أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الرضا حمد جاسم - حليجي في عيد اللومانتيه/الجزء الثاني/1















المزيد.....


حليجي في عيد اللومانتيه/الجزء الثاني/1


عبد الرضا حمد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3498 - 2011 / 9 / 26 - 15:03
المحور: المجتمع المدني
    


خليجي في عيد اللومانتيه/2
في تعليق على الجزء الاول كتب العزيز علي فهد ياسين التالي(لقاءك مع صديقك القطري كان صدفه لكن قدومه الى اللومانتيه سيكون موعداً...فهل سيتحقق؟ أم أن الرجل لا يريد ان يفتح له ملف في دهاليز حكومته الديمقراطية ههههههههههههه) رابط الجزء الاول المنشور قبل اشهر
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=264649
...وحتى في يوم اللومانتيه الثاني هذا العام الموافق 17سبتمبر(ايلول)2011 ( السبت) سألني البعض مما زاد في فرحي من ان هناك من يتابع وحسب ما سياتي سنبين لماذا لم يتعرف الكرام عليه او لم يعرفوا بحضوره لكنني أخبرت الزميل والصديق الشاعر المبدع سامي عبد المنعم بوجوده عندما سألني عنه.
المهم كنت على شبه يقين من انه سيأتي وانه لن يخلف وعده بالحضور ولكن بعض القلق كان يقترب عندي من الشك لان الرجل رغم تواصله معي ورغم تأكيده القريب من الإصرار على حضور المهرجان الذي ربما يعتبره شيء جديد بالنسبة لشاب خليجي ...قلت ربما لا يريد المجازفة او ربما يعتبر ذلك خروج عن شيء تعلمه او مارسه او تعايش معه في مفهومه للسياحة الذي حسبت انا له حساب لتكون سفرته او زيارته هذه مختلفة وسيتكلم عنها وعليها ايام وسنين ولن ينساها
كنا في شهر اب(اوت بالفرنسية) والمسافة الزمنية عن المهرجان بعيده نوعما لكنه في اخر اتصال هاتفي(الذي يفضله على الرسائل الإلكترونية لسبب اعتبره وجيه جداَ حيث يقول ان الاتصال الهاتفي فيه روح وحيوية وانا اشعر بذلك...)
يوم 10/09/2011 عند السابعة وخمسين دقيقه تقريباً رن الهاتف عندي في الدار وكانت زوجي من اجابت وانا أتهيء للنوم الذي يعرف وقته كل اصدقائي وزملائي ورفاقي وهو الثامنة مساء وهذا توقيت شبه مقدس او ثابت(في كل الفصول) لأني استيقظ باكراً لاْ تمتع بمناغاة الطيور للشمس ومناجاتها لكي تشرق واحضر اختفاء الخيط الاسود تحت بزوغ الخيط الابيض...وهي تعرف(زوجي) الموضوع فنادتني بصوت عالي وكأن شيء مهم تحقق لتقول أبو فهد على الهاتف...حزمت مشاعري وانا اتصور انه سيقدم اعتذاره او سيقول اي شيء اخر كما في الاتصالات السابقة لكنه بدون حتى سلام وتحيه او اي شيء قال انا هنا في باريس وحسب وعدي لك....أفْرَحَتْني تلك المقتضبة الجميلة بمعانيها...قلت وقد غلبتني المفاجأة حيث لم اقدم له التحية منذ متى ....قال اترك لك تقدير ذلك... وحسب ما أعرفه عنك او ما اتوقعه انك تستطيع ان تقدر ذلك....تأسفت لهذا السؤال وقلت هذا يعني انك وصلت الفندق للتو فقال وماذا غير ذلك...كررت اعتذاري وانا فرح وقلت له اتركك ترتاح...قاطعني أذهب الى تقليدك اليومي(يعني النوم وأنتظر منك تلفون عند الثامنة لتوقظني لآني سأبقى ربما للصبح في اول ليله في باريس...شكرت له ذلك وقلت له انت لا تحتاج بعد اليوم الى دليل في باريس...تصبح على خير...تصبح على خير)
عندها بالتمام والكمال اتصلت به يوم11/08 ليجاوبني متثائب ولم ارغب بأن اقطع علية نومه قلت له ارجو ان تعتبر نفسك (او تفرغ نفسك للأيام 13 و14 و 15/8 أي عطلة نهاية الاسبوع الطويلة كما يقول الفرنسيين) متفرغ بالتمام والكمال لأني اعددت لك منهاج لتلك الايام لم يمر بها غيرك من الزوار ولن يمر بها خليجي مستقبلاً...وتمنيت عليه ان يقضي يومي 11و12/8 حسب ما يحب ولو اقترحت عليه ان يزور خلالها مكتبة ميتران بأن يصل الى محطة مترو( بيرسي) ومن هناك يعبر نهر( السين) ماشياً على جسر المشاة الرائع بعد ان يتمتع بجمال المكان الخلاب...وكان لي في ذلك أكثر من قصد...فهو موقع متميز وحتى يبتعد عن اجواء جادة الشانزليزيه التي تعود الخليجيين التسكع فيها.... وهي زياره لرمز معماري ثقافي جميل قبل ان تغلق ابوابها من 5 لغاية18/09 لأعمال الصيانة ....وفي تلك المنطقة احدى محطات القطارات المهمة التي سيحتاجها في يوم13/08
اتصلت به يوم12/08بعد الظهر لأخبره انب بانتظاره في المدينة التي اعيش فيها وذلك يوم 13/08 وما عليه الا الذهاب الى محطة قطارات( بيرسي) ليستقل القطار وعند صعوده القطار يتصل ليحدد لي ساعة الوصول...وطلبت منه ان لا يطلب مني الاسباب وما عليه اما القبول او الرفض وعند الرفض سوف لن اطلب منه التبرير ونترك كل الأسئلة والاستفسارات الى لقاء خاص بعد يوم 18/09 اليوم الأخير من ايام مهرجان اللومانتيه الذي اخبرني انه جاء ليعيشه هنا وسيكون موعد عودته الى بلده يوم 20/09/2011 حسب تذكرة العودة
وقد أخبرته بأن هناك الكثير من الاماكن او المواقع او الاحتفالات لم تتمكن من زيارتها او معايشتها النسبة العالية من السياح وبالذات العرب وفي المقدمة منهم الخليجيين لان فرنسا ليست باريس فقط... وقلت له من انه سيقضي هذه الايام ولياليها بشكل مختلف سوف لن ينساها ما بقي له من عمر وسوف يقصها على معارفه هناك في بلده
رحب بذلك وفرح كثيراً لكنني قلت له لن تكون ضيفي في بيتي...وستنتظرك سيارة تاكسي اعطيته رقمها وأسم سائقها الذي سينتظر وهو يحمل لوحه كارتونية باللغة العربية مكتوب فيها(اهلاً وسهلاً بالأخ ابو فهد) والسائق يتكلم العربية وسينقلك الى فندق جميل وانت من سيدفع ثمن المبيت وستجدني في صالة الفندق لاستقبالك والترحيب بك وأخبرته أجرة التاكسي والمبيت في الفندق
اتفقت مع السائق الاخ(طلحه بن عبيد)على ذلك واخبرته بأنني سأكون في محطة القطار لمراقبة الموقف وان يفسح لي المجال بأن اسبقه ا في الوصول الى الفندق الذي لا يبعد عن محطة القطار بأكثر من ثلاثة كيلو مترات وهو من سلسلة فنادق(ميشيل لوغا)الراقية
وصل واطمئنيت على صعوده التاكسي وسبقتهم الى صالة الفندق لأستقبله ونحضن بعضنا بشكل حميمي كان فيه الكثير من المشاعر..(أخبرته من اني شاهدت وصوله الى المحطة وركوبه التاكسي وانا متفق في ذلك مع سائق التاكسي).
ارتاح في غرفته التي تطل على نهر(يون) وكان الوقت قبل الظهر...فاستأذنته ليرتاح وقد اوصيت البعض في الفندق من العاملين والعاملات به خيراً واتفقت معه على موعد عند الساعة الخامسة بعد الظهر للقيام بجوله في المدينة
عند تمامها كنت عنده وكان يتلوى في الانتظار وخرجنا ليخبرني انه جائع(ميت من الجوع)فقلت له لماذا لم تطلب من الفندق الطعام وهو من اشهر المطاعم الفرنسية...قال (ربما فيه خنزير...) ضحكت بصوت عالي وقلت له انهم يعرفون انك مسلم وعربي من اسمك ومستحيل يقدمون لك شيء محرم في شرعك ولو حاولت لتجدهم يخبرونك بذلك او يطلبوا منك ما تشتهي من الحلال عندك...استغرب لذلك وهو في شك فطلبت منه ان يحاول في المرة القادمة...وعدني ليتعلم كما قال.
المهم قضينا بقيت يوم السبت واتفقنا على يوم الاحد عند التاسعة صباحاً لجوله حره في المدن القريبة وزيارة معالمها... أخبرته بأن يسدد حساب الفندق صباح يوم الاحد لأننا سنتركه وسيكون مبيته في ليلة الاحد على يوم الاثنين في مكان أخر سيكون من ضمن المفاجآت وأكيد سيتذكره كثيراً..
.ونحن هنا على اتفاقنا من عدم الاستفسار او عدم استخدام كلمة لماذا...
عند الثامنة من صباح يوم الاحد14/08 كنت عنده في صالة الانتظار بعد مهاتفتي له...
خرجنا بعد ان سدد حساب الفندق وحمل حقيبته لنستقل سيارتي في جولة حره زرنا خلالها مدينة(اوكسير)القريبة وملعبها وناديها الرياضي المشهور وكاتدرائياتها وزرنا المغارة القريبة منها والرهيبة حيث تكونت منذ الانفجار العظيم و قضينا مع الدليل السياحي داخلها اكثر من نصف ساعه من العمر لنعرف ما مر بها وما تركت فيها الحيوانات والطيور وحتى البشر...فتجد الجبال التي تشكلت من فضلات الطيور عبر مئات الاف السنين...وبركة الماء الثابتة مناسيبها في كل الفصول والعصور وتشاهد ما تركه البشر على حجارتها وصخورها من نقوش وكتابات ورسوم
و ندور حول تلك البركة التي تتميز بان درجة حرارة الماء فيها منذ يومها لليوم على 18درجه مئوية حسب ما سجله العلماء... ومائها العجيب الذي يتحول فيه لون الصخور السوداء الى الابيض بعد مرور ستة اشهر تقريبا كما قال الدليل السياحي حيث وضعوا فيها صخرة كبيرة فتجد الجزء العلوي منها اسود والجزء داخل الماء ابيض..
.وقد فوجئ صاحبي بالدليل المرافق الذي طلب من الجميع قبل دخول المغارة ارتداء ملابس ثقيلة شتائية ونحن في شهر اب وهنا عرف صاحبي لماذا كنت اضع (معطف وبلوز)في السيارة ومعها شيء مثلها له... وطلب الدليل السياحي من الجميع عدم التصوير او اللمس...
وبعدها زرنا مغارة اخرى ليست بعيده وهي مغارة انتاج الواين الفرنسي لمحلات (نيكولا )الشهيرة في فرنسا والتي تستوعب ستة ملايين لتر وفيها قاعة استقبال وقاعة احتفالات تتسع لألفين من الاشخاص وهي مجهزه بالكامل لكل المناسبات(تقام فيها اعراس المتمكنين)....وفيها كراجات وشوارع تدخلها الشاحنات الكبيرة وكلها تحت الارض
لقد شاهد الاف السواح من مختلف الجنسيات هناك لزيارتها وما فيها حيث اقترح صاحبها على كل مبدع سواء نحات او رسام او اي جانب فني امتلاك جزء منها ليقدم فيها ابداعاته فتجد النحاتين الذين ابدعوا الروائع على صخور تلك المغارة وتجد المسرح المكتظ في كل وقت(وبالذات في الموسم السياحي)...
وعند الدخول المجاني لها تشعر بالرهبة وكأنك تدخل الى فندق خمسة نجوم لأول مره حيث قاعة الاستقبال الرائعة تستقبلك فيها الجميلات بكؤوس الواين الفاخر مجاناً مع اقداحها التي تمثل دعاية توزع مجاناً ايضاً....ويمكنك شراء اي كميه من الواين
عدنا بعد هذه الجولة السياحية التي يحلم بها البعض الى مدينتي الجميلة الغافية على واحد من اكبر انهار فرنسا....لنتناول العشاء في أحد مطاعمها التركية(لحم حلال) واتفقنا على لقاء الاثنين صباحاً على ان يكون الغداء في بيتي...تمنيت لصاحبي ليلة سعيدة وهو مذهول بما رأى ومن ان هذه الزيارة التي لا تنسى كما قال لكنه متألم لعدم تمكنه من التصوير في المغارة الاولى
لقد اصاب صاحبي الوجوم وانا انزله من السيارة في مرسى للزوارق واليخوت تابع لشركة (لوكابوت) الشهيرة وطلبت منه ليتبعني الى احد تلك اليخوت الراسية في ذلك النهر الجميل والتي تحيط به المعالم والجمال من كل الاتجاهات وحيث يتواجد الغفير من الشابات والشباب في مثل تلك الاوقات وهم في تلك الربوع الخلابة يتماصصون ويتحاضنون ويتناولون ويضحكون ويعربدون بأدب وبأصوات غير مسموعة من الغير.... حيث حجزت له اليخت لليله واحده بمعرفة صاحب التاكسي....شعرت بارتباكه فقلت له انه ارخص من مبيت ليلة في الفندق وستجد كل ما تحتاج في الثلاجة والامور هنا أمان وستجد الكثير من العوائل في اليخوت(الباتوات) المجاورة...وذّكرته ان رقم هاتفي معه ويمكنه الاتصال في اي وقت وبدون حرج بخصوص ساعة نومي ومعه ايضاً رقم موبايل سائق التاكسي وهو يقدم خدماته 24ساعه/24
قبل التاسعة من صباح يوم الاثنين الموافق 15/08 وهو يوم عطلة رسميه فيها نفس ديني في دولة علمانية...حضرت مبكراً ليكون ذلك مفاجأة لصاحبي الذي انتظرت ان ينهض من نومته التي لا اعرف كيف كانت فإذا به يناديني للصعود على سطح اليخت ليخرج لي وهو متبختراً بدشداشته البيضاء وغترته وعقاله ...ارتبك بعض الشيء ربما لارتدائه الدشداشة فبادرته بتحية الصباح التي رد بأحسن منها محاولاً الاستفسار فمنعته حسب الاتفاق بيننا ان نترك كل كلام وسؤال الى يوم اللقاء الخاص
استحسنت له ما يرتدي اليوم امام بعض الاستغراب من المتواجدين بالقرب حيث لأول مرة يظهر هذا الزي في هذا المكان وهذه المدينة لكنهم اكيد سبق ان شاهدوه من على شاشات التلفاز... فوجئوا بهذا الزي في هذا الوقت وهذا المكان فقد كانت العوائل تتناول افطارها على أسطح اليخوت المتراصة مع بعضها والتي يلعب بها موج النهر... وكانت ردود افعالهم الابتسامة والتقدير...تكرم علينا صاحبي بأن عمل لنا القهوة في مطبخ اليخت
ثم انطلقنا في جوله صباحية في المدينة والروابي المحيطة بها والغابات الكثيفة التي تمدها بأسباب الحياة ثم تبختر صاحبي في روابي العنب(الكروم) وغزارة ما تحمل من الثمار وصاحبي مصدوم بما يرى من اسلوب الزراعة وكمية الانتاج المتوقع فأخبرته انها لصاحب الفندق الذي قضى الليلة قبل الماضية فيه... وكل هذه الكميات من العنب تستخدم في انتاج النبيذ الخاص به وبمطاعمه وفنادقه واصطحبته الى حيث يجمع ويعصر العنب وينتج النبيذ
عند انتصاف النهار توجهنا الى حيث اسكن لنستقبله لأول مره في بيتي على غداء عراقي كما توقعت انه سيكون مفاجأة له فامتد وعلى الارض بساط الغداء(السفرة) وكانت (الدولمة) و(التشريب) و (البرياني) و(الكبة) ومتممات المائدة التي استحسنها وتركنا له الحق بطريقة تناوله بالملاعق او باليد ...وكما قال اليوم انا في بيت عربي واشعر بالارتياح والرغبة للتخلص من اكل المطاعم
وعند فترة شرب الشاي الذي طلب اكثر من قدح (استكان) منه أخبرته ببرنامج الليلة المفاجئ والخاص جداً فهذه الليلة ليلة 15 على 16/08 (مناسبة دينية) حيث هناك حفل خاص يقيمه منذ اكثر من عقدين من الزمان أحد الفنانين العراقيين في دارته الكبيرة القديمة والتي تقع في اطراف احدى القرى التي تبعد عن المدينة التي اسكنها بحوالي ثلاثين كيلو متر وهي دعوة عامه للجميع للمشاركة فيها حتى لمن هم غرباء(اي ليس من اصدقاء صاحب الحفل او معارفه) وكل ما مطلوب من الراغب في المشاركة سوى الحضور وان رغب ان يأتي بما يرغب من هديه او طعام او شراب وله الحق بالتعريف بنفسه من عدمه... حيث يجلب الكثير منهم اكثر من حاجته فتجد كل انواع المشروبات الكحولية والغازية وكل اصناف المقبلات والمأكولات بالإضافة الى ما يحّضِر صاحب الحفل حيث اعتاد على شي خروف كامل على الحطب بشكل ملفت سنتكلم عنه في حينه مع العلم انه من يقوم بذبح الخروف وسلخه
جهزنا حالنا وكنا قد استعدينا لذلك مبكراً وتوجهنا الى حيث المكان...واينما تتوجه عند الاقتراب من تلك القرية تجد من يدلك على المكان فعند اي محاولة منك للاستفسار وانت غريب في تلك الساعات يجيبك الاخر بدون ان تتكلم على اتجاه تلك الدار فالجميع يعرف بذلك وساهم او سيساهم فيها
الدار قديمة وبسيطة وكبيره مع مساحة عشرة هكتارات اقتطع منها صاحبها هكتارين لتكون حديقة للدار غير مسيجه وقدم الباقي الى مزارعي المنطقة لاستثمارها دون مقابل حتى يتخلص من العناية بها وبالمقابل يقوم الفلاحين بإدامة الهكتارين متى يحتاج صاحبها
لقد زرعها الفنان صاحب الدار بكل شيء غريب فتجد هياكل السيارات التي حولتها يديه الى مقاعد ونصب جميله وتجد الأجهزة القديمة مثل التلفزيونات والثلاجات التي تلاعب بها بحرفنه متميزة لينتج منها نصب ومناضد ومقاعد واشكال تزيد المكان غرابة وروعه...وتجد في جانب منها مكان للشوي كما يفعل اصحاب الصحراء وتجد مكان للتنور لعمل الخبر وشي السمك وتجد البئر وتجد حتى التواليت الشرقي وقد كتب عليها صاحب الدار عبارة تثير الاستغراب والتساؤل من الفرنسيين حيث كتب بترجمة حرفيه عبارة (بيت الراحة) يستغرب لذلك الضيوف الجدد حيث يظن البعض انه مكان للتأمل... فتجدهم يندفعون لدخوله وممارسة الراحة فيه(كما يتوقع الجدد منهم) حيث لا ورق تواليت ولا مغاسل فيه وانما ابريق وماء...وما عليك الا ان تتصور معاناة من يدخله من الاجانب( يعني اهل البلد الاصليين الذين يعتبرون اجانب في هذه البقعة او هذا المكان الذي بدل ان يكون بيت للراحة لكنه يتحول الى مكان للأحراج وغير ذلك....) وقد خصص صاحب الدار ورفيقته الفرنسية التي ارتبط بها منذ سنين طويلة قطعه من الحديقة ليغرس فيها من يشاء ما يشاء فتجد هناك شجيرات غرسها اشخاص اصبحوا اليوم في عداد الموتى والبعض يزع شيء لحبيبته او رفيقة حياته والبعض يغرس للسلام والسلم والمحبة والإنسانية وتجد عند كل شجره او شجيره اسم من غرسها ولمن يهديها والمناسبة والتاريخ...
تعمدت الوصول قبل الوقت المتوقع للأخرين حتى يرتاح صاحبي من واجب السلام على الجميع لو وصل متأخر وكذلك ليشهد وصول الاخرين وكيف يتصرفون في تحياتهم وسلامهم واستقبالهم ليتعود على القبلات من الرجال والنساء تلك القبلات التي لا تثير الغرائز لان فيها من الطيبة والبراءة والصدق الكثير...كنت قد تمنيت على صاحبي ان يذهب معي باللباس القطري(اي الدشداشة والعقال) لكنه رفض ذلك ونحن على اتفاقنا اي دون تقديم التوضيح او التفصيل اي قبول او رفض دون تبرير او احراج وهذه طريقه وجدتها مريحة بيننا اتمنى ان يطبقها البعض ليجد انه غير مجبر على شيء مثل التبرير او الاعتذار او الزعل او حتى المبالغة او حتى الكذب الذي يسميه البعض بالكذبة البيضاء.
وصلنا لنجد من سبقنا وهم قلة لمساعدة صاحب الدار وقد قدمت صاحبي على انه ضيفي وكفا وهو يجيب بالإنكليزية.. اختليت بصاحب الدار لا طلب منه ان يهي لنا اغنية خليجيه على ذوقه لان صاحبي من الخليج وانا اعرف ان صاحب الدار مغرم بالغناء الخليجي وبالذات الراحلين الكبيرين عوض دوخي وغريد الشاطئ أكد لي انه سيقدم اغنية من الجيل الجديد تعجبه قمنا بجولة في الحديقة فأثارت اعجاب صاحبي وبالذات حديقة الضيوف وعاتبني على عدم إخباره بذلك ليتسنى له جلب شتله بالمناسبة فاعتذرت له وقلت له سترى البعض وهو يقوم بالغرس في بداية الحفلة عندما سيكتمل الجمع حيث ستكون البداية هي في تلك البقعة ليتم الغرس وبعدها تنطلق الفعاليات....اكتمل الجمع وبداء العد العكس للغرس ليفاجئ صاحبي بأنني أحضرت له شتله وهي عبارة عن نخله صغيره شاهد أختها في داري وطلبت منه غرسها أمام الجميع مع تصفيق حاد له لا نها النخلة الاولى في تلك البقعة مع وجود أخرى كان قد غرسها صاحب الدار في مكان اخر بأناء كبير جداً من الخشب هو من صنعه من السكراب الذي يحي وبقاعدة ذات عجلات ليتسنى له نقلها عند اشتداد البرد ويثابر على حمايتها من البرد على طول ايام العام...رغم نموها البطيء الا انها لا تزال تعيش بعناية مركزة واقترحت ان تبقى النخلة الجديدة في الاناء التي فيه وان يحتفظ بها صاحب الدار في الداخل على ان يتم اشراكها في الاحتفالات السنوية القادمة
المثير الذي تحسسه صاحبي هو ما شاهده في هذه الحديقة العالمية كما اطلق عليها حيث اثار انتباهه ان شتله غرست باسم 11سبتمبر واخرى باسم السلم في العراق واخرى باسم اطفال هاييتي ورابعه باسم الام تيريزا وأكثر ما أثار الانتباه هذا العام هو قيام رجل وزوجته من الفرنسيين الكبار في السن بأن وضعوا صخرة (قطعة من الحجر) كانوا قد جلبوها معهم على خمسة قطع خشبيه من القريبة من موقد الحطب ثم نثروا حولها كيس(كيلو تمن) من الرز وكتبوا عليها العبارة التالية(من أجل الجياع في العالم) وعند الاستفسار منهم عن المعنى من ذلك قالوا الصخرة تمثل تحجر الضمير العالمي والخشب عن جماد وموت التضامن من سكان القارات الخمس والرز لا نه الطعام المفضل لا كثر الجياع ونثر الرز يشير الى ضرورة الاهتمام بالزراعة وهي الاساس وتقديم الطعام هو حل طارئ
بعدها بداء البرنامج بأن صدحت الموسيقى من عازف كَيتار شاب وضرب على الطبل قدمه صاحب الدار الذي يجيد ذلك وبدأت الابدان بالتمايل و(الكوبلات) بالتشكل...تبادلنا الانخاب وصاحبي بدون نخب وصدحت الاصوات ليقطعها صاحب الدار بأغنية خليجيه يقدمها باسمه وأسم الحضور بعد أن استأذن منهم هديه لأول خليجي تطأ قدمه هذه البقعة من فرنسا...تعالى التصفيق والاستحسان مع مفاجأة الجميع من ان شخص من تلك البقاع المعروفة فقط بالبترول والتخلف يشارك معهم فرحهم في هذه المناسبة الدينية المسيحية التي تحولت الى عائلية انسانية صعقت المفاجأة صاحبي ولاحني جزء منها لأني لم اخبر صاحب الحفل بضرورة عدم ذكر ذلك لكن مهما كانت التحوطات لابد من هفوه وهي غير مقصودة تقبلها صاحبي بفرح بعد ما لمس من ترحيب الجميع
بدأت عملية شي الخروف الذي وضع كما ظهر ويظهر في افلام الكاو بوي كاملاً على(سيخ) يتم تدويره يدوياً لكن ما يميز الشوي هنا ما يضعه صاحب الدار مع الحطب حيث يضع جزء مما يجمع من الجوز والبلوط والبندق وغير من الاشياء ويضع بعض حبوب القهوة والهيل وكل ما يملك من تلك الاشياء ليبرر ذلك من انها مواد تعطي نكهه وطعم خاص وبنفس الوقت فهو يتفاخر أو يتباهى بأنه الاول وربما الوحيد الذي يقوم بذلك...وانت مع العذبات النسمات تسمع طقطقات البلوط والبندق وتشم رائحة المحروق من الهيل الذي تتأسف عليه لا نك لا تشم عطره المهدي حيث تلتهمه النيران ليتحول الى فحم محترق لكنك لن تتمكن من ثني صاحب الدار عن التبذير به...تتعالى الصيحات والضحكات والتعليقات بكل اللغات المتجمعة...
صدح فجأة صوت راشد الماجد بأغنية اختارها صاحب الدار بعناية وهو المحب للنغم الخليجي الجميل الغني وتكفل بترجمة كلماتها التي لاقت استحسان وتعجب واصغاء وانتباه وانا وصاحبي نصفق ونتمايل مع اللحن واشترك الجميع بالتمايل الخليجي لتحتضنني شابه ستينيه وتحتضن صاحبي شابه اكثر شبابا وهي سبعينيه وتمايلت الشابات مع من معهن مع صوت راشد الماجد الذي يقول(انا ياغير كل الناس...روحي لك وعمري لك وكل الي تبي كله...انا هالوجه ما مله ..انا ياغير كل الناس...) طلب الحضور اعادتها بعد ان غرفوا كلماتها ورقص الاحباب عليها وهم يدندنون بما تمكنوا من ترتيب كلمات تناسب اللحن
بعد الساعة الثانية من فجر يوم الثلاثاء 16/08 بداء الجمع ينفض على امل اللقاء في العام القادم وقد تنّعم صاحبي بقبلات التوديع من النساء الشابات والعجائز وكل واحدة تقول(اربعة) اي للوداع اربعة قبلات
عدنا الى اليخت(الباتو) لأودع صاحبي... وأخبرته ان سائق التاكسي ينتظر تلفون منه غداً لينقله الى محطة القطار ليغادر المدينة حيث انتهت الثلاثة ايام التي قلت له عنها ليعود الى باريس على امل اللقاء قبل افتتاح مهرجان اللومانتية لا نني سأتمتع بإجازة من يوم 25/08 لمدة ثلاثة اسابيع سأقضيها في الدنمارك والسويد وسأتصل به عند عودتي وحددنا موعد اولي للقاء و ذلك بعد ظهر يوم الخميس الذي سيوافق 15/09/2011
اتصل صاحبي هاتفياً من القطار ليشكر ويتمنى اللقاء بعد عودتي وعبر عن امنيه له بزيارة السويد والدنمارك معي في مناسبة اخرى لآنهم(الخليجيين لا يعرفون غير باريس ولندن) كما قال لا نفكر بذلك ولا نبحث عن مثل تلك البلدان التي اكيد هي جميله
أبديت استعدادي لذلك وفق نفس شروط العلاقة التي نسير عليها في مثل هذه الامور...شكرته لتحمل ما فرضت عليه مع تمنيات بأن يقضي الايام القادمة فيما هو مفيد وجديد ومتميز
الى اللقاء في الحلقة القادمة(أيام اللومانتيه)



#عبد_الرضا_حمد_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية المؤامرة وعبد القادر أنيس/الخاتمه
- نظرية المؤامره وعبد القادر انيس/ردود2
- نظرية المؤامره وعبد القادر انيس 3 /ردود1
- عبد القادر انيس ونظرية المؤامره/2
- نظرية المؤامره وعبد القادر انيس
- رسالة من شهيد
- حوار
- المسعور الغبي
- الحج في الاسلام والمجاعه
- مذكرات طالب لجوء/2
- مذكرات طالب لجوء1/4
- الى الشهيد/بمناسبة مرور عام
- التقيته بعد ان قتل
- طلعت خيري يقول
- الجزيه وطلعت خيري
- الجزيه في الاسلام
- الصلاة
- خليجي في عيد اللومانتيه
- على هامش الثورات العربيه
- نوح ويؤءيل وصالح/الجزء الثاني


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الرضا حمد جاسم - حليجي في عيد اللومانتيه/الجزء الثاني/1