أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عبد الرضا حمد جاسم - مذكرات طالب لجوء/2















المزيد.....


مذكرات طالب لجوء/2


عبد الرضا حمد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3437 - 2011 / 7 / 25 - 23:18
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


وصلنا (الدولة التالية) وكان الصديق( ابا نور) الذي تعرفنا عليه في عمان واودعناه امانه وقد صانها واوفاها...بانتظارنا... بانتظار اصدقاء لا يعرفهم كثيراً ولم يلتقيهم سوى يومين في عمان...فتح لنا داره واوفى الضيافة حقها والصداقة حقها ولو انها سريعة... لنقضي معهم هو وعائلته الكريمة ليلتين جميلتين وهو يعرف رغبتنا بالتوجه الى الشمال التالي.... طلبنا منه ان يقطع لنا تذاكر السفر الى عاصمة ذلك الشمال قام بذلك بكل طيبه ... غادرنا وهم مودعينا متمنين لنا سلامة الوصول مع قلق سببه انه كان يعرف كما قال لنا ان رحلتنا ليست كما مجيئنا وقال انهم الألمان لن تفلتوا منهم ساعتها قلت له انها محاوله.... ودعناهم ونحن متألمين كل يوم نودع احبه طيبين وهذا ليس بالسهل ... ربما نهاية الحياة او ربما استمرارها بشكل مختلف...لا نعرف لحظتها.
هل نحن مجبرين ان نستقْبلْ برحابة الأهل لنودعهم بعد سويعات...هل القساوة وصلت الى هذا الحد الذي فيه تقّبل من تودع وانت باكي او لامع العين بدل الفرح بأمل اللقاء من جديد... وهل تكفي عبارة انه ذاهب الى ما يريد وليس لنا الاعتراض...ولاعتراض هنا فيه شيء من الشؤم عند غيري او البعض من هم غيري.
تحرك الريل(القطار) بدون ان يصيح او يصرخ مناديا او مودعاً( حمد )(حمد الشاعر الكبير مظفر النواب في صرخته الريل و حمد) او مبتعداً عن المكَير(يعني مدينة اور التاريخية) او يتوقف في مدينة السماوة الصاعد ينتظر النازل للتبديل(هناك سكه واحده للقطار تصبح بفرعين في هذه المحطة للتبديل) ماراً بقيمر السدة(محطة قطار سدة الهندية في العراق حيث يصلها القطار فجراً ليتوقف فيها ويلتقي الركاب بائعات القيمر او القشطة المحلية بأواني فخاريه ليفطروا بها مع الصمون او الرغيف الحار نوعما)...القطار التيتي(قاطع التذاكر) يأتي وحده وليس معه شرطي او رجل امن او انضباط عسكري(بوليس عسكري) يستفزك ويخيفك لا لشيء سوى انه يرتاح لذلك او انك تجاوزت الإجازة الاعتيادية يوم او عدة ساعات(خلال الحرب العراقية الايرانية حيث معاناة من يستقل القطار من قباحات التفتيش والانضباط العسكري والتخويف والاهانات والتجاوزات).
كانت الرحلة طويله لا نها كذلك حسب توقيتاتها ولأننا كنا نتصورها او نشعرها كذلك ونحن نترقب المحتملات والمفاجئات وكنت كما العادة الاكثر قلقا وحركه حيث كنت ارصد المتغيرات في العربة والعربات القريبة لنا وكان القلق يزداد كلما اقترب القطار من المحطة الأخيرة في الاراضي الألمانية وبعد ان انطلق من المحطة قبل الأخيرة في( المانيا ) نهضت للقيام بجولتي في العربات القريبة لأصطدم بما لم اتوقعه وهو ان ابواب العربة التي نحن فيها واصبحنا الوحيدين بعد ان غادرها من كان فيها...تلك الابواب الموصلة الى غيرها من العربات قد اغلقت... عرفت لحظتها ان هناك شيء سيحصل وفعلا ماهي الا دقائق حتى وقف على راسنا البوليس الالماني طالبا الاوراق الثبوتية فقلنا لهم نحن باحثين عن اللجوء انزلونا في المحطة الأخيرة لتبدا القصة من جديد.
كنا قد اجتزنا ساعات يوم14شباط ودخلنا ساعات يوم 15شباط وهذا ما فاجئنا به الضابط المسؤول عندما بادر بتهنئة زوجتي بعيد ميلادها الذي يصادف يوم15شباط بعد ان اطلع على ما مثبت في ورقة الاقامة المؤقتة الصادرة عن الدولة التي نزلنا فيها اول مره والتي كانت معنا...افرحنا هذا الامر واراحنا واثار فينا شيء وهو كيف اننا تجاوزنا حقوقهم وقوانينهم ويقابلونا بمثل هذا القول(ولو اننا نحمل اقامه مؤقته في دوله اوربية)... التمعت عيناني خجلاً وألماً وتصورت الموقف لو كان ما حصل لنا قد حصل لأحدهم مع البوليس العراقي او العربي وكيف يكون ردودهم او تصرفاتهم معه ...هذه المقارنة السريعة تجمعت مع ما كان في ذاكرتنا من صور عن الشرطة في الدول العربية فزادت عيوني أحمراراً انتبه اليه ذلك الضابط الكريم فاستدعى زوجتي لتتكلم مع المترجمة على الهاتف وقال لها معتذرا (من معرفه بطباعنا ربما خبرها من كثر ما مر عليه من مثل هذه المواقف او ربما قد تعلمها من دراسته لخصوصيات الشعوب وواجب احترامها)استدعيتك قال لها لأن السيد(المستر) منفعل نوعما وتركته يرتاح قليلا.
أما انا قد توقعت ان التحقيق سيتم معنا جميعا وعلى انفراد وكنت انتظر دوري... اقتربت من باب غرفة الضابط الذي استقبلني بابتسامه و دعاني للدخول ان رغبت والتفضل بالجلوس وكان الكلام او التفاهم باللغة الإنكليزية التي تعاملنا بها مع البوليس منذ اللحظة الاولى وفعلا دخلت وجلست لأستمع لما يدور من حديث بين زوجتي والمترجمة وبعد انتهاء الإجراءات نقلونا الى احد مراكز اللجوء قرب الحدود (.......) لتعرفهم على خط دخولنا (المانيا) و بشكل مؤقت لنقضي فيه يومين ومعنا الاوراق التحقيقية ومنها الاوراق التي مسكوها معنا والتي تؤكد وصولنا الى مطار(..........) والإقامة (.......) المؤقتة بعد ان استنسخوها وادخلوها الحاسوب واخبرنا الضابط عن احتمال شبه اكيد من اننا سنرّحل الى تلك الدولة في نهاية المطاف واخبارنا بذلك من باب التهيؤ النفسي وابعاد الصدمة التي ربما قد تحصل لنا وقد تؤثر فينا
ثم بعد ثلاثة ايام تم ابلاغنا بقرار نقلنا الى مركز لجوء في الشمال على اساس اننا قدّمنا اللجوء هناك بعد القاء القبض علينا في القطار وقد اعطونا الاوراق اللازمة وبطاقات القطار والباص وخارطة المدينة وجدول بتوقيتات تحرك القطار والباص .
وصلنا بالقطار الى مدينة( بويزنبورغ) وركبنا الباص للوصول الى مكان المركز وهو كما عرفنا كان جزء من معسكر للجيش السوفيتي قبل سقوط جدار برلين ويقع في غابه جميله...تعلمنا من هذه الرحلة دقة حركة القطارات والباصات واعتمدنا لأول مره في حياتنا على التوقيت في الوصول الى المكان لأن الوقت هنا محترم لا كما تعودنا حيث كان سائب...وهذا اول درس مهم وكبير.
وصلنا المكان واستقبلونا بشكل بوليسي من قبل البوليس الذي يتحكم او يدير بوابة المركز و كانوا يعلمون عن وصولنا حيث وردتهم اخبارنا قبل وصولنا كما تبين لنا... قدموا لنا ما يؤمن لنا السكن المريح والنظيف والدافئ والصحي...لنبدئ حياة جديده علينا حيث التقينا البشر بكل الألوان والأشكال والانحدارات والأصول وهذا اوجب علينا التأقلم والتحفظ والدقة والمبدئية الانسانية ان صح مثل هذا القول.
تعرفنا خلال فترة البقاء هناك التي استمرت قرابة الاربعين يوماً او اكثر قليلاً على الكثير من طالبي اللجوء العراقيين والغريب ان الكثير منهم من يدعون انهم عراقيين وهم غير ذلك فالبعض منهم مصريين كانوا قد عملوا في العراق وطلاب اردنيين اكملوا دراستهم في العراق والبعض من اكراد سوريا والجميع بدون اوراق ثبوته وكانت الامور واضحه لنا وللجميع بما فيهم السلطات الألمانية التي عالجت الموضوع بتخصيص مترجم لطالب اللجوء من نفس البلد الذي يدعي انه منه... وهنا حصلت الكثير من الامور الغريبة والمثيرة والمضحكة ندرج منها التالي:
ـ احد الأخوة المصريين واسمه( ابراهيم) وكان يعمل في مصر مرشد سياحي كما كان يقول.... تعرف على شابه المانية كانت في سفره سياحيه الى مصر تعلم منها بدايات اللغة ويدعي انه عراقي (ابوه مصري وامه عراقية) ويعيش مع امه في بغداد بعد انفصالهما بعيد دخول العراق الى الكويت.
في(البوندس امت)(اي اللجنة التحقيقية أو المحكمة)كان المحقق الألماني ومع وجود المترجم العراقي يعرض صور كبيره لساحات او معالم سياحيه لمدينة بغداد او اي مدينة عراقية يدعي طالب اللجوء انه منها او يعيش فيه ليستخدمها كواحده من الوسائل للتأكد من ادعاء طالب اللجوء انه عراقي وكان الكثير من تلك الصور يتم تداولها في مركز اللجوء من قبل طالبي اللجوء .وفي يوم التحقيق مع( ابراهيم) وبعد
ان اكد المترجم العراقي للمحقق من أن (ابراهيم )ليس عراقي من خلال لهجته وبعض تصرفاته واجاباته... سال المحقق( ابراهيم) عن ( ساحة التحرير)في قلب بغداد حيث قدم له صورة عنها تمثل جدارية او نصب الحرية( للخالد جواد سليم) وطلب منه اسم الساحة او الميدان... فأجاب بشكل صحيح انها ساحة التحرير لكن المحقق فجاءه بطلب اسم الشارع الممتد منها باتجاه (ساحة النصر) القريبة منها فارتبك( ابراهيم) وقال انه( شارع التحرير) بدل( شارع السعدون )هنا ايقن المحقق انه ليس عراقي.
ـ وفي احد الايام تم استدعاء احد المترجمين العراقيين وهو من الأخوة الكورد بشكل طارئ لوجود مجموعه جديده تدعي انها عراقية فلما وصل المترجم دخل على المحقق وعرف سبب الاستدعاء المفاجئ خرج لمقابلة المجموعة وبعد دقائق قليله عاد الى المحقق ليقول له ليس فيهم عراقي كلهم غير عراقيين ... أستغرب المحقق من سرعة ذلك القرار وهم المعروفين(الألمان) بالدقة وحب التدقيق... فقال المترجم انه دخل عليهم وحياهم بسلام متداول في العراق فلم يجيب احد منهم كما يجيب العراقي(قال لهم الله بالخير...فلم يجيبه احد).
ـ وكان هناك احد الاردنيين ممن اكمل دراسته في كلية الآداب في بغداد على حساب الحكومة العراقية واسمه( احمد) وكان يعرف اللغة الالمانية نوعما وهو يحمل وثيقة الهوية العراقية(لجنسيه العراقية) وهي واضحة التزوير كما شاهدناها ومؤشر فيها انه من مواليد العمارة(محافظة ميسان) ويدعي انه من سكنة بغداد وبعد ان سألة المحقق عن نصب( كهرمانة )وبعض المناطق في بغداد واجاب عليها بشكل صحيح سأله المترجم وهو واثق من انه ليس عراقي من لهجته الأردنية الواضحة(او غير العراقية)
هل تزور العمارة قال له نعم فقال له من اي العمام انت(تعني في العراق من اي عشيره) ارتبك ولم يعرف ان يرد فعاجله بسؤال اخر وهو اين يقع (علي الغربي)(مزار شيعي يقع في محافظة ميسان) فتلعثم ولم يتمكن من الإجابة من وقع المفاجأة.... ايقن المحقق انه ليس عراقي كما اعلمه المترجم.
ـ وأخر اسمه ( ابراهيم )مصري الجنسية ايضا وكان يرتدي الكوستم الكامل مع الكرفته كل يوم ويحمل حقيبة دبلوماسية حتى عندما يذهب للمطعم وكنا نسميه(الأمباسادور لما كان يلبس ويتصرف ولتمييزه عن ابراهيم الأخر)...وكان كما يقول من جنود القوات الخاصة المصرية الذين اشتركوا في معركة 1973 وشارك في عبور قناة السويس وكان قوي البنيه رغم افراطه بالتدخين وشرب الكحول ومع ذلك فاز في بطولة ماراثون نظمها مركز اللجوء لطالبي اللجوء...وكان يحمل صوره له وهو يصافح مبارك في احدى زياراته الى منطقة سكنة ويدعي انه مرشح لانتخابات البرلمان المصري(مجلس الشعب) وهو معارض للنظام وتعرض للاضطهاد لسحب ترشيحه فقال له المحقق لماذا لم تسحب ترشيحك في وقتها واليوم انت قد سحبت ترشيحك عملياً بطلبك اللجوء هنا.
تبين لنا بعد ذلك من كثر ما يثيره المحقق من امور تحصل في جلسات الشرب التي تجري ليلياً في الكامب حيث كنا نجتمع وكان معنا شاب مصري اسمه(عبد الحليم)ومهنا مصري اخر شاب لا يتحمل الشرب الكثير لذلك يتقيء وقبل ان يفعلها كان ابراهيم يشعر به فينادي على عبد الحليم(الصفيحة ي عبه حليم باللهجة المصرية) اي اجلب الشيء الذي يتقيء به هذه العبارة طرحها عليه المحقق اثناء التحقيق وما جرى معي كما سيأتي وغيرها تبين او شعر الجميع مع تكرار استدعاء ابراهيم الى بناية الهيئة التحقيقية انه يتعامل مع المحقق او كان ينقل له الأخبار وبعد انتهاء التحقيق معه وكانت النتيجة الرفض قال لنا ان المحقق قال له اذهب وتعاون مع مبارك احسن من تبقى هنا...كان يجيد اللغة الايطالية وعمل بعد ذلك في مطعم ايطالي في منطقه قريبه من مدينة( شترالزوند) في الشمال الالماني(بالأسود)
ـ ومما نتذكره من قصص هناك هو ان احد الأخوة من الكورد الفيلية المسفرين الى ايران واسمه( فوزي) دخل على المحقق وقال له:
(أن كلبك عنده هويه وانا لا املك هويه ولم يعترف بي احد ليمنحني الجنسية)هذه العبارة حركت شيء عند المحقق لأنه فؤجيء بها كما عرفنا بعد ذلك من المترجم(نعتذر عن ذكر هذه العبارة لكنها كانت حقيقه وكان طالب اللجوء يلجاء لكل شيء في سبيل تعزيز قضيته او موقفه امام المحقق)وقد ابتدع الكثير من طالبي اللجوء قصص ومواضيع حتى كان في بعضها ما يخدش الحياء وبالذات ما طرحه احد غير العراقيين وكان قد حصل على اقامه في سويسرا مدعياً انه عراقي لكنه كما يقول الامور هناك صعبه وجاء الى المانيا لأنها احسن وهو يعتمد في ذلك على انه في اسوء الأحوال سيعود الى سويسرا فقد ادعى انه من المثليين ومهدد في العراق بالقتل
واحد العراقيين الذي كان يصلي ترك دينه ليتحول الى المسيحية كما يدعي وهو بذلك مهدور دمه ويريد الحماية لكنه فشل في اقناع المحقق الذي كان يعتمد على مراقبين وضعاف نفوس وجولات المشرفين على غرف طالبي اللجوء بعد مغادرتها بحجج التنظيف والتدقيق ويستغلون الفترة المقررة لتناول الطعام وهي اوقات معلومة ومحددة ولن يسمح لأحد بالبقاء في غرفته عند وقت تناول الطعام
ومن اغرب الحالات هي ان احد الشباب العراقيين من واسمه جمال وهو شخص ضخم طويل ممتلئ احمر الوجه مشكلته ان المحقق يرفض اعتباره عراقي رغم اوراقه الثبوتية وتأكيد المترجم وهو اي المحقق يصر على انه اوربي
كان جمال في طريق الى الدنمارك أو يريد الوصول اليها وتقطعت به السبل لنفاذ ما يملك من مال فقام بتسليم نفسه الى البوليس الالماني على الرغم من انه كان يتحرك بحريه لعدم الاشتباه به فهو يشبه الالمان.
الكثير من هذه المواقف والامور علمنا بها بعد ان تبين اننا من المرفوضين في قوائم اللجوء والتقينا في مكان واحد بعد ترحيلنا نحن المرفوضين الى مركز في مدينة (شترالزوند) بعد ذلك حيث بداء كل واحد يتكلم عن القصة التي قدمها الى المحقق وقبل ذلك كان الجميع يتحفظ على ذلك ....والقسم الأخر من القصص مما يتسرب من(.........) الذين التقينا بعضهم بعد ذلك وهم في الكثير منهم من العراقيين الذين امكننا الالتقاء وسماع او معرفة آرائهم حتى ان العزيز من (.....) لنا امام المحقق قال لنا ان المحقق قال لولا تلك الورقة القانونية(اي الاقامة المؤقتة ......التي كانت معنا) لكان قد منحنا اللجوء الانساني في المانيا ولكنها كانت لنا خيراً عندما تسببت بترحيلنا الى حيث نكون اليوم لنحصل على الجنسية قبل اقراننا في المانيا ويستقر وضعنا في هذه البلاد العظيمة وشعبها الكريم.
أما انا فقد استقبلني المحقق بأسلوب حاد وقوي ومفاجئ حيث قال وبدون مقدمات(نعرف انك جئت الى أوربا بالشاحنة ولا تعرف السائق وعندما وقفت الشاحنة نزلت منها...هذا في أوربا اما من العراق فقد تم تهريبك من قبل مهرب كردي من دهوك الى شقه في تركيا لا تعرفها ولم تخرج منها وكانوا يجلبون لك احتياجاتك الى الشقة)هذه الرواية نعرفها فعليك ان تتكلم بصدق وتقول الحقيقة وكانت هذه الرواية التي يقولها كل من يتقدم بطلب لجوء او غالبيتهم اثناء التحقيق...فاجأني هذا الطرح الغريب وغير المبرر والاستفزازي وانا اعرف ان المستمسكات (.........) التي ضبطت معنا أمامه فلماذا هذا الأسلوب...المهم لم يستفزني في ذلك وقلت له ان كل الأوليات معكم وقلت له انه.
القي القبض علينا في المانيا ولم نسّلم انفسنا ومعنا اوراق الإقامة (...).وشرحت له كيف دخلنا المانيا وكيف تم القاء القبض علينا...ثم تكلمنا عن حياتنا السياسية والوظيفية...هذا الطرح اجبره كما شعرنا على تغيير اسلوبه حيث كان يظن ان قوله ذلك سيدفعنا للاعتقاد انه لا يعلم شيء عن ظروف توقيفنا وطلب اللجوء هنا لنكون امامه كاذبين ونتحرك او نتكلم بنفس اتجاه كلامه ليتمكن منا عندما يفاجئنا بتقديمه الأوراق التي ضبطت معنا.... شعرنا عند تبدل اسلوبه اننا تمكنا منه وفوتنا عليه الفرصة واقتنع هو بما طرحنا.... وكان المترجم من الأخوة الكورد من الساكنين في هامبورك واعتقد كان يعمل مع احدى المنظمات المهتمة بحقوق الانسان في المدينة كان قصير القامه ورشيق وهادئ جداً مع الأسف لم نعرف اسمه ولو اننا زرنا تلك المنظمة والتقينا مع أحد العراقيين العرب الذين يعملون فيها وهو مترجم محلف ايضاً وتمت الزيارة قبل يومين من التحقيق معنا وكان معي في تلك الزيارة المصري ابراهيم(الذي كنا نسميه الأمباسادور؟؟؟!!!!) واستغربت قول المحقق لي وسؤالي عن اسباب تجاوزي التعليمات ونزولي الى هامبوركَ وكانت التعليمات تمنع تجاوز حدود دائرة قطرها خمسين كيلو متر مركزها مركز اللجوء...فقلت له نعم نزلت وذهبت لأستفسر عن مساعدة تلك المنظمة في قضيتي وقابلت شخص لا اعرف اسمه وهو عراقي(فعلا لا اعرف اسمه) الذي قال لي نحن لا نتدخل في هذه الامور الا بعد انتهاء التحقيق وفي حالة كون النتيجة الرفض وفي تلك الحالة يمكننا فقط ان نرشدك الى محامي يتبنى قضيتك وفعلا هذا ما دار....هذا الطرح ارتاح له المحقق والمترجم... رغم اننا التقينا بعد ذلك بفتره ليست بالقصيرة الأخ الذي قابلناه في تلك المنظمة في احد المطاعم التي يملكها عراقي في هامبوركَ و يعمل فيها احد الأخوة العراقيين المسفرين الى ايران من اهالي بغداد .....تربطنا به علاقه قرابه(نسابه) فقال لي ساعتها بعد ان اطمئن لي ....اني قابلتك بشكل رسمي في ذلك اليوم رغم ما قدمت لنا من مستمسكات تثبت فيها اتجاهك السياسي لأننا نشك بكل من يدخل الينا او يستفسر منا لأننا نتوقع دائماً ان المحققين من يدفعون البعض لزيارتنا وطرح امورهم علينا وحتى كنا نشك ان هواتفنا مراقبه من قبلهم.... لذلك كنت حاد في الرد فأعتذر منك اليوم... شكرته لأنه من بادر بالكلام والتوضيح
المهم بعد انتهاء التحقيق قوبل طلبنا بالرفض والترحيل الى(.........) كما قال لنا الضابط في اول يوم لذلك لم نفاجئ به... وتم ذلك فعلاً حيث نقلنا الى المطار بسيارة البوليس كما تنص عليه اي عملية ترحيل ونحن في الطريق الى المطار قدمنا لهم الشكر على كل ما قدموه لنا منذ اول يوم الى هذا اليوم أي يوم الترحيل..
ومن المواقف الطريف في هذا المكان ونحن جميعاً مرفوضين كان اصرار البعض على عبور الحدود الى الدنمارك لأنها وقت ذك لم تدقق على(بصمة الاصابع) وكان يقود تلك الحملة العزيز(أدور) ذكرناه عدة مرات في مقالات اخرى...كان يقود تلك الحملة وأخر ما ابتدعه بعد ان فشل مرتين واعيد الى المركز لا بسبب عدم تجاوز الحدود وانما لأن كلاب القرى التي يدخلونها فجراً تعوي مما يدفع السكان الى الاتصال بالبوليس الذي هو اصلاً متأهب...أخر ابداعات العزيز أدور هو شراء حذاء الرول(فيه رولات) وصبغ الشعر باللون الأشقر و(كَيتار) يحمله احدهم وينطلقون وهم في مسيرهم يقوم حامل الكَيتار بالضرب عليه وهم مسرعين ويخترقوا نقطة الحدود ويواصلوا مسيرهم بعيد عن القرى ويكون ذلك في وضح النهار
تركناهم وهم لذلك يرتبون ولا نعرف ما حصل لهم...نتمنى انهم حققوا ما يريدون.



#عبد_الرضا_حمد_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات طالب لجوء1/4
- الى الشهيد/بمناسبة مرور عام
- التقيته بعد ان قتل
- طلعت خيري يقول
- الجزيه وطلعت خيري
- الجزيه في الاسلام
- الصلاة
- خليجي في عيد اللومانتيه
- على هامش الثورات العربيه
- نوح ويؤءيل وصالح/الجزء الثاني
- بمناسبة عيد الأب19/06
- نوح ويؤئيل وصالح
- التنويري السلفي
- منغولي في ماليزيا
- يحكى أن
- الحوار المتمدن في اليونسكو من جديد
- الثورات....و غيرها
- رساله دينيه
- الى عيد العمال العالمي
- الشك في اعجاز القرآن


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عبد الرضا حمد جاسم - مذكرات طالب لجوء/2