أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة الزهراء طوبال - في قبو الاغتراب














المزيد.....

في قبو الاغتراب


فاطمة الزهراء طوبال

الحوار المتمدن-العدد: 3487 - 2011 / 9 / 15 - 18:33
المحور: المجتمع المدني
    


قالت الحكماء : " الشدائد ميزان الحقائق" فبالشدة تنكشف الحقيقة فيسقط القناع ويزول على إثر هذا الانكشاف البلاء
شكلت مظاهر هذا المجتمع الفذة أعزوفة لكياني الذي أخذ منه الألم مأخذا عظيما، فتداولت عليه مأساة الاغتراب كتداول العصور على الزمن، فلم أدر يوما أن ذلك سيؤثر على مسار حياتي التي صممت لها بنايات من حديد ولم يكن ليخطر في البال أبدا أنني في يوم ما سأواجه إعصارا شديدا يجرفني تياره إلى سبيل قتّل أفكاري المثالية تقتيلا مبرحا فلم يرحم مابنيته من أمور نافعة غرفتها من منبع عذب أصله، فجعل ذلك الإعصار الذي قلب الزمن على أعقابه كل المعاني السامية من صدق و ثقة و عدل تندمل في قبو من الظلام الحالك لا ندري أين يتجه أو ينتهي فآل كل شيء إلى المجهول.
ليتني لم أتأثر بالأفكار الأفلاطونية التي غرزتها في نفسي الفلسفة الغربية غرزا متماسكا لم أستطع يوما التخلي عنها، فصارت تقودني إلى الوراء وعرقلت حركتي الأمامية و جعلتني أغوص في هيامها الذي أبعدني عن واقعي الحقيقي المليء بالمفاجآت و الكوابيس المدمرة.
سبحان الله، ماكنت لأدري أبدا أنني سأسير في خطوات خلفية أراجع فيها تفكيري المعزول عن الحيل و تكتيكات البشر العدوانية، لأجد نفسي في دوامة من العذاب، أرهقتها رواية كانت شخصيتها البطولية تميل نحو البذاءة الروحية، لَمّا حطمت ما في من تفكير سليم مليء بكل ماهو إنساني و يرتقي إلى طبقة النبلاء من الأرستقراطيين الشغوفين بحب السلام و المليئين بروح الاحترام، هكذا إذن قاسمتني تلك الأفكار أزمتي الذاتية.
فهل من حقي أن أتساءل عن أمر بدا يحيرني، بل أتعب قواي و أنهكني ليلا و نهارا صار يتعبني...ومن أي جانب يبدأ إشكالي، حتى وإن كان عميقا فإن ذوقه بات مرّ الملاذ، تصارعني الأيام بأكملها وتسود سلوكيات الناس من أمامي بين لحظة و أخرى أو ليلة و ضحاها.
أخيرا ظهرت مكبوتاتي إلى الوجود بعد انقطاع دام أكثر من ثمان سنوات... تلك السنوات التي أذاقتني مرّ الليالي و قسوة العذاب...بل أدخلتني نار جهنّم فصرت كالذي اقترف ذنبا أو خطيئة رغم أنني لم أفعل أي شيء يسيء للآخرين...لكني أدركت بعد مرور تلك السنين أنني كنت بين أحضان ابتلاء عظيم و أنا أشكر الله تعالى على هذا الابتلاء، أجل كل ماأدركته الآن هو أنني كنت بين أحضان ابتلاء عظيم... ابتلاء ساقني إلى بر الأمان لما تمسكت بخالقي ولم أحزن ولم ألُم مرّ السنوات التي مرت علي بوابل من العذاب القاسي...لكني أدركت كذلك أن الإنسان بمقدرته أن يدّعي أي شيء حتى وإن خسر أخاه الإنسان من أجل الوصول إلى مبتغاه...يدرس نواياك ويحاربك بما تحب أي بسلاحك فإن كنت من دعاة الإنسانية يتخذها خصمك شعارا لمباغتتك وإن كنت من دعاة الحق يتخذه خصمك سبيلا ليراد به باطل...أجل حق يُراد به باطل...ليتني أستطيع أن أفصح أكثر عن مايحرق ذاتي من أفكار غامضة لكني فضلت أن أكتم ذلك إلى الأبد فلقد حفرت قبرا لأدفن فيه الماضي وأرفض العودة إليه من جديد لأن الماضي أصبح مجرد ذكرى لامعنى لها ومجرد أوهام لاذوق لها...خاصة لما يصرعك أصدقاءك ممن وثقت فيهم صراع الجبناء
ليتني كنت واعية قبل هذا ولم يمت قلبي ولا قلمي و لم تمت أفكاري التي شيدت جثمانها منذ أمد بعيد...
هكذا إذن حدث مالم يكن في الحسبان، تصارعت و الزمن الذي فاجأني بما لم تتوقعه الأذهان، لعلي كنت السبب في تقتيل موهبتي لأن مايصيبني من شر فإنه من نفسي...لكني طال علي الزمن وصرت في كل يوم أقف باكية على الأطلال ولكأني بالزمن يعيدني إلى الخلف ويصور في ذهني أحداثا مريبة ماكنت لأتحمل وقوعها يوما، لعل السّكة التي كنت أسير عليها قد أخطأها القطار فغادرها إلى سكة قد تحمله إلى حيث لايدري لكني أعتقد أنّ السّكة الثانية قد حَملته على ذلك فأخطأ القطار عُنوان السّكة التي كان ينبغي له أن يسير عليها، وما ذنبي إذن، إذا أخطأ الناس العنوان؟ ولم يعرفوا حقيقة مايسيرون عليه...كلا ماعدت لأعي ماحدث منذ زمان مضى لكني دخلت معركة أصارع فيها الزمان و يصارعني...
أنا السّبب لأني أنا من اعتقد بأن العالم الذي نعيش فيه مليء بالمثاليات من السلوكيات لكن هذا المثل أو المثال الذي نتغنى به قد ولىّ مدبرا و لم يعقب، أنا السّبب لأنني كنت أعيش عالم المثل كالذي عاشه أفلاطون و غيره من فلاسفة زمانه...
فلقد احتضنت المبادئ الأندلسية و سافرت إلى كثبان الخلافة الإسلامية و استرخيت على ألحان الخلافة الراشدية و فجأة أحسست بطمأنينة أبدية فنمت و غفلت و غفوت وحاول كل من حام حولي أن يوقضني بصخب الوقائع العصرية إلا أنني استسلمت لأحلامي و آمالي و تطلعاتي لكن بعد مضي سنوات من ذلك السفر المهيب استيقظت فوجدت أمامي لحن الألم يُعزف على أوتار غربية وقد التمت العديد من المعاني حوله...معاني الغش و الكذب و النفاق و التمسرح و الخداع و التلاعب بعواطف الآخرين و بناء المصالح الشخصية على حساب الدين و الإدعاء بالتسلف و السلفية من أجل الإيقاع بالآخرين فقط فأبهرنا بمظاهر مخادعة لاهي منا ولانحن منها ...
هكذا إذن استيقظت على وقع حطّم للبشر معنى البراءة ومعنى الوفاء ومعنى السلام ومعنى الحب ومعنى الكرامة ومعنى الحرية ومعنى التسامح ومعنى الإخاء ومعنى التضامن ومعنى الإتحاد...فصرت كالسيف ذو حدين يقاتل من أجل فرض مبادئه الإنسانية و في يدي جمرة من نار أمسك بها حتى لاأخطأ الطريق ولا تخطئني أخلاقي فيجذبني التيار حيث لاأريد الذهاب وفعلا أنا لاأريد أن أذهب حيث ذهب الآخرون ولا أريد أن أُطعن في سيرتي ولايهمني رأي الآخرين بي مادمت أثق فيما أفعل وأعمل ومادمت أعلم أنني في الطريق الصحيح، أنا لاأريد أن أشق على نفسي فأهيم في واد مجهول المنبع، لكني أريد فقط جوابا على تساؤلاتي التي أدخلتني قبو الاغتراب!!!



#فاطمة_الزهراء_طوبال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجدك أماه
- الطبيعة الرومنسية
- عن العلا و العربية
- تراث ووطنية
- قوانين نقل الملكية الزراعية ومصادرة الأراضي الجزائرية من قبل ...
- كيف ظهر الخوارج؟
- إبتهالات ربانية
- مآثر البربر الحضارية في الأندلس
- بعدما تحملت النفوس الكبيرة الآلام الكبيرة................... ...
- كفاح من طرف واحد
- عندما تتحول المهزلة الكروية إلى نصر تاريخي
- من ذا الذي يريد ان يسكت صوت القرآن بحجة حرية الآخرين؟
- إشكالية البنوك الربوية
- النظام الدبلوماسي و الصراع العربي العربي الإسرائيلي
- حتى نغير ما في أنفسنا
- تحقيق صحفي
- عندما تسمى مخابز و مقاهي بأسماء العلماء و الفقهاء...هل يفعلو ...
- إشكالية الدولة المعاصرة
- إشكالية الفكر العربي المعاصر
- هل يمكن أن نقيم نظام مثالي؟


المزيد.....




- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة الزهراء طوبال - في قبو الاغتراب