أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - سولاريس لستيفن سوديربيرغ: رؤية جديدة لرواية ستا نسلو ليم:سولاريس














المزيد.....

سولاريس لستيفن سوديربيرغ: رؤية جديدة لرواية ستا نسلو ليم:سولاريس


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 3503 - 2011 / 10 / 1 - 00:23
المحور: الادب والفن
    


بين بساطة وحس رومانسي عند سوديربيرغ وواقعية وسينما شعرية عند تاركوفسكي

ستيفن سوديربيرغ المخرج الأمريكي الشهير، مبدع الأفلام المستقلة التي تحقق رغم بساطتها نجاحات باهرة, مثل فيلم (ترفيك) الذي نال عددا من جوائز الاوسكار ولا ننسى أن نحيط بالذكر الفيلم الذي كان سر شهرته وبداية نجاحه وتألقه (جنس, وأكاذيب, وصور)

قبل أن ندخل في تحليل هذا الفيلم، علي أن أشير أن هناك فيلما آخر أنتج بنفس العنوان وعن نفس الرواية عام 1972, وهو رائعة المخرج الروسي أندريه تاركو فسكي، ومن خلال تحليل الفيلم سأنوه إلى بعض الفروق بين الفيلمين، مع العلم أن موضوع هذا المقال هو فيلم سودربيرغ تحديدا......
نعرف جيدا بأن الشاعر والسينمائي الروسي (أندريه تاركوفسكي) أنتج فيلما بعنوان (سولاريس) وهذا الفيلم يعد أحيانا من أفضل أفلام تاركوفسكي ولكن موضوع المقالة هنا ليست عن المفاضلة بين أفلام تاركوفسكي ،بل رؤية جديدة لهذه الرواية وضعها المخرج الأمريكي المستقل(ستيفن سوديربيرغ) بالاشتراك مع المخرج جيمس كاميرون والممثل جورج كلوني.
الشيء الذي لا نستطيع الحديث أو الكلام عنه في هذا الفيلم هو عنصر العبقرية أو اللمسة الذاتية وهذا يحدث فقط عند مشاهدة كلا الفيلمين والحكم عليهما من قبل المشاهد عند ذلك.
ونقطة البداية عند سوديربيرغ هي نقطة سولاريس،وليس هناك أي تفصيل فعلي قبل ذلك وبذلك تكون هذه البداية مختلفة أشد الاختلاف عن ما قدمه تاركوفسكي والنهاية أيضا تكون عند سوديربيرغ في سولاريس أو حول سولاريس ويغيب عنصر التأمل والتحليل عند ذلك مع فيلم سولاريس ضمن رؤية سوديربيرغ.

كما قلنا فإن عنصر التمحيص غائب تقريبا وعلى الأقل إذا ما قارناه بفيلم تاركوفسكي،والسبب في هذا هو أن سوديربيرغ عامل هذه الرواية على أساس أنها قصة معتمدا السرد الطبيعي والمقنع من دون أن يخضعها لعناصر تاركوفسكي من المطر والطبيعة والموسيقى الكلاسيكية الرنانة،فإذا أراد تاركوفسكي أن يستنبط نظريات من هذا الفيلم فسوديربيرغ يتحدث عن الإنسان نفسه كأهم معطى لهذا الفيلم وأحداثه.
بات معروفا لدينا بأن سولاريس هو عبارة عن مدار أو كوكب إذا علق الإنسان فيه يستطيع أن يعيد أهم شخصياته القابعة في الذاكرة إلى قيد الحياة.
والطبيب النفسي كريس كيلفن-قام بالدور في هذا الفيلم جورج كلوني-وهي نفس الشخصية الأساسية في فيلم تاركوفسكي يدعى إلى مركبة علقت في هذا المدار لمناقشة هذه الظاهرة والتي أدت إلى انتحار بعض أفراد هذه المركبة.
كريس كيلفن عبارة عن شخصية حياتية عادية لها مقدمات (قد تكون مقحمة أي مقررة مسبقا) فهذا الطبيب النفسي يعيش حياة هادئة وهو متشبث بالكآبة نظرا لانتحار زوجته،وسيخوض لاحقا تجربة المحيط سولاريس عندما يطلب منه الصعود إلى ذلك المدار الفضائي.
إن كنا في معرض المقارنة بين هذا الفيلم وفيلم تاركوفسكي،فهذا الفيلم ينقصه التفاصيل الجميلة التي تحكم مسار الرحلة من بداياتها قبل الوصول إلى سولاريس،ولكننا في نفس الوقت لا نطلب من سوديربيرغ أن يقدم معالجة لقصة يلتزم فيها بمعطيات السينما الشعرية لأن تاركوفسكي كان قد عالجها من قبل،فالرؤية عند سوديربيرغ على الرغم من كل شيء هي رؤية جميلة وخفيفة في نفس الوقت وتعطي المشاهد أبعادا واسعة للتأمل بل ونستطيع القول أن هذه المعالجة هي أجمل من معالجة تاركوفسكي إذا نظرنا إلى معطيات التبسيط والابتعاد عن التعقيد،فالدكتور كيلفن يعود بذكرياته إلى الماضي،وكيف تعرف على زوجته وهذه العناصر مفقودة في فيلم تاركوفسكي على الأقل خارج مدار سولاريس،ويمكن النظر إلى فيلم سوديربيرغ على أنه فيلم شاعري بالمعنى الرومانسي....
المعضلة هي أن تاركوفسكي يقدم فيلما عاما يتحدث فيه عن نظريات كبرى مثل الحنين إلى الطبيعة ودور العلم وغيرها من الأمور-راجع مقالي في جريدة الشرق الأوسط:ما الذي أراد تاركوفسكي أن يقوله لكوبريك- بينما يقدم سوديربيرغ رؤية خاصة بل منغلقة تخص كريس وزوجته المنتحرة ليس أكثر.
ولكن أليس العودة للزوجة المنتحرة في فيلم سوديربيرغ تستحق التأمل خاصة عند الطبيب النفسي كريس كلفن الملحد الذي يعتقد بأن وجود الإنسان كان عبارة عن ضرورة وفقا لأي معادلة حسابية.
الفيلم كما قلنا يعتمد على السرد في قصة شاعرية ورومانسية تدخل القلوب،في نهاية مفتوحة وجميلة تتحدث أولا وأخيرا عن عنصر الموت وقدرة الإنسان على مواجهته والتغلب عليه كأمور مضمنة في رؤية سوديربيرغ ويبدو بأن الموت هو الحكاية في هذا الفيلم...
ولكن إذا كانت كل شخصيات تاركوفسكي واقعية تتحدث بلسان الواقع فكريس كلفن عند سوديربيرغ أختار أن يعيش في الأوهام ولم نعد نعرف حقيقة الحي من الميت.



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإغواء الأخير للسيد المسيح 1988:أكبر ثورة فكرية في تاريخ ال ...
- دراسة حول فيلم Persona(قناع الشخصية):رموز أدبية وتحليلات نفس ...
- فيلم المرآة1975:محاولة لفك رموز تاركوفسكي المعقدة-تجلي العنص ...
- الثور الهائج 1980: عن حياة ملاكم نيويوركي أصيل
- سائق التاكسي 1976 لمارتن سكورسويزي: فيلم عن اللحظة بامتياز-س ...
- أندريه رابلوف 1969:الفن والجمال،والفكرة والمضمون،وكل شيء عن ...
- للمخرج الألماني Tin Drum 1979:Volker Schondorffالحالة الغريب ...
- أكاذيب وجنس وأشرطة فيديو لستيفن سوديربرغ:عندما تلعب تقنيات ا ...
- طفولة ايفان 1962 لأندريه تاركوفسكي:ولادة شاعر السينما الأكبر
- رجل ميت 1995 لجيم جارموش: رحلة قدرية مرسومة مسبقا لتقرير الم ...
- زهور محطمة لجيم جارموش2005: عندما يرتاح جارموش من عناء الأسئ ...
- ماندرلاي 2006 “لارسن فون تراير”قصة نجحت في أن تكون كناية ولم ...
- الحياة حلوة 1960 لفدريكو فليني: تأريخ للحظات معينة في حياة ص ...
- دوغفيل 2003:تجريد ومسرح بريختي في ثلاثية جديدة عن الولايات ا ...
- الاحتفال1998:دوغما لم تضل الطريق لكن بقيت عاجزة عن خدمة المخ ...
- تحطيم الأمواج 1996 للارسن فون تراير: رؤية عن الإنسان الطيب ا ...
- جوليتا والأرواح 1965:عندما تخون الأحلام فليني
- فيلم الحمقى1998 :فكرة غير واضحة لدوغما ماتت قبل أن تولد
- آلام جان دارك لكارل دراير 1928:التحفة الأبرز في مجال السينما ...
- فيلم غريزة أساسية 1992: عناصر ناجحة لفيلم ناجح على شباك التذ ...


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - سولاريس لستيفن سوديربيرغ: رؤية جديدة لرواية ستا نسلو ليم:سولاريس