى الدرجة التي يشكل اضطهادها أو إقصائها أو تهميشها مسألة هينة ولا تؤثر على استقرار البلد وتقدمه ونهضته, فالحكم الطائفي الذي يهمش أية طائفة أو دين ولو بتعداد خمسة أنفار هو حكم غير إنساني وغير تقدمي وحتى غير وطني. ولا تصدقوا بوجود ديمقراطية تقوم على أساس طائفي حتى ولو أدت إلى تغليب الطائفة الأكثر عددا على غيرها, فإن وجدت ديمقراطية من هذا النوع فهي ستكون لها علاقة بأي شيء ما عدا الديمقراطية ذاتها, هذا إذا ما كان هدف الديمقراطية هو النهضة بالبلد وليس تغليب طائفة على أخرى والذي قد يتم عن طريق الدبابة أو عن طريق صناديق الاقتراع.
إن ثمانية سنين أكدت على أن الحل الطائفي هو أكثر إضرارا بالطائفة الشيعية نفسها, إذ ليس من المعقول أن يكون هدف ناس هذه الطائفة أن يحكم البلد رجالات منهم وكأن المشكلة التاريخية هي في الهوية الطائفية لمن يحكم البلد وليس في رصف طرق النهضة الإنسانية بما يعود بالخير والفائدة على الجميع. وأمامنا الآن جنوب البلد ووسطه فلنفتش عن أي مظهر للتقدم الحقيقي وعن أي عنوان سياسي أو اجتماعي أو ثقافي تدعمه السلطة يستطيع أن يضع البلد خارج ثقافة "الجكليتة والتفلة وضرب القامة والزنجيل" أو أن يضعها على طريق التصنيع والنهضة العلمية وأن يخلصها من آفة الفساد.
إن فشل الخيار الطائفي البديل كان أدى إلى نشوء تيار "الطائفيين المنافقين" الذين لم يعد بوسعهم الدفاع عن الحل الطائفي بعد أن ثبت سقوطه وتفاهته وانحطاطه. لكن معنى أن يعترفوا بفشل هذا الخيار هو التخلي عن كل الثقافات التي تؤدلجه وعن كل الرجال الذين يتزيون به وانهيار كل البنى السياسية, أفكارا وأحزابا وأشخاص, التي تأسست على هذا الخيار ودعمته.
ولغرض تلافي هذه النتيجة التي يؤدي لها الاعتراف بالفشل فقد تفتق ذهن بعض المنظرين من تيار الطائفيين المنافقين إلى تأسيس نظرية تقول أن المحاصصة هي مرحلة عبورية ضرورية كان لا بد منها وصولا إلى مرحلة قادمة لاطائفية فيها. هؤلاء يتناسون أن المرحلة الطائفية لا يمكن مسحها بممحاة تلميذ بهذه السهولة حتى يتم كتابة فصل بديل لها, فالطائفية والمحاصصة قد أنتجت أمراضا عويصة وأدت إلى فساد كارثي لا يمكن التخلص منه بسهولة كما أنها أدت إلى نشوء طبقات وفئات اجتماعية ومصالح طفيلية عريضة تعيش على الجسد الذي نخرته حتى العظم وهي قد وضعت العراق على طريق الانحدار السريع نحو قعر ليس من السهولة النهوض منه إلى حيث سطح الأرض المتساوي.
لقد بنت الطائفية دولة لها ومكنت أعداء العراق الإقليميين والدوليين منه, أما في الداخل فقد ساعدت على إنتاج المزيد من الجهل والانحطاط والتخلف وسيكون بالإمكان تحقيق العبور الميكانيكي من هذه المرحلة المنحطة إلى مرحلة أخلاقية ونهضوية حينما يكون بإمكان القردة أن تلد أسودا.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشي مع السلاحف أم الركض كما الغزلان
- حسن العلوي والدولة الكردية.. بين قوة الضعف وضعف القوة
- النجفيان الدمشقيان.. الجواهري وجمال الدين
- الأتراك قادمون
- اغتيال المهدي.. حينما يكون الاتهام صحيحا وإن كان خطأ
- أنظمة بالية وخطاب سياسي مستهلك
- بين ليبيا العراق.. مقارنات بائسة
- إيران والعراق...التعويضات وأشياء أخرى
- لا تجعلوا كراهية صدام مفتوحة وبدون شروط
- الفساد في محاربة الفساد
- الهجمة العنصرية الأوروبية.. المهاجرون سبب أم ضحية
- إشكالية التقليد ودولة الفقيه لدى الشيعة الإمامية
- جريمة النرويج.. وإن للحضارة ضحاياها أيضا
- الرابع عشر من تموز.. من بدأ الصراع, الشيوعيون أم البعثيون ؟
- الإسلام السياسي وصراع الحضارات
- تصريح النجيفي.. تهديد أم تحذير
- نوري السعيد.. جدلية القاتل والمقتول
- ثورة الرابع عشر من تموز والعهد الملكي... قراءات خاطئة
- بين أن تكون ديمقراطيا أو أن تكون مالكيا
- حديث حول الطائفية


المزيد.....




- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - ستلد الطائفية نهضة حينما تلد القرود أسودا